لبنان
ترسيم الحدود: هكذا ضغط الأمريكيون.. وهكذا واجهه حزب الله وحركة أمل
ذكرت صحيفة الأخبار أن المسؤولين الأمريكيين الذين زاروا لبنان لم يكفّوا منذُ عام 2012 عندما حطّ الموفد الأميركي الخاص السفير فريدريك هوف في بيروت عن الضغط على لبنان للقبول باقتراح الأخير الذي نصّ على تقاسم المنطقة المتنازع عليها بين لبنان والعدو الصهيوني عند الحدود البحرية الجنوبية، والتي تبلغ مساحتها 860 كيلومترًا مربعاً. وبموجب اقتراح هوف، يحصل لبنان على 500 كلم مربع، فيما تفوز "إسرائيل" بـ 360 كيلومترًا مربعًا!
وبحسب "الأخبار"، عاد الموفدون الأميركيون بخيبة أمل من وزير الخارجية ريكس تيلرسون، إلى مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، ووكيل وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل، نتيجة توحّد الموقف اللبناني الرافض لهذا الاقتراح، إذ أصرّ لبنان على تثبيت حقه في ترسيم الحدود البحرية عبر مفاوضات غير مباشرة تتولاها الأمم المتحدة، وفي حضور وسيط أميركي.
وبعدَ توقف هذا المسعى، عادَ الملف الى الواجهة بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبيروت الأسبوع الفائت، الذي جدّد الطلب بحسم هذا الأمر، "إذا كان لبنان يريد أن يستفيد من النفط والغاز في مياهه"، لكن الفارق هذه المرة هو وجود تباين في الموقف الرسمي اللبناني من قضية الترسيم، وكيفية التعامل مع ملف الحدود البرية والبحرية.
يعتبر بعض المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، وفق "الأخبار"، أن لبنان قادر على فصل ترسيم الحدود البرية عن تلك البحرية، وهو ما يقترحه الأميركيون. ويرى الحريري وباسيل أن الفصل سيسمح للبنان باستعادة أراضٍ متنازع عليها مع العدو، مشدديْن على أن الترسيم البري سيثبّت حقوقنا في المياه، لأن الترسيم البحري يستند بالدرجة الأولى إلى الحدود البرية.
في المقابل، أصرّ حزب الله وحركة أمل على عدم الفصل، لافتين إلى أن ترسيم الحدود البرية سيحرم لبنان من ورقة قوة يمكنه استخدامها في المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية. وقبل وصول بومبيو، كان الحريري قد اقترح الانتهاء من النقاط البرية المتفق عليها، وضمّ نقاط الخلاف في البر الى المفاوضات على الحدود البحرية، فكان جواب الحزب بأن "الملف كله في عهدة الرئيس نبيه برّي، وأننا نقبل بما يقبل به"، على ما ورد في "الأخبار".
الرئيس بري: الترسيم يجب أن يبدأ من البحر وصولًا إلى البر
وفيما سوّق البعض معلومات تشير إلى أن "حركة أمل وحزب الله قد قبلا أخيراً بالفصل بين البر والبحر"، نفاها الرئيس بري لـ"الأخبار"، مؤكدًا أنه "كان جازمًا لجهة التأكيد على حق لبنان الكامل بحدوده البحرية الخالصة، والتي تقع ضمنها مساحة الـ 860 كيلومترًا، التي تحاول "إسرائيل" أن تقتنص منها مساحة تزيد على 360 كيلومترًا.
وشدد على أن "الترسيم يجب أن يبدأ من البحر، وصولاً الى البر"، مشيرًا إلى "أننا ننتظر جوابًا لتحديد موعد للمفاوضات".
وبرزت معطيات تشير إلى ان بومبيو أبلغ الجانب اللبناني موافقة بلاده على أن تكون المفاوضات برعاية الأمم المتحدة، وبمشاركة أميركية، علمًا بأن مسؤولين أميركيين سبق أن أكّدوا للبنانيين رفض أن تكون المفاوضات برعاية أممية، وأصروا على أن يكون الوسيط بين لبنان والعدو أميركي.