لبنان
هوكشتاين إلى بيروت نهاية الأسبوع.. والحكومة مكانك راوح
اهتمت الصحف الصادرة صباح اليوم بالزيارة المرتقبة للمفاوض الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وكيان العدو، عاموس هوكشتاين، والذي أبلغ رسميا نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أنه سيصل إلى بيروت خلال أسبوع.
وفي الشأن الحكومي، لا شيء جديد بعد اللقاء الأخير بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والذي لم ينتج عنه أي جديد، ليبقى السباق بين التأليف الحكومي وانتهاء ولاية رئيس الجمهورية.
"الأخبار": هوكشتين يحمل الأجوبة الإسرائيلية هذا الأسبوع
أُعلن، أمس، رسمياً عن عودة «الوسيط» الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية عاموس هوكشتبن إلى المنطقة أواخر هذا الأسبوع. وهذا ما كانت تبلغته جهات في لبنان عن أن العودة ستكون بين 7 و 12 أيلول الجاري، ويفترض أن يحمل هوكشتين معه تصوراً أكثر وضوحاً حول رد حكومة العدو على المطالب اللبنانية، وسط إشارات إلى سعي إسرائيلي جديد لإرجاء أي اتفاق إلى ما بعد انتخابات الكنيست المقررة مطلع تشرين الثاني المقبل، مع صيغة تفاهم تحول دون المواجهة مع حزب الله خلال هذه الفترة الفاصلة.
وأعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أمس، أنه أبلغ الرئيس ميشال عون بنية هوكشتين زيارة لبنان أواخر الأسبوع، وأن «معظم التقارير الإعلامية التي نُشرت أخيراً حول مهمة الوسيط ليست دقيقة ومبنيّة على تكهنات». وأكد بو صعب أنه سمع من الجانب الأميركي أن «الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى اتفاق عادل هو أولوية قصوى بالنسبة إليهم».
من الجانب المحتل من رأس الناقورة، راقب أمس المستوطنون مسيرة المراكب التي نظمتها «الحملة الأهلية لحماية الثروة الوطنية» تثبيتاً لحق لبنان بثرواته النفطية البحرية. من مرافئ طرابلس وصيدا وصور، أبحر العشرات باتجاه خط «الطفّافات»، عند آخر نقطة من البحر الجنوبي، على وقع أناشيد ثورية ووطنية. ولدى اقتراب المسيرة، اقتربت ثلاثة زوارق للعدو الإسرائيلي من الجانب المحتل من البحر وحاولت ترهيب المشاركين وإجبارهم على العودة. (بلال قشمر)
ووسط تفاهم بين الأطراف المتحاورة على «التكتم وعدم الكشف عن فحوى الاتصالات»، لا تبدو التسريبات الإعلامية في إسرائيل عن «اتفاق وشيك» حاسمة، خصوصاً في ظل الاشتباك السياسي الداخلي في كيان الاحتلال على خلفية الانتخابات، رغم أن الأميركيين يحثون الحكومة الحالية على السير في الاتفاق كما جاء في اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس حكومة العدو يائير لابيد الأسبوع الماضي ودعوته إلى «إنجاز الاتفاق خلال أسابيع».
«خطة سير» هوكشتين ستكون كالآتي:
- يغادر «الوسيط» الولايات المتحدة في اليومين المقبلين إلى باريس لعقد اجتماعات خصوصاً مع مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الأمن القومي، وربما مع إدارة شركة «توتال»، للبحث في دور فرنسا و«توتال» في تذليل العقبات من أمام اتفاق سريع. علماً أن إدارة الشركة الفرنسية عادت وأكدت في رسائل غير معلنة أنها «مستعدة للعودة إلى المنطقة فور الإعلان عن اتفاق يشمل ضمانات بعدم حصول أي تصعيد عسكري من الجانبين».
- من باريس، يتوجه هوكشتين إلى تل أبيب لمناقشة تصوره الخاص بالحل مع لابيد وفريق عمله، والبحث في طلبات العدو في ما يتعلق بالتعويض المالي عن التخلي عن حقل قانا. علماً أن الجانب الأميركي كان قد أقر بأن العمل في الحقل سيكون لمصلحة لبنان.
- بعد زيارة تل أبيب ينتقل هوكشتين إلى بيروت، لوضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء اتصالاته التي تشمل قطر أيضاً، ويفترض أن يبلغ لبنان بالأجوبة الإسرائيلية الرسمية على طلباته الخاصة باعتماد الخط 23 والتأكيد على حقه في كامل حقل قانا.
وبحسب مصادر متابعة، فإن هوكشتين الذي يتواصل مع المسؤولين في بيروت بات يؤكد أن إدارة بايدن «تضع ملف الترسيم في رأس اهتماماتها الآن، وأن واشنطن تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى اتفاق قريباً. لكنها قالت إن زيارة هوكشتين إلى لبنان قد لا تكون الأخيرة قبل الاتفاق الذي يحتاج إلى وقت إضافي، ربما ربطاً بأحداث والتزامات دولية منها أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
محاولة إسرائيل تأجيل الاتفاق إلى ما بعد انتخاباتها الداخلية سيقود إلى مشكلة أكبر
وبحسب المصادر، فقد جرى لفت انتباه كل الوسطاء إلى نقاط عدة منها:
- إن المقاومة في لبنان غير معنية بمنح أي ضمانات لأي جهة داخلية أو خارجية في حال واصل العدو اعتداءه على حقوق لبنان، وإن المهلة الزمنية التي وضعتها ليست مفتوحة، وإن الحزب لم يقرر بعد خطوته التالية في حال التزمت إسرائيل وقف الأعمال في حقل كاريش مقابل عدم تفعيل المقاومة تهديدها.
- إن محاولة إسرائيل تأجيل الاتفاق إلى ما بعد انتخاباتها الداخلية ستقود إلى مشكلة أكبر، لأن في حال انتهت ولاية الرئيس ميشال عون، وفي ظل تعقيدات الوضع الداخلي في لبنان، قد يكون متعذراً على الوسطاء الدوليين إيجاد جهة لبنانية تملك صلاحية توقيع أي اتفاق حول الحدود.
- إن لبنان غير معني بفكرة التعويض المالي، وليس مسؤولاً عن أي تعهد يمكن أن يحصل عليه الجانب الأميركي من الفرنسيين بتقديم تعويضات مالية لإسرائيل عما تعتبره حصتها من حقل قانا، وأن الاتفاق الموقع بين لبنان و«توتال» لن يُعدّل تحت أي ظرف.
دور لقطر
على صعيد الأدوار الإضافية لعواصم خارجية، تبين أن الأميركيين يريدون أن تكون فرنسا، كحكومة وليس كشركات، معنية بالاتفاق وبأي برامج مساعدات للبنان، كممثلة لأوروبا والغرب، كما يعمل الأميركيون على أن تكون قطر الطرف العربي المعني بملف الترسيم من خلال الحلول مكان شركة «نوفاتيك» الروسية التي تركت التحالف مع «توتال» و«إيني» الإيطالية، وأن تعمل الدوحة على دعم بعض المؤسسات اللبنانية. إذ تعتقد واشنطن بأن قطر هي الطرف الخليجي الوحيد الذي يمكنه القيام بهذا الدور، في ظل امتناع الكويت والإمارات العربية عن القيام بأي خطوة في لبنان تغضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي لا يزال يرفض أي بحث في مساعدة لبنان على مواجهة أزماته الاقتصادية والمالية.
"البناء": هوكشتاين آخر الأسبوع الى بيروت
يتصدّر ملف الحكومة ومقاربة الاستحقاق الرئاسي عناوين السجالات والمواقف، وكان الأبرز صدور مبادرة لنواب الـ 13 تضع معايير لمقاربة الاستحقاق الرئاسي، سجل عليها خلوّها من أي إشارة الى التهديد الإسرائيلي، رغم كثرة الحديث عن السيادة والأمن والدفاع وحماية الثروات.
لا تزال الهوة على حالها بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي حيال ملف تأليف الحكومة أو تعويم الحكومة الحالية. فالحراك على خط بعبدا – السراي من قبل بعض الوسطاء لم يثمر أي نتيجة حتى الساعة، علماً أن مصادر سياسية تقول لـ»البناء» إن تعويم الحكومة الحالية سوف يحصل قبل انتهاء ولاية الرئيس عون، مشيرة الى أن انشغال القوى السياسية اليوم منصبّ على الاستحقاق الرئاسي رغم علم الجميع ان الفراغ الرئاسي على بعد أسابيع.
ويعقد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مؤتمراً صحافياً الثلاثاء المقبل، بعد اجتماع تكتل لبنان القوي، سوف يردّ على مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ومواقف رئيس حزب القوات سمير جعجع يوم أمس الأحد، فضلاً عن ملف الحكومة والسجال الحاصل حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال في ظل الفراغ الرئاسي.
وكان جعجع قال: «نريد رئيساً قوياً، ولو أن البعض يعتبر ان نظرية «الرئيس القوي» قد سقطت، فالرئيس الحالي ليس رئيساً قوياً بل أضعف رئيس في تاريخ لبنان، باعتبار أنه خاضع وخانع، وقد ضحّى بشعبه ووطنه خدمة لمصالحه الشخصية. نريد رئيس مواجهة، ليس في وجه اللبنانيين، بل في وجه كل من نغّص حياتهم، ولو ان البعض يعترض بأعلى صوته ويطالب بـ»رئيس تسوية» يجمع الكل حوله، على الرغم من أن وضعنا اليوم نتيجة هكذا منطق ونتيجة حكومات الوحدة الوطنية المزيّفة ورؤسائها والتي أدّت بدورها الى حالة وحدة وطنية مزيفة قوامها الفقر، والتعتير، والشحادة، والعوز».
وعلى خط ملف الترسيم، أطلع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال اتصال هاتفي، على أن الوسيط الاميركي في مسألة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اموس هوكشتاين سيزور لبنان في أواخر الأسبوع المقبل لمتابعة البحث مع الجانب اللبناني في ملف الترسيم. وأوضح بو صعب للرئيس عون أنه سمع من الجانب الأميركي أن الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى اتفاق عادل هو أولوية قصوى بالنسبة الى الجانب الأميركي.
وكانت أفادت مصادر متابعة لهذا الملف لـ»البناء» إلى أن الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية على سوف ينجز قريباً، ولمحت المصادر الى ان شركة «إنرجين» اليونانية الفرنسية قد تتولى التنقيب واستخراج الغاز من حقل قانا، علماً انها تنقب في حقل «كاريش»، الا ان الامور سوف تتوضح مع وصول هوكشتاين الى بيروت وما سيبلغه الى المعنيين الذين يأملون الحصول على إجابات حول ملف الترسيم، علماً ان هوكشتاين ينتظر الانتهاء من الصيغة النهائية مع الإسرائيليين لنقلها إلى القيادات السياسية في لبنان.
وفيما أعلن جيش العدو الإسرائيلي، عن البدء بتمرين عسكري على الحدود اللبنانية، يستمرّ حتى مساء يوم غد، فإن اعلام العدو كان ذكر أن «إسرائيل» لن تجري أي مفاوضات تحت النار لذلك أيّ ضربة من قبل حزب الله لأي هدف إسرائيلي، ستؤدي إلى تعطيل المفاوضات. ومن المرجح ألا تنتهي المفاوضات على الحدود البحرية بين لبنان و»إسرائيل» قبل الانتخابات في «إسرائيل»، رغم الرسائل المتفائلة التي ينشرها المبعوث الأميركي.
ولفت رئيس الجمهوريّة ميشال عون، إلى أنّ «من طرابلس إلى الناقورة، مرورًا بموانئنا، تحيّة إلى شبابلبنان المشاركين بالحملة البحريّة، تمسّكًا بحقّ لبنان الكامل بمياهه وحدوده وثرواته». وأكّد، في تصريح على مواقع التّواصل الاجتماعي، أنّ «وحدة موقفنا ضمانة حقوقنا وثرواتنا لأجيالنا المتطلّعة بثبات لتجسيد طموحاتها بوطن تصنعه على قدر أحلامها، بظلّ علم البلاد».
وقال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في جولة له في عدد من قرى وبلدات قضاء زغرتا إن قوّتنا ليست بحمل السلاح، بل بصمودنا في الإيمان والصلاة والقِيم كما عاش أجدادنا وهيأوا ولادة لبنان الكبير عام 1920. وأضاف طرح الشغور الرئاسيّ، أمر مرفوض من أساسه. فانتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستوريّة هو «المطلوب الأوحد ولقد بات من واجب القوى السياسيّة الاتفاق على شخصيّتين أو شخصيّة تحمل المواصفات التي أصبحت معروفة ومكرّرة، وليبادر المجلس النيابي إلى انتخاب الرئيس الجديد ضمن المهلة الدستوريّة التي بدأت»، قائلاً نحن نعتبر أن تعمّد الشغور الرئاسي مؤامرة على ما يمثّل منصب الرئاسة في الجمهوريّة.
"الجمهورية": هوكشتاين عائد بدعم بايدن .. والتأليف قد ينتهي بالتعويم
السباق على أشدّه بين من يريد الانتخابات الرئاسية أولاً، وبين من يريد تشكيل حكومة أولاً، اي بين من يبدّي الانتخاب على التأليف والعكس. وهذا الانقسام في حدّ ذاته يرجِّح احتمالات الفراغ الرئاسي على الانتخاب، خصوصاً انّ البلاد دخلت في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، وكان الحري انتخاب هذا الرئيس في مطلع الولاية بدلاً من التلهّي بنقاش حول تأليف حكومة ستتحول حكومة تصريف أعمال بعد أسابيع قليلة، الأمر الذي يؤشر إلى عدم نضوج الملف الرئاسي بعد. فيما يبدو انّ ملف ترسيم الحدود سيعود إلى صدارة الاهتمامات هذا الاسبوع، مع عودة الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين إلى لبنان في اواخره.
والمعسكر الرافع شعار «الحكومة أولاً» يتصدّره العهد لثلاثة أسباب أساسية:
ـ السبب الأول، كون فريق العهد هو المتضرِّر الأول من الخروج من القصر الجمهوري، على وقع انهيار وغضب شعبي وعدم قدرته على تزكية الخلف الرئاسي الذي يريده، خصوصاً انّ خروجه من القصر في شبه عزلة يختلف عن دخوله بشبه إجماع، وبالتالي يسعى إلى حكومة يحافظ بواسطتها على مواقع نفوذه.
- السبب الثاني، لأنّ النائب جبران باسيل يسعى إلى استنساخ المرحلة الفاصلة بين انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، وبين انتخاب العماد ميشال عون، والتي قادها الرئيس تمام سلام، وكان لعون حضور وازن فيها، وخاض معركته الرئاسية من موقعه الحكومي المتقدِّم، وما يسعى إليه باسيل هو نفسه لجهة وضع الورقة الحكومية في جيبه وخوضه المعركة الرئاسية على البارد، مراهناً انّ حليفه «حزب الله» الذي لا يدعم ترشيحه اليوم لن يدعم ترشيح غيره غداً ومن دون التشاور معه، وأنّ لا شيء يحول دون ان يعود ويزكّي ترشيحه بعد غد.
- السبب الثالث، كون فريق العهد يراهن على ثلاثة أمور أساسية: الأول، انّ الفراغ سيُدخل البلد في مشكلات جديدة تُنسي اللبنانيين المشكلات التي واجهوها إبان العهد العوني. والثاني استعادته لدوره المعارض مع انتهاء ولاية عون، وهذا الدور في اعتقاده يؤدي إلى إعادة تعزيز شعبيته. والثالث ان يتمّ الترسيم واستخراج الغاز في مرحلة الفراغ الرئاسي، من أجل الاستثمار في هذه الورقة بمفعول رجعي، بأنّ الرئيس عون من خاض مفاوضات الترسيم من جهة، وبمفعول مستقبلي بأنّ هذه الورقة تؤدي إلى تعزيز حظوظه الرئاسية من جهة ثانية.
وأما المعسكر الذي يرفع شعار «الرئاسة أولاً» فيرتكز إلى ثلاثة اعتبارات أساسية:
ـ الاعتبار الأول، انّ حكومة تصريف الأعمال القائمة تقوم بما عليها، وبالتالي ما الفائدة من تأليف حكومة ستتحول إلى حكومة تصريف أعمال فوراً سوى انّ العهد يريد تعزيز حضوره السياسي فيها؟
- الاعتبار الثاني، كون الدستور واضح بأنّ الفراغ غير موجود في قاموس الدول، لأنّ استمرارية إدارة المرافق العامة تعلو على اي شيء آخر، فضلاً عن انّ مقولة حكومة تصريف الأعمال ليس في إمكانها تسلُّم صلاحيات الرئاسة الأولى هي بدعة ولا أساس لها في الدستور.
- الاعتبار الثالث، لأنّ اي حكومة سيُصار إلى تأليفها اليوم ستُشكّل بشروط العهد وليس بشروط الناس التي اقترعت في الانتخابات النيابية ضدّ هذا العهد والقوى الحليفة له، فيما المصلحة تستدعي التركيز على الانتخابات الرئاسية من أجل إعادة إنتاج كل السلطة على قواعد جديدة، وليس تشكيل حكومة بهدف التفريغ الرئاسي.
التأليف الحكومي
في أي حال، لم يُسجّل في عطلة نهاية الاسبوع اي تطور ملموس على جبهة التأليف الحكومي، وما توافر من معطيات دلّ إلى انّ هذا التأليف لا يزال يراوح في دائرة التعقيد، من دون ان تظهر اي مؤشرات إلى انعقاد لقاء جديد بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، بعد الفشل الذي انتهى اليه اللقاء الاخير بينهما الاسبوع الماضي.
وتوقعت اوساط مطلعة ان يبقى مصير الحكومة الجديدة معلّقاً حتى مطلع تشرين الأول. وقالت لـ«الجمهورية»، انّ احتمال التأليف من عدمه هو «فيفتي ـ فيفتي»، وأنّ كفة التأليف قد تصبح راجحة متى صار الفراغ الرئاسي حتمياً، مشيرة إلى انّه إذا اقترب موعد نهاية المهلة الدستورية من دون ظهور مؤشرات جدّية إلى إمكان انتخاب رئيس الجمهورية فإنّ الجميع سيتهيبون الفراغ وتداعياته، وبالتالي ربما تصبح ولادة الحكومة أسهل آنذاك، على قاعدة تعويم الحكومة الحالية وإعادة منحها الثقة.
إلى ذلك، كشفت مصادر نيابية قريبة من الرئيس نبيه بري لـ«الجمهورية»، انّه «في حال انقضت المهلة الدستورية من دون إتمام انتخاب رئيس جديد وتولت الحكومة، سواء الجديدة او تلك التي تصرّف الاعمال، صلاحيات رئيس الجمهورية، فإنّ المجلس النيابي سيعاود التشريع وسيستأنف دوره على هذا الصعيد ولن يكون مجرد هيئة ناخبة فقط».
الترسيم
وفي غضون ذلك، عاد ملف ترسيم الحدود إلى تصدّر سلّم الاولويات إثر اعلان القصرالجمهوري، انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تلقّى اتصالًا من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أبلغه فيه انّ الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين سيزور لبنان اواخر الاسبوع الجاري.
فقد تلقّى عون بعد ظهر أمس اتصالاً من بوصعب، أعلمه فيه انّه في اطار المهمة التي كلّفه ايّاها، تواصل مع هوكشتاين، وانّ الاخير ابلغ اليه انّه سيزور لبنان في اواخر الاسبوع الجاري، لمتابعة البحث مع الجانب اللبناني في ملف الترسيم.
وأوضح بو صعب لعون أنّ «معظم التقارير الإعلامية التي نُشرت أخيراً حول مهمة هوكشتاين مبنية على تكهنات وليست دقيقة»، واكّد أنّه سمع من الجانب الأميركي «أنّ الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى اتفاق عادل هو أولوية قصوى بالنسبة إلى الجانب الاميركي».
مصلحة اميركا
وقالت مصادر عاملة على ملف الترسيم لـ«الجمهورية»، انّ إعلان هوكشتاين زيارته الجديدة للبنان أتى بعد اجتماعه مع جهات اخرى، في مقدّمها الفرنسيون، وقد طُلب من الجانب اللبناني استيضاح بعض النقاط تحضيراً لعرض نهائي للاتفاق. واكّدت المصادر، انّ هذا الملف تحرّك بوتيرة سريعة، والدليل إلى ذلك البيان الذي صدر عن البيت الابيض، أي أعلى سلطة في أميركا، انّ الرئيس جو بايدن اتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي لتشجيعه على انهاء الملف وفق المصلحة العليا لأميركا واوروبا، والذي يعطيه الاميركي الأهمية القصوى. لكن في النهاية، تقول المصادر، «ما تقول فول ليصير بالمكيول».
واضافت: «لبنان قوي ولديه نقاط قوة، وليس من المصادفة ان يذكر الرئيس نبيه بري في كلمته في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر عن أمير البحر هشام فحص، الذي نفّذ عام 1997 عملية على متن مركب في البحر مفجّراً إحدى بوارج العدو في بحر الناقورة. هذا يعني انّ لبنان لن يتنازل ابداً عن موقفه ومطلبه بحقوقه النفطية والبحرية غير القابلة للمساومة».
بعبدا توضح
وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ بعبدا قصدت من إصدار البيان عن اتصال بوصعب بعون، توضيح بعض الروايات والسيناريوهات ودحض المشوه منها وتلك التي تتحدث عن وقائع لا يمكن الوصول إليها، كالقول انّ «اينرجين» هي التي ستتولّى التنقيب في حقل قانا. وانّ كل الترتيبات والتفاهمات متخذة منذ سنوات عدة، وانّ البلوك الرقم 9 هو في عهدة شركة «توتال اينرجين» منذ العام 2017، وهي التي لها الحق وحدها باستئناف المهمة التي تعهّدت بها منذ ان جمّدت أعمال التنقيب في البلوك الرقم 4 في وسط البلوكات اللبنانية قبل 4 سنوات تقريباً.
وأضافت المصادر، انّه سبق لهوكشتاين ان أكّد في آخر لقاء له في بيروت مطلع آب الفائت، انّه مصمم على إنجاح مهمته هذه المرة، ولن يتوقف عن المساعي لإقفال هذا الملف توصلاً إلى انهاء عملية الترسيم لإطلاق ورشة الاستكشاف في لبنان والاستخراج للبيع والاتجار به في وقت قريب حدّه مطلع تشرين الاول المقبل، إن نجحت مساعي الموفد الاميركي وفق البرنامج الذي كشف عنه بعد عودته إلى المنطقة نهاية حزيران الماضي.
«منعطيهن شيكات»
وإلى ذلك، كشف مرجع أمني رفيع لـ«الجمهورية»، انّ هوكشتاين «سيزور لبنان آتياً من اسرائيل، حيث يفترض ان يتسلّم منها الجواب النهائي على مطالبنا». وعن الكلام عن استكمال التفاوض، سأل المصدر: «تفاوض على ماذا؟ لقد اتخذنا قرارنا، وهوكشتاين اجتمع مع اركان الدولة في زيارته الاخيرة واعطوه جواباً نهائياً لا تنازل عن نقطة او حرف فيه، واننا ننتظره لحسم الامر، والّا لماذا تضييع الوقت؟؟».
وعمّا إذا اصرّ الجانب الاسرائيلي على ان يحصل على شيء بديل من الجزء من حقل قانا المتداخل مع ما يقول انّها حدوده او على تعويض مادي، قال المصدر ممازحاً: «هذا احسن طلب، منعطيهن شيكات…».
الحكومة اللبنانيةترسيم حدود لبنانعاموس هوكشتاين
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024