لبنان
الشيخ الخطيب: لن نترك مشروع الإمام الصدر الإصلاحي في لبنان
وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب رسالة في الذكرى السنوية الرابعة الأربعين لتغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين.
وقال الشيخ الخطيب في رسالته: "أربعة وأربعون عامًا وأنت ما زلت حاضرًا تشرق شمس حضورك في وجودنا، ما زلت ملء السمع والبصر، تبعث فينا الايمان والأمل بأن قوة الحق أقوى من كل قوى الباطل وأن الحق سينتصر مهما ضؤلت إمكاناته وأن الباطل مهزوم مهما كبرت أدواته، وأنه لا مجال لليأس في حياة المؤمنين طالما اتصلت ارادتهم بإرادة الحق لأن القوة لله جميعًا".
وأضاف: "لأنك لم تكن عنصريًا ولا طائفيًا ولا فئويًا، لم تكن إلا مؤمنًا بكرامة الانسان، ولم تكن إلا محبًا للناس، ولم تعمل إلا لخدمة الانسان، لذلك قمت على النقيض من الآخرين الذين اعتادوا نفث نار الحقد والكراهية والبغضاء نحو المختلف عنهم"، وتابع: لم يتحملوا وجودك وتآمروا عليك ليتخلصوا من مشروعك ومن أفكارك وأحلامك فخسئوا وكبُرتَ وفشلوا وانتصرتَ وما زالت كلماتك: "إسرائيل شرّ مطلق" تبعث الوعي في نفوس ابنائك واندفاعًا لمواجهة العدو لا يُبارى، فتحرر لبنان جنوبًا وبقاعًا من قوى الشر الصهيوني واذنابه وقوى الشر التكفيري وصانعيه".
وأكد الشيخ الخطيب أن "لبنان اليوم يقف شامخًا رادعًا لفجور العدو وبهلواناته بعد أن هشّمت المقاومة التي زَرَعتَ قواه فخارت وغدا صاغرًا أمام تحديها لتخليص ثرواته يستجدي إمهاله بعض الوقت علّه يخلص من الاحراج الذي وقع فريسته في معركته الداخلية".
كما قال: "كان الأمل بعد سقوط نظام المقبور القذافي أن يعمل النظام الليبي الجديد على حلّ هذه المسألة وكشف حقيقتها والتعاون مع البعثة القضائية اللبنانية ولكن لم نرَ حتى الآن شيئاً من ذلك، رغم توفر الامكانية بعد أن وقع أركان النظام البائد في يد السلطة الجديدة"، مضيفًا "ما زال لدينا الأمل أن يصار الى التعامل الجدّي مع هذه المسألة التي لن ننساها كما لم ننس الامام الحسين (ع)".
وشدد الشيخ الخطيب على أن "الصدر واخويه في قلوبنا وعيوننا ولن نتركهم غرباء بأيدي السجّانين في ليبيا، كما لم نترك مشروع الامام الإصلاحي للنظام في لبنان الذي لا بدّ قطافه آتٍ قريباً، كما أثمرت مقاومته تحريرًا وعزة وكرامة للبنان واللبنانيين"، لافتًا إلى أن "كل المؤامرات لم تُفلح في ثني المقاومة عن متابعة مسيرتها بتجاوزها لكل الافخاخ التي زُرعت في طريقها لإدخالها في صراعات داخلية منعاً من الاستمرار في مشروع التحرير".
ودعا "الجميع ليعتبروا من هذه التجربة وليخرجوا من هذه الصراعات التي لم تحقق إلا المزيد من الآلام للبنانيين، باختصار الطريق والاستماع الى صوت العقل والضمير بإنجاز الاستحقاقات الدستورية وتأليف حكومة جديدة تخفّف من الآم اللبنانيين وعذاباتهم وإنجاز انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية بعيداً عن الحسابات الشخصية والطائفية والحزبية التي أدخلت لبنان في هذه الدوامة القاتلة".
وناشد "أهلنا واخوتنا في العراق الاحتكام الى العقل والدين وعدم الانجرار الى الفتنة، والتي اذا اندلعت لا سمح الله فإنها لا تبقي ولا تذر"، وطالبهم بالعودة الى الحوار والقانون والدستور للخروج من حالة الانسداد السياسي، والتزام توجيهات المرجعية الدينية الرشيدة التي تشكل ضمانة لحفظ العراق وشعبه.
وختم الشيخ الخطيب قائلا: "سيبقى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على نهجك وفكرك يقتدي بتوجيهاتك يستلهم من مواقفك ورؤيتك ما يصلح حال الوطن والأمة".