لبنان
النائب رعد: أزمة لبنان الحالية هي نتيجة العقلية الطائفية الحاكمة التي تغذيها المصالح مع الخارج
اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أنّ أزمة لبنان الحالية هي نتيجة العقلية الطائفية الحاكمة والروحية التي تغذيها مصالح متشابكة مع الخارج، وهي مسؤولة عن الأزمة المالية بتعاون المصرف المركزي، الذي عمّم بيانات داخلية على بعض الطوائف لسحب أموالهم وتحويلها إلى الخارج برعاية أميركية.
وفي لقاء خاص ضمن برنامج "بانوراما اليوم" عبر قناة "المنار"، أكّد رعد أنَّه في بدايات حزب الله كان عدد أفراده قليلاً، ولم يكونوا يجرؤون على البوح بانتمائهم لهذا الخط أمام محيطهم، ولكن مع الإخلاص والتقوى ووحدة الموقف والتماسك، يسَّر الله لهذه المسيرة أن تخطو خطوات تحتاج إلى قياسات زمنية كبيرة ببرهة قصيرة.
واستذكر النائب رعد تجربته في جريدة "العهد" قائلًا: "أذكر العدد صفر من الجريدة، كان قد نُشر بعد الاحتلال الاسرائيلي، وكنّا نطبعه على آلة كاتبة، ونشرف على صياغته، وترتيب مقالاته، وكل ذلك في "تخشيبة"".
وأشار إلى أنّ "التخشيبة " كانت على الطريق العام بين بريتال وبعلبك، وهذا المكان قدمه لنا متبرع لوضع العدة اللازمة لإنجاز أعمال الجريدة، واليوم تطورت الأمور وتطورت وسائل الإعلام في حزب الله".
وأضاف: "أحدث حزب الله تغييرًا في بنية الأمة الفكرية والسياسية، وصارت الناس تطلب وجود المقاومة، لأنّ المقاومة عنوان حياتها، ونحن معنيون باستمرار هذا النفس المقاوم".
وحول انخراط حزب الله في المجلس النيابي، أكَّد رعد أنَّ الحزب شارك في السلطة لدفع الأذى عن المقاومة وحمايتها.
وأشار إلى أنَّ حزب الله دخل "الندوة البرلمانية عام 1992 في وقتٍ كانت المؤامرة على فلسطين مستمرة، وكان الوضع متجهاً نحو تسوية هذه القضية، عبر الترويج لمؤتمرات "السلام" التي يرعاها الكيان الصهيوني، ولكن كانت المقاومة يقظة لهذه الأمور وتصدّت لها".
وتابع: "دخلنا إلى الانتخابات النيابية في العام 1992 وكان أميننا العام السيد عباس الموسوي قد استشهد وزوجته وابنه، وهو الذي كان ينشط لمشاركة حزب الله في البرلمان".
وأوضح النائب رعد أنَّه "حصدنا 12 مقعدًا في الانتخابات حينها، وهذا الحضور وفَّر مكانًا لانطلاق المواقف المعبرة عن التوجه السياسي والأهداف المرجو تحقيقها والبرنامج العملي في الداخل اللبناني".
كما لفت إلى أنَّه حين تتصدى الكتلة لخطط معينة كانت تسنتد في رفضها إلى أثرها السلبي على المواطنين، وفي المقابل تسعى في خطط ومشاريع قوانين تخدم الناس.
وشدَّد النائب رعد على أنَّ "السيد الموسوي قبل شهادته أطلق شعار "سنخدمكم بأشفار عيوننا"، وهذا الشعار كان توجهًا بالنسبة إلينا، من وضع البرنامج الانتخابي إلى إقرار القوانين".
ورأى، أنَّه لم يكن ببال أحدٍ من نواب الكتلة السابقين أو الحاليين أن يصبح نائبًا، بل ننظر لهذا الأمر كساحة مواجهة دفاعًا عن المقاومة وخدمةً للناس.
وبيَّن أنَّ تأثير كتلة "الوفاء للمقاومة" فعال في العملية التشريعية باعتراف كافة الكتل، ونحن أكثر كتلة تدارسًا للملفات، وأكثر كتلة حضورًا ومشاركةً في المجلس النيابي.
النائب رعد اعتبر أنَّ شهداء المقاومة أصحاب هوية إنسانية راقية وإيمان عظيم، وهم الأثرياء الذين لم يبخلوا علينا، وأرادوا لنا أن نحيا حياة كريمة بطاعة الله، مؤكدًا أنَّ الذي يغيب عن شهدائه يسقط، واستحضار الشهداء هو إحياء لروح المقاومة المستمرة.