لبنان
عز الدين: المقاومة ستبقى ضمانة لحقوقنا
بمناسبة مرور أربعين عامًا على تأسيس حزب الله، أقامت التجمعات الشبابية في منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله وقفة رمزية أمام النصب التذكاري للاستشهادي أحمد قصير في مكان تنفيذ عمليته الاستشهادية عام 1982 عند مدخل مدينة صور تحت عنوان "كلنا أحمد قصير".
الوقفة أُقيمت بمشاركة عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الشيخ حسن عز الدين، وممثلين عن الجمعيات الأهلية والشبابية اللبنانية والفلسطينية، وفعاليات وشخصيات ثقافية واجتماعية وأدبية وفنية.
وفي كلمة له، قال عز الدين إن "الشهيد أحمد قصير ابن الثمانية عشر عامًا، كان مفعمًا بالحياة والأمل والقوة والقدرة والهمّة والروح التي كانت بين جنبيه، فنظر إلى واقعه ومن حوله ومن معه، فوجد العدو الصهيوني الغاشم يحتل جبل عامل والجنوب والبقاع الغربي، ويكمل في احتلاله وعدوانه وإجرامه، ليصل إلى بيروت ويحتل ثاني عاصمة عربية بعد القدس".
وأضاف عز الدين: "هذا الشاب الذي شعر مع إخوته ورفاق دربه ومن كانوا معه في تلك المرحلة ومع أهله الذين أيضًا عاشوا من علماء ونخب ثقافية وسياسية وفكرية، وشاهدوا بأُمّ العين مدى استباحة هذا العدو للأرض والكرامة والشرف والعزة، لم يعد يطيق روحه التي بين جنبيه، فقرر أن يكون أول استشهادي"، ولفت إلى "أنه أدرك في تلك اللحظة أن لبنان سيدخل في عصر جديد هو عصر الصهيونية، وعصر إلحاق لبنان بهذا الكيان الإسرائيلي الذي هيمن على كل المناخ العربي والمحلي والدولي".
وتابع: "لقد شعر الاستشهادي أحمد أن الفعل الوحيد الذي يمكن أن يعيد الإنسان إلى ذاته وإيمانه وقدرته وقوته، ويعيد الثقة بين الذين قرروا أن يقاوموا هذا العدو، وبين ما يعيشه هؤلاء من إحباط وهزيمة وذل وهوان، هو الفعل الاستشهادي الذي أقدم عليه بملء إرادته وهو يبتسم ويرى منزلته في الآخرة".
وأردف عز الدين قائلا: "لقد أقبل الاستشهادي أحمد على الفعل الاستشهادي ليؤكّد لنا وللبنانيين وللعرب أن لا مكان لهذا الاحتلال طالما فينا دم يجري في عروقنا، وفينا قلب ينبض، وأنه لا يمكن أن نترك هذا العدو يهنأ باحتلاله وبعدوانه وبإجرامه، فكان الشهيد أحمد قصير الذي دكّ قيادة المنطقة بأكملها في هذه الأرض الطاهرة، أرض جبل عامل ومدينة صور، مدينة الشرفاء والإمامين شرف الدين والصدر والشهيد هيثم دبوق وكل الشهداء الذين التحقوا بأحمد قصير".
وقال إن "العملية الاستشهادية للشهيد أحمد فاجأت العدو، وصدمته وأصابته بالذهول،إذ إن الكل يعلم عدد الإصابات التي أوقعها ما بين قتيل وجريح، ولعلّها في تلك المرحلة من أكبر وأعظم العمليات التي يخسر فيها العدو هذا العدد من الضباط والجنود والتدمير الذي خلفته، ولذلك أُحبط هذا العدو". وأضاق: "بدأ مسير الشهيد أحمد قصير، وبدأت المقاومة وكبرت، وأصبحت اليوم المقاومة التي تفتخر وتعتز به وبكل الشهداء الذين سقطوا، علمًا أن قادة هذه المسيرة سقطوا وهم شباب، وقدموا زهرة حياتهم لأجل أن نحرر هذه الأرض، ولأجل فلسطين".
وأشار عز الدين إلى أن "دماء فلسطين تمتزج اليوم بدماء لبنان، ولذلك نجد أيضاً أن وصية الشهيد إبراهيم النابلسي هي بأن لا تتركوا هذه البندقية، ووصية الشهيد السيد عباس الموسوي ورفاق وأخوة الشهداء جميعهم كانت أن "احفظوا هذه المقاومة"، لأنها هي الخيار الأوحد الذي يعيد فلسطين ويحررها كاملة، والخيار الذي يعيد الحقوق لأهل فلسطين، ويعيد الفلسطينيين إلى بلدهم ووطنهم".
وأكد عز الدين أننا "فلسطينيين ولبنانيين وعربا وأينما كنّا على امتداد الوطن العربي الفسيح، ساحة ومقاومة واحدة وهدف واحد، نسير باتجاهه وهو تحرير فلسطين، لذلك نعاهد في هذه المناسبة كل الشهداء الذين سقطوا وسيسقطون وسيلتحقون في المستقبل بهذا الركب، بأننا سنحمي هذه المقاومة، وستبقى هذه المقاومة هي العنوان الذي يجمعنا ونعتز به، ونصل من خلاله إلى حقوقنا".
وتوجه عز الدين إلى الشباب مشددًا على "ضرورة أن يقرؤوا جيدًا في روح وسيرة الشهيد أحمد قصير وإخوته الشهداء، وفي سيرة الشهيد ابراهيم النابلسي ومن كل الذين سقطوا في درب الشهادة والاستشهاد لأجل فلسطين وتحرير هذه الأرض، وأن يقرؤوا جيدًا في هذه المسيرة والمسار الذي اختطّه هؤلاء الشهداء لتبقى المسيرة حيّة ونسلّمها من جيل إلى جيل بإذن الله، ويكون التحرير في نهاية المطاف لكل المستضعفين والمظلومين والمقهورين من الظالمين والمستبدين والمحتلين إن شاء الله تعالى، والنصر آت، وسنصلي في القدس جميعاً بإذن الله تعالى".