لبنان
الشيخ البغدادي: المقاومة تصنع نصرًا بعد نصر وتطلق المعادلات
رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن البغدادي أنّ "ما وصلنا إليه من عزٍ واقتدار مكّن المقاومة من إطلاق معادلات قوية تعجز عنها دول كبرى، إنما هو ببركة كلّ الجهود والمواقف التي انطلقت وتراكمت بعد الحرب العالمية الأولى 1914م وإلى اليوم، يوم وقف الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين مع إخوانه العلماء والأعيان والمقاومين في مؤتمر وادي الحجير ليعلن أنكم أمام خيارين: إمّا عزّ تنتصرون به على الفرنسيين الذين يريدون تقسيم المنطقة ونهب الثروات، وإما ذلّ لا تجدون معه الكرامة ولا الاستقلال، وستكونون معه كالأيتام على مائدة اللئام"
وأضاف الشيخ البغدادي في كلمة له خلال المجلس العاشورائي الذي يقيمه حزب الله في بلدة أنصار الجنوبية: "من روح هذا الموقف كانت المعادلة اليوم التي أطلقها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "أن لا استخراج للغاز من أرض فلسطين قبل استخراج الغاز من لبنان""، مشيرًا إلى أن "موقف 24 نيسان 1920 م هو نفسه معادلة "كاريش" وما بعد "كرايش" في تموز الماضي".
وتحدث عن "الموقف التأسيسي في وادي الحجير وكلّ المواقف التي عمّقت روح التديّن والجهاد عند الناس وثبّتتهم في أرضهم إلى حدود الاستشهاد دونها، حتى كانت مرحلة الإمام موسى الصدر الذي جاء ليستكمل الدور ويطلق مشروع المقاومة المسلحة، ويعمل على بناء المجتمع المقاوم".
وقال الشيخ البغدادي: "ها نحن اليوم، وبعد مرور 40 عامًا على انطلاقة المقاومة بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 م، استطعنا أن نحرّر معظم الأراضي اللبنانية ونصنع توازن ردع حقيقي مع هذا العدو حتى باتت المقاومة تصنع نصرًا بعد نصر وتطلق المعادلات التي تعجز عنها حتى دول كبرى".
وحول معادلة النفط، قال: "إذا كان يُوجد أمل في غاز لبنان ونفطه فهو من خلال هذه المعادلة التي أحرجت العدو وأفقدته القدرة على المناورة وجعلته بين خيارين: إمّا الرضوخ للمطالبة المحقّة للبنان في الترسيم والتنقيب عن الغاز، وإمّا الذهاب إلى الحرب التي لا أعتقد أنه يريدها"، وأضاف: "بعد نصر تموز 2006، باتت "إسرائيل" لا تفكر بالحرب، وجبهتها العسكرية والسكانية غير جاهزة، وأية مغامرة غير محسوبة ستجعل قادة العدو يندمون، وستكون نتائجها لا تشبه نتائج ذلك النصر، سواء على صعيد الجبهة الداخلية لهذا الكيان المؤقت، أو ما يتعلق بالمتعاونين والمشجعين، إذ ستكون الأمور وخيمة من حيث الشكل والمضمون".
وختم الشيخ البغدادي مؤكدًا أن "على العدو وداعميه من الأمريكيين وبعض الأنظمة العربية وغيرهم، أن يستخلصوا العبر من نصر تموز 2006 ومن معركة "سيف القدس" التي فشلوا أمامها، فكيف ستكون النتائج اليوم في أي حرب مقبلة مع هذا الضعف والترهل، ومع قوة المقاومة ومحورها؟"، وتابع أن "هذا سيفرض عليها أن تلتزم سياسة أكثر اتزانًا، وستكون المعادلة اليوم التي لا تراجع عنها "العين بالعين والسّن بالسّن والبادئ أظلم، وما النصر إلاّ من عند الله"".