لبنان
برعاية وزير العمل.. ملتقى شبابي حول فرص العمل في لبنان
تصوير: موسى الحسيني
في سياق مساع يقودها وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور مصطفى بيرم منذ توليه الوزارة من أجل تأمين فرص عمل جديدة وتحسين الوضع العمالي بشكل عام، رعى بيرم اليوم الأربعاء ملتقى شبابيًا تحت عنوان: "فرص عمل الشباب في لبنان: تحديات وفرص"، وذلك في المركز الصحي الاجتماعي لبلدية الغبيري، شارك فيه حشد من الشباب والطلاب ورؤساء وممثلي منظمات شبابية وطلابية وفعاليات أكاديمية ومهنية.
كما حضر الملتقى كلٌّ من مدير عام جمعية المركز الإسلامي للتوجيه المهندس علي زلزلة، رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، وفعاليات ثقافية وأكاديمية و اجتماعية، اقتصادية وإعلامية.
افتتح الملتقى بكلمة للمسؤول الشبابي والجامعي في التعبئة التربوية الدكتور علي الحاج حسن متحدثاً عن ضرورة ابتكار نظام اقتصادي لبناني إنتاجي قائم على المعرفة والعلم والإبداع ومؤكداً على أنّه لم يعد ممكناً لأي حكومة تشغيل محرّك الإقتصاد دون إشراك طاقات الشباب ومهاراتهم وابتكاراتهم.
من جهته تحدث رئيس بلدية الغبيري معن الخليل في كلمة ألقاها عن "حاجة لبنان كلّه إلى فرص العمل" متطرقاً إلى العقبات التي تواجه شباب اليوم في البحث عن عمل وختم بالحديث عن جهود بلدية الغبيري في دعم الشباب بالتدريب المهني المعجّل وتوظيف الشباب.
وبعد أطلاقه مبادرة "أعطني فكرة وشاركني في صناعة القرار الرسمي" أعلن الوزير بيرم في كلمة القاها جاهزيته "لاستقبال أي فكرة يقدمها أي شاب او شابة لتوثيقها ثم اعتمادها وأنسبها لصاحبها".
وأضاف: "نحن في أصعب مرحلة لم نشهد لها أي مثيل حتى في الحرب الاهلية حيث انهيارات على كل الصعد، تلك الفقاعة اللبنانية التي كانت تكبر وتغش الناظرين انفجرت في لحظة اختارها بدقة ومكر مستفيداً من فساد متراكم وفجوات تسبب بها اللبنانيين، استفادت دولة الحصار ونحن ساهمنا كلبنانيين في تأمين هذه المسألة".
وأردف، "قدمنا نموذجاً هو المقاومة كثقافة ووعي وارادة حياة ولكن أيضًا المقاومة كبعد جديد قدمه حزب المقاومة تحت عنوان "ما بعد الحزبية" حيث لا يوجد مقاومة في العالم تبني مدنًا مدمرة وتقدم نموذجًا هندسيًا معماريًا يتفوق على نموذج صادر أملاك الناس كما حصل في سوليدير، بل قدمت نموذجاً المقاومة ثبّت الناس في حقوقهم وأرضهم بطريقة علمية وديمقراطية تشاركية".
ولفت بيرم إلى أن :"المقاومة قدمت نموذج آخر حين أحضرت السفن خلال اشتداد الحصار من أقاصي البحار محمّلة بالمازوت وقامت بتوزيعه قبل الانتخابات النيابية على كل الناس المبغضين والمحبين، حيث أن المقاومة اهتمت بكل الناس وليست أبناء بيئتها الضيقة علمًا بأنا من هذه المدرسة التي تؤمن بأن كل اللبنانيين هم أناسنا ولا تفكر بـ"نحن " و"هم" هذه العقلية العفنة والتي لا توصلنا الى أي مكان لا بل أساءت الى مطلقها".
وشدّد على أن "المقاومة ليست قوة تستخدم قوة الاستبعاد بل قوة من أجل التحصين أولًا والتمكين ثانيًا والتبيين ثالثًا وإعادة البناء رابعًا معتبرًا أن أخطر ما يكون هو فقدان الحافزية وفقدان المعنى والهدفية في الحياة" مشيرًا إلى أن: "المطلوب أن لا نبدع فرديًا لكي يخطفون فردًا وبنوا لنا مدينة في منطقتنا العربية تذهب إليها تنبهر لأنه يأخذونك اليها فرديًا، يريدون سحب الأدمغة، لا يوجد مدينة تقوم بتنمية مستدامة بدليل أنك تقوم ببناء مدينة مستدامة وبالقرب منها احياء فقراء".
وتابع الوزير، "المطلوب في عالمنا الابهار الفردي ويخطفوننا فردًا فردًا حتى لا يكون لنا انتماء جماعي، يبثون اليأس الجماعي ولا يعطون أي أمل جماعي، بعطوك أملًا فرديًا حتى يخطفوك ويبقى لدينا فقط العصابات والخوات والاجرام والفساد وكادوا ينجحون لولا فتية آمنوا بربهم فزدناهم هداً فغيروا كل المعادلة وأطلقت شعلة الأمل، الأمل المبني على قوة فاعلة، قوة الاقتدار فلا أحد يحسب لك حسابك دون اقتدار".
وبيّن وزير العمل أن: "وجودنا مهم داخل الدولة التي تريدها أن تكون عادلة مقتدرة لكل اللبنانيين لأنه من لا يستطيع أن ينجح مع أخيه في بلده يكون ضعيفًا وخائفًا ولا ثقة له بنفسه وهذا لا يبني دولة بل يعيش على فوبيا القلق وخلق عدو ولو كان طواحين الهواء".
ونوّه بأن "تحريك وزارة العمل للأجور كان تحت عنوان: ما لا يدرك كله، لا يترك جلّه، أطلقنا من جديد لجنة المؤشر التي كانت متوقفة على مدى ست سنوات إذ أنها اجتمعت ثمانية مرات خلال ثمانية أشهر، مواجهة العطالة قبل البطالة حيث حصرت 126 مهنة باللبنانيين لان هناك منافسة قاسية، واطلقنا منصة التوظيف المجاني وهناك تطبيقين جديدين مع منظمة العمل الدولية، هذه المنصة بحاجة الى تفعيل، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم مع جمعيات لهذا التفعيل ويوم غد الخميس سنوقع مذكرة تفاهم تحصل للمرة الاولى في ادارة لبنانية مع رائد التحول الرقمي في العالم العربي طلال ابو غزالة من اجل تأمين لوازم وتحفيز التدريب وتعزيز التحول الرقمي ومحاولة توفير اونلاين من اجل الا يهاجر الشباب والشابات".
واستطرد بيرم: "أطلقنا خطة التحول الرقمي من 2022 الى 2025 ووافق عليها مجلس الوزراء بناء على دراسة من متطوعين لمدة سبعة عشر يومًا وهي دراسة لم تكلف الدولة اللبنانية ليرة واحدة وهي تتحدث عن تأمين طاقة شمسية للوزارة وايضا التدريب المهني المعجل والتحول الرقمي وصولًا الى داتا معلومات كبيرة تسمح بالتحميل وتساعد على التوظيف والتوصيف لنصل بها الى معاملة الكترونية تسهل على الناس امورهم ونمنعهم من الابتزاز".
كما وعد الوزير بتدريب وتطوير الموارد البشرية التي راهنت عليها افلوزارة نظرا لفقدان الموارد المادية واللوجستية وبذلك نقدم نموذجا انه عندما نصل الى مكان نقدم نموذجًا يخدم كل الناس بلا استثناء ونقول من لا شيء نستطيع ان نبني، اذا نجن نستطيع، نستنسخ القدرة، نقدم النموذج، ونقدم التحفيز، وايضًا التدريب المهني المعجل حيث بادر رئيس بلدية الغبيري مشكورا بتقديم قاعة مركز التدريب مجانية وأمن تمويلًا لخمسة دورات تدريبية وسنعلن ذلك بالاتفاق معه".
وبعد كلمة وزير العمل انطلقت المحاور الثلاثة للملتقى، فكان المحور الأول بعنوان "الواقع الاقتصادي والجامعي وتأثيرهما على فرص عمل الشباب في لبنان" أداره الأستاذ حسين الحاج، وتحدث ضمن فعليات الملتقى مدير المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور عبد الحليم فضل الله حول "طبيعة النموذج الاقتصادي اللبناني وانعكاساته على فرص عمل الشباب"، تناول مهندس نظم المعلوماتية في وزارة العمل الباحث الإقتصادي الدكتور زهير فياض موضوع "واقع عمالة الشباب في لبنان".
واختتم المحور الأول مع الباحث في الدولية للمعلومات الأستاذ محمد شمس الدين الذي تحدث حول "علاقة الجامعات والتعليم العالي بسوق العمل"، ليفتتح مباشرة المحور الثاني بعنوان "القطاعات الانتاجية (الصناعة، والزراعة، تكنولولجيا المعلومات واقتصاد المعرفة) بين الواقع الحالي وآفاقها المستقبلية على المديات القصيرة، المتوسطة وطويلة الأجل، من جهة الامكانات البشرية والمالية والفرص المتاحة للشباب للاستثمار" وأداره المهندس علي عيسى، وتحدث فيه بداية رئيس نقابة تكنولوجيا التربية ربيع بعلبكي عن الفرص المتاحة في "قطاع تكنولولجيا المعلومات واقتصاد المعرفة".
وبعد كلمة بعلبكي تطرق الأستاذ في الجامعة اللبنانية البروفيسور فلاح السعدي إلى نقاش"واقع قطاع الزراعة وآفاقه"، وتناول رئيس مصلحة التراخيص في وزارة الصناعة المهندس علي شحيمي موضوع "قطاع الصناعة في لبنان".
وافتتح المحور الثالث الذي حمل عنوان "البرامج والجهات المساعدة في تأمين فرص عمل للشباب" وأداره الأستاذ قاسم حيدر. وتحدث فيه مدير المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي المهندس علي زلزلة حول "التوجيه المهني والأكاديمي للطلاب والخريجين وتأثيره الإيجابي على فرص عمل الشباب"، قدم خلاله الأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور عبد الله محي الدين محاضرة حول موضوع "دور الجهات الحكومية وغير الحكومية (وزارات، مؤسسات، جامعات، قطاع خاص، جمعيات أهلية، مغتربين) في تأمين فرص عمل للشباب".
ختامًا، تطرق نائب حاكم مصرف لبنان السابق الأستاذ رائد شرف الدين إلى موضوع "الأساليب والطرق الممكنة لتعزيز فكرة ريادة الأعمال لدى الشباب الجامعي والمهني في لبنان".