لبنان
"اليونيسيف": البنية التحتية للمياه في لبنان على حافة الهاوية
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن "أنظمة إمدادات المياه في لبنان لا تزال على حافة الهاوية ما يعرض صحة ملايين الأشخاص وخاصة الأطفال للخطر، على الرغم من أن البلاد نجحت حتى الآن في تجنب الانهيار التام للبنية التحتية للمياه".
ولفتت المنظمة في تقرير صدر عنها أمس بعنوان "ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺤﺼﻮل ﻋلى المياه" إلى أن "آفاق الحل ستظل قاتمة مع استمرار أزمة الكهرباء، حيث إن نقص الكهرباء يجعل ضخ المياه الكافية مستحيلاً، وفي بعض الحالات يؤدي إلى توقف عمليات الضخ بالكامل".
وتناول التقرير التطورات التي تلت تحذير "اليونيسف" قبل عام من أن نظام المياه في لبنان على وشك الانهيار.
وقال ممثل المنظمة إدوارد بيجبدير: "في حين تم تفادي الانهيار الكامل لشبكات إمدادات المياه العامة حتى الآن، لم يتم حل الأزمة ويتأثر ملايين الأشخاص بمحدودية توافر المياه النظيفة والآمنة"، مؤكدًا أن "معالجة هذه القضية في غاية الأهمية لصحة الأطفال والعائلات في لبنان".
ولفت التقرير الى "أنه لم يعد بإمكان مزودي القطاع العام توفير المياه الكافية لعملائهم نتيجة لأزمة الكهرباء إلى حد كبير، وبسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف قطع الغيار والتصليحات والديزل، وسط تضخم متصاعد".
وذكر أنه "منذ بداية الأزمة، شددت المنظمة على أن توفير المياه من خلال المشغلين العموميين يظل الحل الأفضل والأقل تكلفة"، وقال "ينبغي اتخاذ تدابير على الفور لحل أزمة الكهرباء وخدمات الدعم، في حين أن هناك حاجة ماسة إلى استثمارات كبيرة حتى تتمكن شبكات الإمداد العامة من العودة إلى عمليات مستدامة".
وبحسب التقرير، "على الحكومة أن تعمل على حل الأزمة، ومن المهم أن تضمن قدرة جميع الأسر، ولا سيما الأكثر ضعفاً، على تحمل تكاليف المياه".
وقال بيجبدير إن "الحصول على الماء ليس مجرد حاجة، بل إنه حق أساسي"، معتبرًا أن الحصول على كمية كافية من المياه الآمنة وبأسعار معقولة ينقذ الأرواح ويحافظ على صحة الأطفال".
وقد زادت "اليونيسف" من دعمها لخدمات المياه في لبنان بشكل كبير منذ تموز/يوليو 2020، بما في ذلك توفير الإمدادات والمواد الاستهلاكية وإصلاحات الاستجابة السريعة، لضمان حصول جميع سكان البلاد على المياه الآمنة.
وقد أعطت "اليونيسف" الأولوية للمواقع الأكثر أهمية وساهمت في إصلاح 830 شبكة للمياه، وأتاح ذلك توفير ما يعادل ساعة إلى ساعتين يوميًا من إمدادات المياه إلى 500 ألف شخص. كما تواصل دعم مؤسسات المياه، وتغطية بعض الاحتياجات التشغيلية اليومية الحرجة، بما في ذلك من خلال الإمدادات لاختبار جودة المياه وإدارتها.
وختم التقرير مشيرا إلى أن "لبنان يحتاج إلى 75 مليون دولار أمريكي سنوياً للحفاظ على تشغيل الأنظمة الحيوية وتدفق المياه إلى أكثر من أربعة ملايين شخص في جميع أنحاء البلاد وحماية الوصول إلى أنظمة المياه العامة وتشغيلها".