لبنان
وزير الصحة: جزء من أدوية السرطان أصبح مؤمّنًا
أكَّد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أنَّ "جزءًا من أدوية السرطان أصبح الآن مؤمّنًا في لبنان، وأن هناك أجزاء باقية ستصل خلال الأسابيع المقبلة"، موضحًا أنَّ "الوزارة لم تتمكن من تأمين الدواء لكل مرضى السرطان، وأنَّه تم تأمين الدواء لـ 90%، فيما بقي 10% لم يتأمن لهم الدواء".
واستنكر الأبيض "وجود مرضى لا يستطيعون الوصول الى الدواء بسبب انقطاعه أو بسبب غلائه"، لافتًا إلى أنَّ "وزارة الصحة تحاول حل هذه المشاكل، فسبب وصول أدوية السرطان بشكل متقطع هو التقطع في توفير أموال الدعم".
وشدَّد على أنَّ "الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع شركات الأدوية سيضمن تأمين الأدوية لثلاثة أو أربعة أشهر، وليس كل شهر بشهر"، مشيرًا إلى أنَّ "الوزارة تمكنت من رفع المبلغ المرصود لدواء السرطان في ظل الأزمة من حوالى 12 مليون دولار إلى حوالى 20 مليون دولار".
وأضاف وزير الصحة: " هناك أدوية مزورة في لبنان. تجار الأدوية يستغلون المريض فاقد الأمل ليبيعوه الدواء المزور، وعلى الدولة بأجهزتها الأمنية أن تتابع هذا الأمر، عدا عن ترويج وصفات طبية مزورة يدخل بها بعضهم الى الصيدليات، ويأخذ الدواء بما يعادل 5 % من سعره، ثم يهرِّب هذا الدواء ليبيعه في الخارج"، معتبرًا أن هذا الأمر يمكن أن نتحسَّب له من خلال التتبع، وأن انقطاع الدواء هو الذي تسبب بخلق سوق سوداء، ومكافحة السوق السوداء تكون بتأمين الدواء للمرضى".
و في ما يخص فواتير الاستشفاءء بيَّن الأبيض أنَّ "ما قبل الأزمة، كانت الدولة والجهات الضامنة تؤمن نحو 70% من الفاتورة الاستشفائية، أي أن المريض كان يدفع حوالى 30%. أما حاليًا وبسبب الأزمة وانهيار العملة، فقد انخفضت التغطية وأصبح المريض يتحمل نحو 85% من الفاتورة الاستشفائية. وبسبب هذه الكلفة، هناك مرضى في لبنان لا يتلقون العلاج، و قد وصلوا الى مرحلة الاختيار بين أن يأكلوا أو يتعالجوا".
وتابع: "الحل يبقى بزيادة التغطية، ونحن طالبنا بزيادة موازنة الاستشفاء لوزارة الصحة 7 أضعاف، لكن المشكلة تبقى في التمويل. وإن إحدى المشاكل التي تواجهنا اليوم هي أعادة تصنيف لبنان من قبل البنك الدولي، من بلد ذي دخل مرتفع إلى بلد ذي دخل منخفض، وهذا ما سيكون له تأثير سلبي على مدى القروض التي يمكن أن يحصل عليها البلد، والتي ستكون أقل بسبب تراجع الثقة".
وذكر الأبيض أنَّ "لبنان كان يستورد أفضل الأدوية في العالم. أما اليوم فإنّ الجهات التي تساعد تقول لنا: يمكن أن نساعدكم في الأدوية التي نعتبرها من الضروريات، لكن ليس بالضرورة لشراء أحسن الأدوية. وأن العوامل التي تعترض مساعدات القطاع الاستشفائي هي قلة الثقة"، وقال: "لذلك، نحتاج من أجل الخروج من الأزمة إلى أن نجد طريقة لإعادة التمويل عن طريق تطبيق الإصلاحات".
أما عن التحديات التي تواجهها المستشفيات، فقال إن المستشفايات تواجه صعوبات في "تأمين الكهرباء التي ارتفعت كلفتها أكثر من 30 ضعفا"، مشيرًا إلى أنَّ "العامل البشري هو التحدي الأكبر أمام النظام الصحي في لبنان حاليًا ومستقبلًا بسبب النقص في اليد العاملة في هذا القطاع".
ورأى الأبيض أنَّ "نسبة النقص في الطاقم الطبي والتمريضي أصبح نحو 40%، بحسب الدراسة التي أجريناها مع منظمة الصحة العالمية، مضيفًا: "أعتقد أن الرقم أكبر من ذلك أيضًا، وأن هذه الهجرة مستمرة، وبدأنا نلاحظ تأثيرها على بعض أنواع التخصصات، فهناك اختصاصات أصبح فيها في لبنان طبيب أو طبيبان، فقط مثل جراحة القلب عند الأطفال، وكذلك العناية الفائقة عند الأطفال حيث بات لدينا أقل من 10 أطباء، علمًا أن هناك تحديات كثيرة أمام المستشفيات، لكن الحلول التي باتت شائعةً اليوم، قائمة بالمجمل على أساس الاندماج، وليس الإقفال، فهناك مستشفيات صغيرة تحاول الاندماج مع أخرى كبيرة".
وحول فيروس كورونا، لفت إلى أنَّ "الأرقام ستزيد في لبنان، كما نراها تزيد أيضًا حول العالم، لكن الأهم ألَّا تزيد بنسبة كبيرة تلك الحالات التي تحتاج دخولًا إلى المستشفيات. واليوم، إن عدد كل الحالات الموجودة في المستشفيات لا يتعدى السبعين حالة إذ أنه لا يمكن مقارنة لبنان ببريطانيا مثلًا، لأن نسبة اللقاح هناك 85%. أما في لبنان فلا زالت هذه النسبة أقل من 50%".
ودعا وزير الصحة "المواطنين الى أخذ اللقاح الذي أمَّنته وزارة الصحة مجانًا، حتى لا نضطر إلى العودة والتشديد في الإجراءات. كما دعا "كبار السن، والذين يعانون من أمراض مزمنة إلى وضع الكمامات واتخاذ احتياطات إضافية".
الدواءفيروس كوروناالمستشفياتفراس الأبيضالمستلزمات الطبية