لبنان
فيروزنيا: نقف إلى جانب لبنان وحقه المشروع في استثمار ثرواته
أقامت "حوزة الإمام المنتظر للدراسات الإسلامية" في بعلبك، حفل تكريم لسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، محمد جلال فيروزنيا، برعاية المدير العام للحوزة الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك، ومشاركة حشد من العلماء وقضاة الشرع ومدير الحوزة الشيخ حسن قانصوه.
استهل فيروزنيا كلمته متوجهًا بالشكر والتقدير "لرئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك على إعداد هذا اللقاء الذي يجمعني بهذه الوجوه المحببة في أرض لها في قلبي كل المحبة والتقدير. فهذا البلد الأبي أنبت شعبًا حيًّا صنع المعجزات وسطَّر الملاحم بصموده ومقاومته وانتصاراته الإلهية العظيمة".
وأضاف: "إنه لمن دواعي سروري واعتزازي، أن أكون بينكم اليوم في هذا الصرح المبارك الذي يعتبر ثمرة طيبة من ثمار الثورة الإسلامية المجيدة في إيران. هذه الحوزة التي وضع سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي حجر أساسها، جاعلًا منها منارة للهدى والإرشاد والتنوير، ومركزًا لتلقي العلوم الدينية، يوائم بين طلب العلم والجهاد في سبيل الله، إحقاقا للحق ونصرة لقضايا الأمة وآمالها وأهدافها".
وتابع فيروزنيا: "أغادر لبنان اليوم، بعد أن أمضيت فترة اعتبرها الأغنى تجربة والأغزر عملًا بين كل السنوات الطويلة التي خضت فيها غمار العمل الدبلوماسي ممثلًا لبلادي في العديد من البلدان. ويمكنني القول الآن، أنني كنت حقيقة في وطني الثاني، نظرًا للمحبة الحقيقية والمودة الصادقة التي شعرت دائمًا أنها تغمرني من قبل هذا الشعب الكريم الأصيل ونُخَبِه الشريفة المرموقة. وهذه العلاقات الأخوية ستبقى راسخة قوية، لأنها مبنية على نهج الصدق والوفاء، وعلى الإلتزام بالحق والعدل والأخلاق".
وأكَّد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان وقوف بلاده بكل عزم وصلابة، إلى جانب الشعوب المناضلة التي تواجه الإستكبار العالمي وتمنعه من نهب ثرواتها ومصادرة حقوقها وتدمير مستقبلها. تقف إلى جانب الشعوب الحرة، إلى جانب الشعب الفلسطيني الصامد، وحقه في تحرير أرضه، وعودة لاجئيه وتشكيل دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. تقف إلى جانب لبنان بدولته ومقاومته وجيشه وشعبه، بكل طوائفه ومكوناته الوطنية، داعمة وحدته وسيادته واستقلاله، وحقه المشروع في استثمار ثرواته الطبيعية في مياهه الإقليمية.
وأشار إلى أنَّ "لبنان هذا البلد الغني بتنوعه الثقافي والفكري والروحي، لبنان الشعب الطيب المضحي الصامد، لبنان المقاومة والجهاد، لبنان الانتصارات المباركة المسددة التي أعزته وأعزت العرب والمسلمين. لبنان الذي انتصر على أعتى الجيوش الغاشمة في المنطقة، فحرر بمقاومته الإسلامية الباسلة أرضه المحتلة عام 2000 ودحر العدون الإسرائيلي عام 2006، ثم قضى على الإرهاب التكفيري الظلامي وساهم بكل اقتدار، إلى جانب محور المقاومة، في إفشال المشاريع والمؤامرات الأمريكية الآثمة".
وختم فيروزنيا قائلًا: "هذا البلد الغالي سيبقى في القلب والعقل والوجدان، قضاياه قضايانا، أفراحه أفراحنا، وآماله آمالنا. وقد سعيت في السنوات الأربع الماضية، خلال قيامي بمهامي الدبلوماسية، لتفعيل العلاقات الثنائية وتعزيزها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية والاجتماعية. ولقد بادرت الجمهورية الاسلامية الإيرانية، خلال هذه المرحلة الحساسة، بكل ما حملتها من متاعب اقتصادية ومعيشية وحياتية للشعب اللبناني العزيز، الى دعم لبنان بكل ما أوتيت من قوة، في المجال الصحي، بهدف مكافحة جائحة كورونا، وإلى توفير المشتقات النفطية، وإلى التأكيد على كل العروض السابقة المقدمة للحكومة اللبنانية في مجال الكهرباء والغذاء والاستشفاء، ونحن على ثقة تامة، من أن هذا البلد المقدام سيتجاوز هذه الظروف الصعبة، بإرادته الصلبة وعزمه الراسخ وشعبه الحي وأصدقائه وحلفائه الأوفياء".
وقدم الشيخ يزبك للسفير فيروزنيا نسخة من القرآن الكريم ورسالة عربون تقدير لدوره الداعم للبنان والمقاومة.