ابناؤك الاشداء

لبنان

لبنان يتهيّب لزيارة بومبيو.. وخطة الكهرباء والتعيينات تنتظر جلسة الجمعة
20/03/2019

لبنان يتهيّب لزيارة بومبيو.. وخطة الكهرباء والتعيينات تنتظر جلسة الجمعة

ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة اليوم من بيروت على عدد من المواضيع الهامة، حيث يشهد  قصر بعبدا غدًأ جلسة لمجلس الوزراء وعلى جدول أعماله 54 بنداً، أبرزها سلّة تعيينات في المجلس العسكري وخطة الكهرباء.

ويتحضّر لبنان لاستقبال وزير الخارجية الاميركي مارك بومبيو الجمعة وعلى طاولة البحث قضايا خلافية كبرى، كملف النازحين السوريين، وتسليح الجيش اللبناني، والثروات البحرية من النفط والغاز والحاجة لترسيم حدودها، ودعم أميركي بدا أنه مشروط بتلبية المصالح الإسرائيلية وأولوية المواجهة مع حزب الله.


النهار: الحريري يبثّ التفاؤل: لا للتلهي بالمناكفات، التسوية الرئاسية بمثابة زواج ماروني

بداية مع صحيفة "النهار" التي رأت أنه من أفضل ما قيل أمس في مؤتمر المجلس الاقتصادي الاجتماعي بعنوان "نحو سياحة مستدامة" جاء على لسان مشارك أردني قال: "لبنان براند في ذاته. وعندما أقول إني ذاهب الى بيروت يقولون لي نيالك. وهذا في ذاته مصدر غنى لبيروت المدينة السياحية الجاذبة والتي تستأهل الزيارة والسياحة. ورجائي لك يا دولة الرئيس ان تتحدث مع كل السفراء الذين تلتقيهم عن السياحة في لبنان، وان توفر وكل الوزراء الدعم لوزير السياحة لان نجاح السياحة عمل مشترك ما بين وزارات عدة". وأضاف: "لا تهمني خلافاتكم الداخلية ففي كل بلد صراعات داخلية. المهم ان تقدموا صورة جيدة للخارج".

واشارت الصحيفة الى أن رئيس الوزراء سعد الحريري تمنى أن يعي اللبنانيون مغزى الرسالة "لأننا بخلافاتنا أبعدنا السياح عن لبنان". وقد بدا رئيس الوزراء في اطلالتين أمس متفائلاً بامكان انطلاق الحكومة وتحقيقها انجازات على رغم الملفات الخلافية الكبيرة والكثيرة والتي يمكن ان تشكل عوائق ليس أمام الحكومة فقط، وانما أمام البلد كله في ظل ظروف ضاغطة مالية واقتصادية وسياسية. كذلك بدا مصراً على"عدم التلهّي بالمناكفات والزكزكات السياسية"، مشدداً على ان "لا أحد يريد وقف عمل الحكومة".

ولفتت الى انه "وخلال لقائه في السرايا الحكومية وفد نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، قال: "واجبي تدوير الزوايا مع الجميع، وزيادة الإستثمارات وتشجيع المستثمرين من الخارج، وإعادة الثقة بالدولة. هناك إيجابيات تتراكم وإن شعر البعض بأنها جزئيات". وكرر أنه "اتخذت قراراً بعدم التوقف عند الضجيج السياسي، ولن أضيّع الوقت بخلافات لا تأتي بشيء للاقتصاد والنمو وفرص العمل". وأكد تمسكه بالتسوية الرئاسية قائلاً: "إنها بمثابة زواج ماروني، لسبب واحد يتعلق بمصلحة لبنان. أخذنا قراراً، الرئيس وأنا، يتعلق بمصلحة البلد، ورغم المناكفات التواصل مستمر. وأطمئنكم الى أنه لن يحصل خلاف من شأنه أن يوقف العمل، لا مع "التيار الوطني الحر"، ولا مع حركة أمل ولا مع "الحزب التقدمي الإشتراكي" ولا مع "القوات اللبنانية" ولا مع المردة، وحتى الخلافات المعروفة والعلنية مع "حزب الله"، هناك قرار مشترك بألا نسمح لها بوقف عمل الحكومة".

هذه الأجواء الايجابية ستنعكس حكماً على جلسة مجلس الوزراء المقرر عقها غداً في قصر بعبدا، وكذلك على استقبال وزير الخارجية الاميركي مارك بومبيو الجمعة. ووقت استبعدت مصادر مطلعة عبر "المركزية" أي تغيير في موعد الزيارة، أفادت أنه سيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون (في خطوة لم يقم بها ديفيد ساترفيلد واعتبرت رسالة "شديدة اللهجة " من واشنطن إلى السلطات اللبنانية)، إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل. حسب النهار.
مواضيع ذات صلة

 وأوضحت المصادر أن المحادثات الرسمية التي سيجريها المسؤول الأميركي الرفيع لن تتمحور على ملفات النفط والغاز (وإن كانت هذه مرتبطة بالنزاع مع اسرائيل)، بل ستكون سياسية بامتياز، وسيكرر المسؤول الاميركي دعوة لبنان إلى العمل الجدي والسريع على الحد من النفوذ السياسي "حزب الله"، وسيطرته على قرار الدولة اللبنانية، مستفيداً من اختلال ميزان القوى الحكومي لمصلحته، إضافة إلى مشاريع الاستثمار الأميركي في لبنان، وتأكيد الاستمرار في دعم المؤسسات الشرعية اللبنانية، وفي مقدمها الجيش.

غير أن المصادر توقعت أن يلقى الوزير الأميركي جواباً لبنانياً منطلقاً من البيان الوزاري، من حيث التمسك بالنأي بالنفس، باعتباره سياسة لبنانية رسمية، إضافة إلى أن الحزب مكون سياسي أساسي يمثل شريحة واسعة من الناس، في الحكومة كما في مجلس النواب.

وتابعت تقول: وعشية جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس تسلم الوزراء ملحقاً عن الخطة المقترحة لمعالجة أزمة الكهرباء التي أعدتها وزيرة الطاقة والمياه، اضافة الى جدول الأعمال الذي يتضمن تعيينات المجلس العسكري التي علقت في الجلسة السابقة، ومن دون تغيير في الاسماء، بعد تبادل الفيتوات، ثم اسقاطها في اتصال الحريري – باسيل.

لكن ملف التعيينات، وان كان سيسلك طريقه لما يرى متابعون، الا ان النائب في "كتلة الجمهورية القوية" زياد حواط صرح لـ"النهار" بان الكتلة ستتصدى لمحاولة "الحزب الحاكم الاستئثار بكل المواقع المسيحية في الادارة. يأتون بأناس يعربشون على الموظفين الاكفياء". ولاحظ ان كل الاشارات تنبئ باعتماد "الزبائنية في ما يمكن ان يؤدي الى اجتياح الادارات والدولة".


البناء: اجتماع هام لعون مع بومبيو... وقمّة مع بوتين تضع خريطة طريق لملف النازحين

أما صحيفة البناء اشارت زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو واجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد غد الجمعة، وعلى الطاولة قضايا خلافية كبرى، كملف النازحين السوريين، وتسليح الجيش اللبناني، والثروات البحرية من النفط والغاز والحاجة لترسيم حدودها بشراكة أممية مفقودة، ودعم أميركي بدا أنه مشروط بتلبية المصالح الإسرائيلية، ودائماً على قاعدة الإعلان الأميركي عن أولوية المواجهة مع حزب الله، وتقول مصادر متابعة إن الرئيس ميشال عون قد أعدّ ملفاته للقاء الذي سيجمعه بومبيو، منطلقاً من تأكيد لبنان على أن مصالحه هي التي تقرر سياساته وليست المصالح الأميركية ومن هذا الموقع الإشارة لأولوية عودة النازحين، وكذلك رفض التغطية الأميركية للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية وتعريض مصالحه للأذى خصوصاً في المجال النفطي، والإصرار على مقاربة ملف حزب الله من كونه جزءاً عضوياً من النسيج اللبناني ومن المؤسسات الدستورية بقوة نتائج الانتخابات.

ولفتت الصحيفة الى أن زيارة بومبيو بعد غد ستتم عشية سفر رئيس الجمهورية إلى موسكو، حيث سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأولوية لتفعيل المبادرة الروسية لعودة النازحين وسبل جعل ملف النازحين في لبنان أولوية روسية. وتقول مصادر مطلعة إن القلق الأميركي من التعاون المشترك مع روسيا يتناول بصورة خاصة فرضيات حصول لبنان على شبكة دفاع جوي روسية تصيب الاستعمال الإسرائيلي للأجواء اللبنانية، ما يحمل بومبيو لوضع مستقبل المساعدة الأميركية للبنان عسكرياً في كفة مقابلة لأي تسليح روسي للجيش اللبناني.

واضافت الصحيفة أنه في لبنان، ستكون التسوية الرئاسية على المحك يوم غد مع انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد مؤتمر بروكسل الذي تسبّب بفجوة في علاقات الرئيس الحريري بالرئيس عون ووزير الخارجية جبران باسيل، وقالت مصادر تيار المستقبل والتيار الوطني الحر إن نجاح مساعي التهدئة بعد سجال اليومين الماضيين، أسفر عن تفاهم على تحييد العمل الحكومي عن الخلافات والتجاذبات واستبعاد الملفات الخلافية ريثما تنضج التفاهمات حولها. وتوقعت المصادر حصر البحث في مجلس الوزراء بملفي التعيينات خصوصاً تشكيل المجلس العسكري، وإقرار خطة الكهرباء التي توقعت مصادر معنية أن تقوم فيها مناقصات علنية للمرحلة الانتقالية ومرحلة بناء معامل الإنتاج، واحدة تتضمن طلب الحصول على أفضل الأسعار لاستجرار كمية من الطاقة تقدر بثمانمئة ميغا سنوياً، والثانية تتعلق ببناء معامل تكفي لإنتاج ألفي ميغا سنوياً. بينما تقول المعلومات إن التعيينات الخاصة بالمجلس العسكري قد جرى التفاهم النهائي حولها.

رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل اللذين تبادلا الحرص على تخفيض سقوف المواجهة بين تياريهما، وتحييد خلافاتهما عن أعمال الحكومة، أعلنا التمسك بالتسوية الرئاسية، وقالت مصادر مطلعة إن موضوعاً خلافياً قد يستدعي ترميم التسوية وتأكيد المضي فيها قدماً، يتمثل بقضية رفع الحصانة عن الموظفين الذي يستدعيهم القضاء كما هو حال مدير عام أوجيرو الذي يرفض المثول أمام القضاء ويدعمه وزير الاتصالات محمد شقير بذلك، وهو ما يرفضه التيار الوطني الحر مؤكداً ضرورة مثول الجميع أمام القضاء. وتوقعت المصادر تأجيل البتّ بالموقف من حصانات الموظفين إلى جولة لاحقة من اجتماعات الحكومة، بينما التفاهم قائم على تحييد الجدل حول ملفات الفساد وترك الكلمة الفصل فيها للقضاء وفقاً للآليات الراهنة التي يراها التيار الوطني الحر مصدراً للحماية من المساءلة، لكنّه يقبلها مؤقتاً لتشكل أحد وجوه هذه التسوية.

يحطّ وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في الربوع اللبنانية يوم الجمعة، حيث سيتنقل بين بعبدا وعين التينة والسراي وقصر بسترس ويحل ضيفاً الى مائدة النائب ميشال معوّض، بعد أن حلّ من سبقه من مسؤولين أميركيين في اشارة الى مستشار وزارة الخارجية ديفيد ساترفيلد على مائدة القوات ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل على مائدة كليمنصو.

وتابعت تقول: وبانتظار ما ستخلص إليه هذه الزيارة التي تسبق زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى روسيا بيومين، تشدد مصادر مطلعة لـ»البناء» على ان بومبيو يحمل الى المسؤولين اللبنانيين تحذيراً شديد اللهجة وإنذاراً الى ان السياسة الأميركية تجاه لبنان لن تبقى ما كانت عليه في السابق، وأنها ستتحدد وفق ما تمليه مصالحها. وتشير المصادر إلى ان بومبيو سيجدّد موقف واشنطن من حزب الله وإيران لجهة اعتماد سياسة أكثر تشدداً تجاههما الامر الذي يفرض على لبنان إبقاء الأمور على ما هي عليه مع إيران لجهة عدم التعاون او التنسيق او قبول الدعم والمساعدات والحد مما تسمّيه واشنطن قوة ونفوذ حزب الله، مع اشارة المصادر الى أن بومبيو سيؤكد للمعنيين دعم واشنطن للأجهزة الأمنية اللبنانية، لا سيّما المؤسّسة العسكريّة رغم انخفاض الميزانية المخصصة لهما. وتلفت المصادر الى ان ملف النازحين سيكون حاضراً في لقاءات بومبيو لجهة الإصرار على مفهوم العودة الطوعية والرفض الأميركي للمبادرة الروسية لا سيما أن تكاليف العودة بحسب الأميركيين باهظة وهناك شروط تضعها الدول المانحة لتمويل العودة، تفرض على النظام السوري القبول بها لجهة العلاقة مع المعارضة السورية.

وسط ما تقدم، لا تعوّل مصادر تكتل لبنان القوي على زيارة بومبيو في ما خصّ ملف النازحين، وتشدّد في حديث لـ»البناء» على أن التعويل في المساعدة على حل هذا الملف، هو على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يواصل التأكيد على ضرورة حل الأزمة الإنسانية في الدول المضيفة وعودة النازحين، وانطلاقاً من المبادرة الروسية التي جرى تبنّيها في البيان الوزاري. وتشدّد المصادر على أن الرئيس عون لن يقبل ولن يسمح لأحد أن يساوم على هذا الملف، ولن يقبل بتقديم الحل السياسي على معالجة أزمة النزوح. أما على خط الموقف الأميركي من حزب الله، فشدّدت المصادر على أن بومبيو لن يسمع من رئيس الجمهورية ما يريده. فالرئيس عون سيواصل تأكيد موقفه المبدئي من حزب الله لجهة أنه جزء من الشعب وممثل في الحكومة والبرلمان.

وشدد وزير الخارجية جبران باسيل على أنه من الخطأ التعامل مع ملف النزوح من زاوية واحدة وندعو للورقة الموحّدة منذ البداية. وقال في حديث تلفزيوني «ليس من مصلحة لبنان والعرب أن تكون دمشق خارج الجامعة العربية في ضوء المسارات التي ترسم مستقبل سورية مثل استانا». وأكد باسيل أن مصلحة لبنان يجب أن تحكم في الشؤون الخارجية ومواقفي تنطلق من هذا المبدأ. وقال: إن أول خسارة في موضوع النازحين هي لسورية ويمكن لروسيا ان تكون عاملاً مساعداً في عودتهم. وأضاف «نحن مع سيدر، لكننا نأخذ منه ما يتناسب مع مصلحة لبنان ومن الخطأ التعامل مع ملف النزوح من زاوية واحدة وندعو للورقة الموحّدة منذ البداية». من ناحية أخرى، أشار باسيل إلى أنه بتكامل الأدوار بين الولايات المتحدة وروسيا وحتى الاتحاد الأوروبي يمكن تأمين الحقوق لأصحابها في موضوع الصراع العربي -الإسرائيلي. حسب الصحيفة.

وختمت الصحيفة: الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة يوم غد الخميس على جدول أعمالها 54 بنداً، أبرزها سلّة تعيينات في المجلس العسكري، فضلاً عن خطة الكهرباء التي ستدرج على جدول أعمال الجلسة وسيتم توزيعها كملحق على الوزراء. وفي المعلومات، فإن خطة الكهرباء المعدّلة ترتكز على خفض الهدر الفني وغير الفني، وإزالة التعدّيات على الشبكة وزيادة إنتاج الطاقة وتحسين فعاليتها وخفض كلفة المحروقات من خلال استخدام الغاز الطبيعي، زيادة التعرفة، وبحسب المعلومات فإن خطة وزارة الطاقة تقول بضرورة اعتماد معايير الشفافية عبر مناقصة لتأمين الكهرباء سريعاً وبكلفة متدنيّة كلفة بالتوازي مع إنشاء معامل موقتة تمهيداً لإنشاء معامل دائمة في الزهراني والحريشة.

وفي ما خصّ التعيينات العسكرية، فإن اتصال الحريري باسيل أمس أفضى، بحسب معلومات «البناء»، الى حل مشكلة المجلس العسكري، إذ جرى الاتفاق على اقتراح تعيين العميد الركن محمد الأسمر أميناً لسر المجلس العسكري مقابل موافقة الحريري على تعيين العميد ميلاد إسحق مفتشاً عاماً للجيش، علماً أن اقتراح العميد أمين العرم رئيساً للأركان يحظى بموافقة جميع المكوّنات أسوة باقتراح العميد إلياس شامية عضواً متفرّغاً في المجلس العسكري.


اللواء: زيارة بومبيو في بُعدَيْها اللبناني والإيراني

بدورها صحيفة اللواء رأت أنه "في الوقت الذي تتحضر فيه الرئاسات اللبنانية ووزارة الخارجية للقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيروت خلال زيارته المقررة في 22 من الشهر الجاري، لا بدّ أن تدرك هذه القيادات بأن الزيارة ترتدي أهمية خاصة بالمقارنة مع الزيارة التي قام بها ريكس تيلرسون لبيروت في 15 شباط 2018. فالوزير بومبيو يحظى بثقة الرئيس دونالد ترامب، وأن الكيمياء بين الشخصين تعمل بانتظام كلي، وهو الأمر الذي لم يتوافر لتيلرسون ،حيث اتسمت العلاقة بينه وبين ترامب بالتوتر وعدم التفاهم حول النهج الذي يتبعه كل منهما في خياراته السياسية، وفي علاقات الولايات المتحدة الدولية.

ولفتت الصحيفة الى هذه الثقة الصلبة التي منحها ترامب الى بومبيو، أعطت هذا الأخير الحرية والقدرة على وضع الإطار العملي لاستراتيجية جديدة لإدارة ترامب، للتعامل مع كل أزمات الشرق الأوسط، وللمواجهة مع إيران، ومع الجماعات المسلحة التي انشأتها طهران للسيطرة على بعض الدول العربية. ويبدو بأن الولايات المتحدة جادة في تنفيذ مقاربتها الجديدة من خلال تفعيل نظام العقوبات المفروض على طهران، وبالتالي دفعها للتخلي عن ممارسة «أنشطتها المارقة» ووقف دعمها «للجماعات الإرهابية».
 صحيح أن واشنطن لا تسعى للدخول في مغامرة عسكرية طويلة في المنطقة، ولكن ذلك لا يمنعها من العمل على إقامة تحالف او جبهة إقليمية لمواجهة ايران والميليشيات المدعومة منها، وهذا ما يؤشر اليه التحرك الأميركي الداعم للموقف السعودي والمصري والأردني، بالإضافة الى توسيع جبهة المواجهة لضم اكبر عدد من الحلفاء من خلال الدعوة الى مؤتمر وارسو.

وقالت: يبدو جلياً بأن بومبيو لديه التفويض الرئاسي الكامل لإدارة السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة وفي العالم، وبأن لديه جملة من المقاربات الاستراتيجية الجديدة والفاعلة لتحقيق مصالح اميركا وحلفائها، وبالتالي العمل على احتواء نفوذ ايران وادواتها في المنطقة، وبأن بومبيو باق على رأس الديبلوماسية الأميركية طيلة عهد ترامب في الرئاسة الأميركية.
من هنا تبدو أهمية المناقشات والخيارات التي ستطرحها القيادات اللبنانية في اجتماعاتها مع بومبيو، وذلك انطلاقاً من سعيه لبناء استراتيجية قائمة على تبادل المصالح بين اميركا وحلفائها من خلال دعوتها لهم للمشاركة في المسؤولية وفي تبادل «الغرم والغنم» معهم، مع كل ما يتطلب ذلك من تعاون جدي مع التوجهات والمقاربات الأميركية الجديدة، التي ساهم بومبيو بقسط كبير من صياغتها وإرساء قواعدها.

وتابعت: من المتوقع والطبيعي ان يشرح بومبيو للقيادات اللبنانية التي سيلتقيها التوجهات الجديدة للسياسة الأميركية في المنطقة، مؤكداً على دعم اميركا لحلفائها، ولحرصها على استقرار الوضع في لبنان، والانصراف الى معالجة مشاكله السياسية والاقتصادية، في ظل الحرص الكامل على الحفاظ وتنفيذ سياسة «النأي بالنفس»، كما وعدت الحكومة في بيانها الوزاري. من المتوقع ايضاً في هذا السياق ان يبرر المسؤولون اللبنانيون عدم تلبيتهم لدعوة المشاركة في مؤتمر وارسو، بربطها بالحرص على ما تفرضه سياسة «النأي بالنفس» من مستلزمات. سيثير الوزير الأميركي في مباحثاته ضرورة واهمية التزام لبنان بالعقوبات الأميركية ضد طهران والميليشيات التابعة لها، بما فيها حزب الله، وهذا ما تحدث عنه مصدر ديبلوماسي أميركي «بأن الاهتمام سينصب على مناقشة الأنشطة غير القانونية والسلوكيات العدوانية التي تمارسها ايران وحلفاؤها».
سيعبّر بومبيو عن استمرار الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للجيش اللبناني (والذي يقدّر بسبعين مليون دولار لهذا العام)، وذلك انطلاقاً من حرص الولايات المتحدة على دعم المؤسسات الشرعية، وخصوصاً مؤسسة الجيش التي تشكل القوة الأساسية للدفاع عن السيادة الوطنية، وبالتالي القوة القادرة على منع الحرس الثوري وحزب الله من الهيمنة على الأراضي والحدود اللبنانية.

في المقابل سيحذر الوزير الأميركي المسؤولين اللبنانيين من بغية التساهل وفتح السبيل لحزب الله للاستفادة من مواقع وزرائه للحصول على أموال عامة من الوزارات التي يديرونها، وبأنه من الضروري ايضاً الحؤول دون وصول اية أموال من المساعدات التي يتلقاها لبنان، بما فيها المساعدات الأميركية، الى حزب الله، مع التذكير بتصنيف الحزب من قبل السلطات الأميركية كمنظمة «إرهابية منذ عام 1997.حسب اللواء.

إقرأ المزيد في: لبنان