معركة أولي البأس

 

لبنان

"القوات" مهزومة و"التغييريون" مُستعرضون!
31/05/2022

"القوات" مهزومة و"التغييريون" مُستعرضون!

لطيفة الحسيني

لا تُشبه جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وأمينيْ السرّ والمفوّضين في البرلمان سابقاتها. كلّ الأجواء مُختلفة اليوم، حتى لوجستيًا. حرارة القاعة العامة لم تتبدّد لحظة، بل زادت مع كلّ تفصيل فيها.

قد تكون جلسة اليوم هي الأطول بين كلّ جلسات انتخاب رئيس المجلس ونائبه، لكن دلالات كثيرة حملتها. البيعة للرئيس بري لولاية سابعة بـ65 صوتًا خلافًا لأهواء "التغييريين" الجدد في ساحة النجمة، أمّا "القوات اللبنانية" التي ما انفكّت تُردّد لازمة تحقيقها للأكثرية فرأت نفسها مهزومة مرة جديدة أمام "التيار الوطني الحر" الذي استطاع إيصال مرشّحه النائب الياس بو صعب لموقع نائب رئيس المجلس بـ65 صوتًا، فيما فاز النائب آلان عون بمنصب أمين السرّ (65 صوتًا أيضًا) الى جانب النائب هادي أبو الحسن (تزكية)، أمّا لمركز المفوّضين فاختير النواب عبد الكريم كبارة وآغوب بقرادونيان وميشال موسى.

 

"القوات" مهزومة و"التغييريون" مُستعرضون!

 

"القوات" مهزومة و"التغييريون" مُستعرضون!

 

يكاد يكون الاستعراض أكثر الحاضرين في الجلسة. تتربّع النائب بولا يعقوبيان على عرش المُعطّلين للمسار الحاصل. استهلّت مسرحيّاتها بالاحتجاج على عدم قراءة ما تحتويه الأصوات المُلغاة في الجلسة، أصرّت وكرّرت ورفعت نبرتها، تريد أن تُسمع الرأي العام الذي يتابع الوقائع عبر البثّ المباشر ما كُتب واعتُبر محذوفًا، فكان الرئيس بري بالمرصاد: ملغاة لـ"العدالة للقمان سليم.. الجمهورية القوية .. العدالة لضحايا انفجار المرفأ".

يعقوبيان التي تنقّلت مرات عديدة في أروقة المجلس ولا أحد يعرف لماذا، حاولت تقديم نفسها على أنها الناطقة باسم "نواب الثورة"، مُردّدة "صرنا كتلة". هي الكتلة التي بدت اليوم مُرتبكة، ضعيفة، غير موحّدة، وغير مطّلعة على النظام الداخلي للبرلمان الذي سعت للدخول إليه. الهدف الأساسي بالنسبة إليها تبيّن أنه أخذ اللقطات المُصوّرة من اللحظة الأولى للوصول الى المبنى حتى مغادرته، هي أقصى الطموحات! المتحدّثة باسم هؤلاء تُحاول أن تهاجم النائب حسن فضل الله عندما طرح مسألة دستورية لناحية احتساب الأوراق الملغاة ضمن المقترعين أم لا. فقط للاعتراض لا لشيء آخر.

 

"القوات" مهزومة و"التغييريون" مُستعرضون!

"القوات" مهزومة و"التغييريون" مُستعرضون!

 

عملية انتخاب نائب الرئيس وأمينيْ السرّ شهدت فوضى وضجّة لم يعهدها البرلمان في الولايات السالفة. نقاشٌ طويل حول كيفية الاقتراع ولاسيّما في المركزيْن المحسوبيْن بالعُرف على الموارنة والدروز، أفضى الى خاتمة لم توصل "القوات" الى أيّ موقع على الرغم من كلّ الادعاءات باكتساح الساحة النيابية.

ما زاد الطين بلّة في الجلسة الكهرباء. نحو 10 مرات غاب التيار عن القاعة العامة والمبنى الرئيسي. المُكيّفات لا تعمل أو مطفأة، ولا إمكانية لتشغيلها. الوضع هو هو بين الناس وفي البرلمان. في عزّ الانتخابات الجارية، يخرج أحد النواب ليُطالب الرئيس بري بالـAC، ما استدعى حزمًا من الأخير: تحمّلوا العالم قاعدة بلا كهرباء".


صورة المجلس الجديد برأي النواب

عضو كتلة الوفاء للمقاومة نائب جبيل وكسروان رائد برو رأى في ما جرى اليوم "انعكاسًا لصورة وواقع لبنان"، مشيرًا في حديث لموقع "العهد الإخباري" أن "هذا النقاش يجب أن يكون داخل المجلس أفضل من أن يكون في الشارع"، وقال "الأمر يحتاج الى القليل من التأمّل على مستوى المؤسّسات وإدارتها حتى نستطيع أن نحكم.. نتأمّل خيرًا على المستوى الشخصي.. البدايات تحتاج الى تريّث".
بدوره، عضو كتلة الوفاء أيضًا نائب زحلة الأول بالأصوات التفضيلية رامي أبو حمدان وصف بداية العمل النيابي اليوم بـ"الجيّدة"، وأضاف في تصريح لـ"العهد": "هناك تفاوت وتباين بالآراء وهذا أمر طبيعي فالكتل كلّها ممثلة، والجدل الحاصل في الداخل يُشبه الحاصل في الشارع.. هناك من هو قارئ للدستور ويتحدّث من خلفية قانونية، فيما هناك من لم يقرأ الدستور ويريد أن يُضيّع الوقت ويُحوّل الموضوع الى جدل بيزنطي"، وأردف "هناك من هو آتٍ الى الجلسة ويتعاطى معها على أننا في دولة علمانية".

النائب إيهاب حمادة، عضو كتلة الوفاء كذلك، علّق على مجريات الجلسة، فأكد لـ"العهد" احترام رأي الشعب اللبناني بكلّ ما أنتج ومن يُمثلّه، ولفت الى أن "هناك من يحتاج الى تجربة أكبر ليطّلع أكثر على الدستور والأنظمة الداخلية"، وتابع "الواضح أن هناك من بدا أنه في مكان آخر، ولهذا رأينا طابعًا استعراضيًا"، معربًا عن اعتقاده بأنه "من يريد حمل همّ الناس والأزمات الحالية الموجودة يجب أن يهتمّ أكثر بتفاصيلهم ما يعني أنه لا يجب أن نذهب الى أيّ تعطيل لأيّ استحقاق وأن نسارع الى إنجاز ما يجب إنجازه لمواجهة المِحن الوجودية في البلد".

أمّا النائب اللواء جميل السيد فتحدّث لـ"العهد" عمّا يُشبه الرضا عن الجلسة وما شهدته، وصرّح لـ"العهد": "صورة اليوم طبيعية فهي تُشبه الشعب اللبناني"، وأضاف "ما رآه الناس هو الطبيعي، والغير طبيعي هي التسويات والخلافات وطبيعة المجلس الجديد أعطت هذه الصورة الصحيّة"، وتابع "الصورة الخاطئة هي أن نرى كلّ شيء جاهز ومتفّق عليه".

 

"القوات" مهزومة و"التغييريون" مُستعرضون!


تصوير: موسى الحسيني

إقرأ المزيد في: لبنان