لبنان
اكتمال التحضيرات ليوم الانتخاب.. واللبنانيون يقولون كلمتهم غدًا
اكتملت التحضيرات ليوم الانتخاب الكبير غدًا، ودقت ساعة الحسم ليختار اللبنانيون ممثليهم في البرلمان، في استحقاق يجمع الجميع أنه يتخطى مجرد إيصال 128 نائبًا إلى البرلمان، بل هو استفتاء على مستقبل لبنان في السنوات المقبلة بعد إقفال صناديق الاقتراع مساء الأحد.
وفي وقت يسود فيه الصمت الانتخابي منذ الساعة صفر من اليوم السبت، كانت أبرز المواقف التي سُلطت عليها الأضواء للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الاحتفال الانتخابي أمس في البقاع، والذي أكد فيه أن أصابع جمهور المقاومة في 15 أيار هي الضمانة للبنان ومستقبله.
"الأخبار": نصرالله: سنقود معركة الإنماء واللامركزية الإدارية
نجح حزب الله في تنظيم حشد شعبي كبير يومَ أمس في البقاع، كما فعل قبلاً في الضاحية والجنوب. وأطلق أمينه العام السيد حسن نصرالله مواقف شددت على أن التصويت للوائح الحزب وحلفائه تندرج في إطار معركة الدفاع عن المقاومة، مجدداً الوعد بالمزيد من العمل من داخل الدولة لتحقيق الإنماء في البقاع كما في كل لبنان.
وخاطب نصرالله أهل البقاع بالقول: «أنتم أهل المقاومة وزندها وقبضتها وعقلها وعيونها وقلبها وعاطفتها وحضوركم في هذا المهرجان هو دليل ورسالة وجواب واضح». وأضاف: «ما هو ردكم على كل الذين يتآمرون على المقاومة وسلاحها؟ هؤلاء يتآمرون على تضحياتكم وعلى انتصاراتكم ويجب أن يكون جوابكم في 15 أيار بهذا المستوى أيضاً»، لأن «الاقتراع في يوم الانتخاب هو رسالة لكل المتآمرين على المقاومة وسلاحها ومستقبل اللبنانيين». وعرض نصرالله للحملات التي يشنها خصوم المقاومة والتي تتناوله شخصياً أيضاً وخصوصاً الإشارات المتكررة إلى إصبعه، وقال للحاضرين: «اسمي مكتوب على لوائح الشطب لكن لا يمكنني أن انتخب، لكن الذي يحمي هذا الإصبع ويبقيه مرفوعاً وعلامة لإلحاق الغيظ في قلوب كل الأعداء هو أصابعكم».
واستعرض نصرالله موقع البقاع من غربه ووسطه وشرقه وشماله في تأسيس وحماية المقاومة وإنجازاتها ضد إسرائيل وضد التكفيريين. وأكد على العمل الجاد من قبل حزب الله بالتعاون مع جميع نواب المنطقة من أجل تحصيل خطوات عملانية من قبل الدولة لأجل إنماء المنطقة وتحقيق اللامركزية الإدارية.
إلى ذلك، ووسط استمرار التحضيرات الرسمية ليوم الأحد، وضعت وزارة المالية تصوراً للقيمة المالية التي ستُصرف لعناصر الأجهزة الأمنية والعسكرية لقاء مشاركتهم في حفظ أمن نهار الانتخابات، على أن يتم صرف البدلات اليوم. وعلمت «الأخبار» أن قيمة الاعتماد تقارب 90 مليار ليرة لبنانية، 40 ملياراً لصالح قوى الأمن و40 أخرى إلى الجيش، 5 مليارات للمديرية العامة لأمن الدولة و5 مليارات للمديرية العامة للأمن العام. وعلمت «الأخبار» أن المديرية العامة لأمن الدولة أتمّت، الخميس الماضي، جداولها بالعناصر المستحقة للدعم وأرسلتها إلى وزارة المالية، وشملت ما يقارب 4 آلاف عنصر، تم تصنيفهم بين عناصر ميدانية سينالون مليوني ليرة لبنانية واحتياط مليوناً و500 ألف ليرة، وعناصر لوجستية تتقاضى مليون ليرة. وقد أثارت طريقة احتساب البدلات جدلاً بينَ قوى الأمن والجيش، التي اعتبرت قيادته أن البدلات غير عادلة بفعل امتلاك الجيش لعديد أكبر ومهام أوسع مقابل استفادة مالية أقل لعناصره. ويقدّر عديد الجيش بين 70 إلى 80 ألفاً بين ضابط ورتيب وجندي سيشارك معظمهم بالاستنفار العام، ما يعني أن حصة كل فرد منهم تتراوح بين 500 إلى 700 ألف ليرة لبنانية كأقصى حد.
سجال بين قوى الأمن والجيش حول البدلات المالية وخشية من توترات مع أنصار «المستقبل» في بيروت وطرابلس
وكان عنوان الانتخابات مادة رئيسية أمس في خطب أئمة المساجد ليوم الجمعة، ولوحظ أن مساجد الشمال تميزت بدعوات مكثفة للمشاركة في الانتخابات بوصفها «واجباً شرعياً» تلبية لدعوة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بقصد مواجهة خطة تيّار المستقبل لتوسيع المقاطعة. وأدّى هذا التعارض إلى بروز حالات توتر وخلافات بين المشايخ نصرةً لتيّار المستقبل في طرابلس. وكان لافتاً زيارة أحد مشايخ عرب خلدة، المعروف بـ«أبو زيدان»، مقام عزاء أهالي ضحايا «مركب الموت» من آل الدندشي، حيث قدّم مساعدة مالية إلى العائلة نيابة عن العشائر. على إثر وصول الدعم، قام عدد من وجهاء العائلة باستخدام الأموال في سبيل شراء أسلحة فردية، وتوزيعها ليل الخميس على مقربين منهم. وأفادت مصادر أمنية عن لقاءات عقدت في بعض الأحياء، اتفق خلالها على تنفيذ تحرك احتجاجي أمام سراي طرابلس وإقامة صلاة وسط الطريق، ورفع الصوت للإسراع في انتشال أجساد أبنائهم المدفونين بالمركب في قعر البحر. ويبدو أن هناك من يريد جعل التحرّك مفتوحاً حتى نهار الأحد. وسط مخاوف من ذهاب الأمور إلى مواجهة في حال قرر الجيش فتح الطريق.
السخونة التي تخشاها القوى الأمنية في طرابلس، ترافقت مع رصد دعوات لأنصار تيّار المستقبل في بيروت، لمواجهة القوى التي «خانت» الرئيس سعد الحريري وقررت خوض الانتخابات. وكان لافتاً دعوة ناشطين من التيار وكوادر إلى ترك دار الفتوى بعيدة من السجالات السياسية والانتخابات. وجاءت هذه المواقف رداً على الضغط من قبل دار الفتوى (بطلب سعودي) لتعطيل مفعول قرار الرئيس الحريري بالعزوف عن الانتخابات.
وسجلت في الساعات الماضية تحركات في مناطق بمحاذاة الطريق الجديدة وقصقص في بيروت، أبقيت تحت الرصد الأمني، فيما برزت إلى الواجهة معلومات عن احتمال حصول تحركات مماثلة قد تتولى تنفيذها مجموعات من عرب خلدة على الطريق الساحلي بيروت – صيدا.
"البناء": نصرالله: أصابعكم ضمانة 15 أيار
في لبنان مع بدء الصمت الانتخابيّ اليوم تمهيداً ليوم الانتخاب الطويل غداً الأحد، تحتدم المواجهة السياسية والإعلامية، التي تركزت عند عشرات اللوائح المتحدرة من رحم أحزاب بقيت عقوداً في السلطة وجمعيات ناشئة بات أغلبها على لوائح تمويل السفارات، على استهداف المقاومة وسلاحها، وجاءت الكلمات المتلاحقة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والمواجهة الى ناخبي الجنوب ولاحقاً ناخبي بيروت وجبل لبنان، لتتوّج أمس بالتوجّه لناخبي البقاع، بهدف تفكيك الخطاب الذي يستهدف المقاومة، التي قال السيد نصرالله إن طرح قضية سلاح المقاومة عنواناً لها جاء بخلاف أولويات الناس ومفتعلا تلبية لطلبات خارجية، وإن ما تم حشده لهذه المعركة الانتخابية سياسياً ومالياً وإعلامياً وصولاً لدمج اللوائح وسحب المرشحين، بهدف توفير أفضل الفرص لحصرية المعركة بعنوان السلاح، ومنح هذه المعركة أفضل الفرص. وفي معركة بهذا الحجم تحت عنوان سلاح المقاومة أصبحنا أمام حرب تموز سياسيّة، لا يكون الرد فيها إلا في صناديق الاقتراع كمقاومة سياسيّة تحلّ فيها الأصوات مكان الرصاص.
في كلمته للبقاعيين قال السيد نصرالله إن التركيز على إصبعه الذي يجسد أصابع المقاومين التي تشد على الزناد تحميه وتحميها أصابع المقترعين التي ستبصم بالحبر يوم الانتخاب. وتطرق السيد نصرالله الى استشهاد الصحافية شيرين أبوعاقلة، فقال “الشهيدة شيرين أبو عاقلة كانت شاهدة على جرائم العدو الإسرائيلي وعلى مظلومية الشعب الفلسطيني، وأول من يجب أن يشعر بالخزي والعار أولئك المطبّعون من أنظمة ونخب وأفراد وحكومات، ودماؤها سقطت على أيدي ووجوه ونواصي الحكام”، لافتاً الى أن “البعض حاول ان ينقل النقاش من جريمة خطيرة ارتكبها جنود العدو الى دين وانتماء شيرين أبوعاقلة لكن الرسالة الأقوى في شهادة هذه السيدة المظلومة أنها مسيحية، والرسالة أيضاً أن الجميع بخطر من سياسات النظام الإسرائيلي العنصري واللاإنساني الذي لن يتبدّل”.
وتوجه الى البقاعيين قائلاً “نعدكم بمواصلة العمل على مشروع استراتيجي لكل البقاع وهو مشروع النفق الذي يصل بيروت بالبقاع وهو مشروع قديم. النفق هو بمثابة اوتوستراد داخل النفق وهناك مشروع سكك حديدية الى جانب الأوتوستراد ومشاريع أخرى بناء على ما بدأه وزير الأشغال الحالي وهو ابن البقاع، من اتصالات مع سفارات دول وشركات خاصة وقد تحدث مع ايطاليين وفرنسيين وصينيين ومصريين وأتراك وإيرانيين وهذا المشروع يجب أن يتابع من قبل النواب الذين سيمثلون البقاع في المجلس الجديد. مشروع النفق له فوائد عدة في اختصار الوقت وفي النقل ويعيد موقع مرفأ بيروت الى موقعه الاستراتيجي في المنطقة، وسنبذل المزيد من الجهود التي تتركز على المشاريع الزراعية وعلى التصريف الزراعي. وهذا أمر على درجة عالية من الأهمية”.
ثم تناول السيد نصرالله الحملات التي تتعرّض لها المقاومة وسلاحها، وتحاول تحميله مسؤولية الانهيار فقال إن “سلاح المقاومة لم يمنع أحداً من إصلاح الكهرباء وبناء السدود ولم يقرر السياسات المالية المفجعة خلال العقود الماضية. أنتم هربتم أموال المودعين وسيدتكم أميركا هي التي ساعدت جماعتها في تهريب هذه الأموال إلى الخارج، وأميركا هي التي تمنع الكهرباء عن لبنان حتى الآن وتمنع العالم من الاستثمار وتمنعكم أن تقبلوا أحداً يريد الاستثمار. أميركا هي التي سرقت أموال المودعين وتعمل على تجويعكم”.
وقال للبقاعيين “يجب أن نتذكر من كان جزءاً من جبهة العدو واليوم يتحدث عن الحرية والاستقلال، الجيش اللبناني مُنِع بقرار سياسي من مواجهة الجماعات الإرهابية في الجرود، في معركة الجرود هناك من منع الجيش من المواجهة، هؤلاء لو كانوا أكثرية في أية حكومة لن يجرؤوا يوماً على اتخاذ قرار ليرد الجيش اللبناني على أي عدوان، هؤلاء أرسلوا الوفود وعقدوا المؤتمرات الصحافية هل تنسون ذلك؟ أسألكم وارجعوا إلى ضمائركم، قيادات بعض الأحزاب المسيحية التي راهنت على الجماعات المـسلحة ومنعت الجيش أن يقاتل هل فكرت بكم؟ بدمائكم؟ ببيوتكم بأموالكم بأعراضكم بأمنكم بكرامتكم؟ أنا أقول لكم لم يفكروا. عليكم أن تحسموا فإما أن تكونوا مع من يدافع عنكم أو مع من يتآمر عليكم هل تكونون مع اليد التي حملت البندقية لتدافع عنكم أو مع من قدّمها للجماعات المسلحة للهجوم عليكم؟ وهم موجودون في اللائحة الأخرى”.
تتأهّب القوى والأحزاب السياسية ليوم غد الأحد بعد إنجاز مرحلتي الاقتراع بالتوازي مع تحضيرات وزارة الداخلية لسير العملية الانتخابية أمنياً ولوجستياً وإدارياً لإدارة العملية الانتخابية. فنتائج انتخابات 15 أيار سوف تظهر حجم الاحزاب السياسية وحجم التغيّر في مزاج الناخب. علماً أن المعطيات المتوافرة من أكثر من مصدر تشير إلى تحركات خارجية فرنسية وسعودية على وجه التحديد للحد من الانهيار وتقديم المساعدات الإنسانية للبنان، خاصة أن الدعم المنشود مرتبط بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وكانت وصلت صناديق اقتراع مونتريال – كندا الى مطار رفيق الحريري في بيروت مساء أمس، وكانت هذه آخر 17 صندوق اقتراع من الاغتراب. وبذلك تكون الداخلية قد تسلمت 598 صندوق اقتراع ستوضع في مصرف لبنان الى حين موعد الفرز بعد الانتخابات النيابية المحلية.
وأعلن وزير الداخلية بسام الموسوي نحن على تواصل دائم مع غرفة العمليات التي تضم الجيش والأمن العام وقوى الأمن وأمن الدولة، وستكون على تواصل معنا في وزارة الداخلية. واطمئن أننا سنكون شفافين بكل الملفات، ونعد بأننا سنكون جاهزين لتلقي الشكاوى في غرفة العمليات وسنتابع دقائق الأمور وتفاصيلها ليكون نهار الأحد عرساً وطنياً ديموقراطياً وبأجواء سليمة منضبطة.
ووقّع وزير الداخلية اتفاقية مع وفد المراقبين للانتخابات النيابيّة من جامعة الدول العربيّة.
وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال استقباله وفد بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات النيابية أن «الحكومة أنجزت كل الترتيبات لإجراء الانتخابات النيابية يوم الأحد المقبل بكل حرية وديموقراطية، ويبقى أن يُقبل اللبنانيون على الاقتراع بكثافة لإيصال صوتهم واختيار من يريدونه من المرشحين».
أضاف: «لطالما نادت شريحة واسعة من اللبنانيين بالتغيير، وهذه هي الفرصة المناسبة لبلورة هذا التغيير بالأطر الدستورية».
وتابع: «أما الحديث الذي يتمّ عن تجاوزات في الانتخابات فهو حديث يتداول في كل عمليات اقتراع، وتقوم الجهات المختصة بالتحقيق في هذا الموضوع».
وختم: «إننا نعول في هذا الإطار على تعاون بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في التعاون مع السلطات المختصة لإنجاز العملية الانتخابية بنزاهة».
ولفت رئيس الجمهورية ميشال عون إلى أن «بعض المال الذي يُدفع في الاستحقاق الانتخابيّ يأتي من خارج لبنان ونراهن على وعي الناخبين ورفضهم ان يكونوا سلعاً تباع وتُشترى». وقال لبعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات النيابية التي زارته: ثمة مرشحون يستغلون الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة ويدفعون المال لمصادرة خيار الناخبين الذي يفترض أن يكون محرراً من اي قيد». وأضاف: «سيصار بعد إنجاز الانتخابات الى تشكيل حكومة جديدة تستكمل الخطوات الإصلاحية التي بدأتها الحكومة الحالية». من جهته، قال رئيس البعثة الاوروبية: المراقبون سيتوزعون في المناطق اللبنانية كافة لتحقيق متابعة متكاملة للانتخابات دعماً للديمقراطية التي يتمتع بها لبنان.
وأكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن استحقاق الانتخابات النيابية في الخامس عشر من أيار هو الأخطر في تاريخ لبنان المعاصر وهو أيضاً الأهم منذ اتفاق الطائف»، داعيا «الناخبين اللبنانيين وخاصة أبناء الجنوب، الى تحويل هذا الاستحقاق الى يوم للاستفتاء على الثوابت الوطنية وخاصة ثوابت الوحدة والعيش المشترك».
"الجمهورية": لبنان ينجز التحضير للانتخابات
غداً، يدور الدولاب الإنتخابي، وتطوى صفحة الإستحقاق النيابي الذي استوطن في الارجاء اللبنانية لأشهر طويلة، تجاذبها شدّ عصب وتحضيرات وتوترات وانفعالات اختلطت فيها التحالفات بالشعارات والاتهامات سعياً الى حواصل التمثيل في مجلس النواب. وعشية الاستحقاق دخل لبنان في حداد رسمي لثلاثة ايام على وفاة رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وفي هذه المناسبة صدرت العديد من المواقف الرسمية وغير الرسمية تنعى الشيخ خليفة، وتعبّر عن تضامنها مع دولة الامارات وشعبها في هذه المناسبة الحزينة. مؤكدة على عمق الروابط الاخوية التي تجمع بين لبنان ودولة الامارات، ومذكّرة بوقفاتها الدائمة الى جانب لبنان وشعبه في كل المحطات التي مرّ بها.
التحضيرات
إنتخابياً، ما بين انطلاق صفارة الإقتراع صباح الاحد 15 ايار وبين صفارة الوصول الى المحطة النهائيّة مع اقفال باب الاقتراع مع بدايات مساء اليوم نفسه، دزّينة من الساعات التي تعتبر الاطول زمنياً، مع تسارع النبض الانتخابي خلالها، ترقّباً لاختيارات الناخبين ولمن من المرشحين ستمنح صناديق الاقتراع سِمة الدخول الى مجلس النواب الجديد والاقامة فيه لأربع سنوات.
وفي موازاة الصمت الانتخابي الذي بدأ سريانه اعتباراً من منتصف ليل الجمعة السبت ويستمر لغاية إقفال صناديق الاقتراع مع بداية مساء يوم غد، فإن الاجواء السابقة ليوم الاستحقاق تعكس حيوية في مختلف الدوائر. واستباقاً للصمت المفروض على المرشحين، تكثفت اللقاءات الانتخابية في مختلف الدوائر والدعوات لأكبر مشاركة للناخبين فيها، فيما بَدا جلياً انّ التفعيل الملحوظ لحركة الماكينات الانتخابية على مدى الساحات الانتخابية في المدن والقرى، بالتوزاي مع بدء تنفيذ الاجراءات الامنية والعسكرية في المراكز الانتخابية، والاعلان رسمياً عن اكتمال التحضيرات اللوجستية لإتمام الاستحقاق الانتخابي في جو من الهدوء والاستقرار في مختلف الدوائر.
وفي وقت بدأ فيه تسليم صناديق الاقتراع الى المحافظات تمهيداً لتوزيعها على أقلام الاقتراع في الساعات المقبلة، ترأس وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي اجتماعاً امنياً، اعلن على أثره انه «تم تَدارس الترتيبات الامنية واللوجستية والادارية لادارة العملية الانتخابية الاحد المقبل، وعهدنا ملف الكهرباء الى جهاز أمن الدولة الذي وضع خطة كاملة للتعاطي مع اصحاب مولدات الكهرباء والاماكن التي فيها مولدات، مثل البلديات والمراكز الدينية. ونحن زوّدنا كل مراكز واقلام الاقتراع باللمبات اللازمة واستطعنا الربط مع فريق تقني متواجِد على نحو دائم. كما تم تجهيز وتهيئة اللازم مع مراكز القيد لتوفير الكهرباء طيلة الوقت. كما وعدنا ان تتوفّر الكهرباء في ساعات معينة خلال النهار تسهيلاً لاقتراع ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال استعمال المصاعد الموجودة في حرم المدارس ومراكز الاقتراع».
وإذ أشار الى «انّ اجتماعنا مفتوح»، قال: سنكون شفافين بكل الملفات، وانا مندوب المواطنين بهذه العملية، ونعدهم بأننا سنكون جاهزين لتلقي الشكاوى في غرفة العمليات وسنتابع دقائق الامور وتفاصيلها ليكون نهار الاحد عرسا وطنيا ديموقراطيا وبأجواء سليمة منضبطة، ونهنّىء بعضنا بنجاح الانتخابات».
ونفى مولوي «ان تكون هناك اي شوائب في انتخابات المغتربين وان كل اللوائح فيها علامات الضمانة والامان، ولا علامات فارقة على بعض اللوائح، وما ظهر من بعض الشعيرات هي من نسيج الورقة وهي علامة أمان ضد التزوير».
وكان مولوي قد تفقّد أمس غرفة العمليات واجتمع إلى المدير العام للأحوال الشخصية في الوزارة العميد الياس الخوري، والمديرة العامة للشؤون السياسية واللاجئين فاتن يونس، في حضور ممثلي الاجهزة الامنية والادارات الرسمية، وأعطى توجيهاته لحسن سير العملية الانتخابية الاحد المقبل.
ووقّع مولوي مع وفد من المراقبين من جامعة الدول العربية اتفاقاً نَص على مراقبة العملية الانتخابية التي تجريها وزارة الداخلية.
وقال بعد توقيع الاتفاق: «وقّعنا هذه الاتفاقية تأكيداً منّا على شفافية العملية الانتخابية وعلى دقة عملنا على الصعد كافة على المستويات الادارية او الامنية او اللوجستية»، آملاً أن يكون الاقبال على التصويت مرتفعاً، «فبذلك يساهم اللبنانيون بإخراج بلدهم من ازماته، ولبنان الغد يجب ان يكون افضل من لبنان الامس، ونتّكِل بذلك على كل اللبنانيين وستكونون شاهدين على ذلك».
من جهته، قال الامين العام المساعِد لجامعة الدول العربية احمد رشيد الخطابي: «سنوقّع الاطار القانوني لتحديد واجبات اعضاء الفريق وكذلك التزاماتهم فيما يتعلق بممارسة هذه المهمة في احسن الظروف بفضل دعمكم ومتطلبات النزاهة والحياد والاحترام للأنظمة الدستورية والقانونية للجمهورية اللبنانية. هذه المذكرة هي الاداة التي ستمكّن اعضاء الفريق للتحرّك بكل حرية ومسؤولية في التراب الوطني للجمهورية اللبنانية، وستمكّننا من القيام بمهمامنا خلال عملية الاقتراع والعد والفرز وانتهاء بإعلان النتائج، وكذلك رصد ومتابعة كل مظاهر المناخ الانتخابي».
ماذا بعد؟
وبعيداً عن الاستطلاعات والتقديرات المسبقة للنتائج التي ستحملها صناديق الاقتراع، والتي صارت على مرمى ساعات قليلة، فإنّ الانظار مشدودة الى ما بعد هذا الاستحقاق، حيث يفترض ان تعود الحياة السياسية وتنتظِم على الخط النقيض للحدة والانقسام والعدوانية التي حكمت مرحلة التحضير للانتخابات النيابية.
التعايش
واذا كانت اجواء القوى السياسية المتخاصمة لا يبشّر تنافرها الحاد بمِثل هذا الانتظام، وهذا يعني في رأي مرجع مسؤول «انّ بقاء الحال على ما هو عليه من انقسام وتناقض بين المكونات السياسية بعد الانتخابات النيابية، لن يؤدي الّا الى تعميق الازمة اكثر، ويُخضع لبنان لاحتمالات وسيناريوهات سوداء، فهل هذا هو المطلوب، ام التعايش ليس بين المكونات بعضها مع بعض، بل التعايش مع مصلحة لبنان ومع متطلّبات إخراجه من ازمته وتخفيف الوجع عن اللبنانيين، والّا ما نفع الانتخابات».
واكد المرجع انه «ليس متشائماً لمستقبل الوضع في لبنان، خلافاً لكل التهويلات التي تروّج من بعض الغرف السوداء التي تكمن للبنان وتسترزق على حسابه من بعض الصناديق المشبوهة المحلية والخارجية»، وقال لـ«الجمهورية»: وضعنا صعب بالتأكيد، ولكنه ليس وضعاً ميؤوساً منه، ومعطياتي ان وصفات العلاج موجودة في ايدينا نحن اللبنانيين، فلبنان ليس مفلسا، ولن يفلس، ويمتلك امكانيات كبرى يُبنى عليها كل اسباب النجاة، والاساس فيها ان نكون قد استفدنا من التجارب السابقة، وندخل في تجربة جديدة مرتكزها الاساسي ادارة سليمة للبلد، وارادة مشتركة للانقاذ، والاحتكام الى الدستور وتطبيق القوانين، خصوصا تلك المرتبطة بعملية الاصلاحات».
"اللواء": انتخابات مصيرية غداً: العرب وإيران وإسرائيل في الصناديق!
يحتكم اللبنانيون، المتناحرون، في الظاهر، غداً إلى صناديق الاقتراع، فهناك، تتكشف الوقائع والمعطيات والأحجام، أيا كانت الهيئات الإدارية أو اللوجستية، وخلاف ذلك، في محاولة لتوليد مجلس جديد، لا حاجة لمعرفة احجام التيارات والكتل القديمة- الجديدة فيه، وسط رهان بالغ الخطورة على مسارات ستقرّر بعد «الأحد الكبير» 15 أيار.
وعشية «الصمت الاخير» لليوم الكبير والخطير، صبت راجمات المواقف النارية، وحتى العدائية، كل حمولتها، مستخدمة الإعلام التقليدي والرقمي و«الجيوش الالكترونية» في حرب كسب الرهان، بدءاً من الاثنين المقبل، حيث تقرر جملة من الخطوات المصيرية، بانتشال البلد من ورطته، أو الغرق أكثر وأكثر في بحر الخلافات والانقسامات والانهيارات.
وبدت الانتخابات خيارات بين الانتماء العربي، والانخراط في المشروع الإيراني، والاتهامات في ما خص إسرائيل ودورها في مرحلة التفاوض والتنقيب عن النفط أو تصفية الحسابات، على الساحة اللبنانية.
ورأت مصادر سياسية ان لبنان سيمر بمرحلة انتقالية فاصلة بين الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية، وصفتها بالمرحلة شديدة الحساسية والخطورة، وتتطلب التعاطي معها بمسؤولية كبيرة وعدم تهور، لكي لا تؤدي الى انزلاق البلد الى وضع متوتر وفوضوي، في ظل تردي الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية.
وقالت ان توظيف نتائج الانتخابات النيابية في غير الاتجاه الوطني الصحيح، مهما كانت هذه النتائج، ومحاولة الزج بلبنان، بالصراعات والمصالح الاقليمية والدولية، ستكون له تداعيات ونتائج خطيرة يصعب التكهن بما ستؤول اليه.
واشارت المصادر الى نصائح دولية اسديت من اكثر من جهة،تشدد على تخفيف حدة الخطاب السياسي وحملات التراشق بالاتهامات، وان كانت المناسبة لتحفيز الناس وحثهم على الانتخاب، لهذه الجهة او تلك، الا انه لا بد مع انتهاء اجراء الانتخابات، المبادرة فورا من كل الاطراف المعنيين بالعملية السياسية، الى الاحتكام لنتائج الانتخابات، والانخراط فيها، استنادا للدستور والقوانين، محذرة من جنوح البعض، لممارسة الاستقواء من حملة السلاح غير الشرعي، او اصحاب النفوذ السلطوي من اي تصرفات اوممارسات، خارج اللعبة السياسية، من شأنها ان تدفع لبنان الى مزيد من التدهور والفوضى، والتي لن تكون في صالح احد.
واشارت المصادر إلى ان الجهات الدولية نفسها،شددت على ضرورة تسريع تشكيل حكومة جديدة ،وتجنب هدر الوقت سدى بالتعطيل القسري تحقيقا لمكاسب سياسية ضيقة وتسريع الخطى لاجراء الانتخابات الرئاسية بموعدها الدستوري، تفاديا لتفاقم الانقسام الداخلي وحدوث فراغ رئاسي، يزيد من حالة التوتر السياسي والشلل في باقي مؤسسات الدولة، وحذرت بأن اي عرقلة او تعطيل متعمد كالذي حصل سابقا، سيؤدي حتما الى تفاقم الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية الصعبة، ويعطل الجهود المبذولة مع المؤسسات الدولية والدول الصديقة، لمساعدة لبنان واخراجه من محنته وازماته.
و أوضحت أوساط مراقبة لـ«اللواء» ان الخطاب الانتخابي المرتفع السقف الذي عبر عنه بعض المرشحين ولاسيما مرشحو الأحزاب يعطي انطباعا أن الهواجس من نتائج مخيبة في الانتخابات قائمة وأشارت إلى أن هؤلاء ينفضون اياديهم من وصول الأوضاع إلى ما وصلت إليه ويكيلون الاتهامات بحق بعضهم الذين اشتركوا من مواقعهم ، وتقاسموا الحصص.
ولفتت إلى أنه في المعركة الانتخابية قد يتاح هذا الكلام لشد العصب ، معربة عن اعتقادها ان البعض التزم بقواعد التخاطب الهادىء.
وأكدت أن الساعات الفاصلة عن موعد الانتخابات ستشهد تحركات الماكينات الانتخابية واتصالات المحازبين للمقترعين وإن ذلك سيستمر حتى يوم الأحد لاسيما أن الأجواء لا تتحدث عن حماسة للأنتخاب.
وفي المقابل، رأت أن القوى التغييرية تجري تقييمها ويبدو أن البعض قد أمن الحواصل. وأفادت أن الكل ينظر إلى هذه الانتخابات بأعتبارها محطة أساسية لرسم استحقاقات كبرى وفرض التوازنات داخل مجلس النواب.
على صعيد آخر، علم أن اجتماع مجلس الوزراء الأخير يتناول الملفات العالقة ونتائج الانتخابات على ان تمرير بعض هذه الملفات ينتظر جس نبض ما بعد نهار الأحد.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة أنه من غير الواضح أن بعض التعيينات سيمر.
وكانت «اللواء» سألت وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب عن حزنه على عدم تمرير التشكيلات الديبلوماسية، حيث قال: «كنت اتمنى ان تمر وهي لن تمر».
فلبنان، يتحضر ليوم الاستحقاق الانتخابي الكبير غدا. وسط صمت انتخابي، بدأ منذ الساعة صفر من اليوم. ويستمر حتى اقفال صناديق الاقتراع مساء غد. بعد يوم انتخابي أمس الأول تمثل تمثل باقتراع الموظفين الذين سيشرفون على وقائع العملية الانتخابية. والتي علق عليها وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، في تصريح على مواقع التواصل الإجتماعي، مشيرا إلى أن نسبة الاقتراع كانت 84% «وهي دليل على رغبة المواطنين بممارسة حقهم وواجبهم بالاقتراع»، شاكرا « للموظفين جميعاً على هذه النتيجة».
وأمس، وقبل بدء فترة الصمت الانتخابي عند منتصف الليل. حفل بالمواقف واللقاءات الانتخابية. من أجل شد العصب وتعبئة وحشد المؤيدين. لكن السؤال يبقى هل ستسهم هذه الانتخابات في حلحلة الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية. في وقت تشير فيه المعلومات إلى انّ حالة الجمود في المنطقة مُرشّحة للإستمرار. والوضع في لبنان كما في باقي الساحات الإقليمية سيشهد ستاتيكو بإنتظار تبلور المعطيات في الأشهر المقبلة. وبناء عليه، سيمرّ إستحقاق الإنتخابات من دون أن تتّضح معالم المرحلة التي ستليه والتي ستكون مفتوحة على كلّ الإحتمالات.
بشكل عام بدأ السباق الانتخابي في الوصول الى نهاية شوطه الأخير، حيث الكل يراهن على نسبة الاقبال وهل تكون اكثر من انتخابات 2018 التي كانت أقل من 50 بالمئة أو أقل. علما أن عدد الناخبين اللبنانيين يبلغ 3.967.507 ناخبين مقارنة مع 3.746.483 ناخباً في عام 2018 أي بزيادة 221.024 ناخباً.
ويبلغ عدد الناخبين المسيحيين 1.361.546 ناخباً، وعدد المسلمين 2.584.993 ناخباً.
إقرأ المزيد في: لبنان
27/11/2024
عمليات المقاومة ليوم الأربعاء 27-11-2024
27/11/2024