لبنان
السيد نصر الله: التصويت لحماية المقاومة ولبنان ولمن يريد نزع السلاح "فشرتوا"
اهتمت الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت بمواقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مهرجان انتخابي أقامه حزب الله في النبطية وصور مساء الاثنين، والتي أكد فيها على ضرورة التصويت من أجل حماية المقاومة وحماية ثروات لبنان، معتبرًا أن الانتخابات هي حرب تموز جديدة بطابع سياسي.
الصحف تناولت الشأن الانتخابي لا سيما إنجاز انتخابات الاغتراب واقتراب الاستحقاق أكثر فأكثر، مع تسليط الضوء على مواقف عدد من الأفرقاء السياسيين، كما اهتمت الصحف بالحديث عن تأجيل زيارة بابا الفاتيكان المزمعة إلى لبنان في حزيران لأسباب صحيّة.
"الأخبار": نصر الله: التصويت لحماية المقاومة وثروات لبنان
قبل حزب الله التحدي السياسي الذي أراده خصومه بجعل سلاح المقاومة بنداً أول في جدول أعمال الناخبين. وقدّم أمينه العام السيد حسن نصرالله، أمس، مطالعة عادت إلى الذاكرة الطرية لتاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، وشرّحت أهمية سلاح المقاومة في مواجهة الأزمة الاقتصادية والمعيشية، إلى جانب حماية لبنان من أي اعتداء إسرائيلي.
نصرالله الذي يتحدث اليوم في احتفال لناخبي محافظتي بيروت وجبل لبنان والجمعة لناخبي البقاع، حوّل، كما في كل مرة، تهديد خصوم المقاومة لقواعدها إلى فرصة لإعادة الاعتبار إلى قضية المقاومة كبند أساسي على جدول أعمال اللبنانيين، من زاوية الحاجة إليها في مجالات كثيرة. وهو، وإن بدا يائساً من مواقف أطراف لبنانية كثيرة تريد القضاء على المقاومة، أكّد التمسك بالحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية. لكنه كان واضحاً بأن جدول الأعمال الانتخابي الذي يشغل الجميع هذه الأيام ليس من شأنه التأثير على برامج عمل المقاومة، معلناً عن بدء أكبر استنفار في صفوف المقاومة الإسلامية منذ مساء أمس لمواكبة مناورة «مركبات النار» الإسرائيلية، وهي الأكبر من نوعها وتحاكي حرباً شاملة تتضمّن الجبهة الشمالية ولبنان.
وكان لافتاً أن نصرالله حصر حديثه عن البند الخاص بسلاح المقاومة، على أن يتطرق في خطابيه اليوم والجمعة للحديث عن الوضع الداخلي لناحية الإصلاحات والتحديات السياسية والاقتصادية والمعيشية. ودعا أنصار المقاومة، بوضوح، إلى التصرف على أساس أن خصوم المقاومة في لبنان وأعداءها في الداخل يريدون تحويل المواجهة الانتخابية إلى حرب تموز جديدة، لكن بطابع سياسي. إذ إن الشعار الوحيد الذي يجمع كل خصوم المقاومة يختصر المشكلة بسلاح المقاومة من دون أي من الملفات الأخرى. غير أنه لم يقف عند حدود المناسبة الانتخابية، بل أدخل بنداً جديداً على جدول أعمال أي حكومة جديدة يتعلق بملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو وسعي لبنان إلى استخراج النفط والغاز من البحر. فأعلن أن لا ثقة بالوسيط الأميركي، وكان أكثر وضوحاً حول غياب الإرادة السياسية الداخلية لإطلاق عملية التنقيب بما يساعد لبنان على حل مشاكله المالية. وتوجّه إلى العدو بتهديد واضح: المقاومة الإسلامية ستمنع العدو من التنقيب في البحر إذا منع لبنان من التنقيب أيضاً، مع تحذير مبطن للشركات العالمية التي تنوي العمل مع حكومة العدو في ملف التنقيب.
في غضون ذلك، واصلت كل الأطراف السياسية متابعة عملية التدقيق في نتائج التصويت خارج لبنان، ورفع منسوب الحشد لانتخابات الأحد، وسط استمرار الضغوط السعودية على الرئيس سعد الحريري لإجباره على التراجع عن قرار مقاطعة الانتخابات. فيما يؤكد المقربون منه أنه ثابت على موقفه الذي أعلن فيه عزوفه عن المشاركة، ما يترجم مزيداً من الفوضى في صفوف الجبهة التي تراهن على كسب الناخب السني لتحصيل مقاعد نيابية لحلفاء السعودية الأساسيين، ولا سيما القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.
لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى «أننا منذ عدة أشهر نسمع خطاباً وتحريضاً جعل من سلاح المقاومة عنوان المعركة الانتخابية الحالية، رغم أن مراكز دراسات أجرت استطلاعات للرأي وكان همّ الأغلبية هو الوضع المعيشي وليس سلاح المقاومة كمشكلة ملحّة يجب على المجلس النيابي الجديد أن يعالجها». وأشار، في كلمة متلفزة في مهرجان انتخابي أقامه الحزب في صور والنبطية، إلى أن «بعض من يدعو إلى نزع سلاح المقاومة يجهل أو يتجاهل ما عاشه الجنوب وما عاناه أهله منذ قيام الكيان الغاصب المؤقت في فلسطين عام 1948... ومن يقول هذا إما جهَلة أو متجاهلون ولا ينظرون إلى إسرائيل على أنها عدوّ وأنها صاحبة أطماع في مياه لبنان وأرضه وثروته، ويتجاهلون إنجازات هذه المقاومة وانتصاراتها التي حررت كامل الأراضي اللبنانية المحتلة».
الحملات الانتخابية التي تحرّض على المقاومة هي بمثابة حرب تموز سياسية
وأشار إلى أن «أبناء الجنوب ذهبوا إلى خيار المقاومة بعدما أجبروا عليه نتيجة تخلّي الدول العربية والدولة اللبنانية عنهم»، و«المقاومة في لبنان دقّت المسمار الأخير في مشروع إسرائيل الكبرى وأعادت إلى لبنان وإلى شعوب المنطقة الثقة بالنفس والإحساس بالعزة والكرامة والحرية والسيادة، وهي التي تحمي لبنان الآن كجزء أساسي من المعادلة الذهبية، وتصنع توازن الردع مع العدو الإسرائيلي». وقال: «الجنوب لم يكن منذ 1948 في أولويّات الدولة، وهذا ضمن سياسة الإهمال للدولة. والإمام موسى الصدر لجأ إلى خيار المقاومة بعد تخلّي الدولة اللبنانية عن الجنوب». وسأل: «من يحمي جنوب لبنان ولبنان إذا تخلّت المقاومة عن سلاحها ومسؤوليتها؟ هل الجيش اللبناني قادر على تحمّل المسؤولية في الجنوب ومواجهة إسرائيل وحماية لبنان؟ مَن في لبنان قادر على اتخاذ قرار سياسي بقصف المستوطنات في حال اعتدت إسرائيل؟». وأضاف: «المقاومة هي التي تحمي القرى الجنوبية، ومنذ 16 آب 2006، كل القرى الجنوبية تنعم بالأمان والعزة والسيادة والعنفوان بفضل المقاومة. ونحن منذ 2006 دائماً ما نقدم استراتيجيات دفاعية ولا نسمع منهم سوى سلّموا السلاح. قدمنا استراتيجية دفاعية على طاولة الحوار عام 2006 ولم نتلقّ أي جواب منهم حتى الآن».
وشدّد على أن «من يطالب بنزع سلاح المقاومة، من حيث يعلم أو لا يعلم، يريد أن يصبح لبنان مكشوفاً أمام العدو الإسرائيلي، وأن يتخلى لبنان عن أهم ورقة قوة له في موضوع استخراج النفط والغاز من مياهه». وأضاف: «لدينا ثروة هائلة بمئات مليارات الدولارات من الغاز والنفط ونستطيع بها سداد ديوننا وأن نؤسس لنهضة في بلدنا. نحن بلد منكوب ومنهوب وجائع وفقير مهمل ونحتاج إلى مئات المليارات من الدولارات. ويريدون أن يتخلى لبنان عن أهم قوة في استخراج نفطه وغازه». وأشار إلى أن «لبنان اليوم أشدّ عوزاً لاستخراج ثرواته من مياهه التي تقدر بمئات المليارات.. فلماذا لا تستخرج؟ لدينا فرصة ذهبية لاستخراج ثرواتنا في مياهنا، وخاصة في ظل الحرب الأوكرانية والحاجة إلى الغاز». وأكد أن «لديكم مقاومة تستطيع أن تقول للعدو، إذا منعتم لبنان من التنقيب عن الطاقة فستمنعكم، وأيّ شركة في العالم لن تجرؤ على أن تأتي إلى المنطقة المتنازع عليها في كاريش إذا أصدر حزب الله تهديداً واضحا وجدياً»، مشيراً إلى أن «الأميركيين يأتون للتفاوض حول الحدود لأنهم يعرفون أن في لبنان مقاومة ستدفّع العدو ثمناً إذا منع لبنان من الاستفادة من حقوقه وثرواته، والوسيط الأميركي في المفاوضات غير نزيه ومتواطئ وداعم لإسرائيل».
ولفت الى أن «ما شهدناه خلال الحملات الانتخابية من تحريض على المقاومة يصح القول فيه: حرب تموز سياسية، وأنتم الذين انتصرتم في حرب تموز، وبقيت المقاومة، اليوم نتطلّع إليكم ونقول لكم: يجب أن تنتصروا في حرب تموز السياسية». وشدّد على أنه «إذا كان من أمل لحل الأزمة في لبنان فهو بسبب المقاومة التي ستحمي استخراج النفط والغاز»، مؤكداً أن «المقاومة هي الإرث الحضاري وتجسيد وخلاصة 47 عاماً من الألم والقتال والشهداء من الإمام الصدر إلى بقية كبارنا». ودعا «من يريد المحافظة على لبنان وحمايته واستخراج الغاز، الى التصويت للمقاومة وحلفائها. أهداف حرب تموز كانت التخلص من المقاومة ونزع سلاحها.
الأميركي وسيط غير نزيه وأيّ شركة لن تجرؤ على التنقيب في المنطقة المتنازع عليها
وما يطرحه هؤلاء هو حرب تموز سياسية. اليوم نتطلّع إليكم في كل الدوائر الانتخابية لنقول لكم يجب أن تنتصروا في حرب تموز السياسية بإرادتكم وأصواتكم وبصدقكم وبوفائكم، ويجب أن نمارس المقاومة السياسية لتبقى لنا المقاومة المسلحة. هذه ليست مقاومة عابرة، وشعبها لن يتخلّى عنها لأنهم هم أصحاب المقاومة. لا يتوقّع أحد أن يتخلّى شعب المقاومة عنها».
وعن المناورات الإسرائيلية، أعلن أنه «ابتداءً من الساعة السابعة أطلب من تشكيلات المقاومة الإسلامية في لبنان أن تستنفر سلاحها وقياداتها ومجاهديها ضمن نسب معينة ترتفع مع الوقت وتكون في أتمّ الجهوزية، ولتقول للعدو: أيّ خطأ باتجاه لبنان لن نتردّد في مواجهته، ولسنا خائفين لا من مناوراتك ولا من وجودك، ونحن من نؤمن بأنك أوهن من بيت العنكبوت».
"البناء": نصرالله للذين يريدون نزع سلاح المقاومة: "فشرتوا"
أربعة عناوين تناولها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قدّم لها بعرض تاريخي موثق لظروف ولادة المقاومة بقيادة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، كقوة دفاع وحماية من الاعتداءات الإسرائيلية قبل أن تكون قوة تحرير في نسختها المولودة عام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي، شارحاً كيف أن هذه المقاومة جاءت بنتيجة الاعتداء المتواصل لكيان الاحتلال على لبنان وأطماعه بأرضه ومياهه. وقد أضيفت اليها اليوم ثروات النفط والغاز، وكيف أن القناعة بأحادية خيار المقاومة جاءت حصيلة لمعاناة خاضها الإمام الصدر بوجه تخلي الدولة وعجز الجامعة العربية والأمم المتحدة عن تقديم الحماية للبنان، مذكراً أن هذه المقاومة ولدت وتطوّرت قبل انتصار الثورة الإسلامية وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران، بصفتها تعبيراً عن إرادة لبنانية عربية متجذرة في وجدان اللبنانيين على مدى عقود طويلة هي عمر ولادة هذا الكيان الغاصب لفلسطين. وهذه المقاومة تحمل همّ القدس وفلسطين من يوم ولادتها، وبسقف أعلى من السقف الذي يطرحه اليوم حزب الله.
العناوين الأربعة التي تناولها السيد نصرالله، تجسّدت أولا بتسجيل رسالة واضحة لكل الذين يريدون النيل من المقاومة وسلاحها، أنه لن يكون لهم ذلك، مهما كانت الظروف والمعطيات، مستخدماً كلمة «فشرتوا» من اللهجة المحكية ليحسم بها معادلة بقاء سلاح المقاومة خارج التفاوض والتداول، مع الاستعداد لأية مناقشة مسؤولة هادفة لوضع استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان، مجدداً القول إن خصوم المقاومة لا يملكون القدرة على مناقشة أطروحتها التي قدمتها لهذه الاستراتيجية، وهم يعلمون أو لا يعلمون ليسوا بخطابهم تعبيراً عن أولويات اللبنانيين بل مجرد صدى لطلب خارجيّ، يقف وراءه الأميركي الذي يتربص بالمقاومة طلباً لحماية كيان الاحتلال واستباحة لبنان أمام أطماعه.
العنوان الثاني لكلام السيد نصرالله، كان تجديد تحذيره لجيش الاحتلال من استغلال المناورات التي يجريها، واستغلال انشغال اللبنانيين بالانتخابات للقيام بعمل عدواني على لبنان والمقاومة، مذكراً بالمعادلة التي أطلقها في خطاب يوم القدس، والتي تقول بأن زمن الرد في المكان والزمان المناسبين انتهت، وأن أي خطأ أو حماقة سيواجهان بردّ فوريّ وقويّ. وفي هذا السياق أعلن ما سبق وبشر به في يوم القدس لجهة إعلان جهوزية المقاومة واستنفارها بدءاً من الساعة السابعة من مساء أمس لمواكبة المناورات «الإسرائيلية»، والتحسّب لأي مستجدّ يستدعي التحرك أو الرد.
في العنوان الثالث وصف السيد نصرالله ما تتعرّض له المقاومة بحرب تموز سياسية، مستعيداً شعارات حرب تموز العسكرية التي قامت على استهداف المقاومة وسلاحها وتطابقها مع الشعارات التي يرفعها خصوم المقاومة كعنوان لحملاتهم الانتخابية، مضيفاً أن الردّ على حرب تموز العسكرية كان عسكرياً وتولاه المقاومون وكانت النتيجة النصر العسكري. واليوم فإن الرد على حرب تموز السياسية يجب أن يكون بمقاومة سياسية أداتها التصويت للمقاومة وحلفائها في الانتخابات النيابية لضمان النصر مرة أخرى.
العنوان الرابع كان مكرساً للأزمة الاقتصادية والمالية، التي قال السيد نصرالله إنها أعمق وأضخم وأعقد من أن تحلها الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي، أو طلب القروض والمساعدات، فلبنان يحتاج للخروج من هذه الأزمة الى مئات المليارات من الدولارات. وهذا لن يتحقق إلا بالاستثمار الكامل والفوري للحقوق اللبنانية في النفط والغاز، مضيفاً أن العائق هو الضعف اللبناني السياسي أمام الضغوط الأميركية الهادفة لتحقيق مصالح كيان الاحتلال، وأن معادلة الردع التي تمثلها المقاومة هي المستهدفة بالحملة على المقاومة وسلاحها، للتخلص من تأثير قوة الردع التي تمثلها في فرض حصول لبنان على كامل حقوقه من جهة، وسرعة البدء باستثمارها من جهة مقابلة، معلناً أن المقاومة مستعدة وقادرة وتملك ما يكفي لفرض معادلة البدء بالاستثمار في المناطق التي تعتبرها الدولة اللبنانية من ضمن حقوقها الخالصة، ووضع الاستثمار في المناطق المتنازع عليها وفق معادلة منع العدو من الاستثمار مقابل أية محاولة لمنع لبنان من المثل.
وأشار السيد نصرالله في المهرجان الانتخابي الكبير الذي أقامه حزب الله في صور والنبطية إلى أن اللجان التي أجرت استطلاع رأي في الـ 15 دائرة انتخابية كان همّ غالبية الناس فيها معالجة الوضع المعيشي من غلاء أسعار وكهرباء ومحروقات وتحسين الرواتب ومكافحة الفساد والبطالة واسترداد أموال المودعين وغيرها وليس معالجة سلاح المقاومة، معتبرًا أن بعض القوى السياسية أخذت من سلاح المقاومة عنوانًا للمعركة الانتخابية الحالية ولم يلتفتوا إذاً لهموم الناس.
ورأى السيد نصرالله أنه على اللبنانيين أن يعرفوا أن من يدعو اليوم لنزع سلاح المقاومة والتخلص من حزب الله وحلفائه، هم يتجاهلون ما عاشه الجنوب وما عاناه أهل الجنوب من الكيان الصهيوني المؤقت. واعتبر أنه عندما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لطاولة الحوار ولبيّنا الدعوة حين تطرّقنا للاستراتيجية الدفاعية قال أحدهم إنَّ «إسرائيل» لم تعتدِ على لبنان، مضيفًا أن من ينكر ذلك لا ينظر إلى «إسرائيل» على أنها عدو ولا يعتبر أنَّ لها أطماعاً بغاز ونفط ومياه لبنان. وأوضح أن المرجع الديني الكبير الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين أرسل رسالته المعروفة لرئيس الجمهورية لحماية الجنوبيين حتى لا يُهجّروا ولكي لا يتحول الجنوب إلى فلسطين ثانية. كما أشار إلى أن الإمام الصدر أسس وخطّط للمقاومة ومنذ وصوله إلى لبنان طالب الدولة اللبنانية بحماية الجنوب من الاعتداءات الصهيونية، وطالب الدولة فقط بتدريب شباب الجنوب ليدافعوا عن أرضهم طوال عشر سنوات، ولكن بسبب إهمالهم لم يلتفتوا له ولذلك لجأ لخيار المقاومة المسلحة نتيجة تخلي الدولة اللبنانية والدول العربية عن الجنوب، معتبرًا أنَّ التدريب على السلاح واجب كتعلم الصلاة واقتناءه واجب كاقتناء القرآن وكان الإمام الصدر قد تدرّب على السلاح ووضعه في منزله. وقال السيد نصرالله: «ليفهم من يريد نزع سلاح المقاومة أي مقاومة هذه، و«فشروا» أن ينزعوا سلاح المقاومة».
كما رأى السيد نصرالله أن من يطالب اليوم بإلغاء المقاومة يتجاهل ويتنكر لكل إنجازاتها الوطنية والقومية وإنجازها الأعظم في تاريخ لبنان وهو تحرير كافة الأراضي اللبنانية المحتلة، مضيفًا أن المقاومة وحدها بكل فصائلها حررت كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وحرّرت الأسرى بكرامة وعزة. وأكد أنّ «المقاومة بتحرير لبنان حطَّمت صورة «إسرائيل» العظمى وهي لا تستطيع أنّ تبقى في لبنان وهو الأضعف بين بلدان الطوق، كيف لها أن تحتل سورية ومصر؟ والمقاومة أعادت للبنان ودول المنطقة الثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على التحرير. وهذا صُنع بالدماء، والمقاومة تقوم بأمر أهم من التحرير وهو حماية كل لبنان من الأطماع والعدوان الإسرائيلي وهي من تصنع توازن الردع مع العدو وهي مَن صنعت الأمان لأهالي القرى الأمامية بكل أطيافهم»، متسائلاً: «إذا تخلى الناس عن المقاومة وتخلت المقاومة عن سلاحها، كما يُطالب، فمن يحمي الناس؟».
وأردف: الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة حين تسألهم عن البديل لا يقدّمون لك بديلًا وليس لديهم سوى سلموا سلاحكم للدولة بينما نحن قدّمنا استراتيجية دفاعية على مدى سنوات، وعلى طاولة الحوار قدمت استراتيجية دفاعية وحين طالبهم الرئيس بري بالردّ عليها طلبوا رفع الجلسة ومن حينها لم يجاوبوا، كما أنه حين دعا الرئيس ميشال عون لطاولة حوار وكان ضمن بنودها الاستراتيجية الدفاعية قاطَعها من يريد نزع السلاح، مضيفًا أننا نحن جاهزون لمناقشة استراتيجية دفاعية وطنية لأننا أصحاب حجة ودليل ومن يهرب فهو في موضع ضعف.
ولفت إلى أن الهدف في حرب تموز العسكرية كان إلغاء المقاومة وهذه المطالب هي نفسها اليوم تُطرح في الحملات الانتخابيّة ما يعني أنها حرب تموز سياسية، قائلاً: «يا أهلنا في الجنوب لبنان أنتم الذين انتصرتم على العدو في حرب تموز العسكرية بصمودكم وشجاعتكم، واليوم نحن نتطلع لكم في كل الدوائر الانتخابية أن تنتصروا في حرب تموز السياسية بصدقكم ووفائكم، واعتبر أن البعض يقول إنَّه لن يصوّت للمقاومة بسبب الأزمة الاقتصادية ونحن نقول المقاومة ستضمن استخراج النفط والغاز من المياه الإقليمية لحل الأزمة، وعلينا أن نخرج في الـ15 من أيار ونمارس المقاومة السياسية للحفاظ على المقاومة العسكرية».
وأضاف: «أدعوكم اليوم أن تقفوا إلى جانب المقاومة وإلى جانب حلفائها فهي مقاومة الإمام شرف الدين والإمام الصدر والسيد فضل الله والشيخ شمس الدين، وهي حصيلة الكثير من دماء الشهداء وتضحيات الجرحى وعذابات الأسرى. فهذه المقاومة هي مقاومة كل الشعب اللبناني ولا يتخيل أحد أن يتخلى شعب المقاومة عنها ومن يريد أن يحافظ ويدافع ويحمي لبنان واستخراج ثروته النفطية ويحمي مياه لبنان فليصوّت للمقاومة وحلفائها».
وتطرّق السيد نصر الله إلى المناورة العسكرية التي يجريها جيش الاحتلال، فقال: «نقول للعدو إنَّ أي خطأ باتجاه لبنان لن نتردّد عن مجابهته ولسنا خائفين من مناوراتك ووجودك. ونحن الذين قلنا منذ عشرين عامًا إنك أوهن من بيت العنكبوت، وكما قلت في يوم القدس بخصوص المناورة الإسرائيلية اليوم (أمس) أُعلن بأننا في الساعة السابعة الآن نحن طلبنا من تشكيلات المقاومة في لبنان أن تستنفر سلاحها وكوادرها وقادتها ضمن نسب معينة وترتفع مع الوقت لتكون على أتمّ جهوزية».
وعلق خبراء ومحللون سياسيون على خطاب السيد نصرالله مشيرين لـ«البناء» الى أهمية هذا الخطاب في تصويب البوصلة وتصحيح الكثير من المغالطات وفضح أهداف ونيات الحملات الإعلامية والسياسية التي تقودها السفارتان الأميركية والسعودية في بيروت، لجهة تشويه صورة حزب الله والتشكيك بجدوى المقاومة وسلاحها، وتحميلها مسؤولية تردي الاوضاع الاقتصادية والمالية، لذلك دحض السيد نصرالله قبل أيام من الانتخابات هذه الاتهامات وبالتالي أسقط كل الأهداف المشبوهة التي أرادوا تحقيقها. وتوقف الخبراء عند كلام السيد نصرالله عن تشبيه الحرب الإعلامية والسياسية والنفسية والمعنوية التي تشن على المقاومة بالعدوان العسكري الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، مؤكدين أنه لا يمكن الفصل بين الحرب العسكرية والحرب والحصار والعقوبات التي تشنها واشنطن وأدواتها في المنطقة على لبنان لاستهداف مصادر قوته، أي المقاومة لتشريع الساحة أمام العدو الإسرائيلي للسيطرة على الأرض والموارد. ولفت الخبراء الى أهمية طرح السيد نصرالله ملف الثروة النفطية والغازية كخيار أساسيّ وربما الوحيد لإنقاذ لبنان من أزماته الاقتصادية والانهيار المالي الذي يواجهه، واضعاً قوة المقاومة في خدمة الدولة للتفاوض مع العدو في ملف ترسيم الحدود مكرساً معادلة «المقاومة تحمي الثروة النفطية» وتمنع أيضاً العدو من استثمار ثروته إذا منعنا من استثمار ثروتنا. وتتوقع مصادر مطلعة لـ«البناء» في هذا الصدد أن يعلن السيد نصرالله مواقف نوعية في ملف استخراج النفط والغاز في لبنان في المراحل المقبلة، مذكرة بإعلان السيد نصرالله في الصيف الماضي عن خيار الطلب من شركات إيرانية استخراج النفط والغاز في لبنان، مشيرة الى أن حزب الله والقوى الحليفة لن يسمحوا بترك البلد مشرعاً للتدخلات الخارجية وللحصار المالي والاقتصادي الأميركي القاسي، وغارقاً في الازمات حتى الانهيار الشامل.
ورجح خبراء انتخابيون أن يرفع خطاب السيد نصرالله نسبة الاقتراع في الشارع الشيعي والوطني عموماً لصالح لوائح المقاومة والحلفاء، وتوقعوا أيضاً أن تكون نسبة الاقتراع في الجنوب والبقاع أعلى النسب في الدوائر الـ15.
إلى ذلك، يتحدث السيد نصرالله اليوم في مهرجان انتخابي جديد يقيمه حزب الله، على أن يتطرّق الى الملف الاقتصادي والاجتماعي والخيارات المتاحة أمام الشعب اللبناني، وظروف الحصار الاقتصادي والمالي الأميركي الخليجي المفروض على لبنان منذ أكثر من عامين.
كما يتحدّث الرئيس نبيه بري عصر اليوم الى اللبنانيين، في إطلالة انتخابية من دارته في المصيلح، ليتطرق الى مختلف العناوين والمستجدات، لا سيما الاستحقاق الانتخابي.
"اللواء": "السلاح" بند سجالي انتخابي بين نصر الله وخصومه!
اما وقد انتهت انتخابات المغتربين بما انتهت اليه من نسب إقتراع عالية في دول ومتدنية في دول اخرى، وجرى نقل محتويات معظم الصناديق الى لبنان، وصلت مساء الى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، طائرة شحن تابعة لشركة DHL تنقل على متنها سبعة وخمسين صندوقا لأصوات الللبنانيين الذين اقترعوا في الامارات العربية المتحدة. وبقيت تلك التي اُقفل آخرها صباح امس، في الساحل الغربي للولايات المتحدة الاميركية وكندا، بإنتظار نقلها الى بيروت وفتحها مع عند فرز كل الاصوات وإعلان النتائج النهائية للإنتخابات. لذلك تتجه الانظار الى الانتخابات العامة في لبنان يوم الاحد المقبل 15 ايار، وسط استمرار الصراخ الانتخابي - السياسي من جهة، واستمرار تحضيرات وزارة الداخلية لمواكبة الاستحقاق.
وبقيت الانظار متجهة ايضاً الى ما موقف جمهور تيار المستقبل يوم الاحد حول المشاركة، وسط حملات لمناصريه على الارض وعبر مواقع التواصل تحت عنوان «مقاطعة لعيونك». فيما قالت مصادر التيار لـ «اللواء» انه لم يصدر لا عن الرئيس سعد الحريري ولا عن قيادة التيار اي كلام بالدعوة للمقاطعة من عدمها، لكن هناك فئة من جمهور المستقبل تعتبر انه بعد قرار الحريري لا احد يمثلها فقررت المقاطعة، كما ان هناك فئة من الجمهور تريد الذهاب للتصويت وهذا خيارها. اما موقف التيار الرسمي فلا زال هو ذاته كما اعلنه الرئيس الحريري، وكل ما يُشاع ويُقال عن ضغوط واتصالات هو من ضمن الحملات الممنهجة ضدنا، ونحن نراقب المشهد من بعيد.
وفي الوقائع الانتخابية، أعلن وزير الداخلية بسام مولوي عن تقنية جديدة للفرز تعتمد تقنيات الكترونية جديدة تُستَخدم للمرة الأولى يوم الأحد المقبل.
وأضاف في مؤتمر صحافي: أنّ الإقبال الكثيف من قِبل المغتربين اللبنانيين يعني وجود نية للمشاركة في بناء لبنان جديد ينهض من أزمته.
كما توجّه لجميع القضاة والموظفين والأجهزة الأمنية، بالقول: ستحصلون على بدلات أتعاب الانتخابات «كاش» خلال أسبوع.
وعقد الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني شميطلي والمدير العام للمغتربين السفير هادي هاشم مؤتمراً صحافياً مشتركاً في الوزارة شرحا خلاله مسار العملية الانتخابية للبنانيين في الخارج، في حضور فريق العمل الذي أشرف على إتمام هذه العملية.
وأوضح هاشم، أن «هدفنا كان في الوزارة الوصول إلى نسبة اقتراع أكثر من 70% ونأمل من المغتربين المشاركة بكثافة أكثر في المرة المقبلة»، مشيراً إلى ان «هذه العملية الانتخابية هي الأكبر في تاريخ لبنان الحديث إذ بدأنا في 6 أيار من إيران وانتهينا اليوم(امس) في الولايات المتحدة».
وأكد أن «الأرقام الأولية تشير إلى نسبة اقتراع بلغت حوالي 60% في العالم أجمع وهي نسبة جيدة إذ اقترع ما بين الـ 128 و130 ألف ناخب، وان الخروقات والشوائب التي شهدتها العمليّة الانتخابيّة في الاغتراب عولِجت فوراً، ونحن بانتظار ورود المحاضر وهي ستُحال إلى القضاة وهم يُقرّرون احتساب الأصوات من عدمه. وشدد على أنّ الكلمة الفصل تبقى للقضاء، أمّا نحن فنُعالج الخروقات على الأرض فقط».
بدوره، قال شميطلي: أننا نحرص مع شركة الـ DHL على تتبع مسار صناديق الاقتراع وتنتهي مهامنا لحظة تسليمها للداخلية وإيداعها في المصرف المركزي. وأنّ المسؤوليات كانت كبيرة على عاتق الوزارة وما حصل هو بمثابة انجاز.
بري
وتوجه الرئيس نبيه بري «بالتحية والتقدير للناخبين اللبنانيين المقيمين في الخارج على قيامهم بواجبهم الوطني والدستوري، وإنجازهم المرحلة الأولى من استحقاق الإنتخابات النيابية».
وتابع: التحية أيضاً موصولة للأصوات المعارضة كلاهما يجب أن يكملا الآخر ليشكلان قيمة مضافة للوطن لا بد أن يتلاقيا على قيم الديمقراطية وثقافة القبول بالآخر من أجل لبنان وإنسانه أينما كان.
نصر الله وباسيل
وبعد انتهاء الصمت الانتخابي لإنتخابات المغتربين وقبل بدء الصمت لإنتخابات الاحد المقبل، بدأ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله امس من صور والنبطية توجيه كلمات الى الناخبين، سيكملها اليوم لناخبي بيروت وجبل لبنان ويوم الجمعة لناخبي البقاع. وقال عبر الشاشة مخاطباً الحشود في المدينتين: أن اللجان التي أجرت إستطلاع رأي في ألـ 15 دائرة إنتخابية كان هم غالبية الناس فيها معالجة الوضع المعيشي من غلاء أسعار وكهرباء ومحروقات وتحسين الرواتب ومكافحة الفساد والبطالة وإسترداد أموال المودعين وغيرها، وليس معالجة سلاح المقاومة، معتبراً أن بعض القوى السياسية أخذت من سلاح المقاومة عنوانًا للمعركة الانتخابية الحالية ولم يلتفتوا إذن لهموم الناس.
وأردف: الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة حين تسألهم عن البديل لا يقدمون لك بديلًا وليس لديهم سوى سلموا سلاحكم للدولة بينما نحن قدمنا استراتيجية دفاعية على مدى سنوات، وعلى طاولة الحوار قدمت استراتيجية دفاعية وحين طالبهم الرئيس بري بالرد عليها طلبوا رفع الجلسة ومن حينها لم يجاوبوا، كما أنه حين دعا الرئيس ميشال عون لطاولة حوار وكان ضمن بنودها الاستراتيجية الدفاعية قاطَعها من يريد نزع السلاح، مضيفًا أننا نحن جاهزون لمناقشة استراتيجية دفاعية وطنية لأننا أصحاب حجة ودليل ومن يهرب فهو في موضع ضعف.
وكشف نصر الله حول المناورة الإسرائيلية التي بدأت امس، انه «وفي الساعة السابعة نحن طلبنا من تشكيلات المقاومة في لبنان أن تستنفر سلاحها وكوادرها وقادتها ضمن نسب معينة ترتفع مع الوقت لتكون على أتم جهوزية». وقال: أقول للعدو أنَّ أي خطأ باتجاه لبنان لن نتردد عن مجابهته ولسنا خائفين من مناوراتك ووجودك، ونحن الذين قلنا منذ عشرين عامًا أنك أوهن من بيت العنكبوت.
وقال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل خلال خطابه في اللقاء الشعبي في بعبدا مساء: إنّ «نفس الوجوه الحاقدة التي شاركت في 13 تشرين 1990 شاركت في 17 تشرين 2019، ولطالما نبهت أنا من هنا عام 2019 انّ 13 تشرين اقتصادي مقبل علينا.
وتابع: صمد الجنرال ولم ينكسر التيار، ولكن المؤامرة تسببت في الخراب وسرّعت بالإنهيار المالي وفقّرت الناس. نعم كسّروا البلد لكي يكسّرونا، وفقّروا الناس لكي يسقطونا. ومن اعتقد أنّه بامكانهم ان يلغونا فلم يفهموا قط أنّه نحن من الناس ولا أحد يستطيع أن يلغي الناس. وسنبقى نواجه حتى نخرج من الإنهيار ونحاسب المتورطين ونستعيد حقوق الناس واموالهم؛ ونحمي أملاك الدولة.
وأضاف: بالحقيقة كانت مؤامرة على الناس، هدفها أن تخفي جريمة المتورطين بسرقة الدولة ويلزقوها فينا، وبذات الوقت يلعبوا الدور الخارجي المطلوب، لصالح لعبة الأمم وصفقة القرن.
وقال باسيل: يقومون باستعراض العضلات ولا يترددون في أن يبينوا للبنانيين كيف سيحكموا في حال انتصروا. ولكن أهلنا لم ينسوا كيف حكموا المنطقة، بمجلس النواب «الفرد علخصر»، وماذا يقولوا مشروع الدولة بوجه الدويلة.. ويوم الجمعة العظيمة، المسلحون في كنيسة الحدت، وماذا يقولون حماية المجتمع المسيحي!.
وأكّد «أن الانهيار كان نتيجة حتمية لسياسات وسرقات منظومة 13 تشرين. نفس المنظومة المدعومة من الخارج، بـ 13 تشرين وبـ 17 تشرين».
وتابع: نحنا وضعنا خططا مكتوبة لكي نستعيد إقتصادنا وينتج فرصا للعمل ولشبابنا حتى يعيشوا ببحبوحة، من الزراعة والصناعة والسياحة والتكنولوجيا.