معركة أولي البأس

 

لبنان

خطباء العيد في لبنان: من يعزّز الطائفية يتماهى مع الصهيونية
03/05/2022

خطباء العيد في لبنان: من يعزّز الطائفية يتماهى مع الصهيونية

وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة عيد الفطر، قال فيها إنه "في هذا اليوم المبارك عيد الفطر السعيد، أسأل الله أن يجعل لنا ولكم ولبلدنا فيه الخير والبركة والامن والاستقرار والخروج من هذا الواقع المزري والمؤلم الذي يقتضي من جميع اللبنانيين توحيد الكلمة والرؤية السياسية والاقتصادية لمستقبل لبنان وعدم تضييع الوقت بالاتهامات المتبادلة والاهتمام بالمصالح الخاصة، وهذا يدعونا للتخلي عن حب الذات وعدم النظر الى الامور من زاوية طائفية او حزبية او مناطقية التي هي اساس لكل ما اصاب ويصيب لبنان من حروب اهلية وما يستتبعه من خراب ودمار لكل منجزات اللبنانيين وضحايا بريئة وايتام وارامل ودموع الامهات الثكالى وفقراء ومساكين، وان يتحول اللبنانيون إلى متسولين على أبواب السفارات وبيع للكرامات وشراء للذمم يستخدمها البعض للحصول على الأصوات في الانتخابات ،وهو إسقاط للوطن والقيم الوطنية والاخلاقية وهل تبنى هكذا الأوطان ؟ لا وإنما هو هدم لها وتخريب لعقول المواطنين كما يقول الشاعر وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا".
 
وأضاف إن "الذين يقومون بهذا اللون من الممارسات ويعززون الشعور الطائفي ويزرعون الحقد والعصبية بين المواطنين لا يمتلكون الحس الوطني وينطلقون من مبادئ عنصرية يتماهون بها مع العنصرية الصهيونية الغرائزية الحيوانية ويتطلعون لتحقيق اسرائيليات مشابهة لها في المنطقة العربية، فهم أخطر على لبنان من العدو الاسرائيلي اللقيط الذي لا صلة له بالمبادئ والأخلاق والدين فيما ينتمي اللبنانيون إلى قيم حضارية واخلاقية رسالية تشكل حاجة انسانية ملحة في هذه المرحلة المصيرية الخطيرة من وجودها. لقد شكل افتقاد البشرية قيادة القيم الاخلاقية واستبدالها بالقيم المادية العنصرية احد أخطر عناصر تهديد الوجود للكيان البشري فهل يستبدل اللبنانيون ما يمتلكون من هذه القيم الحضارية بقيم العنصرية الحيوانية الهابطة، كما استنكر سبحانه وتعالى على اليهود هذه الطبيعة المتخلفة والتي تشكل ميزة اخلاقية ثابتة حيث ذكرها واثبتها في الكتاب العزيز ليعرفها الناس جميعا من كان وسيكون إلى يوم الدين حيث قال تعالى ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)".
 
وتابع: " أيها اللبنانيون، لقد كان أول اهتمام الله في هذا اليوم يوم عيد الفطر المبارك وكأول عمل يجب علينا القيام به حتى قبل صلاة العيد ان نراعي حقوق الفقراء وان نؤدي زكاة الفطرة كحق شرعي لهم، بل لا قبول لصلاة العيد من دون أداء هذه الفريضة لهم اولاً، وكما لاحظنا وتلاحظون أن تؤدى هذه الصلاة جماعة في صفوف متراصة كتعبير عن وحدة الصف وان المشاركة الجماعية كعمل عبادي يتطلب القيام به فضلا عن المضمون الذي نتلوه فيها ابتداء من تحميد الله على جعله هذا اليوم للمسلمين عيدا كتنبيه لهم على أهمية الوحدة بين المسلمين وانه تعالى اسمه لذلك استحق الحمد، وانها نعمة من النعم الكبرى التي انعم بها على المسلمين، ولذلك خصها بالذكر في صلاة عيد من أعياد المسلمين الكبرى ليرسخ هذا المعنى في أنفسهم، وليتذكروا قوله تعالى للمسلمين ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا ولذلك فإن الذين ينفخون في نار الفتنة بين المسلمين باسم الطائفة والدين ويقومون بتفجير مساجد المسلمين باهلها المصلين ينتهكون حرمة الدين ويخالفون تعاليمه مما يتطلب من المرجعيات الدينية ومسؤولي البلاد الاسلامية وحكوماتها إدانة هذه الأعمال الاجرامية والارهابية، وان الذين نفذوها او امروا بها جماعة منحرفة لا يمثل أي من اهل لهذا الدين وليسوا من أهل هذا اليوم، ولا يشملهم الله بهذه النعمة".

 

 

خطباء العيد في لبنان: من يعزّز الطائفية يتماهى مع الصهيونية


 

المفتي قبلان

بدوره، ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة العيد لهذا العام بعدما أدى صلاة العيد في مسجد الإمام الحسين (ع)، في منطقة برج البراجنة، وقال فيها: "لكل المؤمنين الصائمين في يوم عيدهم، ولكل اللبنانيين الأحبة كل عام وأنتم بخير، لأن الخير مصدره الله، وليس الطبقات الظالمة والكارتيلات الفاسدة والجيوش المنظمة لجماعة الخيانة الاقتصادية المالية. يمر علينا عيد الفطر هذا العام، ونحن نعيش أعتى معركة داخلية وخارجية، لأن من يريد رأس لبنان قد وظف كل إمكاناته للقضاء على هذا البلد العزيز، من خلال أدوات الفتك السياسي والمالي والاقتصادي والمعيشي والاجتماعي، فنهب ودائع ناسه، وأفلس الدولة، وشل قدرتها، وصادر قرارها السياسي النقدي، وأغرق البلد بالجريمة والفوضى والعتمة والبطالة والتضخم والبؤس، فضلا عن التحكم بالأسواق وقطاع الدواء والاستشفاء والإعلام والمال".
 
وتابع: "نتوجه لجميع اللبنانيين، وللبيئة الصابرة القوية بالقول: نحن اليوم في عيد الله، وهو عيد الانتصار بالله، عيد الثبات مع الله، عيد القوة بالله، عيد من سنده رب السماوات والأرض، هو عيد فرحة أهل السماء بالمتقين من أهل الأرض، ومعركتنا من ها هنا تبدأ، من تمسكنا بالله، وتمسكنا بالله هو أمر محسوم ونهائي، ليس لأن تجربتنا مع الطبقة السياسية المالية مرة، بل لأننا لا شيء دون الله. والخطاب هنا موجه للمسلمين والمسيحيين، بخلفية أننا رعية الله وموضع عنايته، وأن ما أصاب هذا البلد المظلوم سببه الفساد والارتهان، والفساد والارتهان أكبر مظاهر إبليس، ومن يكون لله لا يكون في معسكر إبليس، سواء كان بالسياسة أو المال أو الأسواق أو الاقتراع أو غيرها، ومن كان مع الله أيها الإخوة كان الله معه، وليس شيء أكبر من الله العظيم".
 
وقال: "هنا بالذات، يجب أن يفهم اللبنانيون أن صيغة النظام الطائفي التي أسس لها الانتداب الفرنسي حولت البلد كانتونات طائفية وكارتيلات سياسية لا تشبع من نزعة الإقطاع الطائفي والجشع السياسي العائلي على حساب مصالح شعب هذا البلد، ولذلك يجب استئصال الصيغة الطائفية من الجذور لصالح دولة المواطنة والوطن، وهذا أكبر مطالب الله بشعبه المستعبد في هذا البلد المقهور".
 
أضاف: "اليوم أيها الإخوة البلد منهوب، والإفلاس عمّ مؤسساته، ولعبة الدولار السياسي تدار على طريقة الغزوات، ولا شك أن عوكر وطواقمها رأس فيها، ومشروع خنق الناس ومعركة السيطرة على أسواقنا وسلعنا والعمل على تهجير أجيالنا وشبابنا أمر منظم للغاية، تماما كمشاريع نهب موارد الناس، ومصادرة رغيف خبزها، ونسف إمكاناتها المهنية، بما في ذلك ترك النزوح بلا تنظيم. ولذلك قلنا ونقول بأن إحدى أكبر معاركنا الوطنية والانتخابية يجب أن تركز على تطهير السلطة، وإدارات الدولة ومؤسساتها من النفوذ الأميركي. وموقفنا ليس الإدانة فحسب، بل نحن جزء من المواجهة الوطنية الكبرى، ولذلك سنخوض معركة الاستقلال الوطني، والإنقاذ السياسي مع كل القوى الوطنية، بما في ذلك معركة الانتخابات النيابية المصيرية".  
 
وتوجه الى اللبنانيين بعامة والشيعة بخاصة: "الاستحقاق الانتخابي عبادة كبرى، وفريضة وطنية وأخلاقية ودينية حاسمة، والتردد ممنوع بل حرام، وترك المعركة الانتخابية حرام، والورقة البيضاء حرام، لأن البلد والسلطة أمانة الله، إياكم أن تضيعوها، ومن يعتزل المعركة الانتخابية، إنما يعتزل أكبر فرائض الله، ومعركتنا مع شياطين الإنس أخطر من معركتنا مع شياطين الجن، والأميركي مع حلف إقليمي تطبيعي يخوض معركة إنهاك لبنان، وحرق الأخضر واليابس، بهدف صهينة لبنان، والحياد ما هو إلا جريمة كبرى، والمعركة معركة مصيرية. وهنا أقول لسماسرة واشنطن: من يتاجر بوطنه أسوأ من إبليس، ونحن نعرف تماما الأسعار والفواتير وثمن الحملات المسعورة، لكن أتأسف لخوض واشنطن وحلفائها حرب حرق البلد، عبر طبقات سياسية ومالية وإعلامية بأثمان بخسة".
 

خطباء العيد في لبنان: من يعزّز الطائفية يتماهى مع الصهيونية


وتابع: "أيها الإخوة المؤمنون في الخامس عشر من أيار سنخوض أكبر معركة وطنية، والعين على تحرير القرار السياسي، وإنقاذ البلد من التبعيات الخبيثة. والقضية ليست قضية غالبية نيابية متجانسة بقدر ما هي أولويات وأهداف وطنية، والباقي تفاصيل، والحر شجاع، والشجاع قوي، والأوطان لا تقوم إلا بأحرارها الشرفاء الشجعان. وهنا أقول لإخواننا في الطوائف اللبنانية، الله عدل وسلام وأمان ورحمة وإنصاف ومحبة ونبل وعطاء وضمانة لكل خلقه وناسه، وهذا ما نريده لهذا البلد المنهك بلعبة الزعامات الطائفية والارتهان الأميركي، والحرب الأهلية - تذكروها - هي دمار إنسان وخراب بلدان، والنفط الأسود محرقة، والسفارات أوكار تحريضية، والنعرات الطائفية سلعة سياسية مسمومة، والخوف على الطائفة كذبة إقطاع، والطوائف أسيرة الطرابيش الطائفية، ولا يحررها إلا دولة المواطنة ونظامها العادل، وهذا ما يجب أن يحول الاستحقاق الانتخابي إلى ثورة وطنية لإنقاذ لبنان من الإقطاع الطائفي ومزارعه".
 
وتوجه الى اللبنانيين بكل طوائفهم: "نريد أن نعيش معا بعيدا من عقلية غالب ومغلوب، وبعيدا من نزعة التطويف والتخوين والتخويف والمتاريس النفسية والجمهوريات البغيضة، فالتجربة السياسية بصيغة النظام الطائفي مزقتنا، وفرقتنا وحولت عائلتنا الوطنية الواحدة إلى دويلات خوف وقلق وحقد وقطيعة، لصالح إقطاع السلطة، وعائلة صفقاتها، وكارتيلاتها المتوحشة. وأهم وظيفة وطنية اليوم للطوائف تكمن باقتلاع الأوثان السياسية الفاسدة من بيوت الله، ومن صدور ناسنا ومجتمعنا، لأن خيانة الشعب والطوائف سببها النظام الطائفي المجرم والإقطاع الذي كشف لبنان عن أسوأ إفلاس تاريخي شامل. وهنا أحب أن أقول للبعض: نحن لسنا طوباويين أبدا، والمعيار الأول والأخير عندنا هو الله والبلد وناس هذا البلد، والمعركة معركة مصير، وحسابات دقيقة، وموازين من قبيل خير وشر، وخير الشرين، والشعارات الدينية الوطنية يجب أن تمشي على الأرض، وضمن حساباتها وواقعها، لتؤسس لعدالة سياسية، بحسب الإمكانات وبمراحل، فالله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ومن يخوض معركة إنقاذ لبنان لا يجلس في بيته، ولا يكون حياديا، لأن الحياد بين الحق والباطل إما جبن أو سكوت عن الحق، والساكت عن الحق شيطان أخرس".
 
وتوجه الى المسيحيين والمسلمين: "معركتنا معركة عناوين وأهداف وقيم، كلها من صلب دين المسيح ومحمد والفطرة الإنسانية، وسنخوضها على الأرض، لأن التاريخ يصنعه من يخوض المعارك في الساحات الوطنية وصناديق الاقتراع، وليس من يجلس في بيته، لأن هذا الصنف يترك مصيره لمن يقرر مصيره ومصير بلده بالمال القذر، وما أكثر شياطين المال القذر عند صناديق الاقتراع. ولذلك من المنطلق الديني والوطني، المعركة اليوم معركة سلطة وأسواق وقطاعات وخيارات دولية وإقليمية ووطنية وانتخابية، ولا عذر عند الله والوطن لمن يتخلف عنها، وخاصة في يوم الاقتراع الوطني الكبير. أخيرا، أيها الإخوة، كما كان شهر الصيام شهر الانتماء لله بالموقف والخيار ونمط الحياة والبيئة الاجتماعية السياسية، فالعيد أيضا كذلك. ويوم معركة بدر لم تكن المعركة مع الأوثان المنصوبة على سطح مكة، بل مع نظام قبلي إقطاعي، يمثله أبو جهل وفريق صفقاته، واليوم المعركة ليست معركة تعيينات إدارية وأمنية وحصص، بل معركة نظام طائفي يجب دفنه لصالح نظام المواطنة، أما أم المعارك، فتبدأ من تطهير وتحرير القرار السياسي والإداري عبر صناديق الاقتراع. وسنقول نعم كبيرة جدا للائتلاف الوطني الذي يتشكل من الثنائي الوطني وباقي شركائه، والموقف الديني والوطني محسوب بدقة، ولسنا وعاظ سلاطين، بل نحن سلاطين حق، ودين ومشروع وطني كبير".

مفتي الهرمل

وفي الهرمل، صدحت مجددًا تكبيرات عيد الفطر السعيد في أرجاء مسجد الإمام علي (ع) بعد غياب لعاميْن فرضته إجراءات وباء كورونا.

وأقيمت صلاة العيد بإمامة مفتي الهرمل الشيخ علي طه، بحضور حشد من المؤمنين.

الشيخ طه قال في خطبته إن "المقاومة على الرغم من كل ما تواجهه من مؤمرات وخطط صهيونية واستكبارية بمختلف الوسائل والسبل ووصمها بالإرهاب، فإنها لن تتراجع ولن يفت ذلك من عضدها"، منتقدًا معايير الظلم والاستضعاف التي تطبقها أميركا والإستكبار في العالم.

وانتقد الشيخ طه على مقربة من الانتخابات النيابية اولئك الذين يطرحون شعارات نزع سلاح المقاومة والتي تشكل خدمة لا توصف للعدو الصهيوني، الذي لا يخشى من تصربحاتهم النارية وحفلاتهم الصاخبة وحملاتهم الاعلامية بشكل يومي.

وأضاف "اذا كان بديل البعض مفاوضات وتطبيع ومجلس امن وأمم متحدة فذلك لم يحرر الأرض والبشر من الاحتلال انما تحررت ضربات وسواعد المقاومة الأبية".

وجابت سيارات جمعية الإمداد الخيرية أحياء الهرمل وأقامت الحواجز لجمع زكاة الفطرة لمن يستحقها.
 
أمّا الأطفال الذين لا تعنيهم الأزمات التي يمر بها البلد، فقد احتفلوا بالعيد على طريقتهم، فارتدوا أجمل ثيابهم وجابوا الشوارع وارتادوا الحدائق العامة ونوادي الألعاب والمطاعم وسط  أجواء من الفرح والسرور.

 

خطباء العيد في لبنان: من يعزّز الطائفية يتماهى مع الصهيونية

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل