معركة أولي البأس

 

لبنان

الشيخ دعموش: لا حلّ إلاّ بالتعاون والشراكة
23/04/2022

الشيخ دعموش: لا حلّ إلاّ بالتعاون والشراكة

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن "منطقة جبيل وكسروان كانت وما زالت تحظى بتنوع طائفي ومذهبي، وخلال العقود الماضية حافظت المنطقة بنسبة كبيرة على هذا النسيج الوطني والاجتماعي والانساني"، وقال: "على الرغم من ظروف الحرب الأهلية في لبنان استطاعت المنطقة بدرجة كبيرة أن تحيّد نفسها عن هذه الحرب وتداعياتها وانعكاساتها، بفعل وعي أهلها وانفتاحهم على بعضهم البعض وتمسكهم بالعيش المشترك".

وأضاف الشيخ دعموش في كلمة خلال لقاء رمضاني أقيم في جبيل، أن "الحفاظ على هذا النسيج الاجتماعي وعلى تنوعه وعلى بقائه وعلى العيش المشترك هو واجب وطني، وهو مسؤولية كل الطوائف والقوى والرموز والشخصيات الموجودة في هذه المنطقة"، مؤكدًا أن "هذا النسيج الوطني موجود ومتجذر منذ عشرات بل مئات السنين، ولا يمكن لأحد مسحه أو الغاؤه أو منع اي طرف من أطرافه من ممارسة حقه الديمقراطي في الترشح للانتخابات والتعبير عن حضوره ووجوده كجزء من هذه المنطقة".

ولفت سماحته إلى أن "حزب الله كان موجودًا ولازال وسيبقى كواحد من القوى السياسية الموجودة في المنطقة، ومن حقه أن يُرشح من يريد وأن يُنافس على المقعد الشيعي بمن يريد في الإطار الديمقراطي، وهو بذلك لا يتحدى أحدًا ولا يستفز أحدًا ولا يصادر قرار أحد ولا يهدد وجود أحد".

وتابع أن "كل الكلام الذي نسمعه هذه الأيام من البعض عن أن حزب الله يريد التمدّد إلى مناطق طائفة معينة، وان صراره على مقعد جبيل الشيعي ستكون له ارتدادات اجتماعية وسياسية وأمنية وعقارية على القرار في جبل لبنان! هو جزء من حملة التحريض والتهويل والإفتراءات والأكاذيب التي يقوم بها الطرف الآخر ضد حزب الله لتشويه صورته وتخويف اللبنانيين وإبعادهم عن المقاومة".

الشيخ دعموش أشار الى أن "الناس في هذه المنطقة بانتماءاتهم المختلفة، بمن فيهم حزب الله، تربطهم علاقات طيبة وممتازة فيما بينهم ومع المحيط، وقد عاشوا على امتداد السنين الماضية همومًا مشتركة وحياة واحدة، ولم يتمدد أحد على حساب أحد أو يهدد أحد وجود أحد في منطقته".

وأكد "أننا ننظر إلى هذه المنطقة وأهلها جميعًا بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية أو المذهبية أو الحزبية أو السياسية، ننظر إليهم كأهل وإخوة وأناس معنيين بمصير واحد وحياة واحدة وإنماء واحد وأمن واحد وكرامة واحدة، لذلك لا يجوز لا في الانتخابات ولا في غير الانتخابات أن يلجأ أحد إلى شد عصب طائفي أو مذهبي أو تقسيم الناس طائفيًا أو تحريضها على بعضها البعض من أجل مكسب سياسي، أو مقعد نيابي، أو تنفيذا لرغبة خارجية، هذا يطعن في قلب المنطقة وفي قلب الوطن وفي صميم الحياة الواحدة وفي العيش المشترك".

وشدد على أن "الخطاب الذي يقدمه الطرف المقابل هو خطاب تحريضي هابط تستخدم فيه لغة طائفية ومذهبية ومناطقية مقيتة، ويتم التعرض فيه إلى معتقدات ومفاهيم وقيم دينية اصيلة"، مؤكدًا أن "إنحدار الخطاب الإنتخابي نحو التحريض الطائفي والمذهبي هو دليل ضعف وافلاس وفشل صاحبه".  

واعتبر الشيخ دعموش أن "من يلجأ الى الكذب والاتهام والتضليل والتحريض ضد حزب الله من أجل الحصول على مقعد نيابي هنا أو هناك، لا يريد العيش المشترك بل يريد ضرب السلم الاهلي وجر اللبنانيين الى الفتنة"، وقال: "من يريد الحفاظ على العيش المشترك لا يحرض ضد طائفة هي من أكبر وأعرق الطوائف في لبنان وهي الطائفة الشيعية،  وضد أكبر حزب سياسي في لبنان هو حزب الله، الذي قدم الكثير من التضحيات والدماء والشهداء لتحرير الأرض ولحماية لبنان والدفاع عن استقلاله وسيادته".

وتابع أن "من يريد الحفاظ على العيش المشترك ينظر الى ابناء هذه المنطقة بعين واحدة ويحترم إرادة الجميع ولا يحرض أبناء المنطقة على بعضهم ويُبقي المعركة الانتخابية في سياقها الديمقراطي، ويُنافس بالبرنامج الانتخابي وما يمكن ان يقدمه للبلد وللناس، وليس بالتحريض".  

كما أكد الشيخ دعموش أن "هناك أزمات كثيرة في البلد وقد نكون مقبلين على مشكلات وأزمات اكبر، لكن لا يبدو أن أحدا في الطرف الآخر يهمه البلد ومعالجة أزماته بقدر ما يهمه مواجهة حزب الله وإسقاط المقاومة، فهو يستخدم كل الوسائل من أجل اسقاط خيارات المقاومة وحلفائها في الانتخابات".

واشار إلى "أننا أمام تحدٍ كبير ومعركة سياسية حقيقية، سخر له الخصوم كل الإمكانات لخوضها، وهم يراهنون من خلال حملات التحريض وبث الأكاذيب وتوزيع المال الانتخابي اختراق بيئة المقاومة وإبعاد الناس عن خياراتها"، وقال: "لا بد في المقابل ان نحشد كل امكاناتنا وان نعد كل العدة لها وان نقنع الناس بخياراتنا وتحالفاتنا وان نحثهم على المشاركة والتصويت بقوة فيها".

وتوجه إلى جميع المؤيّدين والمحبين ‏والحريصين على مستقبل هذا البلد، قائلا: "لا تركنوا لا لاستطلاعات الرأي ولا لمراكز الد‏راسات ولا للتوقّعات حول نتائج حاسمة ومضمونة، ويجب أن تدخلوا في العملية الانتخابية وهذه المعركة ‏السياسية بكامل العدة والحماسة والفعالية والجهد حتى لحظة إغلاق صناديق الاقتراع".‏

وخاطب كل المنشغلين في مواجهة حزب الله، بالقول: "لا تتعبوا أنفسكم فأهلنا لن يتخلوا عن المقاومة ولن يخذلوها كما لم يخذلوها في الاستحقاقات السابقة، وأيا كانت نتائج الانتخابات النيابية فلن تنفعكم في أضعاف حزب الله"، وأضاف: "بدلًا من أن ترفعوا شعارات لا تستطيعون تحقيق شيء منها ولن تصلوا  فيها الى اي نتيجة، فكروا بمصير البلد ولتكن اولويتنا جميعا انقاذ البلد ومنع الانهيار الكامل وتقديم حلول لمشكلة الكهرباء والنفايات واموال المودعين، وغيرها من الأزمات التي يعاني منها الموطنون والتي يجب أن نتعاون جميعًا لمعالجتها لأنه لا حل إلاّ بالتعاون و الشراكة".

إقرأ المزيد في: لبنان