لبنان
فضل الله: لا انفصال بين المقاومة والناس
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله "أننا نخوض الانتخابات ضمن تحالفات سياسية وطنية على امتداد لبنان، لأنّ المقاومة وحلفاءها لهم حضورهم في مختلف الدوائر، ولديهم القدرة على نسج تحالفات متنوعة عابرة للطوائف"، وقال: "نحن أصحاب مشروع وطني متنوع، يتطلع إلى إعادة النهوض بالبلد، وإخراجه من محنته، بينما نجد على الجهة المقابلة مجموعات تتصارع على مقعد نيابي لأجل السلطة، وغير قادرة على الخروج من حساباتها الخارجية وفئويتها وخطابها الطائفي، وبعضها لم يجد له مقعدًا في لائحة من حلفائه، أو رفضته الطوائف والمناطق لتاريخه وسلوكه المنبوذ".
وأشار فضل الله في تصريح إعلامي إلى "أننا سنحتكم إلى ما يقرره الناخبون، ونقبل برأي الشعب وما تفرزه صناديق الاقتراع"، مضيفا: "كنّا نريد للتنافس الانتخابي أن يبقى في إطاره اللبناني وعلى أساس برامج وطنية إنقاذية قابلة للتطبيق تسهم في الخروج من الأزمة المالية والاقتصادية، خصوصًا أن التركيبة اللبنانية محكومة إلى مفهوم الشراكة الوطنية، ولكن هناك من تهرّب من مسؤولياته تجاه الناس الذين تسبّب لهم بهذه الأزمة، وأراد فرض شعار سياسي مستورد من الخارج للتحريض على المقاومة، وهذا لا علاقة له بأزمة لبنان وأولويات اللبنانيين".
ورأى أن "المراهنين على هذا الشعار لم يتعلموا من تجارب الماضي، وسيكتشفون مرة أخرى حجم الالتفاف الشعبي حول المقاومة، لأنها ليست حزبًا أو جهة، بل هي الناس والناس هم المقاومة ولا انفصال بينهما".
ولفت فضل الله إلى أن "خصوم المقاومة يملكون فائض ارتهان إلى الخارج، وتخلٍّ عن أبسط مقومات السيادة الوطنية، ولا يراعون حتى الشكليات، وهم يُقدمون أوراق اعتمادهم لدول تستهدف استقرار بلدهم، وفي الوقت نفسه اعتادوا بيع الأوهام للرأي العام، وجني السراب السياسي والمال الانتخابي".
وتابع أن خصوم المقاومة "يرفعون شعارات غير قابلة للصرف لبنانيًا، بل صرفها لاستجلاب دعم خارجي، وهذه الشعارات تشبه تجربتهم الفاشلة في الحكم، فهم أوصلوا البلد إلى الانهيار، وبنوا ثروات طائلة من مال الشعب، والدعم الخارجي، واليوم يغشون حتى جمهورهم وداعميهم عندما يعدونهم بما لا قدرة لهم عليه، ويسمون أنفسهم معارضة، بينما هم كانوا لعقود حكام البلد وجروا عليه الويلات، وإلى اليوم هم في صلب الدولة المصرفية والمالية العميقة التي تسبّبت بمأساة اللبنانيين، ولا يزالون يمنعون الإصلاحات وهربوا أموالهم المتأتية من الفساد إلى الخارج".
وأوضح فضل الله أنّ "مشكلتهم مع حزب الله لا تتعلّق بموضوع داخلي، أو بمنافسة على مقاعد نيابية أو على مكاسب سياسية، بل تتعلق بمشروع خارجي ارتضوا أن يكونوا إحدى أدواته"، وقال: "لأنهم مأزومون، ولا يملكون ما يقدمونه للمواطن الباحث عن حل لمشكلاته المعيشية، فإن خطابهم المتوتر التصعيدي سيتواصل، وليس لديهم سوى التحريض والاتهامات، وبعد الانتخابات، يبدلون لغتهم، ليبحثوا لهم عن موقع أو دور، وستكون خيبة مشغليهم الخارجيين كبيرة عندما يجدون ما أنفقوه من مال يذهب حسرات عليهم".
وقال إن "الحزب يحمل مشروع بناء دولة تمتلك مقومات السيادة الوطنية الكاملة، ولا تسمح لأي جهة خارجية بالتدخل في شؤونها، وتستفيد من كامل ثرواتها وطاقاتها، وتستند إلى الدستور والقانون وقائمة على معايير الكفاءة ونظافة الكف، وإلغاء دولة المحاصصة والواسطة، ولدينا رؤية اقتصادية وبرنامج إنقاذي، ويحتاج تطبيق كل ذلك إلى تفاهم مع الآخرين، لأنّنا نرفض التفرد والاستئثار، وتركيبة البلد لا تتيح لأي فريق أن يطبق برنامجه الوطني العام بمعزل عن بقية الشركاء في الوطن، بل يمكن ترجمة بعض البنود إلى قوانين أو خطط في الوزارات التي نكون فيها، وهو ما قمنا به وسنستكمله".
وختم فضل الله قائلا إن "حزب الله بنى شعبيته على مصداقيته في مقاومته وبرامجه، وعلى التجربة النظيفة التي قدّمها داخل مؤسسات الدولة من خلال أدائه في الحكومة وفي المجلس النيابي".