لبنان
ارتفاع الحماوة بعد حسم اللوائح.. وعودة سفير الرياض "انتخابية بامتياز"
ركزت الصحف الصادرة اليوم في بيروت على الشأن الانتخابي الذي تستعر حماوته على وقع اكتمال الإعلان عن اللوائح، وارتسام المشهد النهائي للتحالفات على امتداد الخريطة الجغرافية اللبنانية.
واهتمت الصحف باللقاء الذي جمع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على مائدة إفطار الأمين العام لحزب الله منذ يومين، على أن يكون للسيد نصر الله مواقف سياسية اليوم في إطلالة تلفزيونية مسائية.
ولم تغب عن المشهد عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت، والنشاطات الانتخابية التي بدأها، وسط حديث عن سلسلة إفطارات سيرعاها، ستكون تحت عنوان المصالحة مع خصوم المقاومة ولن تشمل رئاسة الجمهورية والعهد.
"الأخبار": البخاري في بيروت: مفتاح انتخابي لا سفير
عملياً، عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت ليست إنهاء للقطيعة الدبلوماسية مع لبنان، رغم البيان الذي دبّجته الخارجية السعودية لتغطية هذه العودة. إنهاء القطيعة يفترض، وفق الحدّ الأدنى من اللياقات الدبلوماسية، أن يكون قصر بعبدا والرئيس ميشال عون الوجهة الأولى للبخاري. فيما المؤشرات الأولى لحركة السفير العائد تشير إلى أن ممثل الرياض في لبنان بات «مفتاحاً انتخابياً» يدعو إلى «موائد الرحمن»، لا سفيراً دبلوماسياً، وإن كان الغموض لا يزال يحيط بالموقف السعودي الذي يحمل إشارات متناقضة حيال الاستحقاق واللوائح والمرشحين، وصولاً إلى المال الانتخابي.
مصادر على صلة وثيقة بالسعوديين أكدت أن «عودة السفير انتخابية بامتياز»، وأن «القطيعة مع العهد ورئيس الجمهورية مستمرة، فيما المصالحة هي مع خصومه وخصوم حزب الله». وقالت المصادر إنه «ليس من الضرورة أن تُعلن المملكة موقفاً من الانتخابات، لكن الشخصيات التي ستحدّد لها مواعيد في السفارة ستشكل مؤشراً للوجهة السعودية».
ويبدو الرئيس فؤاد السنيورة، حتى الآن، في مقدّم هذه الشخصيات.
فقد سُجّل بعد عودة البخاري الاتصال الثاني خلال أيام بينه وبين رئيس الحكومة السابق، الذي تشير المصادر إلى أن حراكه الانتخابي «انطلق»، وأنه «بات أكثر أريحية وجرأة في ملاعبة تيار المستقبل، بعدما هالته بدايةً هجمة التخوين المستقبلية ضده باعتباره مُنقلباً على قرار الرئيس سعد الحريري»، فضلاً عن «التحرك المضاد» الذي يقوم به الأمين العام للتيار أحمد الحريري وأحمد هاشمية والماكينة الانتخابية الزرقاء، إن لجهة دعم مرشحين من تحت الطاولة أو الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات.
ويحاول السنيورة حالياً الالتفاف على هجمة «المستقبل» من داخله. فبعدما نجح في تحقيق اختراق في العائلات البيروتية التي كانت ترفضه، بدأ باستقطاب مستقبليين سابقين انضموا إلى ماكينته الانتخابية، وإن كان هؤلاء لا يزالون يحاذرون الإعلان عن نشاطهم تحسباً لرد فعل الحريري. وفي هذا السياق، فإن كثراً ممن كانوا مفاتيح انتخابية للتيار، صاروا أكثر ميلاً لدعم لائحة «بيروت تواجه».
و«الصيد الأسمن» الذي نجح السنيورة في استقطابه هو النائب السابق سليم دياب الذي بدأ يتحرك بفعالية في الأوساط البيروتية دعماً للائحة «بيروت تواجه»، علماً بأنه لا يزال يحظى بعلاقات متينة مع القواعد الشعبية ويمتلك شبكة علاقات واسعة في بيروت يمكن أن يجيّرها لمصلحة اللائحة. كما بدأ السنيورة التحرك على خط نافذين ورجال أعمال مقربين من الحريري، والتأكيد لهم أن خوضه المعركة في بيروت هو «مشروع مؤقت لئلا يستبيح حزب الله المدينة، في انتظار عودة الحريري».
وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن مساعي السنيورة استهدفت أخيراً أحد المقاولين الكبار المعروفين بقربهم من الحريري، إلا أن الرجل لم يكُن متحمساً لرئيس الحكومة السابق وطروحاته.
السنيورة يتحرّك بأريحيّة أكبر في بيروت ويستقطب سليم دياب
كذلك يعمل السنيورة على فتح خطوط مع معظم المرشحين السنّة، حتى أولئك الذين لن «يهضموا» دوره ويتمسكون بـ«الوفاء» للرئيس الحريري، ولو بالمواقف. قنوات السنيورة المفتوحة من فوق الطاولة وتحتها، هدفها واضح، وفق ما يردّد مطّلعون، مشيرين إلى أنه يطمح إلى رعاية كتلة نيابية تضمّ النواب الذين خرجوا من رحم تيار المستقبل كـ(محمد القرعاوي ومحمد سليمان ووليد البعريني وهادي حبيش) تحفظ نفوذه في حال أفول نجم الحريري تماماً، وتشكّل مع القوات اللبنانية والشخصيات السنّية الأخرى كالنائب فؤاد مخزومي ونبيل بدر في حال فوزه، «بيضة قبان» المجلس الجديد، وتكون مهمتها رفض التسويات التي يمكن أن تعقدها القوى السياسية، بالتماهي مع الموقف السعودي إذا ما قرّر رعاية السنيورة، على أن تكون الخطوة الأولى عدم انتخاب نبيه بري لرئاسة مجلس النواب والامتناع عن إعطاء الثقة للحكومة المقبلة.
"البناء": نصرالله يجمع فرنجيّة وباسيل: صفحة جديدة بين الحلفاء بعيداً عن المصالح الانتخابيّة
طغى الإفطار الذي أقامه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وجمع كلاً من رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل، على سواه من الأحداث بما فيها الأنشطة التي نظمت إعلامياً بصورة مبرمجة للاحتفال بعودة السفير السعودي. وجاءت تعليقات فرنجية وباسيل على لقائهما تعد بفتح صفحة جديدة قائمة على المصارحة والسعي للتعاون بعيداً عن المصالح الانتخابية، بينما قالت مصادر قيادية في قوى الثامن من آذار، إن مبادرة السيد نصرالله أزالت لغماً كبيراً من طريق توحيد صف القوى الحليفة للمقاومة، متوقعة المزيد من المبادرات المشابهة لتنقية العلاقات بين الحلفاء من الشوائب، خصوصاً أن احتمالات فوز حلفاء المقاومة معها بالأغلبية النيابية، وسيكون معيباً بحق هؤلاء الحلفاء أن يعجزوا عن التصرف مرة أخرى كأغلبية، بعدما قالت السنوات الثلاث الماضية ما يكفي عن حجم الفشل الذي يحمله التفكك والتشتت، وحجم الضرر الذي سيقع على كاهل المواطنين نتيجة غياب خطة عمل حكوميّة تحملها الأغلبية لأي حكومة مقبلة بعد الانتخابات.
غداة عودة سفراء الدول الخليجية الى بيروت في ظل أجواء دبلوماسية تشير الى صيغة لبنانية – خليجية حيال كيفية إعادة العلاقات الى طبيعتها، يقيم السفير السعودي وليد البخاري مأدبة إفطار اليوم على شرف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورؤساء الحكومات السابقين. وكان ميقاتي تلقى اتصالاً من البخاري، العائد الى بيروت، هنأه فيه بحلول شهر رمضان وثمّن السفير السعودي «جهود رئيس الحكومة في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب واعادة العلاقات اللبنانية -السعودية الى طبيعتها». وكان الاتصال مناسبة «لتأكيد عمق علاقات لبنان العربية وتقدير الرئيس ميقاتي للخطوة الخليجية والسعودية بشكل خاص بعودة السفراء الى لبنان كمقدمة لاستعادة هذه العلاقات عافيتها كاملة». كما تم «الاتفاق على استكمال العمل الأخوي الإيجابي لأجل لبنان وعروبته».
واستقبل ميقاتي سفير الكويت عبد العال القناعي في دارته. وجرى عرض العلاقات اللبنانية – الكويتية والعلاقات اللبنانية – الخليجية. وتلقى الرئيس ميقاتي اتصالاً من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح جرى خلاله عرض للأوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الإيجابية التي سجلت أخيرًا.
وقال وزير خارجية الكويت خلال اتّصال، إن «دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق وأمنه واستعادة عافيته»، مؤكداً أن «الكويت لن تدخر أي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد». وتابع: «إن عزم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على استعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية عافيتها ومثابرته على تبديد ما اعتراها من شوائب هو أمر مقدّر ويعبّر عن ايمان وطيد بعمق لبنان العربي».
ومساء أمس، لبى مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان دعوة البخاري إلى مأدبة الإفطار الأولى بعد عودته الى لبنان. وقال دريان بعد لقاء البخاري: «نتمنى بقاء العلاقات اللبنانية العربية في أعلى مستوى وكلنا نحافظ على العلاقة الطيبة مع الدول العربية والسعودية بشكل خاص وبفضل جهود البخاري أعتقد أننا لن نمر بأزمة ثانية».
وفي وقت سابق بحث البخاري في مقر إقامته في اليرزة مع وكيل الأمين العام المنسِّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانَّا فرونتسكا في مجمل التطورات السياسية وسبل التنسيق والتعاون المشترك.
واعتبرت اوساط سياسية لـ«البناء» ان عودة البخاري من شأنها ان تعيد خلط الاوراق الانتخابية لا سيما في دائرة بيروت الثانية، مرجحة ان يدفع البخاري الى دعم لائحة الرئيس السنيورة في وجه لائحة الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، ومردّ ذلك عدم إخلاء الساحة البيروتيّة للحزب. واعتبرت المصادر أن السفارة السعودية سوف تبدأ بتقديم ما يُعرف بالمساعدات الانسانية الى اللبنانيين.
وفي خطوة يعتبرها الحزب بالغة الأهمية عشية الانتخابات النيابية على صعيد تهدئة الأجواء بين الحلفاء جمع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على مائدة إفطار. وأكد فرنجية، أن اللقاء مع باسيل «جاء في سياقه الطبيعي وبمعزل عن أي تحالف انتخابي كما بات واضحاً وأردناه علنياً، لأننا نعتمد معكم الشفافية والوضوح. وكان هناك حديث عن فتح صفحة جديدة وإمكانية استتباع اللقاء بجلسات تنسيقية». وأكد أنه «لا بديل للحوار ولتوحيد الجهود في مرحلة دقيقة وحساسة دولياً وإقليمياً وداخلياً». ويزور فرنجية في 15 الحالي روسيا، حيث يلتقي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وعدداً من المسؤولين الروس ويتناول معهم ملفات المنطقة والأزمات اللبنانية عشية الاستحقاق الانتخابي، مع الاشارة الى ان فرنجية زار في الأسابيع الماضية فرنسا والتقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وبحسب مصادر مطلعة لـ«البناء» فإن لقاء حارة حريك هو لقاء كسر الجليد بين باسيل وفرنجية من دون أن يعني صفاء النيات، مشيرة الى ان الاجتماع تطرّق الى ملفات إقليمية ودولية ومحلية ولم يتطرّق الى ملف الانتخابات الرئاسية، معتبرة أن الحزب يهدف الى اعادة وصل ما انقطع بين حلفائه خاصة أن مرحلة ما بعد الانتخابات تفرض عليه ذلك لا سيما في ما خصّ الحكومة والرئاسة والاتفاق على الملفات العالقة بعيداً عن المناكفات.
"اللواء": عودة العرب تعزّز الإنفراج.. وتعثّر في ترميم التحالفات الإنتخابية
تحفل الأيام القليلة في بحر الأسبوع الطالع، الفاصلة عن عطلة عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، بتكثيف الحراك الانتخابي، مع بلورة اللوائح وتعزيز التحالفات، نظراً لما يتوقع أن تسفر عنه الانتخابات المقبلة بعد شهر وأيام خمسة فقط، لجهة تحديد وضعية لبنان بين سائر وضعيات تتغير في الشرق الأوسط، بصرف النظر عن حجم التغيرات المرتقبة، والأجندات المرتبطة بتلك النتائج، التي من الممكن بعد الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي أن تنقل البلد من ضفة الانهيار إلى ضفة التعافي والاستقرار، ضمن خطة انتقالية، بدءاً من حزيران المقبل.
وعلمت «اللواء» ان ثمة تعثراً في ترميم التحالفات سواء في جبهة 8 آذار، عبر وساطة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بين حليفيه المسيحيين، سليمان فرنجية وجبران باسيل، من دون التوصل إلى تفاهم على المجريات الراهنة والمقبلة (راجع ص3).
وفي ما خص التحالف الانتخابي بين «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي في البقاع الغربي، فقد كشف النائب وائل ابو فاعور انه لم يتم التوصل إلى تفاهم، وتقرر فصل هذا الملف عن سائر ملفات التحالف في جبل لبنان.
ويتوجه النائب فرنجية إلى موسكو في الايام القليلة المقبلة، بناء لدعوة تلقاها من القيادة الروسية، في اطار الاتصالات الدولية الجارية، وانطلاقاً من أن روسيا هي لاعب اساسي في المنطقة، انطلاقاً من وجودها الفاعل في سوريا، وتأثيرها في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي ما خص متابعة التفاهمات التي جرت مع صندوق النقد الدولي، وضع مشروع قانون الكابيتال كونترول على طاولة اللجان النيابية المشتركة في جلستها بعد غد الاربعاء قبل احالته على الهيئة العامة للتصويت عليه، وإقراره.
وكانت عطلة نهاية الاسبوع حافلة بالتطورات التي شغلت الساحة لا سيما عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان، واعلان قوى اساسية كالتيار الوطني الحر وتحالف الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية عن لوائحهم الانتخابية في مهرجانات تخللتها خطابات عالية السقف السياسي. إضافة الى اللقاء المفاجيء بين رئيسي التيار الوطني الحر جبران باسيل وتيار المردة سليمان فرنجية الى مائدة افطار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي كرّس حسب معلومات «اللواء» المصالحة بين الطرفين والتوافق على التعاون والتنسيق لمواجهة المرحلة المقبلة.
وعلى الصعيد الرسمي، يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية الخميس المقبل، لكن لم يتحدد بعد ما اذا كانت ستعقد في القصر الجمهوري او السراي الكبير، وفي أي ساعة.
حراك سعودي كويتي
فقد تلقى الرئيس نجيب ميقاتي إتصالا امس، من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، جرى في خلاله عرض الاوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الايجابية التي سجلت أخيرا.
وفي خلال الاتصال قال وزير خارجية الكويت: إن دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق الحبيب وأمنه واستعادة عافيته» . وشدد على «ان الروابط التي تجمع الكويت ولبنان بشكل خاص هي روابط متينة جدا تزداد رسوخا مع الايام». وأكد « ان الكويت لن تدخر اي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد» .
وقال: إن عزم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على استعادة العلاقات اللبنانية- الخليجية عافيتها ومثابرته على تبديد ما اعتراها من شوائب هو أمر مقدّر ويعبّر عن ايمان وطيد بعمق لبنان العربي.
وشكر ميقاتي الكويت،أميرا وحكومة على وقوفها الدائم الى جانب لبنان، ومساعيها وجهودها لعودة العلاقات اللبنانية - الخليجية الى صفائها وحيويتها» . وقال: إن هذه الجهود يقدرها جميع اللبنانيين، وهي ستبقى على الدوام محطة مضيئة في تاريخ علاقات لبنان والكويت.
وزار السفير الكويتي عبد العال القناعي عصر امس، الرئيس ميقاتي في دارته، وجرى عرض العلاقات اللبنانية - الكويتية والعلاقات اللبنانية- الخليجية.
وكان السفير الكويتي قد أعلن في أول موقف له بعد وصوله الى بيروت، وعلى هامش زيارته مركز سرطان الأطفال، أنّ «جلّ ما تريده الكويت من لبنان ان يكون لبنانياً في عروبته وسياسته»، مشيراً الى «وضع تصور بين القيادات في الخليج ولبنان حول كيفية اعادة العلاقات الى طبيعتها»، مشدداً على أنّ «الانتخابات شأن لبناني، والكويت تثق بما سمعته من وعود» .
وكان ميقاتي قد تلقّى اتصالاً من سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، العائد الى بيروت، هنأه فيه بحلول شهر رمضان المبارك، ووجه اليه الدعوة الى حفل افطار يقيمه في دار السفارة.
وحسب المعلومات الرسمية، فقد «ثمّن السفير جهود رئيس الحكومة في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب واعادة العلاقات اللبنانية - السعودية الى طبيعتها. وكان الاتصال مناسبة لتأكيد عمق علاقات لبنان العربية وتقدير الرئيس ميقاتي للخطوة الخليجية والسعودية بشكل خاص بعودة السفراء الى لبنان كمقدمة لاستعادة هذه العلاقات عافيتها كاملة . كما تم الاتفاق على استكمال العمل الاخوي الايجابي لاجل لبنان وعروبته».
إفطارات السفير بخاري
وبدأت الافطارات الرمضانية التي يقيمها سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، باستضافة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على مأدبة إفطار في دارته في اليرزة، على ان تليها افطارات اخرى باستضافة الرئيس نجيب ميقاتي ورؤساء الجمهورية والحكومات السابقين وسفراء عرب وأجانب في اطار تأكيد طي صفحة المرحلة العابرة التي كانت اشبه بغيمة ضيف عابرة.
وفي اول نشاط له بعد عودته اقام بخاري مأدبة افطار حضرها إلى جانب المفتي مفتو المناطق وعدد من رجال الدين.
واعرب دريان عن امله في بقاء العلاقات اللبنانية العربية في اعلى المستويات، مؤكداً انه بفضل السفير بخاري «لن نمر بأزمة ثانية»، مشدداً على العلاقات الطيبة مع الدول العربية والسعودية بشكل خاص.
والتقى السفير بخاري في اليرزة وكيل الامين العام المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، واعلنت السفارة السعودية عبر «تويتر» انه جرى خلال اللقاء البحث في مجمل التطورات السياسية وسبل التنسيق والتعاون المشترك.
وحسب معلومات «اللواء» فان السفير البخاري سيقيم افطارات عدة بدءا من اليوم الاثنين، وقد وجهت الدعوة لافطار اليوم اضافة إلى ميقاتي، إلى الرئيس تمام سلام وشخصيات اخرى ورؤساء الجمهوريات والحكومة ومجلس النواب السابقين.
"الجمهورية": ميقاتي لتعجيل الإصلاحات لملاقاة "الصـندوق"
يُنتظر ان يكون هذا الاسبوع اسبوع تثبيت علاقات لبنان العربية، بعد التطور المتمثل بعودة سفراء دول الخليج العربي تباعاً الى بيروت، وسيصل اليوم السفير القطري، ويُنتظر ان يكون هناك لقاء قريب بين السفير السعودي وليد البخاري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي كان له لقاء امس مع السفير الكويتي عبد العال القناعي. وربما تُتوّج هذه التحركات بزيارة عربية لرئيس الحكومة في وقت لاحق. وفي موازاة هذا التحرّك لتثبيت العلاقات اللبنانية ـ العربية، يُنتظر ان تنطلق الحكومة هذا الاسبوع، بدءاً من جلستها الخميس، في إعداد مشاريع القوانين الإصلاحية التي يستعجلها صندوق النقد الدولي لبدء تمويل لبنان على أساسها، وذلك في ضوء الاتفاق المبدئي الذي تمّ الاسبوع الماضي بينه وبين الحكومة، على ان تُحال هذه القوانين سريعاً الى مجلس النواب لدرسها وإقرارها، خصوصا انّ المجلس ستكون له جلسة تشريعية خلال هذا الشهر.
أكّدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ جلسة نيابية عامة ستُعقد بين عيدي الفصح والفطر لإقرار بعض القوانين الملحّة، مثل مشروعي قانوني «الكابيتال كونترول» والموازنة العامة، بغية إعطاء إشارة لصندوق النقد الدولي حول جدّية الدولة اللبنانية في بدء تنفيذ الإصلاحات التي تمّ الاتفاق عليها معه ضمن الاتفاق المبدئي. ولفتت المصادر، إلى أنّ هذه الجلسة قد تكون الأخيرة قبل الانتخابات النيابية المقبلة، مشدّدة على اهمية ان يتمّ خلالها إقرار «الكابيتال كونترول» ومشروع الموازنة الضروريين، لأنّه قد يتعذّر تشكيل حكومة جديدة سريعاً بعد الانتخابات المقبلة، وبالتالي فإنّ الشلل سيصيب الدولة حتى إشعار آخر.
عنوانان
وكان عنوانان بارزان تصدّرا المشهد السياسي في عطلة نهاية الاسبوع، على رغم الحماوة الانتخابية التي ارتفعت وتيرتها في الأيام الأخيرة: العنوان الأول عودة السفيرين السعودي والكويتي وليد البخاري وعبدالعال القناعي، وما ترمز إليه هذه العودة من أبعاد عشية الانتخابات النيابية. والعنوان الثاني مبادرة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى جمع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية على مائدة افطار رمضانية في زمن الصومين المسيحي والاسلامي.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ المملكة العربية السعودية ربطت عودتها إلى لبنان بثلاث نقاط أساسية:
ـ النقطة الأولى، تشديد الرياض على انّ قرار العودة الديبلوماسية إلى لبنان جاء استجابة لمناشدات ونداءات قوى وشخصيات لبنانية معتدلة، ونقطة ارتكاز هذه المناشدات التمييز بين الأكثرية الحاكمة التي أساءت إلى علاقة لبنان مع الدول الخليجية بتحويله منصّة لاستهداف هذه الدول، وبين الشعب اللبناني الذي يُنشد أفضل العلاقات مع الدول الخليجية التي وقفت إلى جانب لبنان واللبنانيين في كل الظروف والأوقات، والهدف من التمييز بين السلطة والناس مدّ الشعب اللبناني في سياسة صمود من أجل ان يجتاز عتبة الانتخابات النيابية في 15 أيار ويتمكّن من إنتاج أكثرية جديدة تعيد مدّ جسور علاقاتها الخارجية، وتحديداً مع السعودية والدول الخليجية.
ـ النقطة الثانية، ارتكزت على تعهُّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمسّ المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، والاتصال الذي أجراه البخاري بميقاتي وهنأه فيه بحلول شهر رمضان المبارك ووجّه اليه الدعوة الى إفطار يقيمه في دار السفارة، يؤكّد علاقة الثقة التي باتت تجمع بين رئيس الحكومة والمملكة، خصوصاً انّ السفيرالسعودي أصرّ على تظهير تثمينه «لجهود رئيس الحكومة في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب وإعادة العلاقات اللبنانية-السعودية الى طبيعتها». ومن الواضح انّ ميقاتي سيتشدّد بما التزم به من أجل ترسيخ الثقة بشخصه ودوره من جهة، ولأنّ أي تقاعس يعني العودة إلى النقطة الصفر وما دونها من جهة أخرى.
ـ النقطة الثالثة، ترتبط بحرص المملكة على «أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي، متمثلةً بمؤسساتها وأجهزتها الوطنية»، ما يعني انّ الرياض لن تتهاون مع محاولات فصل لبنان عن عمقه العربي، وانّ عودتها تشكّل رسالة مزدوجة: رسالة إلى اللبنانيين بأنّها لن تتخلّى عنهم، ورسالة إلى طهران بأنّها لن تسمح بسلخ لبنان عن محيطه.
ورأت المصادر المطلعة نفسها، انّ «من الصعوبة بمكان عدم الربط بين العودة الخليجية والانتخابات النيابية، لأنّه كان في استطاعة المملكة العربية السعودية ان تؤخِّر قرار عودتها إلى ما بعد هذه الانتخابات، اي بعد نحو شهر من اليوم، ولكنها تقصّدت توقيت هذه العودة قبل الانتخابات في رسالة إلى اللبنانيين مفادها انّ العودة كانت من أجلهم، وانّ الرهان يبقى عليهم من أجل إنتاج أكثرية جديدة تعيد تصحيح علاقات لبنان مع الدول الخليجية وتعيده شكلاً ومضموناً إلى حاضنته العربية».
ميقاتي والصباح
وفي هذا السياق، تلقّى ميقاتي اتصالاً من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، عرضا خلاله للأوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الإيجابية التي سُجّلت أخيراً.
وخلال الاتصال، قال الصباح: «إنّ دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق الحبيب وأمنه واستعادة عافيته». وشدّد على أنّ «الروابط التي تجمع الكويت ولبنان بشكل خاص هي روابط متينة جداً، تزداد رسوخاً مع الايام». وأكّد انّ «الكويت لن تدخر اي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد». وقال: «إنّ عزم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على استعادة العلاقات اللبنانية - الخليجية عافيتها، ومثابرته على تبديد ما اعتراها من شوائب، هو أمر مقدّر ويعبّر عن ايمان وطيد بعمق لبنان العربي».
ومن جهته ميقاتي، كرّر الشكر للكويت أميراً وحكومة على «وقوفها الدائم الى جانب لبنان، ومساعيها وجهودها لعودة العلاقات اللبنانية - الخليجية الى صفائها وحيويتها». وقال: «إنّ هذه الجهود يقدّرها جميع اللبنانيين، وهي ستبقى على الدوام محطة مضيئة في تاريخ علاقات لبنان والكويت».
وكان ميقاتي إستقبل القناعي في دارته أمس، وجرى عرض للعلاقات اللبنانية- الكويتية والعلاقات اللبنانية- الخليجية. وتلقّى اتصالا من السفير بخاري الذي هنأه فيه بحلول شهر رمضان المبارك، ودعاه الى افطار يقيمه في دار السفارة. مثمناً «جهوده في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب وإعادة العلاقات اللبنانية - السعودية الى طبيعتها». وافادت معلومات رسمية، انّه تخلل الاتصال «تأكيد عمق علاقات لبنان العربية وتقدير الرئيس ميقاتي للخطوة الخليجية والسعودية خصوصاً بعودة السفراء الى لبنان، مقدّمة لاستعادة هذه العلاقات عافيتها كاملة». وتمّ «الاتفاق على استكمال العمل الاخوي الإيجابي لاجل لبنان وعروبته».
وقد استهل البخاري الإفطارات الرمضانية التي يعتزم اقامتها في دار السفارة في اليرزة بإفطار اقامه غروب امس على شرف مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان والمفتيين.
وعلمت «الجمهورية»، انّ السفير السعودي سيزور المفتي دريان في دار الفتوى اليوم، وسيكون له موقف من منبر الدار، في بداية تحرك محدود لا يبدو انّه سيشمل كل المواقع والمؤسسات الرسمية في وقت قريب.
وفي جدول اعمال السفير البخاري، افطار على شرف رئيس الحكومة اليوم قد يحضره رؤساء جمهورية وحكومات سابقون ووزراء ونواب وشخصيات سياسية وحزبية. على أن تتبعه مجموعة من الإفطارات التي اختير ضيوفها بدقة.