لبنان
السيد نصرالله: معركتنا في الإنتخابات المقبلة إنجاح حلفائنا لحماية المقاومة.. وباب الترشيحات يقفل ليتجاوز الـ 1000
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي القاها في لقاء داخلي لكوادر الحزب، إذ اعتبر فيها أن معركة الحزب في الإنتخابات هي معركة حلفائنا وسنعمل ما في وسعنا من أجل إنجاحهم، مضيفًا أن وجودنا في الحكومة والمجلس ضرورة لحماية المقاومة حتى ولو كنا في حكومة فيها خصوم ورئيس خصم، وحتى لو تعرّضنا لاتهامات بوجودنا مع فاسدين.
كما تناولت الصحف ملف حسم السير نحو الإنتخابات الذي لم يعد ثمة ما يعطله، ومع إقفال باب الترشيحات منتصف ليل أمس، تجاوزت الترشيحات الألف مرشح، يفتح الباب لتشكيل اللوائح والتحالفات الانتخابية، وكان الأبرز في ملف الترشيحات إعلان الرئيس فؤاد السنيورة حسم أمر ترشيحه سلباً لصالح العزوف استجابة لتحذيرات الرئيس سعد الحريري، بينما جاءت عودة النائب السابق طلال المرعبي للترشح بدلاً من ابنه.
"الأخبار": نصر الله: معركتنا إنجاح حلفائنا
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي تناولت كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي اعتبر فيها أن «معركتنا في الانتخابات المقبلة هي معركة حلفائنا... وسنعمل لمرشحي حلفائنا كما نعمل لمرشحينا». وفي لقاء داخلي لكوادر الحزب، دام نحو ساعتين ونصف ساعة، تحدث نصر الله عن «الأسباب الموجبة لدخولنا الانتخابات النيابية عام 1992 وفي الحكومة عام 2005، وهي دائماً حماية المقاومة».
وشدد نصر الله على أن «التجربة علّمتنا أنه لا يمكن أن نغيب عن أي حكومة في لبنان»، لافتاً إلى أنه أثناء عدوان تموز 2006، «وبسبب الحقد والطعن السياسي والنكد في الحكومة كنا على حافة أن نقوم بما يشبه ٧ أيار في ظل الحرب مع "إسرائيل"". لذلك، فإن «وجودنا في الحكومة والمجلس ضرورة لحماية المقاومة حتى ولو كنا في حكومة فيها خصوم ورئيس خصم، وحتى لو تعرّضنا لاتهامات بوجودنا مع فاسدين». وأكد أن «هدفنا أن نربح ويجب أن نربح لنكون موجودين في كل الاستحقاقات»، لافتاً إلى أن «خصمنا لم يقدم برنامجاً. الكلام فقط عن سلاح المقاومة والاحتلال الإيراني وهيمنة حزب الله على الدولة».
وأكّد نصر الله أن هذه الانتخابات «مفصلية ومن أهم وأخطر المعارك السياسية التي تحدد على ضوء نتائجها بقية المعارك»، مشيراً إلى أن البديل من الانتخابات هو عدم وجود مجلس نيابي. «ولذلك، يجب شحذ الهمم وعدم الاستهتار واعتبار المعركة تحصيل حاصل، والبقاء حذرين حتى إعلان النتائج، والتعاطي بجدية مع الاستحقاق. هذه المعركة أساسية ككل المعارك التي خاضتها المقاومة».
ودعا إلى ضرورة العمل على رفع نسبة التصويت ولو اقتضى الأمر زيارة الناس في المنازل وعدم الاكتفاء باللقاءات العامة. وأضاف إن الهدف «ليس فوز مرشحي الحزب، بل بلوغ حواصل لتعزيز وضع حلفائنا في جبيل وكسروان والشوف وعاليه وفي كل الدوائر. نريد أن ينجح كل الحلفاء معنا لأن المعركة اليوم ليست ضد الحزب فقط، بل لأخذ حصص من الحلفاء، لذلك العمل يجب أن يكون للحلفاء كما نعمل لأنفسنا. علينا أن ننجح كل نوابنا وكل حلفائنا. وحتى لو كان هناك مرشح عليه نقاط هدفنا أن ننجحه». ولم يتطرق إلى اللوائح الانتخابية، مكتفياً بالإشارة إلى أنه في دائرة بيروت الثانية «حزب الله سيخوض المعركة مع أمل والتيار الوطني الحر فقط». وأكّد «أننا، حتى إشعار آخر، لم نعط وعداً لأيّ حليف بالصوت التفضيلي لأننا بذلك نقطع الطريق على بقية أعضاء اللائحة. ونحن ليس لدينا كلام فوق الطاولة وآخر تحت الطاولة».
انطلاق المعركة على الصوت السني
مع إقفال باب الترشيحات، وتركز الأنظار على أسماء المرشحين عن المقاعد السنية في كل لبنان، أثبتَ سعد الحريري قدرته على إلزام الأنصار بالمقاطعة، وإحراج الحلفاء بالعزوف عن الترشح، تاركاً الجميع في مهبّ معركة تستهدف الحصول على أصوات من تركته. أما المتمردون على قراره فلا يزالون يعانون من صعوبة نسج التحالفات، ما يجعل خريطة المقاعد السنية غير واضحة.
وفيما تنشط ماكينات سياسية حليفة لخصوم الحريري من نفس فريقه السياسي لتركيب تحالفات، تبين أن معظمها سيؤدي إلى تشتت الصوت السني المعارض لحزب الله وحلفائه، يسود الإحباط الطائفة السنية، وسط مؤشرات على تدنّي نسبة المشاركة في الاقتراع، الأمر الذي استدعى مشاورات على صعيد خارجي. إذ كثّف فريق من المكوّنات الأساسية لـ 14 آذار، من الرئيس فؤاد السنيورة إلى سمير جعجع ووليد جنبلاط ومجموعات من المجتمع المدني، اتصالاتهم مع الأميركيين والفرنسيين طالبين دعمهم لإقناع السعودية بالتدخل، منعاً لما يسمونه اجتياح حزب الله للشارع السني.
وقبلَ شهر بالتمام على موعد الانتخابات، يتقدّم صوت إجراء الاستحقاق في 15 أيار المقبل على الهمس باحتمال «تطييره»، ربطاً بالأزمة التي تدفع لبنان في اتجاه الانفجار الاجتماعي والكلام عن عدم حماسة بعض الدول الإقليمية والدولية لانتخابات لن يترتّب عليها حالياً أي تغيير في موازين القوى. لذلك، تحولت وزارة الداخلية قبل ساعات قليلة من إقفال باب الترشيحات منتصف ليل أمس إلى خلية نحل بفعل تهافت المرشحين الراغبين إلى الترشح، والذين بلغَ عددهم لدى إقفال باب الترشيح 1043، بينما وصل عدد المرشحين عام 2018 إلى 976، بينهم 111 مرشحة.
ومع إغلاق باب الترشيحات، ينتقل التركيز إلى توقعات النتائج أو التحالفات التي قد تنشأ. فلبنان الذي يقف على حافة الانتخابات، تتحضر القوى السياسية فيه لخوض معارك وجودية على قاعدة «يا ربّ نفسي» بعدَ أن قلبت التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية الأولويات، فضلاً عن تبدّل خريطة الاهتمام العربي والدولي التي تتصل بمفاوضات فيينا وصولاً إلى انفجار الميدان في شرق أوروبا. كل هذه العوامل مجتمعة، جعلت الجميع من دون استثناء مأزوماً انتخابياً ويواجه صعوبة في هندسة التحالفات. غير أن العامل الرئيسي الداخلي الذي ساهمَ في إرباك القوى السياسية، هو إعلان الحريري قبلَ أشهر قليلة من الاستحقاق النيابي قراره بتعليق عمله السياسي وعزوفه عن المشاركة في الانتخابات، هو وعائلته وكل تياره السياسي، إذ شدد أكثر من بيان وتعميم صدر عن قيادة التيار على أن على كل «الذين يريدون خوض الاستحقاق عدم استخدام اسم التيار أو شعاراته، والتقدم بالاستقالة من المستقبل». انسحاب الحريري أربكَ الجميع، حلفاء وخصوماً، بخاصة أنه تركَ الساحة فارغة من أي بديل للتعاون معه، وهذا الفراغ جعل تركته عرضة للتناتش والتقاسم، ما دفع كل طرف داخل الطائفة وخارجها إلى العمل على أن تكون له حصة فيها.
على ضفة السنة، لا تزال المعلومات متضاربة. صحيح أن باب الترشيحات قد أقفل لكن باب التحالفات لا يزال مفتوحاً وهنا العقدة. وهذه العقدة مرتبطة بعوامل عدة:
أولاً، لا يزال تيار المستقبل، رغمَ انسحابه، موجوداً في العملية الانتخابية، ويدفع باتجاه مقاطعتها سنياً. لكن ذلك لا يعني خروجه من المشهد، ما يحصل حالياً أن الحريري يعمل جاهداً على أن تكون نسبة التصويت السنية في كل المناطق متدنية جداً، بهدف تكريس زعامته وربط السنة بشخصه والقول للداخل والخارج إنه الممثل الوحيد للطائفة. ولأجل هذه المهمة جنّد الحريري الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري ورئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية اللذين التقاهما في الإمارات قبل أيام، لعقد اجتماعات مع شخصيات فاعلة والعائلات.
ثانياً، محاولة قطع الطريق على كل الذين قرروا التمرد على قرار الحريري وشنّ حملات تخوين وتهويل، كما حصل مع الرئيس السنيورة والنائب مصطفى علوش وآخرين أبدوا رغبة في خوض المعركة وعملوا ولا يزالون على دفع الناس إلى صناديق الاقتراع بحجة اجتياح حزب الله للشارع السني، وضرورة مواجهة الاحتلال الإيراني.
ثالثاً، وجود جو من الخيبة والاستياء لدى الجمهور السني من كل الطبقة السياسية، ومن المملكة العربية السعودية، إذ يشعر هذا الجمهور بأنه مهزوم، وأن مقاطعة الانتخابات ستكون عقاباً لكل من تسبب بخروج الحريري من الحياة السياسية، وهذا الشعور هو ما يمنع نسبة كبيرة من التفاعل مع المرشحين السنة.
وعليه، لا تزال اللوائح غير محسومة حتى الآن والجميع يواجه مشاكل في نسج التحالفات. وهذه الصعوبة لا تشمل فريق ما يسمى 14 آذار، بل أيضاً فريق حزب الله وحلفائه الذي لا يبدو من المعطيات المتوافرة حتى الآن، أنه حجز حصة سنية إضافية عن حلفائه المعروفين. ففي بيروت، مثلاً، لم يستطع ثنائي حزب الله وحركة أمل حتى الآن الاتفاق مع أي مرشح سني ليكون على لائحتهما، علماً أن هناك حوالي 10 أسماء يجري التفاوض معها.
"البناء": الترشيحات تجاوزت الـ 1000 مرشح… وطلال المرعبي أبرز المرشحين والسنيورة أبرز المنسحبين
بدورها، صحيفة "البناء"، رأت أنه في لبنان حسم للسير نحو الإنتخابات لم يعد ثمة ما يعطله، ومع إقفال باب الترشيحات منتصف ليل أمس، تجاوزت الترشيحات الألف مرشح، يفتح الباب لتشكيل اللوائح والتحالفات الانتخابية، وكان الأبرز في ملف الترشيحات إعلان الرئيس فؤاد السنيورة حسم أمر ترشيحه سلباً لصالح العزوف استجابة لتحذيرات الرئيس سعد الحريري، بينما جاءت عودة النائب السابق طلال المرعبي للترشح بدلاً من ابنه الذي شغل مقعده على لوائح تيار المستقبل في الدورة السابقة، مدخلا لتشكيل لائحة يترأسها ربما تكون لها حظوظ ترك بصمة في المشهد الانتخابي في عكار، وكان أكبر عدد من المرشحين لحزب واحد قد سجله حزب مواطنون ومواطنات في دولة الذي قدّم 65 ترشيحاً.
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أعلن ترشيحه عن دائرة النبطية ومرجعيون وحاصبيا، وترشيح ستة قوميين عن دوائر بيروت الثانية وبعلبك الهرمل وعكار والبقاع الغربي – راشيا وبعبدا، ودعم ترشيح النائب سليم سعادة ولائحته في دائرة الكورة والبترون وبشري وزغرتا، مؤكداً على «التعامل بجدية كبيرة مع المشهد الانتخابي وفقاً لمقتضيات المصلحة الوطنية التي يجب أن تكون فوق كل المنافع الضيقة والحسابات الصغيرة».
وأعلن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، عن أسماء مرشحي الحزب للانتخابات النيابية في لبنان، خلال لقاء عُقد في قاعة الشهيد خالد علوان ـ البريستول.
والمرشحون هم:
غسان غصن عن دائرة بيروت الثانية.
حسان العاشق عن بعلبك الهرمل ـ دائرة البقاع الثالثة.
أنطوان سلوان عن البقاع الغربي – راشيا، دائرة البقاع الثانية.
جوزيف كسّاب عن بعبدا ـ دائرة جبل لبنان الثالثة.
عبد الباسط عباس عن عكار ـ دائرة الشمال الأولى.
سلفادور مطر عن عكار ـ دائرة الشمال الأولى.
دعم النائب سليم سعادة ولائحته في الكورة ـ دائرة الشمال الثالثة.
أسعد حردان عن مرجعيون حاصبيا ـ دائرة الجنوب الثالثة.
ورأى حردان أن «ما نشهده من توتير وشحن عشية الانتخابات، هو انعكاس للهجمة الخارجية على لبنان. وليس خافياً أن بعض الأطراف الداخليّة تتماهى عن قصد أو غير قصد مع أجندات القوى الخارجيّة، وتنخرط في معركتها للقضاء على عناصر قوة لبنان بهدف إعادته إلى مربع الضعف والهوان»، واعتبر أن «الانتخابات النيابية المقبلة فضلاً عن كونها استحقاقاً دستورياً، فهي محطة مهمة وأساسيّة تستوجب حشد كل الطاقات لتثبيت هوية لبنان وانتمائه القوميّ، والتعامل بجدّية كبيرة مع المشهد الانتخابي وفقاً لمقتضيات المصلحة الوطنية التي يجب أن تكون فوق كل المنافع الضيّقة والحسابات الصغيرة».
وأكد حردان «تمسّكنا بالقواعد الضامنة للتفاهمات مع الحلفاء، وبأننا سنخوض الانتخابات النيابية، في أطار تحالفاتنا مع القوى التي نلتقي وإياها في المواقف على تحصين لبنان وتثبيت معادلة الشعب والجيش والمقاومة».
وأكد حردان على التالي:
إن كل كلام تحريضيّ يستهدف المقاومة وسلاحها، يصب في خدمة أعداء لبنان والمتربّصين به تقسيماً وتفتيتاً، لذا، نؤكد التمسك بحقنا في المقاومة لتحرير أرضنا التي لا تزال تحت الاحتلال وبالمعادلة الردعيّة بوجه العدوانية الصهيونية، والتشبث بحق لبنان في ثرواته وموارده في المياه والنفط والغاز، والقيام بكل ما تقتضيه حماية السيادة الوطنية.
تعزيز ثقافة المقاومة والتشدّد بتطبيق القانون ضد كل من يرتكب جرم العمالة للعدو الصهيوني، والتشهير بالمطبّعين ومرتكبي الجرائم المنصوص عنها في قانون «مقاطعة العدو الإسرائيلي» والتشدد في تطبيق العقوبات عليهم.
ولفتت مصادر قوميّة لـ»البناء» الى أن تحالفات الحزب ثابتة مع الثنائي أمل وحزب الله ومع تيار المردة في مختلف المناطق اللبنانيّة، ولم يتم تحديد التحالفات مع التيار الوطني الحر حتى الساعة والمشاورات مستمرة، لكن التحالف سيكون بعد الاتفاق مع التيار في دوائر عكار والمتن الشمالي وبعبدا والشوف وعاليه أما في البقاع الغربي فسيكون حسب التركيبة. وهذا مرتبط بنتيجة المشاورات». في المقابل لفتت أوساط التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن «بعد حسم الترشيحات فإن المشاورات انطلقت لصياغة التحالفات الانتخابية مع مختلف القوى والمحسوم التحالف مع حزب الله، ومع حركة أمل في الدوائر المشتركة باستثناء بعض التباينات في دوائر معينة، ومع الحزب السوري القومي الاجتماعي في دوائر معينة، ولم تحسم التحالفات مع بقية القوى السياسية وتحتاج الى مزيد من الوقت والدراسة مع الأخذ بعين الاعتبار المستجدات والأحداث التي قد تحصل خلال الشهرين الفاصلين عن الانتخابات».
وبعد إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عزوفه عن الترشح للانتخابات، أعلن الرئيس فؤاد السنيورة عزوفه عن الترشح أمس، ما يعني خروج نادي رؤساء الحكومات السابقين من المشهد النيابي ما سيترك فراغاً هائلاً على الساحة السنية وخلط الأوراق الانتخابية، ما يفتح الباب على احتمالات عدة في التحالفات والنتائج. وقال السنيورة في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه: «عزوفي ليس من باب المقاطعة بل على العكس لإفساح المجال أمام طاقات جديدة وسأكون معنياً بالاستحقاق بشكل كامل وأعلن نفسي منخرطاً في الانتخابات لآخر أبعادها دون ترشّح». وأضاف: «أدعو للمشاركة في الانتخابات لكي لا يُتاح للوصوليين تعبئة الفراغ».
ولفتت مصادر «البناء» الى أن السنيورة اتخذ هذا القرار بعد رسالة تهديد تلقاها من الرئيس سعد الحريري بأن الأخير سيصدر بياناً تصعيدياً ضد السنيورة في حال ترشحه وسيدعو جمهور تيار المستقبل الى عدم المشاركة في الانتخابات وعدم الاستجابة لدعوات السنيورة للتصويت له وللوائحه. وكشفت المصادر أن السنيورة فضل عدم الصدام مع الجمهور المستقبلي والسني عموماً ما يستفيد منه حلفاء حزب الله السنة، وبالتالي سيدعم السنيورة مرشحين ضمن لوائح في دوائر عدة والعمل على تأليف كتلة نيابية سنية يترأسها هو يستخدمها في المواجهة مع حزب الله في مجلسي النواب والوزراء، ولذلك سيخوض السنيورة الانتخابات تحت عنوان سلاح حزب الله ودوره الإقليميّ ووضع قرار الحرب والسلم بيد الدولة وتطبيق القرارات الدوليّة، وذلك لحشد الناخبين السنّة للتصويت ضد حزب الله لصالح اللوائح المدعومة من السنيورة».
وانتهت منتصف ليل أمس المهلة المُحدّدة لتقديم طلبات الترشيح، إذ تمّ تسجيل ٨٧٥ مرشحًا حتى بعد ظهر أمس، من بينهم١٣٠ مرشحًا قدّموا طلباتهم. وأفيد أن الاتحاد الأوروبي قدّم ١٧٧٠ عازلاً للاقتراع، كما حصل لبنان على 7 آلاف علبة حبر سرّي مقدّمة أيضاً عبر هبة دوليّة وأصبحت موجودة في مستودعات وزارة الداخلية.
في المقابل أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي العمل «على تأمين الكهرباء خلال عملية الاقتراع حتى إغلاق المحضر في آخر اليوم»، مضيفاً في مؤتمر صحافي عقده في الوزارة «هناك ٧٠٠٠ قلم اقتراع في لبنان وسنعاود الاجتماع بعد عشرة أيام لمعرفة الطلبات والانتخابات ستحصل في موعدها». وأوضح وزير الداخليّة أنّه يتمّ العمل على «مُعالجة كلّ الأمور المتعلقة بالمديرية العامة للأحوال الشخصية ضمن الإمكانات لتأمين الهويات وإخراجات القيد وتأمين حاجات المُقترعين». كاشفاً عن «صدور مرسوم يقضي بالسماح للبعثات في الخارج بتجديد جوازات السفر ببدل قدره 200 ألف ليرة فقط للانتخابات».
وأشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى أن «مؤسسات الأميركي في لبنان تدمّرت خلال سعيه لتحقيق هدفه في تدمير مؤسسات حزب الله، وهو يعلم أن جماعته لا تقدر على التحمّل فيما بقيت مؤسسات حزب الله». وأكد رعد، خلال لقاء سياسي في بلدة الشرقية، أن «الأميركي حاول الضغط بلقمة العيش لكن جماعته هي التي بحاجة لمن يدفع لها المساعدات، أمّا نحن فتكفلنا بمساعدة بعضنا البعض»، مشدداً على «أنّ المقاومة ملتزمة بأهلها شرعًا وأخلاقًا وإنسانيًا». ولفت الى أن «المقاومة لا تقدر أن تقوم مكان الدولة بخدمتهم وببناء المشاريع اللازمة لهم، لأنّ كلفتها كبيرة جدًا، لكن المقاومة تقدر على الأقل أن تكون إلى جانبهم لتساعدهم وتغلق الثغرات الموجودة، وتعمل على رفع معنوياتهم، وتجعلهم قادرين على أن يصمدوا لأطول أمد حتى يكملوا المشوار مع بعضهم».
وشدد رعد على أن «التطبيع مشروعٌ يُريده الأميركي لمصلحة «إسرائيل»، ويريد من كل المنطقة العربيّة أن تعترف بها، وتصالحها لتصبح «إسرائيل» كياناً شرعياً رغم أنّها محتلة لفلسطين بالقوّة، وأن نتعاطى معها وكأنّ شيئًا لم يكن، ولينسى المسلمون تاريخ فلسطين ومقدّساتها، وهذا العنوان الكبير للمعركة الانتخابية القائمة الآن».
وعشية جلسة عادية لمجلس الوزراء في السراي الحكومي، أشار مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور سعادة الشامي أن «المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تسير في الاتجاه الصحيح وأحرزت تقدماً مهماً حتى الآن، وإن لم تصل الى خواتيمها بعد»، ولفت الى أن «هناك اجتماعات متواصلة ويومية مع الصندوق، ويخيم على المفاوضات الطابع التقني المحترف، كما يدخل النقاش في صلب الإصلاحات الماكرو – اقتصادية والبنيوية المطلوبة لوضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي والمالي».
وفيما لاحظت مصادر اقتصادية أن المواد الغذائية الاساسية تفقد تدريجياً من الأسواق لا سيما الطحين والزيت الذي ازداد الطلب عليه بشكل كبير مع ارتفاع أسعارها وتحوّلها الى سوق سوداء، أكد رئيس تجمع أصحاب المطاحن أحمد حطيط «أنّ التعاون قائم والاتصالات مستمرة بيننا وبين وزارة الاقتصاد، وهناك اجتماعات متواصلة للجنة الوزارية المعنية في السرايا الحكومية، والهدف الأساسي هو تسريع آلية الدفع من مصرف لبنان من أجل تسهيل تفريغ البواخر الموجودة في المياه اللبنانية، وبذلك يصبح المخزون لدينا كافياً لنحو شهر ونصف الشهر».
وفي اتصال مع «البناء» أشار حطيط إلى «أنّ وزير الاقتصاد أمين سلام يتواصل مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لحلّ مسألة التأخير في الدفع، التي تسبّب لنا الكثير من المشاكل، خاصة أنّ تأخير تفريغ البواخر لا يؤدّي فقط إلى نقص المخزون، بل يكبّد المستوردين المزيد من التكاليف التي نحن بغنى عنها في هذه الفترة الصعبة»، ولفت حطيط إلى أنّ المساعي القائمة لتعزيز كميات القمح تتركز مع الجانبين الألماني والفرنسي من أجل تعويض النقص الذي سيطرأ لأنّ الاستيراد من أوكرانيا توقف بطبيعة الحال».
"النهار": 1043 مرشحاً والسنيورة يدير المعركة "عازفاً"
أما صحيفة "النهار"، اشارت اعتبرت أنه اذا كانت مراحل الاستحقاق الانتخابي النيابي قطعت شوطا بارزا مع اقفال باب الترشيحات منتصف الليل الفائت، لتبدأ مرحلة تسجيل اللوائح التي تفرض إكمال التحالفات في مهلة تنتهي في الرابع من نيسان، فان كل هذا المعترك لا يحجب المأساة غير المسبوقة حتى في عز الحروب التي يعيشها اللبنانيون وخصوصا في المناطق الجبلية والنائية بلا دعم ولا سند ولا معونة. ذلك ان العاصفة القطبية التي تضرب لبنان منذ أسبوع والمستمرة على ما يبدو لايام مقبلة بعد هي عاصفة استثنائية بكل المعايير الطبيعية وتخرج عن الاطار التقليدي لـ"آذار الهدار". ولكن مأساة اللبنانيين حيال هذه العاصفة لا تقتصر على تلقي عصف طبيعي حاد ومسرف في الصقيع، بل في الافتقار غير المسبوق الى ادنى معايير التدفئة وادنى معايير الحماية في ظل انعدام التيار الكهربائي والصعوبات الكبيرة في الحصول على مادة المازوت في ظل استشراء غلاء المادة. بذلك شكلت العاصفة اخر الاختبارات الحاسمة لدولة كارثية بكل معايير انهيار مقومات الحماية البديهية التي يفترض ان توفرها الدولة لابنائها والمقيمين على أرض لبنان. وسواء باستحقاق انتخابي يمكن ان تختبئ وراءه الدولة ام من دونه تنكشف هذه الدولة مرة أخرى واكثر من أي وقت مضى عن فشلها المحتوم في كل شيء حتى في تأمين الحد الأدنى من موجبات ابعاد الناس عن عراء أسوأ العواصف التي جعلت لبنان يرتجف كما لم يحصل مرة في تاريخه الحديث.
اما على الصعيد الانتخابي فبرز الحدث الأساسي المتمثل بتداعيات اكمال الرئيس فؤاد السنيورة "رباعية" عزوف رؤساء الحكومة الحالي والسابقين تباعا تمام سلام وسعد الحريري ونجيب ميقاتي عن الترشح للانتخابات النيابية بما يضاعف صورة التعقيدات التي تحوط بالساحة السنية تحديدا مع بدء اعلان التحالفات الأساسية في الدوائر ذات الأكثرية السنية. ولكن حركة السنيورة حملت تطورا بارزا تمثل باقران اعلان عزوفه بالتشديد على دعوة المواطنين الى الانخراط في الاقتراع نازعا عنه أي اتجاه للمقاطعة، ولو ان صورة عزوف رباعي رؤساء الحكومات عن الترشح تكفي في ذاتها لبلورة واقع استثنائي سيرخي بأثقاله على مجمل المشهد الانتخابي والسباق او التسابق على اقتناص المقاعد السنية في مختلف المناطق.
وشدد السنيورة في المؤتمر الصحافي الذي عقده لاعلان موقفه على ان "عزوفي ليس من باب المقاطعة بل على العكس لافساح المجال أمام طاقات جديدة وسأكون معنياً بالاستحقاق بشكل كامل وأعلن نفسي منخرطاً في الانتخابات لآخر أبعادها دون ترشّح". ودعا الى المشاركة في الانتخابات "لكي لا يُتاح للوصوليين تعبئة الفراغ. فلبنان يحتاج في هذه الفترة الى كل الجهود الخيرة لإنقاذه عبر التقيد المثابر والملتزم بمصالح اللبنانيين الحقيقية، وأيضا بواجب العمل على استعادة الدور والسلطة الحصرية للدولة اللبنانية على كامل أراضيها ومرافقها. وكذلك عبر ممارسة الاحترام والالتزام الكامل بتطبيق الإصلاحات كما جاء في المؤتمر الصحافي الذي عقدته بتاريخ 23 شباط الماضي". وقال"هذه مسيرة الشهيد رفيق الحريري والتي سار فيها الرئيس سعد الحريري وهي مسيرة مستمرة وأنا واحد منها ، والتي يجب أن يستكملها الجمهور الوطني اللبناني ونحن منهم، والتي سيكون الرئيس سعد الحريري في مقدمهم عندما يقرر العودة إلى دوره الطبيعي بإذن الله. أنا مستمر في هذه المسيرة كمواطن مسؤول، يعمل لكل لبنان، بدءا من عاصمته بيروت وانطلاقا باتجاه كل لبنان، ويضع نفسه في خدمته وخدمتها، ولا يكون ساعيا لمنصب أو موقع".
وقد علمت "النهار " ان السنيورة في اطار ترجمة موقفه يضع اللمسات الأخيرة على لائحة شبه مكتملة ستعلن خلال أيام في دائرة بيروت الثانية. كما انه ينسق مع الرئيس ميقاتي لاعلان لائحة أخرى في طرابلس والمنية والضنية، كما يواصل التنسيق في شأن لائحة ثالثة في صيدا ومرشح سني في الشوف ومرشح سني في البقاع الأوسط .
وفي سياق عزوف شخصيات مستقلة عن الترشح برز اعلان الوزير السابق زياد بارود عزوفه عن الترشح.
اقفال الترشيحات
اما المفارقة الانتخابية اللافتة إجرائياً فحملها في الساعات الاخيرة تقارب كبير بين عدد المرشحين للانتخابات النيابية في دورة 2022 المقبلة وعدد المرشحين في الدورة السابقة عام 2018 . ذلك انه في الدورة السابقة قبل اربع سنوات اقفل باب الترشيحات منتصف ليل 6 آذار 2018 على 976 مرشحا بينهم 111 امرأة . أما عدد المرشحين هذه السنة فتجاوز العدد السابق ببضع عشرات في الساعات الأخيرة من المهلة . وأعلنت وزارة الداخلية بعد اقفال باب الترشيح عند منتصف الليل ان عدد المرشحين المسجلين قد بلغ 1043 مرشحا من بينهم 155 مرشحة وعقد وزير الداخلية بسام مولوي مؤتمرا صحافيا اعلن فيه الحصيلة وأكد جاهزية الوزارة لاجراء الانتخابات.
وسط هذه الاجواء، سجلت زيارة قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى عين التين حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي التقى ايضا عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل ابو فاعور والوزير السابق غازي العريضي.
وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط غرد عبر "تويتر" كاتبا "في هذه الازمة الخانقة الاجتماعية والاقتصادية التي يمر فيها لبنان نحصد اليوم ثمن التخلي للدول العربية عنا نتيجة التصريحات الهميونية والعبثية لكبار القادة تجاه الخليج . فهل سيأتينا المدد من الشرق العظيم عبر قوافل من القمح والوقود والزعفران وما شابه كما وعدونا".
الأمن الغذائي والكهرباء
في غضون ذلك، برزت على الصعيد المعيشي مطالبة الرئيس ميقاتي للأمم المتحدة بدعم لبنان غذائيا وفي مواجهة تحديات وجود النازحين السوريين وفي برنامج مكافحة الفساد واسترجاع الاموال العامة. واجتمع ميقاتي امس مع نائبة الامين العام للأمم المتحدة أمينة محمد في حضورالمنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الانسانية نجاة رشدي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والامينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا" رولا دشتي. وطلب ميقاتي من المسؤولة الأممية نائبة "دعم لبنان في ملف الأمن الغذائي، وفق مخطط الامم المتحدة لمواجهة تداعيات الحرب في اوكرانيا على الدول كافة وخصوصا دول المنطقة بما فيها لبنان". كما طلب من الامم المتحدة "دعم لبنان لمواجهة التحديات المتعددة الناتجة عن وجود النازحين السوريين في لبنان".
وفيما تفاقمت تداعيات ازمة التعتيم وفقدان التيار الكهربائي على نحو كارثي في الفترة الأخيرة، برز تحرك جديد للسفيرة الأميركية دوروثي شيا في شأن مشروع استجرار الطاقة الى لبنان من مصر والأردن عبر سوريا فاجتمعت لهذه الغاية مع وزير الطاقة وليد فياض لمراجعة المراحل التي تقطعها هذه العملية. وتعمدت السفيرة بعد اللقاء الإعراب عن "شعورها بالتشجيع عندما أسمع عن التقدم المستمر في صفقات الطاقة الإقليمية هذه، إنها عملية طويلة ومعقدة، وأود فقط أن أحث الناس على عدم تصديق الرافضين الذين يجعلونك تعتقد أنه ليس هناك تقدم".
وقالت: "راجعت للتو بعض الوثائق الطويلة والعقود، التي تتطلب ساعات من المراجعة الشاقة من قبل المحامين من عدة أطراف، وأقدّر حقاً النصائح التي تلقاها الوزير وفريقه من البنك الدولي لأنهم يقومون بمراجعة أفضل الممارسات في الساحة الدولية بشأن مثل هذه الترتيبات، ونعتمد على مشورتهم الجيدة للغاية سواء تعلق الأمر بمواضيع مثل الخطة الشاملة التي أعطى مجلس الوزراء موافقته الأولية عليها قبل بضعة أسابيع، ونتطلع إلى استمرار التقدم في ذلك، إن كان لناحية هيكلة التعرفة، والترتيبات الأخرى للتأكد من أن قطاع الكهرباء، سيتم تشغيله بأكبر قدر ممكن من الكفاءة بحيث يمكن للمستخدمين والمستهلكين وأنتم اللبنانيين، ومستشفياتكم، ومؤسساتكم الأخرى الاستفادة من كهرباء مستدامة. هذا الامر ليس سهلاً، لا سيما في الوقت الحالي، نظرًا لكل التعقيدات الأخرى في العالم والاضطرابات التي حدثت في أسواق الطاقة العالمية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وهو أمر مؤسف لأسباب أخرى". ونوّهت شيا بـ "الاتصالات الجارية بين الوزير ونظرائه وأصحاب المصلحة الآخرين في هذا الإطار؛ إنها مستمرة ومنتجة وإيجابية، ونتطلع إلى نتيجة ناجحة".
إقرأ المزيد في: لبنان
27/11/2024