لبنان
السفير الروسي في بيروت: نأسف لبيان الخارجية اللبنانية
أسف السفير الروسي في بيروت، ألكسندر روداكوف، لبيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي جاء منافياً لمبدأ سياسة النأي بالنفس أولاً، واتخذ موقفاً غير محايد بين أطراف الصراع ثانياً، ولم يراعِ المصالح المشتركة والعلاقات الثنائية العميقة والطويلة بين روسيا ولبنان.
وإذ أعرب عن ظنه بأن لا يؤثر هذا البيان كثيراً على العلاقات الثنائية بين البلدين، لفت إلى أنه "في الأيام الصعبة نعرف من معنا ومن ضدنا".
موقف روداكوف جاء خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الروسية ببيروت، الأحد، حيث أكد أن بلاده ليست في حرب بأوكرنيا، بل هي أمام عملية خاصة لها أهدافها، وهي تتلخّص بـ:
- حماية المواطنين الروس الذين تم استهدافهم من قبل الجيش الاوكراني بأوامر من حكومة كييف.
- منع استخدام البنى التحتية الاوكرانية لتنفيذ تهديدات تستهدف روسيا من قبل الناتو، الذي بات ينتشر على مقربة كبيرة من الحدود الروسية بما في ذلك نشر منظومات صاروخية وغيرها من الاسلحة الدقيقة.
- حماية الأمن القومي لروسيا، وهو حق لكل دولة منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.
وشدد على أن روسيا دولة عظمى تنشد السلام والأمن في العالم ولا تخضع للتهديدات الغربية المبتذلة، ولذلك فإنّ هذه العملية لا تستهدف الشعب الاوكراني الذي يرتبط بالشعب الروسي بعلاقات تاريخية متداخلة مبنية على الاحترام والمحبة والسلام.
واستهل السفير الروسي كلامه بالترحيب بالإعلاميين في سفارة دولة روسيا الاتحادية التي لطالما كانت ملتقى للتعاون الوثيق بين روسيا ولبنان في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والاجتماعية والتعليمية والثقافية.
وقال "أمام الاحداث الكبيرة التي تجري بين روسيا وحكومة كييف أحببت أن نلتقي لنوضّح بعض النقاط الاساسية:
أولاً : إنّ دولة روسيا الاتحادية لا تنتهج سياسة عدائية تجاه اوكرانيا أو تجاه شراكائنا الامريكيين أو الاوروبيين بل هي تمارس حقها المنصوص عليه في ميثاق الامم المتحدة الذي يؤكد على حق كل دولة حماية شعبها وأمنها القومي.
لقد طالبت موسكو مراراً وتكراراً بضرورة تنفيذ إتفاقيات مينسك الموقع عليها من قبل روسيا واوكرانيا والمانيا وفرنسا، حيث تنصّ بشكل واضح على عدم السماح لأي دولة أجنبية استخدام الاراضي لتشكيل تهديد للدولة المجاورة، وعلى ضرورة مراعاة أحكام وخصوصية جمهورتي دونتيسك ولوغانسك.. لكنّ حكومة كييف ومعها حلف الناتو يتجاهلون تماماً حقوق مواطنين روس يعيشون في هاتين الجمهورتين، ويتجاهلون حق موسكو في حماية حدودها وأمنها القومي.
ثانياً : عدم التجاوب مع الضمانات الامنية:
أمام هذا الواقع المتزايد ولا سيما تصعيد الناتو وتكثيف العلاقة مع حكومة كييف وخاصة المناورات العسكرية، حيث أجري 7 مناورات في العام 2021، ومن المتوقع ارتفاعها في العام الحالي قدّمت موسكو في كانون الاول عام 2021 مسودّة مقترحات مكتوبة الى الخارجية الامريكية، لكنها لم تجب عليها بل أصرّت على دفع المواقف نحو التصعيد واللغة الاستفزازية على الرغم من دعوة موسكو مراراً للحوار وتغليب اللغة الدبلوماسية، إلا أنهم كانوا يتسارعون إلى تقديم عروض الدعم العسكري لحكومة كييف.