لبنان
حملة لمقاطعة البضائع الأمريكية ردًا على السياسات السلطوية لواشنطن ودعمًا للإنتاج الوطني
لا تنحصر أهمية مواجهة المشاريع الأمريكية عسكريًا أو فكريًا بفئة معيّنة، فالشعوب تلجأ أحيانًا الى سلاح مقاطعة البضائع التي تصنّعها الولايات المتحدة للوقوف مقابل السياسات السلطوية التي تمارسها واشنطن بحقّ آلاف الأبرياء في العالم.
من هنا جاءت فكرة "حملة مقاطعة البضائع الأمريكية" التي أطلقتها مجموعة من الناشطين اللبنانيين. هؤلاء أعلنوا أن الحملة تهدف إلى تشجيع الجمهور على الاستفادة من المنتجات المحلية بالدرجة الأولى، ودعم المنتج الوطني كبديل للسلع الأمريكية التي تقوم مقام الأسلحة في الحرب الشاملة والمتنوعة الأشكال التي تخوضها الإدارة الأمريكية ضد المجتمع".
وأشار القيّمون على الحملة الى أن الحملة ستعمل على تعريف الجمهور على البديل المحلي الأكثر فائدة والأقل ضررًا والمناسب من حيث السعر، وتعريفه على فوائد الدورة الاقتصادية الناتجة عن استهلاك المنتج المحلي.
وتابع القيمون: "رأينا أن الشعوب العربية التي دفعت أثمانًا باهظة للتدخلات الأمريكية وسياساتها العدوانية، وخصوصًا في المرحلة الممتدة من العام 2011 حتى اليوم، صار لزامًا عليها أن تتحرّك وتقوم بخطوة ما في سياق المواجهة ورفع الظلم والعدوان"، وأضافوا: "رأينا أن الشق الاقتصادي من العدوان الممارس أمريكيًا علينا كشعوب عربية ومسلمة، لا يقل خطورة عن العدوان العسكري والسياسي، ووجدنا أنا مواجهته لا تتطلب الجهد الكبير، خصوصًا إذا ما توفّرت الأرضية المناسبة والتوجيه الصحيح، وهنا يأتي دورنا كـ "حملة مقاطعة البضائع الأمريكية".
وأكدوا أن "هناك خيارات واسعة يمكن تقديمها كبدائل، وهذه الخيارات تبدأ من المنتج الوطني المحلي، ثم المنتج العربي، وأخيرًا المنتج البديل الأنسب من الدول الحليفة والصديقة أو على الأقل الحيادية".
وأوضح القيمون أن نقطة الحيادية تعني مدى تأثير اقتصاد هذه الدولة في دعم العدو الصهيوني ومدى التزامها سياسيًا في حماية هذا العدو.
وقالوا: "هناك شركات وطنية كبرى قد تكون وكيلة لإحدى المنتجات الأمريكية، لهذا فإن المقاطعة لن تكون شاملة أو عمياء بل سنعتمد أسلوب "المقاطعة الذكية" المتدرجة من المنتج بحد ذاته وصولًا إلى الشركة بشكل عام".
وبخصوص خلفية الحملة وأفرادها، أكد القيمون أنهم "خليط من ألوان الطيف العربي والمسلم، فمثلًا هناك حملات في عدة دول عربية وإسلامية يجري التحضير لها، ويتكوّن افرادها من جميع الفئات والثقافات الموجودة في هذا البلد أو ذاك، من إسلاميين إلى يساريين إلى مسيحيين وعرب وأكراد وغير ذلك من قوميات وثقافات وديانات تحفل بها منطقتنا".
ولفتوا الى أن "الناشطين في الحملة سيكونون على تماس مباشر مع الشباب وكافة شرائح المجتمع، وبخلاف الحملات السابقة سيكون عملهم بالإضافة الى الإعلام والفضاء الافتراضي أيضًا مع الجمهور على الأرض من خلال الاحتكاك بصغار التجّار والدكاكين وصولًا إلى كبار المستوردين والمصدّرين، وفي المدارس والجامعات من خلال مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنشطة ذات الصلة بالهدف الرئيسي".
وأكد القيّمون على الحملة في الختام امتلاكهم لخطة متكاملة سيسعون للعمل على تنفيذها.