معركة أولي البأس

لبنان

التعيينات تثير البلبلة في مجلس الوزراء..ورفض لبناني لعرض هوكشتاين
11/02/2022

التعيينات تثير البلبلة في مجلس الوزراء..ورفض لبناني لعرض هوكشتاين

ركزت الصحف اللبنانية اليوم على ملفات عدة شائكة كان في مقدمتها ملف التعيينات التي تمت من خارج جدول الأعمال في مجلس الوزراء، وكذلك ملف ترسيم الحدود البحرية.

"الأخبار": عون: لا مجال لاتفاق يقود الى التطبيع

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار" إنه "لا حقل مشتركاً بين لبنان وإسرائيل، ولا تقاسم للعائدات المالية أو غيرها من أشكال التطبيع التي جرى تداولها في السابق. المطّلعون على الأجواء الحقيقية لآخر ما حمله كبير مستشاري الرئيس الأميركي لأمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين يشيرون إلى حسم ما سبق، ويضيفون إن الحقل الحدودي هو حقل لبنانيّ وفق ما خلص إليه هوكشتاين، مع جيب يتبع لهذا الحقل في المياه الإقليمية الخاصة بفلسطين المحتلة".

وتؤكّد المصادر أن الحقل لا يعدّ مشتركاً، ومن غير المطروح تقسيمه إلى حقلين، وأن «الوسيط الأميركي» يركّز على قيام شركة «توتال» المسؤولة عن التنقيب في الحقل اللبناني باستكمال عملها في الحقل كله، مع اتفاقية جانبية بينها وبين شركات النفط العاملة في إسرائيل بخصوص الكمية المستخرجة من الجهة الإسرائيلية من الحدود، من دون أن تكون للدولة اللبنانية علاقة مباشرة بالأمر. 
ولفتت الى ان "هذا في ما يخص التقاسم المفترض للثروة الخاصة بالحقل المتنازع عليه، وهو كان يمثّل حيزاً كبيراً من الأزمة العالقة بين يدَي المفاوض، أما الحيّز الأكبر من الأزمة فيرتبط بترسيم الحدود، حيث كثرت الروايات والتسريبات والتكهنات والتخوين، من دون تعليق مباشر من القصر الجمهوري، فيما يروي المقربون من رئيس الجمهورية الآتي:

بعد العقوبات على رئيس حزب التيار الوطني الحر جبران باسيل، انتقل مدير مكتبه في وزارة الخارجية هادي الهاشم الذي كان مكلفاً التنسيق بين رئاسة الجمهورية والمفاوض الأميركي إلى الكويت، حيث عين قائماً بأعمال السفير، فيما كلف عون الوزير السابق الياس أبوصعب تولي التنسيق مع المفاوض الأميركي. وقد أرسل أبوصعب رسالة نصية إلى السفيرة الأميركية دوروثي شيا لإعلامها بالأمر ودعوتها إلى زيارته في منزله في حال رغبت باستكمال العمل على الملف. وهكذا حصل. دور أبوصعب لا يرتبط بمضمون المفاوضات التي يتولاها الوفد اللبناني الرسمي المكلف بهذا الموضوع، بل تولي التنسيق مع الجانب الأميركي بشأن موعد المفاوضات في حال التأخر مثلاً، ومتابعة استكمالها في حال تعثرها كما حصل أكثر من مرة أيضاً، مع العلم بأن المفاوضات كانت قد توقفت رسمياً بعيد تقديم الوفد المفاوض خطاً حدوديّاً فاجأ الإسرائيليين والأميركيين على السواء، بتجاوز «خط هوف» وكل ما جاء في اتفاقية الإطار. 

ولفتوا إلى أنه مع زيارة دايفيد هيل للبنان، بدأ البحث معه في ما يمكن فعله لمواصلة التفاوض، في ظل رغبة رئاسية بحصول الترسيم من دون أيّ مس بحقوق لبنان، وفي ظل اقتناع الرئيس برغبة جهات مختلفة، داخلية وخارجية، بإبقاء الثروة اللبنانية مدفونة تحت الرمل البحري، كما هو حاصل منذ عقود، رغم الأزمة الاقتصادية، لحصر الحلول الإنقاذية بخيارات أخرى. هنا، عاد هيل ليقترح جلسة تفاوضية أولى يعرض فيها الوفد اللبناني وجهة نظره، تعقبها جلسة ثانية يقترح فيها الوسيط الأميركي العودة في التفاوض إلى النقطة الصفر. لكن الأمور وصلت في الجولة الأولى إلى حائط مسدود.

نقلت السفيرة الأميركية إلى أبوصعب موعداً مقترحاً لزيارة الوفد المفاوض إلى بيروت، فطلب وقتاً للحصول على جواب بشأن هذا الاقتراح. لكن السفيرة الأميركية أبلغته أنها تواصلت مع الوفد اللبناني المفاوض أو قيادة الجيش وحصلت على تأكيدات بإمكانية ذلك. ومع استغراب أبوصعب الأمر، دعاها إلى التأكد فجزمت له بأن لديها تأكيدات رسمية بأن الوفد اللبناني المفاوض وافق على عقد جلسة تفاوضية شكلية أولى، تتبعها جلسة ثانية في اليوم التالي تعود إلى النقطة الصفر. على هذا الأساس، أتى الوفد الأميركي إلى لبنان، وبدأ اليوم الأول كما كان متفقاً عليه، قبل أن يبلغ الفريق اللبناني الوفد الأميركي بأنه لن يعود إلى النقطة الصفر في اليوم التالي كما كان الأميركيون يعتقدون، وهو ما تسبّب بإحراج كبير للسفيرة التي كانت قد أكدت لإدارتها الاتفاق مع قيادة الجيش، وأرسلت لأكثر من شخص ما مفاده أنها سئمت من الكذب عليها.

وأشاروا إلى أنه مع تغيّر الإدارة الأميركية وحصول الانتخابات الإسرائيلية والتناقضات اللبنانية، تراكم التأخر حتى جمد الملف بالكامل، قبل أن يعيّن رئيس جديد للفريق الأميركي المفاوض، فتحت علاقته بإسرائيل الباب واسعاً أمام حملة لبنانية كبيرة وجدية. ومع زيارة هوكشتاين لبنان، بادر فوراً إلى عقد اجتماع علنيّ في مقهى في مكان عام مع رئيس الوفد اللبناني المفاوض، ليوصل رسالة واضحة وعلنية بهذا الخصوص. وهنا بدأت التناقضات الكثيرة تظهر بين ما يقوله مقربون من قيادة الجيش حول الحقوق اللبنانية والخط 29، وما ينقله مقربون من رئاسة الجمهورية عن الأميركيين حول ما يتبلّغونه من قيادة الجيش، مع وجود تسجيلات صوتية ورسائل هاتفية توثق تأكيد الوفد اللبناني المفاوض بأن الخط 29 هو خط تفاوضي وليس ثابتاً. 

ولفتوا إلى أنه في وقت قالت فيه إسرائيل إن حدود لبنان هي الخط 1، قال الوفد اللبناني إن حدود لبنان هي الخط 29، ويمكن البدء بالتفاوض من هنا، ولا شيء نهائيّ. هذا ما أكدته رسائل شاركها الأميركيون مع أفرقاء لبنانيين معنيين بملف ترسيم الحدود. وهو ما ضاعف حيرة رئاسة الجمهورية التي اعتمدت موقفاً واحداً في السر والعلن لجهة التفاوض بشأن تحديد الحدود، فيما تُشنّ عليها حملة تخوين شعواء ممن يزايدون في العلن ويتنازلون في السر. في النتيجة، أطال الوسيط الأميركي الغياب قبل أن يعود إلى حيث كانت عليه الأمور قبل إضاعة كل هذا الوقت، مع موافقة الوفد اللبنانيّ المفاوض، وتأكيد قيادة الجيش أنها مع ما تقرره السلطة السياسية، مع العلم بأن الوسيط الأميركي كان قد سمع كلاماً واضحاً من وزير الخارجية عبد الله بوحبيب في زيارة سابقة، بأن الاتفاق الجدي يحصل مع الرؤساء الثلاثة، وهم وحدهم من يضمنون له عدم إضاعة الوقت، وأن عليه توفير جهوده بهذا الخصوص بحياكة اتفاق مع الرئاسات الثلاث.

وتؤكد معلومات «الأخبار» كل ما سبق ذكره بشأن الجزء المتعلق بهوية الحقل وكيف سيتم تقاسم عائداته، أما في ما خص الخط الحدودي فتؤكد المعلومات أن لا عودة إلى «خط هوف»، فيما الخط 23 تحصيل حاصل، ويتركز المسعى اليوم على التقدم نحو الخط 24 أو 25، لكن ليس 29، من دون أن يكون هناك أي اتفاق نهائي بهذا الشأن.

يذكر أن هوكشتاين مرّ بعاصمة أوروبية في طريقه إلى بيروت، في وقت كان فيه رئيس حزب التيار الوطني الحر جبران باسيل في العاصمة نفسها، كما غادر بيروت إلى الإمارات العربية المتحدة من مطار بيروت في وقت كان فيه باسيل في المطار في طريقه إلى الدوحة أيضاً، من دون وجود ما يؤكد أو ينفي حصول لقاء بين الرجلين.

"البناء": أزمة رئاسيّة تفجّرها التعيينات… و«الثنائيّ» يعترض… ووزير المال لن يوقّع

من جهتها، صحيفة "البناء" قالت إن التعيينات التي صدرت مع قرارات مجلس الوزراء لمناصب مفوض الحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار وأمين عام المجلس الأعلى للدفاع وأحد أعضاء المجلس العسكري، فجرت أزمة رئاسية بعدما اعتبرها رئيس مجلس النواب خرقاً للشروط التي تمت وفقها عودة وزراء حركة أمل وحزب الله الى الحكومة، وحصرها بالقضايا المتصلة بالشؤون الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية. 

وقالت مصادر مقربة من وزراء الثنائي إنها فوجئت بما جرى وإنه جرى استغلال الفوضى التي رافقت انتهاء مجلس الوزراء لتمرير القرارات واعتبارها منتهية. وقالت المصادر إن الامر سيترك انعكاسات سلبيّة على تعامل الثنائي مع جداول أعمال مجلس الوزراء، والقضايا المطروحة من خارج جدول الأعمال، كما أضافت أن وزير المال لن يوقع على مراسيم التعيين، فيبقى كل شيء معلقاً لحين قيام تفاهمات تطال كل القضايا العالقة، ومنها ترقيات خريجي دورة الـ 94 من الضباط.

واضافت الصحيفة انه "على ضفة إيجابية معاكسة لمناخ التوتر"، اشارت مصادر على صلة بملف التفاوض على ترسيم الحدود البحرية إلى أن الموقف اللبناني الواحد برفض عرض الاستثمار المشترك الذي حمله المبعوث الأميركي الخاص بترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين، والذي توّجه كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بإعلان الرفض القاطع لكل عرض يتضمن شبهة تطبيع. وتضيف المصادر أن هوكشتاين حمل عرضاً جديداً يستبعد الشراكة الاستثمارية وخط هوف والخط 29 معا. ويقول إن التفاوض سيجري على قاعدة ضمان شمال الخط 23 للبنان، والدخول بمفاوضات تفصيلية خارج الخطوط للحقول الممتدة بين الخطين 23 و29، مع إيحاء غير نهائيّ بفرضية التسليم بملكية حقل قانا للبنان مقابل التسليم بتبعية حقل كاريش لفلسطين المحتلة. وقالت المصادر إن تشاوراً رئاسياً بدأ ويفترض ان يستكمل بين الرؤساء لبلورة جواب موحد، مع مناخات منفتحة على العرض كأساس تفاوضيّ، والتركيز على اعتبار الدعوة لجولة تفاوضية جديدة أساسا لأي موقف عملي.

وقالت الصحيفة إنه على الصعيدين المالي والاقتصادي، أقرت الموازنة في جلسة مجلس الوزراء، وينتظر أن يتم تحويلها إلى مجلس النواب الذي سيناقش الموازنة يومي 21 و22 الحالي، وبرز بعد نهاية جلسة مجلس الوزراء كلام لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فهم منه بوضوح أن الحكومة ذاهبة لرفع الأكلاف على اللبنانيين، سواء عبر فرض تسعير الدولار الجمركي على سعر المنصة اي العشرين ألف ليرة حالياً، وجعل التسعير شهرياً على هذا الأساس. وفي احتساب فواتير الكهرباء والاتصالات بشر الرئيس ميقاتي بالكلام عن رفع الفواتير، ولم يتحدث عن أية اشارة الى مراعاة أوضاع الطبقات الفقيرة مكتفيا بالحديث عن ضعف موارد الدولة والعجز عن تأمين الكهرباء والاتصالات مجاناً، وتوقعت مصادر مالية أن تشهد الموازنة نقاشاً تفصيلياً لبند الرسوم والجبايات في مجلس النواب وصعوبة نيل هذه البنود في الموازنة موافقة النواب خصوصاً قبيل الانتخابات النيابية.

واشارت "البناء" إلى أنه فيما انشغلت الأوساط السياسية والرسمية بزيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين ومقترحاته للحل، خطفت جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في بعبدا الأضواء لما خرجت به من مقررات، والطريقة التي هُرّبت فيها من خارج جدول الأعمال والتي أثارت اعتراض وزراء ثنائي أمل وحزب الله وامتعاض رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحسب ما أشارت أوساط نيابيّة في كتلة التنمية والتحرير لـ"البناء".

ولفتت الأوساط نفسها إلى أن ما حصل في مجلس الوزراء كهرب الأجواء الحكومية ووتر المناخ التوافقي الذي ترافق في جلسات مجلس الوزراء التي عقدت في السراي الحكومي، لا سيما أنّ بعض البنود طرحت من خارج جدول الأعمال ومن دون علم الكثير من الوزراء ومن ضمنهم وزراء الثنائي»، مشيرة الى أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون حاول تمرير التعيينات وأصرّ عليها أكثر من مرة وجرى استغلال الجلسة لإقرار الموازنة ومشاركة الثنائي فيها لتهريب التعيينات». ولفتت إلى أنّ «الموازنة لم يتمّ التصويت عليها وبعض الوزراء اعتقدوا أنّ الموازنة لم تُنجز في الجلسة اليوم وتفأجأوا بالإعلان عن إنجازها». وأكدت الأوساط أنّ وزير المال يوسف خليل لن يوقع مرسوم التعيينات التي أقرّت في جلسة الأمس.

وفي هذا السياق، أشارت مصادر “الثنائي الشيعي” لقناة “أن بي أن” أنّه “تمّ تمرير التعيينات والموازنة في حالة من الفوضى، ولم يكن هناك من تفاهم مسبق حول التعيينات التي أقرّت من خارج جدول الأعمال”. ولفتت المصادر إلى أنّ “وزير الدفاع موريس سليم طرح التعيينات العسكرية من خارج الجدول، واتفقنا على تأجيلها وتفاجأنا كيف أدرجت بالمقررات”.

وقالت الصحيفة إن أجواء بعبدا ووقائع الجلسة لاقت استياءً بالغاً لدى عين التينة، إذ كشف زوار الرئيس بري، بحسب ما أفادت وسائل اعلام أنّ “بري مستاء جداً من جلسة مجلس الوزراء وما صدر عنها”، وأوضحوا أنّ استياء بري يعود الى أن “وزراء أطلعوه على انّ الموازنة تمّ إقرارها من دون التصويت عليها، كما أنّ التعيينات العسكرية التي تم إقرارها لم تكن مدرجة على جدول الأعمال، كما ان رئيس الجمهورية ميشال عون لم يعلن الأسماء خلال الجلسة”.

وأشار الزوار الى أنه عندما “حشر” الوزير محمد المرتضى الرئيس عون بسؤاله عنها، أجاب الأخير بأنه تمّ ادراجها من خارج جدول الأعمال بناء على طلب وزير الدفاع”.

وكشف الزوار أنّ بري “طاير عقله” مما حصل إذ تمّت هذه التعيينات من دون تعيين نائب رئيس أمن الدولة، إذ أنّ جهاز أمن الدولة لا يمكن أن تستمرّ مهامه من دون توقيع رئيس الجهاز ونائبه. ولفتوا الى أنّ “بري سيطلب من وزير المال يوسف خليل عدم توقيع هذه المراسيم لاعتراضه عليها”.

وكشفت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن ّما حصل في جلسة مجلس الوزراء في بعبدا خدعة سياسية ـ وزارية لتمرير بنود يريدها كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، متهمة عون وميقاتي بتدبير هذه التهريبة بالاتفاق بينهما. مرجحة أن تنعكس جلسة الأمس بشكل سلبي على العلاقة بين بعبدا وعين التينة، وبالتالي سيعلق العمل بمرسوم التعيينات ويتحول الى نقطة خلافية إضافية بين عون وبري على غرار مرسوم الضباط عام 94.

وكان مجلس الوزراء عقد جلسة في بعبدا برئاسة عون وحضور ميقاتي وجميع الوزراء، وأقرّ مشروع قانون موازنة عام 2022، وقرر إحالتها على مجلس النواب.

 وحضر جانباً من الجلسة المدير العام لوزارة المالية بالوكالة جورج معراوي.

 واتخذ المجلس سلسلة قرارات أبرزها: استفادة المتعاقدين على مختلف مسمّياتهم في وزارة التربية والتعليم العالي، من بدل نقل يومي عن 3 أيام أسبوعياً كحدّ أقصى على ألا يقلّ عدد حصص التدريس اليومية عن 3 حصص خلال كل أسبوع، وتمديد العمل بقرار إعطاء المساعدة الاجتماعية التي توازي نصف راتب، على أن تعطى للعاملين الذين يلتزمون الحضور في الدوام الرسمي العادي ابتداء من تاريخه”.

وكلف المجلس الأستاذ زياد نصر القيام بمهام مفوض الحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار بالوكالة، وعيّن العميد محمد المصطفى أميناً عاماً للمجلس الأعلى للدفاع، والعميد بيار صعب عضواً في المجلس العسكري.

وإذ رأت مصادر نيابية أنّ الموازنة بصيغتها الحالية ظالمة ومجحفة بحق المواطنين والقطاعات الوظيفية، لفتت لـ”البناء” الى أن مشروع قانون الموازنة يحتاج لمناقشة دقيقة في مجلس النواب خاصة أنها ستناقش قبل الانتخابات النيابية، مرجّحة صولات وجولات “حامية” خلال مناقشة الموازنة في المجلس، متوقعة إدخال تعديلات على كثير من البنود لا سيما المتعلقة ببند الدولار الجمركي والضرائب الجديدة.

وأثار تمرير الموازنة حملة اعتراض شعبية واسعة ودعوات للنزول الى الشارع للحؤول دون إقرارها في مجلس النواب، لكونها تمس بالشرائح الشعبية الفقيرة وتحملهم أعباء إضافية.

وكان الوسيط الأميركي لترسيم الحدود آموس هوكشتاين تنقل بين المقار الرئاسية وأجرى محادثات مع المسؤولين حول مقترحاته لحلف النزاع على الحدود البحرية. وأشارت المعلومات الى أن هوكشتاين غادر الى “إسرائيل” لوضع حكومة كيان الاحتلال في حصيلة اجتماعاته في بيروت. ويفترض أن يأتي الجواب اللبناني على مقترحاته بعد أسبوعين. وتتحدّث المعلومات عن ضغط دولي وليس فقط أميركي، لإيجاد حل سريع لمسألة ترسيم الحدود.

ولفتت معلومات “البناء” إلى أن زيارة هوكشتاين بمثابة جولة تفاوضية ثانية، واتسمت بالجدية لإيجاد الحلّ أكثر من الزيارات السابقة، كاشفة أنّ هوكشتاين سيعود مرة ثانية الى بيروت لأخذ الإجابات اللبنانية على مقترحاته للبناء على الشيء مقتضاه بما خص استئناف المفاوضات غير المباشرة في الناقورة.

وذكرت “البناء” أن هوكشتاين سمع من الرئيس بري إصراره على رفض خط هوف، وإشارته الى أنه في حال كانت جولة الموفد الأميركي لتهيئة الأمور لعقد اجتماع جديد في الناقورة، فلتبدأ المفاوضات ومن ثم يجري البحث بأية مقترحات للحلّ.

وذكّرت المعلومات بأنّ هوكشتاين تمسك باتفاق الإطار في أول زيارة له الى بيروت، كما لفتت الى أنّ الوسيط الاميركي لم يحمل أيّ جديد بل أعاد طرح مقترحاته الماضية لكن بصيغ أخرى.

ونفى مستشار الرئيس بري الدكتور علي حمدان الإشاعات التي تتحدث عن صفقة أو تنازل أو تسوية من قبل لبنان عن حقوقه البحرية أو عن خطوطه السيادية التي رسمها الجيش والدولة اللبنانية، وكشف أنّ “الرئيس بري في كلّ الاجتماعات والمباحثات السابقة مع كلّ الموفدين لم يفرّط بالحقوق بل نريد الحق اللبناني كاملاً”.

ونفى حمدان علم الرئيس بري بالرسالة التي وجّهتها وزارة الخارجية الى الأمم المتحدة حول ملف الترسيم، وتحدّث حمدان عن ثوابت ومبادئ ينطلق منها الرئيس بري بالتفاوض في هذا الملف، جازماً بأن “لا تنازل عن الحقوق اللبنانيّة وإلا لما استمرت المفاوضات عشر سنوات للتوصل الى اتفاق الإطار”.

على صعيد آخر، أفادت مصادر في تيار المستقبل بأن “لا كلمة لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري في ذكرى 14 شباط، بل في المناسبة سيقوم الأخير بسلسلة اجتماعات مع قيادات التيار الأزرق، من المتوقع أن يحصل خلالها النواب المستقبليون الراغبون بالترشح للانتخابات النيابية على أجوبة من الحريري لحسم ترشحهم”. وذكرت المصادر أن “أي نائب في تيار المستقبل يريد الترشح مجدداً للانتخابات لا يكون تحت غطاء المستقبل ويمنع رفع اسم التيار والحريري بالحملة الانتخابية الخاصة به”.

وأكد نائب رئيس تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش، أنه “حتى الساعة تاريخ عودة الحريري ليس واضحاً”. وأشار علوش، إلى أن مسألة إلقاء الحريري كلمة في الذكرى لا تزال قيد البحث إنما ستكون هناك وقفة رمزيّة، مرجّحاً أنه “إذا تحدّث الحريري فسيكرّر ما قاله سابقاً مع تقديم بعض التوضيحات والتفاصيل المتعلقة بالمرشحين الذين كانوا سابقاً على لوائح تيار المستقبل ويعلنون اليوم ترشحهم”.

"النهار": "تسوية هوكشتاين": تقاسم الحقول لا الخطوط

أما صحيفة "النهار" فقالت إنه "إذا كان اقرار مجلس الوزراء مشروع الموازنة للسنة الحالية وإحالتها على مجلس النواب وضع الحكومة والبرلمان امام اختبار مواجهة واحتواء الاستحقاقات المخيفة ماليا واقتصاديا واجتماعيا بالحدود الدنيا المسلم بها، فان هذه المحطة اكتسبت دلالات إضافية متوهجة لمجيئها على وقع "تسوية هوكشتاين " التي من شأنها ان تنقل مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إلى مقلب مختلف آخر عن الحقبة التفاوضية السابقة. ذلك ان جولة الوسيط الأميركي في هذه المفاوضات آيموس هوكشتاين هذه المرة على الرؤساء الثلاثة ولقاءاته مع وزراء ومسؤولين عسكريين وأمنيين أبرزهم قائد الجيش العماد جوزف عون اتسمت بأهمية لافتة اعترف بطابعها الاستثنائي معظم الذين التقاهم هوكشتاين ولا سيما منهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي". 

واضافت انه "وإذ حرص الوسيط الأميركي على عدم الإفصاح علنا عن طبيعة الاقتراحات التي أبلغها إلى المسؤولين فيما استفاض في الحديث عن التداعيات الهائلة لافتقار لبنان إلى الطاقة والكهرباء كمفتاح أساسي لنهوضه من الانهيار، بدا واضحا ان "النقلة" في المفاوضات كما وردت في الاقتراحات السرية تستند إلى مفهوم تقديم "المصالح" المشتركة في تقاسم الثروات النفطية عبر الحقول النفطية في المناطق المشتركة او في المناطق المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. وترك الوسيط الأميركي امر بت هذا التطور بين ايدي الرؤساء علما انه يرتب مسؤولية أولى تتمثل في توافقهم على موقف موحد ومن ثم الإجابة على الطرح الأميركي والاستيضاحات التي طرحها المسؤولون اللبنانيون على هوكشتاين".

واشارت الى انه "على أهمية هذا التطور الذي يقال انه محدد المهلة لتبلغ الجواب اللبناني لم يطرح في أي شكل في جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا التي انتهت باقرار الموازنة كما شهدت إقرارا ملتبسا لتشكيلات عسكرية اثارت اعتراضا لدى الثنائي الشيعي بعد الجلسة وليس خلال انعقادها".

وأعلن الرئيس ميقاتي بعد الجلسة ان "وزير المال سمى الموازنة موازنة تصحيحية لمرحلة انتقالية، وهي الخطوة الأولى في مسار التصحيح المالي وهناك ورشة حول خطة التعافي الاقتصادي، ومن ثمّ سنناقش حملة سندات اليوروبوندز من أجل الوصول إلى تسوية ومن ثم إعادة هيكلة المصارف". وإذ اشار إلى ان العجز بلغ 7000 مليار ليرة لبنانية في الموازنة قال: ننتظر مناقشتها في مجلس النواب.
وتطرق إلى المواضيع التي نوقشت في الجلسة ومنها الموضوع الاجتماعي الذي اخذ حيزاً كبيراً "اذ قدمنا لدور الرعاية 400 مليار فضلاً عن مساعدات لمتضرري انفجار مرفأ بيروت كما ان اولوياتنا كانت في الدعم الاجتماعي والعمل على صعيد الادارة والموظفين في القطاع العام وسلسلة اجراءات اتخذت منها اعطاء شهر عن كل شهر لموظفي القطاع العام". وقال: “خفضنا الغرامات على التحصيل والانتقال العقاري من 5% إلى 3% واعفينا الضريبة على الفوائد المصرفية إلى جانب القيام بتوازن حول الضرائب والرسوم بناء على سعر الصرف". وأكد ان “المرحلة الصعبة هي ان نستطيع ان نوازن بين سعر الصرف وبين المصروف الذي لدينا وهذا الامر قد يأخذ وقتاً طويلاً وسنوات، ونحن ليس لدينا الرفاهية بل يجب توقيع صندوق النقد الدولي قبل ان نفتح موضوع التمويل الخارجي".

وحول الضرائب قال: "في أول جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة الموازنة قلت أن الموازنة وصلت إلى مجلس الوزراء من وزارة المال لكنها ستصدر باتفاق جميع الوزراء وهناك بعض الرسوم زادت قيمتها ولكن بنسب مقبولة وليست مباشرة على المواطن". وحول ازمة الكهرباء قال: "ما بقى نقدر نعطي كهربا ببلاش وإتصالات ببلاش لإن ما بقى في مصاري، وإذا قال المواطن أموالي في المصارف، سنقول له معك حق بس بدنا نتحمل بعضنا".

وأوضح انه "في الموازنة كان مبلغ 5000 مليار ليرة متواجداً كسلفة للكهرباء ولكن نتيجة البحث مع كل الوزراء تم الاتفاق على ان نعقد الثلثاء المقبل في قصر بعبدا جلسة لمناقشة خطة الكهرباء للاتفاق على الهيئة الناظمة وموضوع التعرفة وموضوع التصويت".

يشار في هذا السياق إلى ان وكالة "رويترز" نقلت عن صندوق النقد الدولي بإنّه "من المقرر أن تنتهي مهمة لبنان هذا الأسبوع، والفريق يعمل عن كثب لمساعدة السلطات على تطوير برامج إصلاح".

صدام التعيينات!
وقالت "النهار" إن جلسة مجلس الوزراء شهدت اول اهتزاز جدي بعد عودة جلساته عقب الخلاف حول موضوع التعيينات اذ كان هناك اتفاق على تعيين زياد نصر ممثلا للحكومة بالوكالة لدى مجلس الإنماء والاعمار اثار وزير الدفاع الشغور في مجلس الدفاع الأعلى فكان اعتراض من وزراء الثنائي الشيعي ان الامر ليس مطروحا على جدول الاعمال فأحال رئيس الحكومة المعترضين على رئيس الجمهورية الذي قرر المضي في الامر من دون تأجيله وهو الامر الذي اعترض عليه وزراء الثنائي الشيعي لكن الرئيس عون أصر عليه وقال ان الامر قد بت وانتهى. وبناء عليه عين العميد محمد مصطفى أميناً عاما للمجلس الأعلى للدفاع والعميد بيار صعب عضوا في المجلس العسكري. وتخوفت مصادر وزارية من ان يعمد وزير المال إلى عدم توقيع مرسوم التعيينات خصوصا ان معلومات سربت ليلا عن استياء كبير لدى الرئيس نبيه بري مما جرى.

وقالت مصادر سياسية إن بلبلة أخرى حصلت في تمرير الموازنة إذ أن وزراء لم يعرفوا أنها أقرت وأنها مرت بلا تصويت، الأمر الذي نفته مصادر وزارية وقالت إن الجلسة استهلت ببحث المساعدات الاجتماعية الموظفين ومطالب الأساتذة المتعاقدين الذين اعتصموا احتجاجا قرب قصر بعبدا.

وحضر الجلسة مدير عام المالية جورج معراوي الذي كان يسجل الزيادات في الاعتمادات على انه لم يتم المس بالرقم الكبير للموازنة. وقالت المصادر إن وزير المال عرض المشروع وأشارت إلى أن عددا من الوزراء كانوا يطالبون بزيادة اعتمادات وزاراتهم. وأثار وزير الأشغال العامة والنقل موضوع انقطاع الكهرباء في مطار بيروت وقال إن المطار بحاجة إلى كهرباء لأربع وعشرين ساعة ولا يجوز هذا الانقطاع، فرد عليه وزير الطاقة وقال من اين سأتي بالكهرباء شارحا لوضع الكهرباء وقائلا إن لا كهرباء في محطات المياه أيضا.

وأفادت المصادر أن التعديلات التي أدخلت على مشروع الموازنة ستخضع للصياغة النهائية، وهناك عملية روتوش بسيط بالتالي، وبعد ذلك أقرت الموازنة.

اقتراحات هوكشتاين

واشارت الصحيفة إلى أنه في غضون ذلك طغت محادثات الوسيط الاميركي لترسيم الحدود آموس هوكشتاين على المشهد الداخلي وسط الانشداد إلى معرفة الموقف اللبناني من طروحاته التي يفترض ان يحدد رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة الموقف الموحد منها في اجتماع ثلاثي خاص او عبر المشاورات المباشرة.

ووفق التقارير والمعطيات المجمعة من مصادر عدد من المسؤولين الذين التقاهم هوكشتاين فان الافكار التي عرضها والتي وصفت بانها تشكل عرضا جديا ومختلفا تلحظ تبدلا لجهة انه يعرض التوصل إلى اتفاق خاص بالثروة النفطية على قاعدة تسوية تلحظ مكاسب عادلة مشتركة وتنازلات مشتركة متقابلة ولا صلة له باي بعد تطبيعي. وقف الحديث عن الخطوط البحرية. هذه الاقتراحات تستبدل التفاوض على معضلة الخطوط بالتركيز على الحقول النفطية فلا تبقى المفاوضات تواجه حائطا مسدودا بين الخط واحد والخط 23 او الخط 29 بل تتركز المفاوضات على الحقول النفطية والاتفاق على الشراكة في تقاسمها. والبحث في الحقول لا يحصر بحقلي قانا وكاريش بل يشمل تحديد كل الحقول في المنطقة المتنازع عليها على ان تتم عملية توزيعها بالاتفاق عبر الوسيط الاميركي كجهة ضامنة للتوزيع العادل ويبحث المقترح مع لبنان بالتفصيل مع تعهد اميركي بممارسة ضغط على اسرائيل للسير بالاقتراح الأميركي.

وذكرت الصحيفة ان أسابيع عدة يتواجد خلالها هوكشتاين في المنطقة قبل ان يتولى ملف أوكرانيا، هي المهلة المتاحة امام المسؤول الأميركي لتبلغ الرد اللبناني الرسمي على الطرح الأميركي، وسط توقعات بأن تكون خلاصة عقد من المفاوضات، ابقت لبنان في المربع الاول، فيما حققت اسرائيل تقدماً كبيراً في مجالي التنقيب والاستخراج.

وقالت إنه قد حرص هوكشتاين علنا على وصف ملف ترسيم الحدود بقوله: "أعتقد أننا في لحظة سد الفجوات للتوصل إلى صفقة". وتمنى توحيد الموقف في لبنان لافتا إلى ان لبنان وحده بين دول المحيط هو عند نقطة الصفر في الطاقة فيما الدول الأخرى تستخرج الغاز والنفط. وعن أزمة الكهرباء في لبنان والاتفاق مع مصر قال هوكشتاين: "أعتقد أننا نحرز تقدمًا جيدًا في الوصول إلى ترتيب مع البنك الدولي وتسهيل تمويل شراء الغاز وآمل أنه في غضون أسابيع يمكننا القيام بذلك".

وأضاف: "العقوبات المفروضة على سوريا لا تزال قائمة، ولا نؤمن بالتطبيع مع نظام الأسد لكن من أجل الحصول على الغاز يجب على مصر أن تمر به من مكان ما وسوريا هي الخيار الوحيد". وقال: “يجب أن نرى شيئًا ناجحًا وتمرير الإصلاحات الضرورية وأن تكون جادة وبعد ذلك يمكننا العمل على توسيع العمل ليشمل صفقة الكهرباء الأردنية وربما إلى زيادة كمية الغاز". ولفت إلى انه "على لبنان أن ينظر إلى الموارد الطبيعية التي يتمتع بها كالرياح والطاقة الشمسية، لكن علينا أن نبدأ من مكان ما والمجتمع الدولي يجتمع لدعم لبنان لكن لبنان بحاجة إلى دعم نفسه أيضا".

الحكومة اللبنانيةالحدود البحرية اللبنانية

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل