لبنان
هل ستتأثر الأسعار بحركة سعر صرف الدولار؟
لم يُترجَم انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة الذي شهدناه في الأيام الماضية في الأسواق التجارية حتى الآن بشكل فعلي، فهل مَن يراقب؟ وهل لمس المواطنون انخفاض الأسعار؟.
الوزير سلام: لن نقبل بأن "يستوطي" أحد حائط الدولة
في هذا السياق، رأى وزير الاقتصاد أمين سلام أن "الإصلاح والتعافي يبدأ من مديرية حماية المستهلك"، مشيرا إلى أن "دورها المهم منوط بإصلاحات تشريعية"، وأضاف: "نرفض وصف هذه المديرية بالعاجزة".
وفي مؤتمر صحفي له اليوم الثلاثاء، قال سلام "لن نقبل بأن يستوطي أحد حائط الدولة"، وتابع : "نحن اليوم بوضع اقتصادي طارئ، يجب أن نأخذ إجراءات استثنائية، وعلى الجميع التعاون".
وتابع: "هناك صعوبات يواجهها الجميع، ومديرية حماية المستهلك تقوم بدورها باللحم الحي والعمل مستمر".
رئيس جمعيّة حماية المستهلك: معضلة الأسعار لا تعتمد على سعر الدولار بل على السياسات الاقتصاديّة
بدوره، رأى رئيس جمعيّة حماية المستهلك الدكتور زهير برو أنّ "معضلة الأسعار لا تعتمد على ارتفاع وهبوط الدولار بل على السياسة الاإقتصاديّة المعتمدة في لبنان منذ زمن والتي أساسها الاحتكار والفساد مع سيطرة الوكالات الحصريّة، وغياب المنافسة".
وفي حديث إذاعي، لفت برّو إلى أنّنا "في لبنان أمام نظام اقتصادي مالي أوصل البلد إلى الانهيار الشامل"، مضيفًا أنّ "الوضع سيبقى كذلك حتى اتخاذ قرارات اقتصاديّة جذريّة لحلّ أساس المشكلة"، وسأل: "أين الاقتصاد الإنتاجي؟ ولماذا حتى اليوم لا يجري الاستثمار بهذه القطاعات الإنتاجيّة؟".
وشدّد على أنّ "أي حلّ جزئي ترقيعي لن يؤدي إلى حل"، معتبرًا أنّ "الحلّ الأساسي اليوم يكون بفتح باب الاستيراد بالكامل والمنافسة والمساهمة بدخول أموال المغتربين، بدلاً من سيطرة الاحتكارات وترك البلد للتجار والمصارف".
ولفت إلى أنّ "حاكم مصرف لبنان يأخذ أموال المودعين ويستنزفها لكسب الوقت فيما توزيع هذه الأموال عليهم يجب أن يكون وفق آليّة محدّدة، خصوصاً أنّ 80 بالمئة من هذه الأموال هو بالعملة الصعبة".
وأكد برّو وجوب الذهاب إلى تثبيت الأسعار، ورأى أنّ "على الأجهزة الرقابيّة جمع المواد الفاسدة بعشرات الأطنان من الأسواق"، وكشف أنّ القضاء لا يُنفّذ محاضر الضبط التي تُنظّم.
رئيس نقابة أصحاب السوبرماركات: آلاف السلع ستنخفض أسعارها
من جهته، أكّد رئيس نقابة أصحاب السوبرماركات نبيل فهد أن "عددًا كبيرًا من السوبرماركات خفض أسعار الحبوب والزيوت التي تسدّد بالدولار النقدي يوم الجمعة الماضي، في حين أن الأصناف التي تردنا من الموردين بالليرة اللبنانية وصلت الى السوبرماركات أمس بأسعار جديدة فشهدت تراجعاً في أسعارها".
وتوقع فهد في حديث صحفي أن "تشهد آلاف السلع انخفاضًا في سعرها، علماً أن سعر صرف الدولار لدى الموردين تفاوت بين 27 و33 ألف ليرة وعلى أساس ذلك تمّ تحديد نسبة تراجع السلع"، مضيفًا "حتى أن بعض السوبرماركات خفّضت الأسعار بنسبة 15% على كل الأصناف ليكون مسار الانخفاض سريعًا".
رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية: "الدولرة" تناسبنا
رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي أكّد أن "الشركات المستوردة قدّمت لوائح أسعار جديدة والتراجعات تراوحت بين 10 و 15 و 20%، وكل شركة حسب نظامها الخاص"، لافتًا الى أن "هبوط سعر صرف الدولار غير مبني على مقوّمات اقتصادية".
وفي حديث صحفي، أبدى بحصلي تخوفه من "فشل عملية لجم انهيار الليرة وعودة الدولار إلى الارتفاع، لأن ذلك ستكون له انعكاسات سلبية قوية على التجار والمستهلكين على حد سواء".
وحول طرح "دولرة" الأسعار بدل التفاوت المستمر في احتساب سعر الصرف لتسعير السلع على أساسه، قال بحصلي: "بالنسبة الى المستوردين إن المنتوجات يتمّ استيرادها بالدولار الأميركي، والدولرة تناسبنا، ولكن هذا القرار يتطلب توافقًا بين وزارة الاقتصاد ومصلحة حماية المستهلك وكل القطاعات المعنية بالسلع الغذائية لا سيما أصحاب السوبرماركات".