لبنان
ميقاتي يدعو الاثنين المقبل الحكومة للإجتماع.. وترسيم الحدود البحرية ينتظر هوكشتاين
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على قرار الثنائي الوطني حركة أمل وحزب الله بالعودة الى المشاركة بأعمال مجلس الوزراء لإقرار الموازنة العامة وخطة التعافي المالي والملفات المعيشية التي تهم المواطنين، وعلى دعوة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى جلسة وزارية الاثنين المقبل.
كما تناولت الصحف ملف مسار ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصهيوني بعد عودة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين هذا الأسبوع الى بيروت لتنشيط المسار التفاوضي.
"البناء": الحكومة تنتظر الموازنة… والتحقيق ينتظر التعيينات… والترسيم ينتظر هوكشتاين
بداية مع صحفة "البناء"، التي رأت أن التحضيرات تتواصل لدعوة مجلس الوزراء للانعقاد، خصوصاً لجهة تسريع العمل لإنجاز مشروع الموازنة العامة الذي يفترض أن يشكل موضوع الجلسة الأولى التي تنتظر الدعوة لانعقادها إنجاز المشروع بصورة نهائية في وزارة المالية، بينما جاء وقف مقاطعة وزراء ثنائي حركة أمل وحزب الله لجلسات مجلس الوزراء المخصصة للشؤون الاقتصادية والمالية والاجتماعية، بالتوازي مع تجميد مسار القاضي طارق بيطار المصاب بالشلل بسبب الشغور الذي أصاب أحد مقاعد الهيئة العامة لمحكمة التمييز التي تنظر بدعاوى مخاصمة الدولة المقامة او التي ستقام بوجه القاضي بيطار، وهذا الشلل سيبقى حكماً ما لم يتم تعيين من يملأ الشغور، الناتج عن تقاعد أحد أعضاء الهيئة القاضي روكز رزق، والتعيين يحتاج لمرسوم يصدر عن مجلس الوزراء، ما يستدعي توافقاً سياسياً على إدراج بند التعيين على جدول الأعمال، في ظل ربط وزراء الثنائي لعودتهم بجداول اعمال محصورة بالملفات الاقتصادية والمالية والمعيشية، وتعتقد مصادر حقوقية أن السعي للتوافق على التعيين سيفرض حكماً بلورة نوع من الحل للخلاف حول مستقبل صلاحيات القاضي بيطار، خصوصاً لجهة تنازع الصلاحيات القائم بينه وبني المجلس النيابي في ما يخص ملاحقة الرؤساء والوزراء.
على مسار ترسيم الحدود البحرية تعتقد مصادر مواكبة للجولات السابقة ان عودة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين هذا الأسبوع لتنشيط المسار التفاوضي يتمّ على خلفية معرفة المرحلة التي بلغها التفاوض، واستحالة البحث بالنسبة للبنان بما هو دون الخط 23 الذي يضمن 860 كلم مربع من المياه الإقليمية، وبصورة تؤكد المصادر أنه يجب أن يحقق ضم حقل قانا الواقع خارج الخط 23 الى حصة لبنان ضمن التسوية التفاوضيّة، وهوكشتاين الذي زار كيان الاحتلال قبل عودته الى واشنطن اثر الجولة الأخيرة يفترض أن يعود الى لبنان بصيغة مختلفة عن تلك التي عرضها في جولته السابقة والتي تضمنت الدعوة لاستثمار مشترك للمناطق المتنازع عليها بين لبنان وحكومة الاحتلال وتقاسم العائدات بنسب يتم التفاوض حولها، وهو ما رفضه لبنان واعتبره نوعاً من التطبيع المرفوض.
في الشأن الانتخابي قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، في لقاء جمعه بحوالي خمسين شخصية إعلامية وأكاديمية وثقافية في منزل مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف بدعوة من اللقاء الإعلامي الوطني، إن الانتخابات مهمة وحزب الله يستعد لها ويسعى للتفاهم مع الحلفاء على التعاون في مقاربتها بما يوفر فرصاً جدية للفوز بالأغلبية، لكن لا أوهام لدينا، كما قال السيد صفي الدين، حول ان الانتخابات في بلد يقوم على التوافق كلبنان تكفي لحسم الخلافات، وقد تنقلت الغالبية بين الأطراف المتقابلة، ولم يستطع من فاز بالأغلبية أن يحكم خارج التوافق.
وبقي قرار الثنائي الوطني حركة أمل وحزب الله بالعودة الى المشاركة بأعمال مجلس الوزراء لإقرار الموازنة العامة وخطة التعافي المالي والملفات المعيشية التي تهم المواطنين، محور الاهتمام بانتظار دعوة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى جلسة وزارية الاثنين المقبل، كما أكد وزير الاقتصاد أمين سلام وعضو كتلة الوسط المستقل التي يرأسها ميقاتي النائب علي درويش. وأشارت مصادر «البناء» الى أن «ميقاتي سيدعو الى جلسة فور تسلمه مشروع الموازنة العامة من وزارة المال الذي من المتوقع أن ترسله الوزارة الى رئاسة الحكومة نهاية الأسبوع الحالي كي يوزع على الوزراء لدراسته قبل مناقشته في الجلسة»، متوقعة أن يأخذ النقاش بالموازنة ست جلسات أي على مدة شهر ونصف الشهر ما يعني استمرار انعقاد المجلس حتى الانتخابات النيابية اذا ما أخذنا بعين الاعتبار حاجة مناقشة خطة التعافي المالي لأكثر من جلسة».
وفيما انشغلت الأوساط الشعبية برصد وتتبع تداعيات تفعيل عمل مجلس الوزراء وانخفاض سعر صرف الدولار على أسواق المحروقات والمواد الغذائيّة والسلع الاستهلاكية كافة، انصرفت الأوساط السياسية لقراءة خفايا موقف «الثنائي» وأبعاده واحتمال وجود «تسوية» ما غير معلنة بين عودة الوزراء المقاطعين الى الحكومة وملف تحقيقات المرفأ وعلاقة ذلك بمؤشرات الانفراج الآتية من فيينا وعلى خط العلاقات السعودية – الإيرانية وتسارع المباحثات في العراق للاتفاق على رئيس لتشكيل الحكومة المقبلة، فضلاً عن تزامن الانفراج الداخلي مع خفض سعر صرف الدولار بشكل كبير وتسلم لبنان المذكرة الأميركية لاستثناء نقل الغاز المصري الى لبنان عبر الأردن وسورية من قانون «قيصر» إضافة الى تزامن ذلك مع زيارة الوسيط الأميركي بملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين الى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة.
إلا أن مصادر مطلعة في حركة أمل وحزب الله جزمت لـ»البناء» بأن قرار «الثنائي» انطلق من مصلحة وطنية محضة، بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الى حدود غير مسبوقة واستغلال جهات داخلية وخارجية موقف الثنائي لشن حملة إعلامية سياسية لتحميله مسؤولية تفاقم الازمات وانعكاس ذلك على الشارع»، كاشفة أن وسائل اعلام ركزت على «تحريض البيئة الشيعية على الثنائي لكي تحصل انتفاضة في هذا الشارع واستغلالها في الانتخابات النيابية»، وكشفت المصادر أيضاً أن «قرار مقاطعة الجلسات لم يكن عملاً عبثياً أو لعرقلة الحكومة بل اعتراض سياسي على أداء المحقق العدلي القاضي طارق بيطار في ملف وطني بامتياز يتعلق بأمن واستقرار ووحدة لبنان واللبنانيين، وبما أن كفّ يد بيطار ما زالا مستمرين بسبب تعذر اجتماع الهيئة العامة لمحكمة التمييز التي تنظر بالدعاوى المرفوعة من المدعى عليهم على بيطار، فإن سبب المقاطعة قد سقط ولا يعد مجدياً، وبالتالي وجبت العودة المشروطة للحكومة لتمرير الملفات الملحة فقط دون ملف التعيينات وملفات أخرى، حتى معالجة ملف بيطار وفق الدستور والقانون وحينها يمكن بحث كل الملفات على طاولة مجلس الوزراء».
وعلمت «البناء» أن توجه «الثنائي» جاء غداة سلسلة مشاورات بين قيادتي الحزب والحركة مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وأشارت المعلومات الى أن عون سيعمل جاهداً لإيجاد الحل لأزمة بيطار وفق ما ينص عليه الدستور، فسيصار الى تخيير البيطار بين أمرين: وضع تقريره الظني ولو لم يكتمل بعد وحينها يتنحّى المحقق العدلي من تلقاء نفسه وتحال القضية الى المجلس العدلي، وإما إقالته في مجلس الوزراء أو من خلال آلية دستورية في مجلس القضاء الأعلى.
ومن المتوقع أن يعلق تكتل «لبنان القوي» على قرار «الثنائي» بعد اجتماعه الأسبوعي اليوم. وأكد عضو التكتل النائب أسعد درغام، أن «تكتل لبنان القوي، والتيار الوطني الحر، يرحبان بعودة وزراء الثنائي الشيعي إلى جلسات الحكومة، خاصة أن الوضع يتطلب وجود جلسات مجلس الوزراء مكثّفة»، معتبرًا أنه «أصبحت العودة مشروطة، وذلك لا يكفي في الوقت الحالي». وأشار ردًا على كلام حول عدم رضا باسيل، حيال ما تم التوصل إليه، لأنه كان يريد أن تتم صفقة أو مقايضة، إلى «أننا مع فصل الخلافات بين السلطات، ولم نطالب بصفقة، والصفقة لم تكن موجودة».
وفي سياق ذلك، وفي أول تعليق له على قرار العودة للحكومة، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقائه في عين التينة رئيس الحركة الثقافية: «حبذا لو ان الحركة السياسية في لبنان تشبه وتتماثل بالحركة الثقافية في نقائها وابتعادها عن الابتلاء الطائفي والمذهبي الذي لا شك في أن مخاطره على الكيان اللبناني هي مخاطر وجودية». وأشار بري الى ان «قضاء وقدر أي بلد في العالم لا تطبق فيه الدساتير والقوانين حتمًا سيكون الانهيار تلو الانهيار، فلا مناص ولا خلاص ولا إنقاذ ولا حماية للبنان إلا بالعودة الى الالتزام بقواعد الدستور والقانون وبالدولة المدنية».
من جهتها، جددت حركة امل بعد اجتماع مكتبها السياسي، موقفها من «الأداء المنحرف للقاضي طارق البيطار في جريمة مرفأ بيروت، وتأكد الرأي العام من انحيازه وتسييس عمله انطلاقاً من أجندة موضوعة له لتصفية حسابات سياسية وفي محاولة يائسة لوضع اليد ومصادرة دور وصلاحية المجلس النيابي، وهذا ما لا يمكن القبول به بأي شكل ومهما حاول المتوهمون في الغرفة السوداء إياها التي تحرك هذا القاضي، والذي أصبح عبئًا على هذا الملف بشهادة عوائل الشهداء وأهالي الموقوفين وكل من يتصل بهذه القضية وبعمله الذي نسي فيه التحقيق لكشف المسؤولين عن الجريمة واتجه لمحاكمات سياسية وتجاوز الدستور بما يفقده المشروعية في متابعة هذه القضية».
وفي تحرّك مشبوه بتوقيته يهدف لرفع معنويات القاضي بيطار ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، وذلك بعد التوجه السياسي الجديد لتفعيل مجلس الوزراء في ضوء تجميد ملف المرفأ وكف يد بيطار الى أجل غير مسمّى، زار أهالي ضحايا انفجار المرفأ القاضي عبود، بعد وقفة احتجاجيّة قطعوا خلالها طرقات ومداخل قصر العدل في بيروت، رافعين الإعلام اللبنانية وصور الشهداء. وجدد الأهالي في بيان وقوفهم «وراء المحقق العدلي أكثر من أي وقت مضى، محذّرين من أن «الاستمرار بالإفلات من المحاسبة في قضيتنا سيدفعنا لاتخاذ خطوات لا تحمد عقباها».
ونفى المكتب الإعلامي لميقاتي ما تم تداوله من أنه «طلب سراً من بعض الجهات التنسيق مع أهالي شهداء المرفأ لتقديم دعاوى جديدة ضد المحقق العدلي القاضي طارق بيطار بسبب «استنسابيته». وأكد المكتب في بيان أن «الموقف المعلن والثابت لرئيس الحكومة هو أنه لا يتدخّل في عمل القضاء ويدعو الى إحقاق الحق في هذا الملف واظهار الحقيقة التي ينشدها الجميع».
وفيما رحبت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو بقرار الثنائي أمل وحزب الله العودة الى الحكومة، اعتبرت بعد زيارتها وزير الأشغال علي حمية أن «القرار مهم ومسؤول ويسهل المناقشات الدولية حول دعم صندوق النقد الدولي للبنان».
من جهتها، أشارت منسقة الأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا الى «أنّنا نتطّلع إلى استئناف اجتماعات مجلس الوزراء في لبنان وإلى القرارات التي سيتّخذها، بما في ذلك ما يخصّ موازنة الدولة للعام 2022». وتابعت «يمكن لحكومة تعمل بكامل طاقتها أن تعيد الأمل لشعبها وأن تمهّد الطريق للإصلاحات وللتعافي».
الى ذلك، تترقب الأسواق تداعيات الانفراج الحكومي وانخفاض سعر الصرف على أسعار السلع والمحروقات، وأعلنت نقابة مستوردي المواد الغذائية برئاسة هاني بحصلي أن «الشركات المستوردة للمواد الغذائية باشرت بتقديم لوائح أسعار جديدة تتماشى مع انخفاض سعر صرف الدولار». وجال وزير الاقتصاد برفقة مدير عام الوزارة محمد بو حيدر على عدد من السوبرماركات لمراقبة الأسعار، ودعا للالتزام بلائحة الأسعار الجديدة تحت تهديد تسطير محاضر ضبط للمخالفين.
وأكد بو حيدر أن «هناك انخفاضاً في الأسعار بين 15 و25% بعد تراجع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، فقد وصل إلى نحو الـ25000 ليرة وما دون»، وأوضح أنه «تجب إعادة التسعير والتعاون مع السلطات المحلية مستمرّ»، كاشفاً أن «هناك بعض السوبرماركت لم تُخفض أسعارها، وتم تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين».
على صعيد المحروقات، أكد عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس أن أسعار المحروقات لن تنخفض بشكل كبير مع تراجع الدولار بسبب ارتفاع أسعار النفط عالمياً. إلا أن ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا كشف عن جدول جديد للمحروقات سيصدر خلال أيام قليلة سيشهد انخفاضاً بالأسعار لا سيما أسعار البنزين والمازوت.
على صعيد آخر، بقي الكلام الإسرائيلي حول موافقة الولايات المتحدة الأميركية على اتفاقية لتوريد الغاز «الاسرائيلي» الى لبنان محل متابعة سياسية وحكومية إعلامية. فعلى الرغم من نفي وزارة الخارجية الأميركي ووزارة الطاقة اللبنانية، إلا أن الحملة الممنهجة استمرت في محاولة مقصودة للإيحاء بأن حزب الله وافق على تمرير اتفاقية تتضمن تطبيعاً اقتصادياً مع العدو الإسرائيلي.
أوساط حزب الله نفت عبر «البناء» صحة المزاعم «الاسرائيلية»، ووضعتها في اطار التشويش «الاسرائيلي» لتحقيق أحد هدفين: الأول اتهام حزب الله بأنه مرّر هذا الاتفاق ولو جرّ لبنان الى التطبيع الاقتصادي وإحراجه أمام بيئته الشعبية، أو دفع الحزب لاستعمال «الفيتو» لتجميد الاتفاق وإسقاطه لأنه يأخذ لبنان الى التطبيع، وبالتالي استمرار تخبط لبنان بأزمة الكهرباء والمحروقات واتهام حزب الله بإجهاض الاتفاق، فضلاً عن مصلحة العدو الاسرائيلي الإيحاء بأن لبنان شرع في التطبيع مع «إسرائيل» من البوابة الاقتصادية – النفطية وذلك في سياق هرولة دول عربية وخليجية عدة للتطبيع.
وجزمت الأوساط بأنه «لم ولن يوافق على أي اتفاق يُشتم منه رائحة التطبيع ولو كان سيؤدي الى حل أعقد وأكبر الازمات في لبنان، أي أزمة الكهرباء التي ترتب 2 مليار دولار عجز سنوياً»، مشددة على أن «الحكومة أجرت اتصالات مع الحكومة ووزارة الطاقة المصرية وأكدت لها بأن الغاز منشأه مصري ولا يختلط بالغاز الإسرائيلي».
على مقلب آخر، سارعت بعض الجهات السياسية اللبنانية كالعادة للتضامن مع دول الخليج في الحرب التي تشنها على اليمن، وذلك بعد عملية جوية نوعية شنتها حركة أنصار الله على أهداف استراتيجية وحيوية في الامارات.
وأعرب الرئيس ميقاتي عن إدانته للهجوم وقال: «كل تضامننا مع دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيسا وشعبا، ضد هذا التعدي السافر الذي يندرج في سياق تهديد الامن والاستقرار في الامارات وضمن مخطط يهدف الى البلبلة وتوجيه رسائل دموية، لم تكن في يوم من الأيام الحل لأي نزاع». فيما طالب الرئيس سعد الحريري «بوقفة عربية تحمي الخليج وأمنه وشعبه وتوقف التمدد الإيراني في دولنا ومجتمعاتنا».
بدوره، قال النائب باسيل: «محزن ومؤسف التعرض لعاصمة دولة عربية وللمنشآت المدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة العزيزة، وهو أمر مدان ويتعارض مع الاعراف والمواثيق الدولية، ولن يؤدي إلا إلى تأجيج الصراع في اليمن». ورأى بأن «المطلوب الحوار للوصول إلى حل سياسي، يحافظ على أمن دول الخليج ويؤمن الاستقرار للشعب اليمني».
"الأخبار": سلامة يعد ميقاتي بـ«تهدئة» سوق القطع: ضخّ مليار دولار قبل الانتخابات
بدورها صحيفة "الأخبار" لفتت الى أن ما فعله مصرف لبنان منذ فتح «كوتا» إمداد المصارف بالدولار على مصراعيها ولغاية اليوم، لا يعدّ سوى تبذير للدولارات لتقديم الدعم السياسي لرئيس الحكومة وسائر قوى السلطة. يتردّد أن الحاكم رياض سلامة، وعد الرئيس نجيب ميقاتي، بأن يعمل على تهدئة سوق القطع من خلال ضخّ مليار دولار في السوق خلال الأشهر الأربعة المقبلة، أي لفترة ما قبل الانتخابات النيابية. ويتوقع سلامة أنه من خلال ضخّ هذا المبلغ سيكون قادراً على سحب كمية كبيرة من الليرات المتداولة في السوق، وأن يكون قادراً على خفض سعر الصرف.
لعلّ سلامة صادق في وعده، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه يدرك حقيقة الوضع. فهو يفكّر بعقل المقامر الذي يستطيع أن يشتري المزيد من الوقت عبر التدخّل في اللعبة حيناً والانسحاب منها أحياناً. وهو يفكّر من وجهة نظر نقدية فقط تعنى بإدارة الكتل النقدية للحفاظ على سعر الصرف، بينما الأمر يتطلب رؤية أبعد وأعمق نحو الاقتصاد وترابطه والسلوك الاقتصادي. سعر الليرة لا يتحدّد من خلال التوازنات في الكتل النقدية، بل من خلال قدرات الاقتصاد. حالياً، الاقتصاد في حالة «كوما» واستمرارية حياته تقتصر على الإمداد بالغذاء والهواء الاصطناعي. فالدورة الاقتصادية التي كانت قائمة على السوق المالية وعلى المضاربات العقارية، لم تعد قائمة، ومعها تقلّص الناتج المحلي الإجمالي بكل أركانه الأساسية من خدمات وإنتاج واستهلاك، أي حجم الاقتصاد، من 55 مليار دولار إلى 21.8 مليار دولار بحسب البنك الدولي. العمل الوحيد الرائج حالياً هو المضاربة على العملة. وهو عمل يتغذّى على الليرات المتوافرة في السوق والتي بلغت في منتصف كانون الثاني الجاري نحو 45.7 تريليون ليرة مقارنة مع 30.9 تريليون ليرة في نهاية 2020، و10.5 تريليون ليرة في نهاية 2019، أي أن كمية الليرة زادت في 2020 بقيمة 20.4 تريليون ليرة، وبقيمة 14.8 تريليون ليرة في 2021 مع 15 يوماً من عام 2022. كمية هائلة من الليرات.
يعتقد سلامة أن امتصاص الليرات من السوق مقابل ضخّ الدولارات سيعيد التوازن إلى سعر الليرة مقابل الدولار. فماذا يعني بذلك؟ إذا كان مصرف لبنان قادراً على سحب كل هذه الليرات من السوق وهو يعتقد أنها السبب في زيادة الطلب على الدولار، فلم ضخّها أصلاً. هذه جريمة. وإذا كان يعتقد أنه قادر على امتصاص كمية كبيرة من الليرات في وقت قصير، فهو واهم لأن سيكون مضطراً عندها إلى زيادة نزف الاحتياطات، أو سيعمد إلى شراء الدولارات من السوق مجدداً. ولا يجب أن ننسى أن مصرف لبنان ما زال يموّل استيراد 85% من كميات البنزين المستوردة إلى لبنان، وما زال يموّل بعض العمليات الخارجية للدولة سواء جرى تسعيرها على سعر المنصّة أو على أي سعر آخر، وما زال يموّل استيراد الأدوية السرطانية... كل هذه العمليات تموّل من خلال ما يملكه من الاحتياطات، سواء جرى تسعير الدولار على سعر صيرفة أو على أي سعر آخر. ما يدفعه مصرف لبنان للخارج، ليس مرتبطاً من ناحية التسعير بما يدفع لمصرف لبنان من ليرات مقابل الدولارات. وإذا كان مصرف لبنان يرفض استعمال الاحتياطات لتمويل كل هذا المبلغ فعليه أن يشتريه من السوق، وهو ما دأب عليه منذ فترة، بالتالي فإن آلية التوازن في الكتل النقدية صارت محكومة بعامل تمويل الاستيراد. بالتالي لم يظهر بعد بشكل واضح حجم الفجوة بين العرض والطلب الفعلي في السوق. والفجوة بهذا المعنى، هي الطلب الإضافي في السوق الذي يضغط على الدولار لزيادة سعره مقابل الليرة. يقدّر حالياً أن الفجوة قد تكون أكثر من ثلث عرض الدولار في السوق، بالتالي على مصرف لبنان تغطيتها بالكامل ليكون هناك نوع من التوازن. وليس بالضرورة أن يظهر التوازن مباشرة، فذلك يعتمد أيضاً على عوامل سياسية وسوقية مختلفة قد تؤخّر أو تؤثّر في توازن سعر الصرف.
ويضاف إلى ذلك، أن نظرية امتصاص الليرات تفترض أن هناك كمية زائدة في السوق يجب سحبها وسيمتصّها مصرف لبنان وسيخزنها في خزنته الهائلة الحجم. إنما في الواقع، مصرف لبنان بحاجة أن يضخّ الليرات لتغطية الرواتب والأجور للقطاعين العام والخاص، وأن يغطّي أيضاً كل متطلبات الدولة. إذا افترضنا أن المصارف ستتنازل عن سيولتها بالليرة لتغطية الرواتب والأجور للقطاعين بدلاً من شراء الدولارات على سعر المنصّة وتحقيق أرباح من عمليات المضاربة! ويتعزّز هذا الأمر من خلال ما قام به مصرف لبنان أخيراً عندما قرّر خفض «كوتا» إمداد المصارف بالليرات بنسبة تفوق 60%، فهل هو قادر على تجفيف الليرات من السوق؟ أصلاً هل عمليات المضاربة الجارية على قدم وساق حالياً ستتيح له امتصاص كتلة نقدية كبيرة؟
نعم في الفترة الأولى، ولا سيما في ظل الفرق الكبير بين سعر «صيرفة» وسعر السوق الحرّة يمكن القول إنه قادر على الامتصاص. يوم الجمعة الماضي ضخّ مصرف لبنان عبر المصارف وقنوات أخرى أكثر من 45 مليون دولار، ويوم أمس يتردّد أنه ضخّ نحو 60 مليون دولار. بمعنى آخر، تمكّن من امتصاص 2.5 تريليون ليرة. لكن أمس بات سعر صيرفة يفرق عن سعر السوق بضع مئات من الليرات، بالتالي لم تعد هناك أرباح كبيرة من المضاربات، فإلى أي مدى سيستمرّ هذا المنحى؟ وما هو سعر الصرف بين صيرفة والسوق الحرّة الذي يعتقد المضاربون أن ما دونه ترتفع مخاطر تحويل ما يملكون من دولارات إلى ليرات؟
على أي حال، لا يمكن إعادة التوازن إلى سعر الصرف من خلال هذه الـ«سعدنات». فالمشكلة ستظهر بشكل أوضح عندما يوقف مصرف لبنان عملية ضخّ الدولارات وسحب الليرات من السوق، إذا تمكّن من سحب ما يكفي لتكريس نوع من التوازن أو لإبطاء تدهور سعر الليرة. عندما سيظهر أن مصرف لبنان أوقف الضخّ لأنه لم يعد قادراً على التدخّل، بما يعنيه ذلك من تحطيم لأي ثقة ممكنة مع مصرف لبنان. عندها ستلعب العوامل النفسية والسياسية والمضاربون وكل الأطراف التي لديها دور في السوق، بطريقة مضاعفة في كسر كل الأرقام القياسية لسعر الدولار.
لكن، أليس مثيراً للاستغراب أن يقوم مصرف لبنان بهذه الخطوات الآن؟ قد يكون التفسير بأن الهدف السياسي لتثبيت الرئيس ميقاتي وسائر أركان الطبقة السياسية في الانتخابات المقبلة، هو أمر صحيح، لكن ألم يكن بإمكان سلامة تثبيتهم قبل ذلك بوقت طويل حين كان الدولار 8 آلاف ليرة مثلاً، أو 10 آلاف، أو حتى 15 ألفاً؟
في الواقع، ثمة إجابة على هذه الأسئلة تستعيد ما حصل في 2016. آنذاك كان الحاكم ينفّذ ما أسماه «هندسات» هي أقرب إلى مفهوم «السعدنات» الرائج حالياً، وهذه «الهندسات» استمرّت لتصبح منحى يزيد أسعار الفائدة بتقدّم الوقت، وصولاً إلى بداية الانهيار في مطلع 2019. اليوم، وبتكرّر هذه العمليات، يصبح من الضروري البحث عما سيحصل تالياً. فمن مؤشرات الانهيار ارتفاع أسعار الفائدة على الدولار إلى 25% وربما أكثر في بعض العمليات، ومن مؤشّر استمرار الانهيار تدخّل ظرفي بعد سنتين ونصف على الانهيار، عندما تضاعف سعر الدولار 22 مرّة ليبلغ 34 ألف ليرة، ثم خفضه إلى 16 ضعفاً ليبلغ 24 ألف ليرة. هذا كل ما يقدر عليه مصرف لبنان الآن، تماماً كما حصل يوم تلك «الهندسات» التي كانت كل ما يقدر عليه في ذلك الوقت. المسألة متعلقة بالوقت فقط. العقل الذي يدير هذه العمليات هو نفسه العقل المقامر الجاهل بالاقتصاد.
"النهار": هل تقلع الحكومة بالموازنة... و"على القطعة"؟
أما صحيفة "النهار" اعتبرت أنه لم تتبدل صورة الترقب الذي يسود المشهد الرسمي والسياسي منذ أعلن الثنائي "امل" و"حزب الله " عودة وزرائهما إلى المشاركة في جلسات مجلس الوزراء مشروطة بالجلسات المتعلقة بإقرار الموازنة وخطة التعافي الاقتصادي والمالي. وفيما كان معظم المعنيين والقوى السياسية يرصدون موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من هذا التطور بدا لافتا ان قصر بعبدا التزم الصمت ولم يعلق على عودة الثنائي عن مقاطعة الجلسات ولا على الشرط الذي قرن به عودته ولا على الاستعدادات الجارية لإحياء مجلس الوزراء بجلسات إقرار الموازنة وخطة التعافي الاقتصادي بما يعكس صحة التقديرات عن موقف سلبي لرئيس الجمهورية كما لـ"التيار الوطني الحر" من هذا الاشتراط، ويرجح ان يعلن "تكتل لبنان القوي" اليوم موقفا منه.
وفي المناخ السياسي الذي أحاط هذا التطور تؤكّد معطيات أنّ التعامل سيكون على "القطعة" في الأسابيع المقبلة مع الخيارات الحكومية وحتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، مع غياب التوجّه إلى عقد تسويات أبعد من حدود التفاهمات المنتظرة على الموازنة وخطة التعافي الحكومية باعتبارهما ممرين اجباريين لشق طريق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وسيغيب بند التعيينات عن أيّ جلسة حكومية مرتقبة مع اتجاه حاسم يتبنّاه رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي لناحية حصر البنود بالمهمّات الأساسية المتعلّقة بالإعداد للخطّة الإنقاذية. وقد ردّد في مجالسه أنّه لا يمكن فتح ورشة تعيينات على مشارف الانتخابات. أما على صعيد تفعيل محرّكات الجلسات النيابية، فهناك مؤشرات تلقّفتها مصادر سياسية حول إمكان عودة عدد من النواب إلى طرح البند المتعلق بتصويت المغتربين على صعيد الاستحقاق الانتخابيّ والانتقال إلى "الدائرة 16" على أساس انتخاب ستّة نواب يمثلون القارات. ولا يعني التلويح بهذا الطرح الاتّجاه العملي نحو السير به أو ترجمته، في ظلّ عدد من المحاذير التي تنطلق من رفض شرائح واسعة في الاغتراب لهذه الصيغة واتّجاه منصّات فاعلة اغترابياً إلى التصعيد في حال العودة عن صفحة التصويت لمصلحة 128 نائباً على امتداد الأقضية الذي اعتُبر بمثابة "انتصار اغترابيّ". ولا يمكن إغفال عدد من الاعتبارات المرتبطة برفض القوى والأحزاب المحسوبة على المحور السياديّ الانتقال إلى صيغة "النواب الستة"، مع أجواء تعبّر عن رفض دولي لأيّ متغيّر من شأنه التأثير سلباً على منحى العملية الانتخابية أو إبطائها أو عرقلتها.
الجلسة الأولى
إذا لم تحمل الساعات الماضية اي جديد على خط تحديد موعد جلسة لمجلس الوزراء عقب قرار الثنائي الشيعي الافراج عن الحكومة شرط ان يقتصر جدول اعمال الجلسات المنتظرة على ملف الموازنة والقضايا المعيشية، في انتظار انهاء مشروع الموازنة من قبل وزارة المال. الا ان وزير الاقتصاد امين سلام أعلن وهو يجول على السوبرماركت لتفقد الاسعار في ضوء هبوط الدولار عن عقد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل ستكون الموازنة أول البنود على جدول أعمالها.
وفي اول صدى ديبلوماسي لعودة احياء مجلس الوزراء أشارت أمس منسقة الأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا إلى "أنّنا نتطّلع إلى استئناف اجتماعات مجلس الوزراء في لبنان وإلى القرارات التي سيتّخذها، بما في ذلك ما يخصّ موازنة الدولة للعام 2022". وقالت "يمكن حكومة تعمل بكامل طاقتها أن تعيد الأمل لشعبها وأن تمهّد الطريق للإصلاحات وللتعافي".
وفي غضون ذلك قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس "حبذا لو ان الحركة السياسية في لبنان تشبه وتتماثل بالحركة الثقافية في نقائها وابتعادها عن الابتلاء الطائفي والمذهبي الذي لا شك أن مخاطره على الكيان اللبناني هي مخاطر وجودية". واشار إلى ان "قضاء وقدر أي بلد في العالم لا تطبق فيه الدساتير والقوانين حتما سيكون الانهيار تلو الانهيار، فلا مناص ولا خلاص ولا إنقاذ ولا حماية للبنان إلا بالعودة إلى الالتزام بقواعد الدستور والقانون وبالدولة المدنية".
أهالي شهداء المرفأ
ولكن العامل البارز الذي سجل أمس تمثل بتقدم ملف التحقيقات في جريمة انفجار المرفأ، اذ زار أهالي ضحايا انفجار #مرفأ بيروت رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود. وكان الأهالي اقفلوا خلال اعتصام ووقفة احتجاجية تضامنا مع المحقق العدلي في الملف طارق البيطار طرق ومداخل قصر العدل في بيروت، رافعين الإعلام اللبنانية وصور الشهداء وبث الاناشيد والاغاني الثورية والوطنية عبر مكبرات الصوت. ووزعت جمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت بيانا شددوا فيها على انه "فاض بنا الكيل، لقد نزلنا اليوم مقررين اغلاق العدلية تعبيرا عن غضبنا واحساسنا العميق بالظلم الذي يلحقه بنا كل من يقدم طلبات من شأنها تعطيل عمل القاضي بيطار. نحن اليوم نؤكد أننا وراء المحقق العدلي أكثر من أي وقت مضى ونحمل المسؤولية للمجرمين المدعى عليهم الذين لا يمارسون شيئا إلا التعطيل والتهرب من العدالة. نحن ننتظر من القضاء الشريف أن يوقف هذه المهزلة ويجد حلا لها ولو اضطر إلى فرض غرامات باهظة على من يعيد تقديم طلبات الرد التي من شأنها أن توقفهم عند حدهم أو بطريقة أخرى لأنه من الواضح أن هؤلاء المجرمين ابتدعوا طريقة لتعطيل العدالة وبدأنا نرى نفس النهج في قضايا اخرى. نطالب وبشده تعيين قاض جديد ليكتمل نصاب الهيئة العامة لمحكمة التمييز لكي تتمكن من الاستمرار في عملها".
في المقابل جددت حركة "امل" هجومها على ما وصفته ب"الأداء المنحرف للقاضي طارق البيطار" معتبرة ان "الرأي العام تأكد من انحيازه وتسييس عمله انطلاقا من أجندة موضوعة له لتصفية حسابات سياسية وفي محاولة يائسة لوضع اليد ومصادرة دور وصلاحية المجلس النيابي، وهذا ما لا يمكن القبول به بأي شكل ومهما حاول المتوهمون في الغرفة السوداء إياها التي تحرك هذا القاضي، والذي أصبح عبئا على هذا الملف بشهادة عوائل الشهداء وأهالي الموقوفين وكل من يتصل بهذه القضية وبعمله الذي نسي فيه التحقيق لكشف المسؤولين عن الجريمة واتجه لمحاكمات سياسية وتجاوز الدستور بما يفقده المشروعية في متابعة هذه القضية".
على صعيد آخر، وعقب البلبلة التي أحاطت بحادثتين تعرضت لهما طائرتان قطرية ويونانية في مطار رفيق الحريري الدولي، رأس وزير الداخلية بسام المولوي اجتماعا لجهاز أمن المطار. وأوضح المولوي أن "إطار الطائرة القطرية دهس مقذوفا كان موجودا على أرض المطار وبالتالي لم يحصل أي إطلاق نار أو عمل أمني أو تخريبي أو ارهابي"، كما لفت إلى انه "عثر في الطائرة اليونانية على ثقب تحت قمرة القيادة سببه اصطدام الطائرة بجسر صغير متحرك ولا علاقة لهذا الأمر بأي عمل إرهابي". كما شدد على ان "عناصر جهاز امن المطار هم عسكر يلتزمون واجباتهم ورئيسهم أكد لي أن أحدا منهم لا يدخل إلى الطائرة لأي سبب كان".