ابناؤك الاشداء

لبنان

قدسية معركة الفساد..إنها كمقاومة الإحتلال بالتضحيات والمتاعب
09/03/2019

قدسية معركة الفساد..إنها كمقاومة الإحتلال بالتضحيات والمتاعب

سلطت الصحف الصادرة صباح اليوم الضوء على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم أمس في الذكرى الثلاثين لتأسيس "هيئة دعم المقاومة الإسلامية"، والتي أطلق فيها أهمية وقدسية معركة الفساد، لتوازي بدورها مقاومة الإحتلال.
كما شددت الصحف على رسالة السيد نصر الله، أنه كما حققنا النصر في سوريا والعراق، سيتم تجاوز كل العقوبات التي تواجه شعب ومحور المقاومة، وسننتصر في وجه المؤامرات الاميركية - الصهيونية.

السيد نصر الله يطلق المقاومة الوطنية للفساد 

بداية مع صحيفة "الأخبار"، والتي تحدثت أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رفع سقف المواجهة مع الفساد والمفسدين في الداخل اللبناني، مؤكّداً أن المقاومة لن تسمح بسقوط لبنان بعد الانتصار في الحرب على العدو الإسرائيلي والتكفيري. أما حرب العقوبات التي تخاض ضد كل حركات المقاومة، فأكد أن حزب الله لن يجوع ولن يفقر بل سيصمد بوجه الحرب الجديدة القديمة

وأوضحت الصحيفة أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قدّم يوم أمس، خطاباً مفصليّاً يشبه خطابات قائد المقاومة في لحظات الحروب العسكرية الفعلية، معلناً حرباً بلا هوادة ضد الفساد والمفسدين في لبنان، واستراتيجية لمواجهة العقوبات الأميركية الظالمة.

كما شكّل الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس هيئة دعم المقاومة الاسلامية مناسبة لنصر الله لطرح ملف العقوبات الأميركية والحصار المالي على «الحزب»، وملف مكافحة الفساد، مؤكّداً في الشق الأول أنّ «من المتوقع أن تشتد العقوبات على داعمينا (إيران وسوريا ومجمل حركات المقاومة) وعلينا». وأضاف أنه سنشهد إضافة المزيد من الأسماء إلى لائحة العقوبات، واستحداث لوائح إرهاب جديدة، «وعلينا أن نتوقع أن تقوم دول أخرى بنفس خطوة بريطانيا، وتصف حزب الله بأنّه منظمة إرهابية». كلّ هذه الأمور، هي «سياق متواصل، ومن مسؤولية أهل المقاومة التصدّي لها». ومن المهم بالنسبة إلى نصر الله فهم الموضوع في هذا الإطار (سياق متواصل)، «فمنذ عام 1982 إلى اليوم، تلحق بمشاريع الولايات المتحدة الأميركية و«اسرائيل» الهزائم». وما يتطلع إليه ترامب «وصهره كوشنير، في موضوع صفقة القرن، يقف في وجهه محور المقاومة، والشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى». لذلك، حين «يتخذون بحقّنا إجراءات عقابية، فلأننا هزمناهم وكسرناهم وأسقطنا مشاريعهم. لأننا أقوياء. الاسرائيلي مرعوب وخائف من القيام بأي حرب. أمام الفشل والعجز عن الخيارات العسكرية، وعدم تحقيق العمليات الأمنية أهدافها، تأتي العقوبات. يجب أن نتعاطى معها كأنّنا في حرب».

وأوضح السيد نصر الله أنّه «عندما نواجه بعض الصعوبات المالية، يجب أن يكون واضحاً أنّ ذلك جزء من الحرب، وليس خللاً أو نقصاً إدارياً». والحرب ليست على حزب الله وحده، فهناك أيضاً «تشديد عقوبات على إيران، وعلى سوريا، والحصار على الفلسطينيين، وتجويع الشعب اليمني، وتصنيف فصائل المقاومة العراقية إرهابية». ولكن، «يجب أن نبقى صامدين أقوياء. رغم كلّ شيء ستخيب آمالهم، ولن يتمكنوا لا من إفقارنا ولا من تجويعنا ولا من حصارنا. من يدعمنا مُستمر في دعمنا: دول، وشعوب، أو جمهور المقاومة في لبنان. نعم قد نواجه بعض الضيق، ولكن سنواصل، وبنيتنا ستبقى قوية، وستزداد عزماً وتأثيراً وصنعاً وفعلاً لمزيد من الانتصارات في المنطقة». وفي هذا الإطار، دعا نصر الله إلى تفعيل عمل هيئة دعم المقاومة الاسلامية: «نحتاج إلى التعاطف الأكبر من جديد».

من ناحية أخرى، شددت "الأخبار" على نفي السيد نصر الله ما يُحكى عن نيّة حزب الله الاستفادة من أموال وزارة الصحة لتعويض الحصار المالي، «فموقفنا الشرعي من مال الدولة واضح، وأكثر وزارة ندعو إلى أن تكون تحت الرقابة هي وزارة الصحة». وفي موضوع مكافحة الفساد، وأمام الهجمة الإعلامية التي تحاول تشويه موقف الحزب من تلك القضية، أوضح نصر الله أنّ حزب الله اعتبر عام 2018 «أننا أمام واجب ديني وأخلاقي ووطني وإنساني. لا نقدر أن نقف متفرجين، حتى لا يزعل فلان، ونترك بلدنا يسير نحو الانهيار. بناءً عليه، نحن نعتبر أنفسنا في معركة مهمة جداً، وجهادية أيضاً، لا تقل قداسة وأهمية عن معركة المقاومة ضدّ الاحتلال والمشروع الصهيوني في المنطقة». أما لماذا فتح ملف الفساد الآن؟ فلأنّه في «السابق لم يكن الوضع خطيراً إلى حدّ تهديد وجود الدولة». وأكّد أنّها ليست معركة شعبوية، «نحن نمتلك أكبر شعبية في لبنان، ونتائج الانتخابات واضحة». 

الحرب على الفساد كمقاومة الاحتلال قداسة ومخاطر وتعقيدات 

بدورها، عنونت صحيفة "البناء" خطاب السيد نصر الله أنه الحدث الأهم يوم أمس، موضحة أن الكلام تميز بإعلان السيد نصرالله رفع قدسية هذه المعركة إلى مصاف معارك المقاومة بوجه الاحتلال والإرهاب، واستعداد حزب الله لتحمل كل التضحيات والاتهامات والمتاعب التي يحتاجها الفوز بهذه الحرب، مضيفاً توقعاته بمحاولات التيئيس والتشكيك وافتعال مشاريع الفتن وتضييع المواجهة إلى مسارات طائفية وسياسية، قائلاً إن هذا لن يثني حزب الله عن المضي قدماً في هذه الحرب وهو لا يخشى حرباً داخلية ولا فتناً طائفية في طريقه هذا، موجهاً التحدي لمن يشكك في صدقية حزب الله في هذه المعركة ويوجه له الاتهامات بتقديم ما لديه ضد الحزب أو أعضائه وقياديه إلى القضاء.

وأشارت البناء إلى إنطلاق السيد نصرالله من المؤتمر الصحافي للمدير العام للمالية آلان بيفاني ليستنتج أن الوضع خطير ولا يمكن السكوت عنه، مضيفاً أن حزب الله لا يريد تقدم الصفوف وسيقف خلف كل من يتقدمها بكل ترحيب وتواضع، وأنه يريد لهذه المعركة أن تكون معركة وطنية يستنفر لها الجميع لأن لبنان الوطن والدولة في خطر، وحزب الله قد صمّم على مواصلة المواجهة حتى النهاية، قائلاً لا تراهنوا على تعبنا فلن نتعب، ولا على يأسنا فلن نياس، ولدينا من الصبر ما يكفي لنمضي لسنوات مقبلة في هذه المواجهة، وتوقعوا من حزب الله كل شيء في هذه المعركة.

كما وصفت البناء معركة الفساد أن وجودية، حيث رسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الإطار العام للحرب المفتوحة التي بدأها الحزب على الفساد، فبعد كلامه ليس كما قبله، فلم تعد هناك إمكانية للفصل بين التحديات الخارجية المتمثلة بالخطرين الإسرائيلي والإرهابي وبين مخاطر المتأتية من الفساد. فحزب الله قرّر خوض المواجهة رغم الأكلاف المتوقّعة والصعوبات التي تنتظره، لكنه لن يخضع للتهديد بسلاح المذهبية فهو مجرد تهويل ووهم وابتزاز لوقف عجلة الإصلاح وكشف الفساد والفاسدين.

كما ركزت على تأكيد السيد نصرالله على أننا «أمام مفصل وجودي يهدّد مصير البلد لأن الانهيار المالي والإفلاس يعني ذهاب الدولة والبلد»، ولفت الى أن «حزب الله الذي قدّم أغلى شبابه وأبنائه وقادته من أجل عزة وكرامة وسيادة وبقاء هذا الوطن والدولة، لا يمكن أن يقف متفرجاً من أجل أن لا يزعل حزب أو تيار أو فرد».

وخلال كلمة له في الاحتفال بمناسبة الذكرى الـ30 لتأسيس «هيئة دعم المقاومة الإسلامية»، قال نصرالله «نحن أمام مهمة جهادية ووطنية لا تقلّ قداسة عن مقاومة الاحتلال والمشروع الصهيوني بالمنطقة، ولا نخوض بمكافحة الفساد بحثاً عن عمل أو شعبية ولا للانتقام السياسي، وإلا لمّا كنا شاركنا في حكومة وحدة وطنية»، معلنًا أعلن أن الحزب يقبل بكل مَن يحمل راية معركة مكافحة الفساد قائداً، وقال إننا «حاضرون أن نكون عنده جنوداً، فلسنا مصرّين على أن نبقى في الخط الأمامي، وكل مَن يتقدّم في هذه المعركة يخفف العمل عنا». وأضاف «لا تراهنوا على خوفنا من فتنة مذهبية أو داخلية كي نتراجع، ونحن ماضون إلى النهاية في محاربة الفساد ويمكنكم أن تتوقعوا أي شي وكل شيء من حزب الله في هذه المعركة، معركة بقاء الدولة والوطن وإنقاذه من أيدي الفاسدين واللصوص».

نصرالله: كسرنا مؤامراتهم ففرضوا عقوبات مالية لحصارنا وسننتصر

من جهتها، قالت صحيفة "الديار" أن خطاب سماحة السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله الذي كان فيه واضحا وشفافا وصريحا، أعلن ان المؤامرات بدأت والحروب منذ سنة 1982 عندما اجتاح العدو الاسرائيلي لبنان الى العاصمة بيروت وأبعد، لكن هزمنا العدو الاسرائيلي مع المقاومة الوطنية وقوى اخرى حتى حررنا الجنوب سنة 2000، وسنة 2006 ألحقت المقاومة الهزيمة بجيش العدو الاسرائيلي فقرروا المزيد من التآمر والحرب، واستهدفوا سوريا وهي العمود والركن للمقاومة والوقوف في وجه العدو الاسرائيلي، وقاتلنا مع قوى اخرى في سوريا وانتصرنا عليهم الى حدّ كبير، وفي العراق انتصرنا على المؤامرة وعلى المؤامرة الاميركية الصهيونية في سوريا، واما في لبنان فقد انتصرنا على المؤامرة بالكامل.

وأضاف السيد "أنه بعد انتصارنا عليهم وكسر المؤامرات، لجأوا الى حرب العقوبات المالية والاقتصادية، ولا ننفي انها أثّرت في الوضع المالي لكن هذه المرة ايضا سننتصر عليهم فيها، مع اتخاذ التدابير اللازمة، رغم ان جمهور المقاومة والداعمين لها والجمهور الرافض للمؤامرة الاميركية - الصهيونية ما زال يقدم ويدعم المقاومة ماليا".

وتابعت الديار كلمة السيد نصرالله، عندما قال"اننا مظلومون ولكن لسنا مظلومين ضعفاء، بل مظلومون اقوياء، وسنبقى اقوياء، وسننتصر على عقوباتهم التي لن تفلح في زحزحة ثقتنا بشعبنا وبقناعتنا بمقاومة المؤامرة الاميركية - الصهيونية ولن تستطيع اي قوة اضعاف روحية المقاومة والممانعة ضد العدو الاسرائيلي والمؤامرة الاميركية - الصهيونية علينا، واقول ذلك من خلال المتابعة لكل الامور التفصيلية والملفات ووضع المقاومة وجمهورها ووضع سوريا التي لم تنتصر بالكامل بل بنسبة كبرى، وفي العراق ايضا، وفي اليمن ايضا، التي ما زالت صامدة، وفرضوا على الجمهورية الاسلامية في ايران عقوبات كبيرة وضخمة، لكنهم لن يستطيعوا ضرب والحاق الهزيمة بمحورنا سواء في ايران ام في اليمن ام في العراق ام في سوريا ام في لبنان ام في فلسطين حيث غزة الصامدة، والتي صمدت وواجهت سنة 2008 وبعدها سنة 2014 وما زالت صامدة وقوية، والشعب الفلسطيني صامد.

وفي سياق معركة حزب الله ضد الفساد في لبنان، شرح سماحة السيد حسن نصرالله أن الفساد وصل في مرحلة الى خطر وجودي على الدولة اللبنانية، وعلى المؤسسات كلها وبتنا امام وضع يكاد فيه لبنان ينهار مع مؤسساته بسبب الفساد وهدر الاموال، لذلك قررنا مواجهة الفساد وهدر الاموال، ونحن لم نستهدف فئة ولم نستهدف طوائف، بل نحن استهدفنا الفساد وهدر الاموال، لان الخطر كبير وجودي على الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ومؤسسات الدولة، ونحن قدمنا الوثائق والاخبار ووضعنا الامور بين يدي القضاء، وسنتابع ونلاحق الامر ضمن القضاء، اما هم فقاموا بحملات ضدنا غوغائية لا تستند الى موضوعية وعقلانية ومصلحة لبنان، بدل اللجوء الى القضاء اللبناني كما نحن لجأنا الى القضاء وقدمنا الوثائق كلها له، وانني اقول للجميع وللشعب اللبناني اننا لن نتراجع وان حزب الله لن يتراجع عن الحملة ضد الفساد وهدر الاموال وسيتابع الامور امام القضاء، وهذه ليست حرباً وليست تهديداً بل وضع الوثائق والمستندات امام القضاء هو امر قانوني وطبيعي ونحن نعتبر مرجعية القضاء هي الاساس وليتفضلوا هم ليقدموا وثائقهم الى القضاء اللبناني.


السيد نصرالله يلوّح "بكل شيء في المعركة"!

صحيفة "النهار" أوضحت أن خطاب السيد حسن نصرالله اكتسب دلالات مختلفة عن الأبعاد التي تتصل بمواقف القوى الاخرى. فاذا كان التزام الحزب عملية مكافحة الفساد لا يلقى أي تحفظ من الناحية المبدئية الصرفة حتى من خصومه، فان المواقف التي اطلقها السيد نصرالله تركت اصداء وظلالاً ملتبسة نظراً الى عامل أساسي أثار تساؤلات عميقة عن الاهداف البعيدة والعميقة للحزب من رفع شعار مكافحة الفساد كمعركة توازي تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي من منطلق التهديدات المبطنة التي أبقت هذا الاتجاه للحزب في اطار استقوائه بميزان القوى المختل لمصلحته. ولم يكن ادل على استقواء السيد نصرالله بعامل القوة الضاغطة الذي غالباً ما لوح به في كل الملفات الداخلية، من ربطه الضمني للمضي في معركة مواجهة الفساد كما يطرحها الحزب بما وصفه في الشق الاول من خطابه بانتصارات محور المقاومة في كل ميادين المنطقة ولا سيما منها لبنان حيث تباهى السيد بـ"الانتصار الكامل ".

وأضاف السيد نصرالله أنه في معركة المقاومة كنا ندافع عن السيادة وخيرات البلد وكرامته وحريته، لكن الانهيار والإفلاس يعني ذهاب الدولة والبلد". وقال إن "لبنان غال لدينا ونحن قدمنا أغلى شبابنا وأبنائنا وقادتنا من أجل العزة والكرامة والسيادة وبقاء هذا الوطن وهذه الدولة، ولا يمكن أن نقف متفرجين من أجل ألا يزعل حزب أو تيار أو فرد، ونترك بلدنا يسير نحو الانهيار". وشدد على أن "هذه واحدة من معاركنا المركزية، فلا تراهنوا على تعبنا. نحن نعرف أننا أمام معركة طويلة ولا نتوقع انجازات سريعة، والشعب يجب أن يعرف أن هذه معركة صعبة وطويلة وتحتاج الى الصبر والصمود، ولا تهمنا السباب والشتائم".

كما أشارت "النهار" إلى خطاب السيد، قائلاً: "لا تراهنوا على خوفنا ولا اخافتنا من فتنة وحرب لنسكت أو نتراجع، لكل من يظن أو يشكك أننا في هذه المعركة سنتوقف ولن نمضي الى آخر الخط، عندما نضمن أن بلدنا عبر مرحلة الخطر، فنحن ماضون الى النهاية وبصوت عال أقول يمكنكم أن تتوقعوا من "حزب الله" كل شيء في هذه المعركة ". 

إقرأ المزيد في: لبنان