لبنان
فضل الله: هناك من يُقفل الأُفق أمام المعالجات والخيارات
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن "بلدنا يحتاج إلى التهدئة وتخفيف حدة المناكفات والاتهامات، فضلًا عن التروي، والتبصّر في ما آلت إليه الأمور، وإلى وضع معالجات جادة لإنقاذ ما يمكن أن ننقذه"، مؤكدًا أن هذا "البلد ليس ميؤوسًا منه، وهو قادر على النهوض، لكنه يحتاج إلى نوع من التعاون، ووضع الخطط العملية، والخروج من كل الحسابات الضيقة، وعدم المراهنة على الخارج".
وأضاف فضل الله في كلمة له خلال رعايته "تسليم حقل طلوسة السلوقي" في بلدة الطيبة الجنوبية، أنه "منذ 40 عامًا وهذا الخارج يستهدف هذه المقاومة وهذه البيئة، ولم يحصد إلاّ الفشل والخيبات، واليوم لا الحصار ولا العقوبات ولا الانتخابات ولا كل ما نراه من ضجيج وتضليل وتحريض، يمكن أن يغيّر المعادلة الداخلية، لأنها مبنية على قواعد شعبية"، لافتًا إلى أن "هذه المقاومة قوتها من قوة شعبها وحقها وجهادها في سبيل حماية الوطن، وفي سبيل النهوض ببلدنا".
وأسف فضل الله لـ"تغييب المبادرات، وهناك من يقفل الأُفق أمام المعالجات والخيارات"، معتبرا أن "هذا الانسداد الكبير سببه أحيانًا سلوكيات الأفراد، وهذا ما نراه في القضاء والسياسة وفي أماكن مختلفة، وهذا الانسداد في الأفق يعمّق الأزمة، ويزيد من الآثار السلبية التي تحتاج على الأقل إلى التخفيف منها".
وتابع "نواجه في بلدنا أزمات كثيرة، والمواطن يحتاج إلى حلول ومعالجات، وبالتالي فإن كل هذه السجالات والاتهامات لا تقدم حلولاً للناس، وإنما تعمّق المشكلة، وتقفل الأبواب أمام المخارج التي علينا جميعًا أن نعمل لنقدمها للبنانيين"، مؤكدا أن "لبنان يحتاج إلى تعاون الجميع، وهو قائم على الشراكة الوطنية، ولا ينهض إلاّ بتفاهم قواه الأساسية".
وعبّر فضل الله عن أسفه "للانحدار في الخطاب السياسي عند بعض القوى، التي تريد أن تقدم أوراق اعتماد لدى محور معادٍ، لتكسب بعض العطاءات أو النفوذ على حساب الوضع السياسي كله في البلد، وعلى حساب الاستقرار والأمان العام".
وقال "إننا نرى في لبنان من يسارع إلى تقديم أوراق اعتماد من أجل الحصول على تمويل من هنا أو هناك، ويقدم الكرامة والسيادة والمصلحة الوطنية والالتزام الوطني، من أجل أن ترضى عنه هذه الدولة أو تلك، خصوصًا أننا أمام معركة انتخابية يريد البعض أن يغيّر فيها الهوية السياسية للبنان"، لافتا إلى أن "مثل هؤلاء يتوهّم أنه يستطيع الانقلاب على المعادلات الوطنية التي عنوانها الأساسي الشراكة بين الفئات اللبنانية المختلفة".
فضل الله اعتبر أن "بلدنا في حالة انهيار وانحدار، وفي وضع مالي واقتصادي وصل إلى أسوأ مرحلة في تاريخه، وفي الوقت نفسه هناك من يعمل لتحقيق مكتسبات سياسية ولديه حسابات ضيقة".
وأشار إلى أن ""جمعية أجيال السلام" تقدّم اليوم نموذجًا وطنيًا عن الجمعيات العاملة في سبيل خدمة الإنسان وحمايته واستعادة أرضه واستثمارها"، مضيفا أن "هذه الجمعية بالتعاون مع الجيش اللبناني والبلديات واتحاد البلديات، تواصل العمل المقاوم الذي تستكمل فيه ما أنجزته المقاومة في الميدان، ونحن هنا أمام تكريس لهذه المعادلة الوطنية، ألا وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، التي نراها في هذه الحقول والعطاءات المشتركة، ونراها أيضًا من خلال هذا التعاون والتكامل المستمر الذي نريده أن يبقى، لتستمر عملية تنظيف الحقول، ولنواصل معًا استعادة هذه الأرض الطيبة إلى أهلها".
وأضاف فضل الله "أبقينا في الموازنة العامة على قانون برنامج، وصوّتنا مع بقية زملائنا المهتمين بقضية نزع القنابل العنقودية والألغام على أن يبقى التمويل من الموازنة، وفي الموازنات المقبلة إذا أقرّت إن شاء الله، سنبقى على هذا الإصرار، ليبقى بند التمويل من الموازنة، وهو بند مساعد لهذه المهمة الوطنية الإنسانية"، لافتا إلى أن "مبلغ التمويل كان بحدود 50 مليار ليرة عندما كان سعر الدولار 1500 ليرة، ولكن بسبب وضع العملة اليوم، فإننا نحتاج إلى زيادة كبيرة لتمويل هذه المهمة".
وأكد "نقوم من جهتنا بما نستطيع أن نقوم به، وهذا العمل الذي بين أيدينا هو نموذج مما نقوم به على المستوى العملي المباشر، وهناك أيضًا نماذج أخرى يطول الحديث عنها، ولكن ما نقوم به هو للمساعدة والتخفيف من حدة الأزمة، أما العلاج فيكون من خلال الدولة عبر مؤسساتها المختلفة، وهذه الدولة هي الملجأ الذي يجب أن يلجأ إليه كل الناس والقوى السياسية، لنعيد بناء اقتصاد وطني منتج، ولنعيد الانتظام لماليتنا العامة، وإلى مؤسساتنا الدستورية".