لبنان
رفع الدعم الجزئي عن الدواء يزيد من المأساة.. وتواصل مساعي العودة للعمل الحكومي
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على زيارة وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو الى بيروت، وعلى دعوة بريطانيا لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري، وعلى مسألة وضع جهاز أمن الدولة في الكويت أسماء 100 وافد من جنسيات مختلفة على قوائم الممنوعين من تجديد إقاماتهم في البلاد عند انتهائها، وبالتالي يتوجب عليهم وأسرهم المغادرة فور انتهاء إقاماتهم وفي غالبيتهم لبنانيون.
كما تناولت الصحف قرار رفع الدعم «جزئياً» عن أدوية الأمراض المزمنة، والذي ترجم أول من أمس بجدول جديد زاد أسعار الأدوية أضعافاً.
"البناء": أوغلو في بيروت… ومسعى تركي تستكمله قطر لعروض ملء الفراغ السعودي
بداية مع صحيفة "البناء" التي اعتبرت أن الرسائل المشفرة لزيارة وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو ستصبح أشد وضوحاً مع زيارة وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي يصل إلى بيروت اليوم، بعدما تأجلت الزيارة القطرية لضرورات تقديم الزيارة التركية من جهة، وللطريق المسدود أمام أي مسعى للوساطة مع السعودية من جهة ثانية، حيث تقول مصادر دبلوماسية متابعة للمسارين التركي والقطري، أن الرياض أقفلت الباب أمام الوساطات، وأن القيادة السعودية تبدو وقد أدارت ظهرها لأي بحث في مسعى لحل الأزمة، وربطت مصيرها بمستقبل الأوضاع في المنطقة، والعلاقات السعودية- الإيرانية، والعلاقات السعودية- السورية، وهذا ما فتح الباب للدول الساعية لدور في لبنان للتقدم من دون الشعور بالحرج مع السعودية، خصوصاً أن قطر حاولت لعب دور الوسيط ولم تلق التجاوب السعودي المتوقع، بتحديد المطالب المحددة التي تعتبر الرياض أن تلبيتها يشكل حلاً للأزمة، ما جعل الثنائي التركي القطري يقرر التحرك نحو لبنان من خلال زيارات تمهيدية ستليها زيارات تقنية، تضع أمام لبنان تصورات ومشاريع وتبدي استعدادات تجارية لتعويض إغلاق السوق السعودية، مقابل الحصول على أفضلية تغطية السلع التي كانت تستورد من السعودية.
الأتراك والقطريون مهتمون بالكهرباء والمرفأ وسكك الحديد والنفط والغاز، والأتراك يستكشفون الإطار السياسي الإقليمي الذي يتيح لهم التحرك نحو لبنان، في ظل ما نتج من حروبهم المتعددة من عداوات، خصوصاً دورهم المستمر في الحرب على سورية وما ترتب عليه من خطوط حمراء أمام محاولتهم التقدم في لبنان من سورية وحلفائها، وبالتوازي دورهم في ليبيا وما ترتب عليه من استفزاز لفرنسا يزيده تحفظاً تطلع الشركات الفرنسية نحو ذات الاهتمامات التركية.
القلق من الدور التركي، خصوصاً في ظل علاقة تركيا بالجماعات المتطرفة، ومغامراتها الأمنية في الاستثمار على قضية النازحين للضغط على أوروبا، لكنه يعادل الرغبة بالإفادة من كل فرصة تأتي لتعويض الإغلاق السعودي لأبواب الحل أمام لبنان، ويتلاقيان مع التردد من خطوة تشكل استفزازاً للسعودية ما يزيد التصعيد خطراً، خصوصاً بصدد العاملين في دول الخليج الذين بدأت بوادر استهدافهم من الكويت، تحت عنوان اعتبارات أمنية لعدم تجديد إقامات عشرات منهم وفقاً لما تداوله الإعلام الكويتي، وقد كانت كل هذه العناصر في خلفية الاستماع اللبناني لما قاله الوزير التركي، وترقب ما سيقوله الوزير القطري، في ظل تأكيدات عن زيارات لاحقة يطغى عليها الجانب التقني.
في المشهد اللبناني كانت مساعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتدوير زوايا الأزمة الحكومية محور اجتماعات عقدها مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، سواء بالبحث عن مخرج لإنهاء مقاطعة وزراء ثنائي حركة أمل وحزب الله المربوطة بقضية القاضي طارق بيطار، أو البحث بالأزمة مع السعودية وقضية استقالة الوزير جورج قرداحي، ووفقاً لمصادر متابعة لمساعي ميقاتي، عادت الأمور إلى المربع الأول، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات، خصوصاً في الملف القضائي الذي ينتظر أن يشهد تقدماً في ما سيصدر عن محكمة التمييز في الدعوى التي أقامها رئيس الحكومة السابق حسان دياب، ومحورها الدعوة لحسم عدم صلاحية المحقق العدلي في ملاحقة الرؤساء والوزراء.
وتوقع مصدر سياسي واقتصادي إطالة الأزمة مع السعودية لأشهر عدة ما يسبب استنزاف إضافي للاقتصاد اللبناني لجهة وقف التصدير والاستيراد للبضائع اللبنانية إلى السعودية ودول خليجية أخرى، ما سيحرم الاقتصاد من كميات وافرة من الدولار «الفريش» في السوق اللبنانية وهذا أحد أسباب الارتفاع الذي سجله سعر صرف الدولار خلال الأسبوع المنصرم. ودعا المصدر الحكومة عبر «البناء» إلى البحث عن أسواق جديدة لتصريف الإنتاج اللبناني بديلة عن أسواق الخليج لإنقاذ البضاعة اللبنانية المكدسة في المخازن من التلف، ولفت المصدر إلى أنه «بالإمكان التصدير إلى دول أخرى مثل روسيا وإيران وأوروبا وبعض الدول العربية والآسيوية»، مع إشارة المصدر إلى أن «الميزان التجاري بين لبنان والسعودية هو لمصلحة المملكة، أي أن الصادرات السعودية إلى لبنان تفوق الصادرات اللبنانية إلى المملكة، بالتالي لا يمكن انتظار إنهاء الأزمة لتصريف الإنتاج اللبناني الذي يصدر إلى السعودية ما يتطلب البحث عن أسواق بديلة بأسرع وقت». وتفيد مصادر تجارية لـ«البناء» أن «السعودية جمدت حتى معاملات طلبات شركات الاستيراد اللبنانية من المملكة».
وسجلت زيارة قام بها ميقاتي إلى عين التينة، اقتصرت على بحث «البطاقة التمويلية» بحسب ما قال ميقاتي، وحضور الاجتماع وزيرا الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار والاقتصاد والتجارة أمين سلام، والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل.
"الأخبار": "ترشيد" أدوية الأمراض المزمنة.. إنها الكارثة
بدروها ، سلطت صحيفة "الأخبار" الضوء على ما أسمته بـ"كارثة" ما حلّ بأصحاب الأمراض المزمنة وعدد كبير من الصيادلة بعد قرار رفع الدعم «جزئياً» عن أدوية الأمراض المزمنة، والذي ترجم أول من أمس بجدول جديد زاد أسعار الأدوية أضعافاً... كان متوقعاً الوصول إلى هنا منذ أول الطريق، بسبب دفع مصرف لبنان باتجاه آلية دعمٍ فاشلة راكمت ما في جيوب المستوردين والتجار، ليجد الناس أنفسهم أمام خيار سوريالي: يشترون الدواء ليعيشوا أم يعيشون لشراء الدواء؟
مليون و17 ألف ليرة لبنانية، هو المبلغ الذي سيقتطعه أسعد من راتبه لشراء أربعة أدوية له ولزوجته. سيكون على السبعيني أن يحسم هذا المبلغ، شهرياً، من راتبٍ تقاعدي وصل بعد 25 عاماً من الخدمة في السلك العسكري إلى... مليون و700 ألف ليرة، على أن «يعيش» (أو، بالأحرى، أن لا يعيش) بما يتبقّى، أي بنحو 683 ألف ليرة.
«أن تعيش لتشتري دواء لا أن تشتري الدواء لتعيش» هو ما قرّره مصرف لبنان لأسعد، ولغيره من المرضى الفقراء، بعدما حبس الدعم عن أدوية الأمراض المزمنة إلى الحدود القصوى، غير آبهٍ بصحة هؤلاء نتيجة قراراته الاعتباطية التي أدت إلى تحليق أسعار كثير من الأدوية، إلى حدّ أنها قد تكسد لعدم وجود ما يكفي من المرضى القادرين على دفع ثمنها. في عزّ انهيار قدرة الناس الشرائية وحاجتهم الماسة إلى حبة الدواء، ارتأى مصرف لبنان أن يتحرّر من «العبء»، فبدأ قبل أشهرٍ سياسة رفع الدعم التي تجلّت أولاً بالتنصّل من الـ50 مليون دولار شهرياً للدعم التي توافق عليها وزير الصحة السابق حمد حسن وحاكم «المركزي» رياض سلامة، وتقليصها إلى 35 مليوناً، منها 10 ملايين للمستلزمات والمعدات الطبية، ونحو 19 مليوناً لأدوية الأمراض السرطانية والمستعصية، وما تبقى للأمراض المزمنة. والـ«ما تبقّى» لا يكفي لسدّ جزء من الحاجة. لذلك، قرّرت وزارة الصحة قبل أسبوع ترشيد دعم أدوية الأمراض المزمنة وتعديل تسعيرتها استناداً إلى شرائح أسعارها الأساسية. وأصدرت أول من أمس جداول الأسعار الجديدة التي تراوح ترشيد الدعم فيها بين 25% و75%.
قبل أن تصدر «الصحة» قرار «الترشيد»، كما تصرّ على تسميته، وقبل أن يقرر مصرف لبنان أخذ صحة الناس رهينة، كانت المليون و17 ألفاً التي سيدفعها أسعد اليوم لا تتعدى الـ157 ألفاً و500 ليرة! ارتفعت أسعار الأدوية الأربعة التي يشتريها الرجل تسعة أضعافٍ. وبالأمثلة: ارتفع سعر دواء «janumet» الذي يستخدمه مرضى السكري من 94 ألف ليرة إلى 564 ألفاً، ودواء «amlor» (لمرضى الضغط المزمن) من 14 ألفاً و500 ليرة إلى 132 ألفاً، ودواء «twynsta» (لمرضى الضغط المزمن) من 38 ألفاً إلى 227 ألفاً، ودواء «aldacton» (مدرّ للبوتاسيوم ويستخدم لعلاج ضغط الدم) من 11 ألفاً إلى 94 ألفاً، و»euthyrox» (لعلاج خمول الغدة الدرقية) من 12 ألف ليرة إلى 112 ألفاً، و»atacan plus» (لعلاج ضغط الدم) من 25 ألفاً إلى 177 ألفاً، و»apo-clopiderol» (لمنع تشكل الجلطات الدموية) من 26 ألفاً إلى 186 ألفاً... وقس على ذلك أدوية لامس سعر بعضها المليون ليرة. وحتى الأدوية المحلية الصنع، التي أكّد وزير الصحة فراس الأبيض أن زيادة الدعم على المواد الأولية التي تدخل في صناعتها ستخفض من أسعارها، «طارت» هي الأخرى، فيما انخفضت أسعار عدد قليل من الأدوية مقارنة بتلك التي ارتفعت أسعارها.
"النهار": ميقاتي يدعو جميع الاطراف المشاركة في الحكومة إلى التعاون لاعادة عجلة العمل الحكومي
رأت صحيفة "النهار" أن المشهد الداخلي العام وفيما يسوده حالة من التخبط المستمر وخاصة بالنسبة للواقع الحكومي، برز تطوران أمنيان خارجيان رسما مزيداً من ظلال الشك على الوضع اللبناني. التطور الأول تمثل بنصيحة بريطانيا لرعاياها في تحديث جديد صدر أمس بعدم السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري. وقالت في بيان إن "وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية تنصح بوقف كل السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري وباستثناء تلك المناطق التي تنصح وزارة الخارجية بعدم السفر إليها."
اما التطور الثاني فتمثل في ما أوردته صحيفة "القبس" الكويتية من أن جهاز أمن الدولة في الكويت وضع أسماء 100 وافد من جنسيات مختلفة على قوائم الممنوعين من تجديد إقاماتهم في البلاد عند انتهائها، وبالتالي يتوجب عليهم وأسرهم المغادرة فور انتهاء إقاماتهم. وكشفت مصادر أمنية مطلعة إن الغالبية العظمى من الممنوعين من تجديد إقاماتهم يحملون الجنسية اللبنانية، وأوضحت أن بعض هؤلاء الوافدين اللبنانيين يشتبه في انتمائهم أو انتماء أقاربهم من الدرجة الأولى أو الثانية لحزب الله"وان امن الكويت خط احمر.
وسط هذه الأجواء يتوقع ان يزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعبدا في الساعات المقبلة، للبحث في مخرج لأزمتي مجلس الوزراء وتوتر العلاقات مع الخليج.
وفيما تكثفت التوقعات المتصلة بمحاولات لمقايضة بين استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي وتنحية المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار لإحياء الحكومة، بادر الرئيس ميقاتي إلى نفي ذلك معلناً ان لا رابط بين استئناف جلسات مجلس الوزراء وملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت واكد "أن خارطة الحل التي وضعها منذ اليوم الاول هي الاساس وخلاصتها، أن لا تدخل سياسيا على الاطلاق في عمل القضاء، ولا رابط بين استئناف جلسات مجلس الوزراء وملف التحقيق القضائي في انفجار مرفأ بيروت، فاقتضى التوضيح".
وفي وقت سجلت زيارة قام بها ميقاتي إلى عين التينة، أفيد ان عنوانها اقتصر على "البطاقة التمويلية"، أفادت معلومات ان لقاءً بعيداً من الأضواء عقد بين ميقاتي ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لم يؤد إلى أي جديد في شأن استقالة قرداحي.
وفي موقف علني جديد له جدد ميقاتي "دعوة جميع الاطراف المشاركة في الحكومة، إلى التعاون لاعادة عجلة العمل الحكومي إلى الدوران الكامل وفق خارطة الطريق التي حددتها منذ اليوم الأول وصون علاقات لبنان مع دول العالم لا سيما الاشقاء في دول الخليج". وأعلن "في موازاة العمل على بلسمة جروح بيروت التي اصابها الانفجار المدمّر في الرابع من آب 2020، فان الاولوية تبقى لجلاء ملابسات هذه الجريمة الفظيعة وكشف تفاصيلها والضالعين فيها، وبلسمة جروح المفجوعين. وفي هذا الإطار، أجدد دعوة الجميع إلى ابعاد هذا الملف عن السياسة وحصره في اطاره القضائي الصرف واعتماد الاصول الدستورية في معالجته".
أوغلو في بيروت
على صعيد آخر، جال وزير الخارجية التركية مولود جاويش اوغلو على المسؤولين حاملا دعوة إلى ميقاتي لزيارة تركيا ودعما تركيا للاقتصاد اللبناني واستعداداً للتدخل في رأب الصدع بين بيروت والخليج.
وقال الوزير التركي "أتيت لتأكيد دعم تركيا للبنان، ودعوة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لزيارة تركيا واجراء التحضيرات الاولية للزيارة". وقال: "تناولنا كيفية تطوير السياحة ومجالات الطاقة والوجهة الاولى للشعب اللبناني هي تركيا ومعروفة محبة الشعب التركي للبنان. وتناولنا المواضيع الاقليمية ونحن البلدان الاكثر تأثرا بالازمة السورية. ويجب الا يضطر الشعب اللبناني الشقيق إلى دفع ثمن المساومات الاقليمية ونحن نريد تطوير علاقاتنا الثنائية. وشدد على "دعم الحكومة لاجراء الانتخابات النيابية العامة في موعدها"، وقال: "لطالما اعطينا اهمية لسيادة واستقلال وامان لبنان وقدمنا الدعم اللازم بعد انفجاري بيروت وعكار وندعم الجيش والقوى الامنية من اجل استقرار وامن لبنان". وتمنى اوغلو ان "يتم حل ازمة الخليج عبر الاحترام المتبادل والمناقشات والطرق الدبلوماسية، ونحن جاهزون للقيام بدورنا في هذا الموضوع".
على صعيد اخر وفي إطار التعاون العسكري اللبناني – الاميركي تسلم أمس الجيش اللبناني 6 طوافات عسكرية من نوع (MD-53OF)، مقدمة من الولايات المتحدة الأميركية، في إطار برنامج المساعدات الأميركية، في قاعدة حامات الجوية في حضور قائد الجيش العماد جوزف عون والسفيرة الاميركية دوروثي.
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024