ابناؤك الاشداء

لبنان

بري يثير ملف النازحين من الأردن.. والسنيورة يشعر بالضيق
04/03/2019

بري يثير ملف النازحين من الأردن.. والسنيورة يشعر بالضيق

اهتمت الصحف الصادرة اليوم في بيروت بمواقف رئيس مجلس النواب التي أطلقها من الاردن خلال اجتماع رؤساء البرلمانات العربية، والتي حضر فيها رئيس مجلس الشعب السوري بعد غياب لسنوات.
كما تطرقت الصحف إلى المؤتمر الصحفي الأخير للنائب السابق فؤاد السنيورة حول الحسابات المالية للدولة اللبنانية.
إلى ذلك تناولت بعض الصحف الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى موسكو والمقررة في 26 آذار الجاري.

 

"البناء": بري يلتقي عبد الله: لا نستطيع الشعور بالمسؤولية تجاه فلسطين فيما نعزل سورية
حضر ملف النازحين في لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري والملك الأردني عبدالله الثاني» وأكد الطرفان ضرورة التواصل مع الحكومة السورية من أجل تأمين عودة هؤلاء النازحين واتفقا على التنسيق والتواصل في هذا المجال.

وحمّل بري الملك عبد الله الذي سيزور الولايات المتحدة، ملف المساعدة في ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة، وفق ما طرحه أمام الأميركيين من زاوية الحل الذي اعتُمد في الحدود البرية والخط الأزرق.

وأكد بري في كلمة أمام البرلمانيين العرب في جلسة لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، المنعقد في عمان «ضرورة توحيد الصف العربي»، وقال: «إننا كبرلمانيين، لا نستطيع الشعور بالمسؤولية تجاه الفلسطينيين، فيما نعزل سورية، ونبني حواجز بين بعضنا وبعضنا».

وطالب بري «على مستوى الوطن اللبناني، بقرار حازم وحاسم، ضد صفقات تبديل الأرض والوطن البديل، وتوطين اللاجئين والنازحين من الأشقاء الفلسطينيين والسوريين في لبنان، وكذلك في الأردن وغيرهما».

وقال بري الذي انتخب أميناً لسر المؤتمر: «نلتقي اليوم في ظروف ضاغطة على مختلف أقطارنا، بالاجتماعات والمؤتمرات وباستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على دمشق، وبالحروب الجارية للقضاء على الإرهاب، ومحاولة الاستثمار عليها وعلى الوقت، لتحويل انتباهنا عن مشاريع الصفقات والمخططات، الهادفة لإنهاء القضية المركزية فلسطين، وإخضاعنا لأمر واقع جغرافي وسياسي ومصلحي، لا تلبي متطلبات السلام العادل والشامل، على حساب الأماني الوطنية للشعب الفلسطيني الشقيق، وعلى وحدة كيانات المنطقة، وفي الطليعة سورية والعراق، والاستمرار بوضعهما على منظار التصويب في إطار السعي الجاري لاستبدال العدو، وجعل عدو آخر بصراحة من خلال لقاء وارسو، وهو الجمهورية الإسلامية في إيران».


"الأخبار": السنيورة يفشل في جعل قضيته أزمة وطنية

على صعيد آخر، اعتبرت صحيفة "الأخبار" أن الرئيس فؤاد السنيورة لم يكن موفقاً في مؤتمره الصحافي الأخير. الواضح أنه يشعر بضيق كبير. الأمر، هنا، لا يتعلق باتهامه ولو بطريقة غير رسمية بالمساهمة في تحمل المسؤولية عن «غياب الوضوح» بالنسبة إلى الحسابات المالية للدولة طوال سنوات عدة. ضيق السنيورة سببه خشيته من أن يُترك وحيداً، وخوفه الحقيقي تخلي إدارة الرئيس سعد الحريري الحالية عنه، وتحويله إلى «كبش فداء»، وتحميله وحيداً مسؤولية كل أخطاء الفريق الحريريّ منذ العام 1993.

مجموعة من الملاحظات:
- أراد السنيورة أن يحوّل مؤتمره الصحافي إلى مهرجان تضامني معه. كان مقربون منه يتوقعون أن يطلق الحاضرون تصريحات منددة بالاتهام. وقد حرص رئيس الحكومة السابق، خلال الساعات التي سبقت المؤتمر، على توفير تغطية إعلامية واسعة، تجعل موقفه يتجاوز موقع المدافع عن نفسه، ويحوله إلى قضية سياسية بامتياز.

- بعض من يدعمون موقف السنيورة، ويرفضون كل ما يصدر عن حزب الله، وجدوا رئيس الحكومة الأسبق مرتبكاً ومتوتراً. والمشكلة تكمن في كون أي متضامن مع السنيورة، لا يمكنه سرد أي معلومة واضحة للدفاع عنه. فكيف إذا كان في تيار السنيورة من يعتقد أنه بات على الرجل التقاعد.

- غالبية الفريق الذي حضر تنتمي فعلياً إلى تجمع القوى والشخصيات التي صارت خارج المشهد الفاعل سياسياً، بسبب طبيعة التسوية الرئاسية من جهة، وطبيعة التسوية التي رافقت تشكيل الحكومة من جهة ثانية. وهو فريق لديه مشكلة دائماً مع حزب الله وحلفائه، لكن مشكلته الأكبر ،اليوم، مع الرئيس سعد الحريري ومع «القوات اللبنانية» ومع الذين انخرطوا في التسوية. وقد يكون من المفيد لفت انتباه من يهمه الأمر إلى أن هؤلاء يمثلون آخر ما بقي من قوى وجيش 14 آذار. وقد يكون صعباً عليهم الإقرار بأن التسوية التي قامت على أساسها الحكومة الحالية، قد أجهزت نهائياً على فكرة 14 آذار وشعاراتها.

- صحيح أن طبيعة الاتهام العام الذي وجهه النائب حسن فضل الله يصيب السنيورة أكثر من غيره، لكنه اتهام يمكن تحويله إلى مضبطة بحق كل من تولى المسؤولية عن أموال الدولة منذ ربع قرن. وبالتالي، كان الأجدر بالرئيس السنيورة أن يقول إنه لا يعارض تحقيقات شاملة في الملف، وكان الأجدر به المطالبة بضمانات أن تكون التحقيقات شفافة تتيح تبرئته إن كان غير متورط، وتتيح الوصول إلى تحديد المسؤولية عن الجناة الحقيقيين.

- إذا كان السنيورة أكثر المتحسسين من الإشارة إلى الـ11 مليار دولار، فإن الاتهام الوارد في بيان النائب فضل الله، يجعل قضية الـ11 ملياراً جزءاً من قضية أشمل. وبالتالي، فإن آخرين كثراً، لم يحضروا في قاعة نقابة الصحافة، لكن قلوبهم كانت ولا تزال مع السنيورة، وهم يرغبون بإقفال هذا الملف بصورة نهائية وعدم العودة إليه. ومن هنا نفهم النشاط الحثيث القائم على أكثر من جبهة، للوصول إلى حل عنوانه «تصفير الحسابات» مرة جديدة.


"الجمهورية": هكذا فُتحت طريق موسكو أمام عون
تقرّرت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى موسكو، وتؤكّد معلومات حصلت عليها «الجمهورية» أنها ستحصلَ أواخرَ آذار الجاري، وتحديداً في 26 آذار.

ويُطرح سؤال عمّا حصل ليعطيَ الكرملين موعداً لعون في هذا الظرف، وما هي التغيّرات التي سرّعت موعدَ الزيارة؟

في التفاصيل، ووفق معلومات «الجمهورية»، فإنه على رغم جهود وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والنائب السابق أمل ابو زيد لتحديد الموعد منذ نحو سنتين، فإنّ مَن لعب الدور الأساس والحاسم في تأمين موعد اللقاء مع بوتين هو بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل حيث تمت الزيارة بطلب من الكنيسة الأرثوذكسيّة ومن البطريرك شخصياً نتيجة الخلاف داخل الكنيسة بين الروس والأوكرانيين.

ولعب أيضاً ممثل بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لدى بطريركية موسكو وعموم روسيا المطران نيفون صيقلي دوراً بارزاً للوصول الى هذه النتيجة، حيث عمل منذ أكثر من شهرين على الموضوع وعقد إجتماعات مع الكنيسة الروسية ذات الدور الواسع والنفوذ الكبير في موسكو، والتي تملك علاقات قوية مع الكرملين.

وكان صيقلي يتحدث معهم ويحضّهم على تحديد موعد لعون كونه الرئيسَ المسيحيّ الوحيد في المنطقة، خصوصاً أنّ كل المحاولات السابقة لم تؤتِ ثماراً، في حين أنّ المطران صيقلي كان مستغرِباً عدم الإستعانة به لأنّ رجال العهد يعلمون بعلاقاته الواسعة في روسيا ومع بطريركية موسكو وسائر روسيا كونه ممثلَ البطريركية الأنطاكية في موسكو منذ 45 عاماً.

وبعد جهود مضنية من صيقلي تمّ إبلاغُه قبل 3 أسابيع أنّ الكرملين سيحدّد موعداً لعون لأنه الرئيسُ المسيحيّ الوحيد في الشرق وموسكو يهمها الوجود المسيحي، وهكذا حصل.

ويحمل عون معه ملفات كثيرة الى روسيا أبرزها قضية النازحين السوريين، حيث بات معلوماً أنّ موسكو هي مَن تسيطر على سوريا وصاحبة النفوذ الأكبر، كذلك إنّ بوتين هو مَن أبرم إتفاق هلسنكي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تموز الماضي، والقاضي بعودة نازحي دول الجوار.

وسيركّز عون على أهمية عودة النازحين لأنّ لبنان ليس قادراً على تحمّل الأعباء، ولأنّ إستمرارَ وجود النازحين أو توطينهم سيؤثر على الديموغرافيا اللبنانية وسيضرب تركيبة البلد القائمة على التوازن المسيحي- الإسلامي، في حين أنّ روسيا تبدي كل الحرص على الوجود المسيحي في الشرق وعلى أمن لبنان وإستقراره.

إلى ذلك، ستحضر ملفات إقتصادية ذات إهتمام مشترَك. ففي آخر زيارة للحريري الى الكرملين في 13 حزيران الماضي ركّز بوتين على التعاون الإقتصادي والتبادل التجاري مع لبنان.

وإذا كانت موسكو ترغب في الحفاظ على علاقاتها مع جميع اللبنانيين فإنّ هذا الأمر لا يعني أنها تهمل الملف الإقتصادي، فقد دخلت إحدى الشركات النفطية في مجال التنقيب عن الغاز في البحر مع الشركتين الإيطالية والفرنسية، كذلك فإنّ الشركات الروسية تستثمر في مجال الطاقة في طرابلس.

ولم يُعرف حتى الآن هل سيُطرَح الملفُّ العسكري على طاولة البحث بين الرئيسين، مع معرفة موسكو جيداً أنّ لبنان يدخل ضمن دائرة النفوذ الأميركي، لكنّ الأساس أو نقطة الإلتقاء بين كل اللبنانيين هي على أهمية الدور الروسي بالنسبة الى تنظيم العلاقات اللبنانية- السورية، لأن لا أطماعَ سياسية روسية في لبنان، فما تريده موسكو هو الحفاظ على العلاقات مع الدولة اللبنانية وليس كسب قوى وأحزاب وتيارات موالية لها.

إقرأ المزيد في: لبنان