معركة أولي البأس

 

لبنان

 دعم إيراني متجدّد للبنان: عرض مُغرٍ لقطاع الطاقة
07/10/2021

 دعم إيراني متجدّد للبنان: عرض مُغرٍ لقطاع الطاقة

استكمالًا لجولته على عددٍ من بلدان المنطقة، وصل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت حاملًا معه دعم بلاده للبنان، وهو ما يُثبت مجددًا أنَّ الجمهورية الاسلامية ما توانت يومًا عن مساندته في العسر قبل اليسر.

قصر بعبدا

أولى محطات عبد اللهيان كانت في قصر بعبدا، حيث زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أكَّد "دعم لبنان للجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة، لا سيما العلاقات مع الدول العربية، من خلال الحوار القائم لهذه الغاية"، معتبرًا أنَّ "مثل هذا الحوار يمكن أن يقرِّب وجهات النظر حيال القضايا المختلف عليها".

ونوَّه الرئيس عون بـ"التضامن الذي تبديه إيران مع لبنان في مواجهة أزماته، وبالمساعدات التي قدَّمتها بعد انفجار مرفأ بيروت"، محمِّلًا وزير الخارجية تحياته إلى الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي والشعب الإيراني الصديق، متمنيًا لهم دوام التقدُّم.

بدوره، نقل الوزير الإيراني في مستهل اللقاء إلى الرئيس عون تحيات الرئيس الإيراني، مجددًا "دعم بلاده الثابت للبنان، واستعداد الحكومة الإيرانية لتقديم كل المؤازرة في المجالات التي يحتاجها لبنان خصوصًا في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرُّ بها".

وعرض عبد اللهيان للرئيس عون موقف بلاده من التطورات الإقليمية والدولية ولأجواء المفاوضات التي تُجريها طهران مع عددٍ من الدول العربية والأجنبية والاقتراحات المُتداولة لتحسينها وتطويرها، وكذلك ما يتعلَّق منها بالملف النووي.

عين التينة

بعدها، زار عبد اللهيان عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وبعد انتهاء الاجتماع، أكَّد وزير الخارجية الإيراني أنَّ بلاده ستقف دائمًا داعمةً ومؤازرةً للبنان الشقيق في مجال مساعدته على التخلص من المشكلات والأعباء التي يعاني منها في كافة المجالات.

 دعم إيراني متجدّد للبنان: عرض مُغرٍ لقطاع الطاقة

وقال إنَّه والرئيس بري شدَّدا على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وعلى أهمية الدور الذي تقوم به المقاومة بالتصدي للكيان الصهيوني.

وأشار عبد اللهيان إلى أنَّه "كان هناك تشاطر في وجهات النظر على أنَّ كافة المشكلات والملفات الإقليمية يجب حلُّها بين أهل المنطقة بأنفسهم وقد قيمنا إيجابيًا استمرار المفاوضات الإيرانية السعودية".

واعتبر أنَّ "وجود القوى الغريبة في المنطقة هو العامل الأساسي في زعزعة أمنها واستقرارها"، موضحًا أنَّه تحدث بشكل مُسهب مع الرئيس بري حول آخر تطورّات الملف الأفغاني.

السراي الحكومي 

وانتقل وزير الخارجية الإيراني بعدها إلى السراي الحكومي لزيارة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي هنأ عبد اللهيان بتوليه مهامه، وقال إن "لبنان بأمس الحاجة اليوم، وأكثر من اي وقت مضى، الى تعزيز ثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها، من خلال علاقات طبيعية بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في ما بينها بما يخدم تطلعات شعوبها".

وخلال اللقاء الذي حضره السفير محمد جلال فيروزينيا والوفد المرافق، أعرب ميقاتي عن "ترحيب لبنان بأي جهدٍ من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الامنية والعسكرية".

 دعم إيراني متجدّد للبنان: عرض مُغرٍ لقطاع الطاقة

ورحَّب "باسم الحكومة اللبنانية بالمناخات والأجواء الإيجابية التي سادت جولات الحوار بين إيران والسعودية والتي استضافتها دولة العراق الشقيق"، مؤكدًا "أن التلاقي والحوار بين دول الجوار العربي والإسلامي هو قدر شعوب هذه المنطقة الطامحة الى العيش بسلام وأخوة".

وشدَّد رئيس الحكومة "على وجوب الاستثمار على النوايا الصادقة التي تبديها الأطراف المتحاورة للوصول الى طي كافة صفحات الخلاف وتبديد كل الهواجس وإحلال مناخات الثقة والطمأنينة وبالتالي التأسيس لفتح صفحة جديدة من علاقات التفاهم والصداقة القائمة على الاحترام المتبادل لسيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية والمحافظة على أمنها واستقرارها وطموحات شعوبها".

ورأى ميقاتي أنَّ "الخدمة الفضلى التي يمكن أن تقدَّم للمنطقة بشكل عام، وللبنان بشكل خاص في هذه المرحلة الحرجة، هي أن تُثمر لقاءات الحوار والتفاوض بين الجوار العربي والإيراني توافقًا كاملًا حول مختلف العناوين والقضايا التي من شأن التفاهم حولها أن يسهم في ارساء دعائم الأمن والتقدم والاستقرار، وهذا ما سيلقي بظلاله الايجابية وفوائده على لبنان واللبنانيين".

وزارة الخارجية

هذا، وختم عبد اللهيان جولته على المسؤولين اللبنانيين بزيارة نظيره عبد الله بو حبيب، إذ أكَّد أنَّ بلاده على أتم الاستعداد لتقديم كل أوجه الدعم إلى لبنان لتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها.

وقدَّم وزير الخارجية الإيراني عروضًا لبناء الشركات الإيرانية معمليْن للطاقة الكهربائية للبنان بقوة ألف ميغاوات في بيروت والجنوب بغضون 18 شهرًا فقط، بالإضافة للمبادرة بالخبرات الفردية والهندسية الإيرانية في إعادة إعمار مرفأ بيروت في حال طلب الجانب اللبناني.

واعتبر أنَّ من أبسط حقوق الحرية أنَّ باستطاعة بلدين كإيران ولبنان زيادة التعاون بينهما شرط طلب الجانب اللبناني لذلك، مشدِّدًا على أنَّ الجمهورية تعتبر أن لبنان بلد شقيق وصديق وشريك في هذه المنطقة.

ولفت عبد اللهيان إلى أنَّ العلاقات التجارية والسياحية والاقتصادية كانت ولا تزال مفتوحةً بين الجانبين، موضحًا أنَّ الشعبين اللبناني والإيراني جاهزان لاستئناف الرحلات الجوية بعد توقفها خلال فترة كورونا. 

ووجَّه وزير الخارجية تحيةً للشهداء الذين قادوا مسيرة المقاومة عماد مغنية وقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، مُثنيًا على دور المقاومة بالتصدي للكيان الصهيوني.

وأضاف "إيران لا تعترف إلا ببلد واحد اسمه فلسطين وعاصمته القدس ونؤكد على ذلك من بيروت"،  مبينًا أنَّ "المفاوضات الإقليمية هي السبيل لطرد الأجسام الغريبة من المنطقة، وأنَّ المحادثات بين إيران والسعودية قطعت شوطا جيدا".

وأعلن عبد اللهيان أنَّ بلاده جاهزة للعودة إلى الاتفاق النووي في حال رفع العقوبات وعودة كل الأطراف للمفاوضات، مشيرًا إلى أنَّها "تطمح إلى مفاوضات في الملف النووي تحفظ حقوق الشعب الإيراني إذا التزم الطرف الآخر بوعوده".
 

إقرأ المزيد في: لبنان