لبنان
الحكومة قاب قوسين.. منسوب التفاؤل يرتفع
تسود أجواء التفاؤل على ملف التشكيل حيث ترى الصحف اللبنانية أن الحكومة قيد الولادة قبل نهاية الأسبوع.
الصحف ركزت على التقدم في مسار التأليف، ونجاح مساعي المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بحلحلة بعض العقد وتجاوزها.
وما يشكك بهذا التفاؤل هو غياب اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي كما لم يحدد موعداً لهذا اللقاء حتى الساعة.
تفاؤل بقرب تأليف الحكومة قبل نهاية الأسبوع
بداية مع صحيفة الأخبار التي أشارت إلى الأجواء الإيجابية التي تخيّم على تصريحات مختلف القوى السياسية الشريكة في الحكومة المقبلة، بعد دخول المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، على خط التفاوض بين الرئيسين عون وميقاتي.
وبحسب مصادر سياسية رفيعة المستوى، فقد حُلّت عقدتا حقيبتَي الداخلية والعدل، لتنحصر المشكلة في مطالبة الرئيس نجيب ميقاتي بالحصول على واحدة من حقائب الاقتصاد والشؤون الاجتماعية أو الطاقة. ويقول ميقاتي إنه يريد إحدى هذه الحقائب لكي يكون مشاركاً، عبر ممثل له، في المفاوضات التي ستُجرى مع صندوق النقد الدولي، وإنه يفضّل «الاقتصاد».
وفيما سيستمر إبراهيم في مسعاه بين الرئيسين، تبيّن أن الاتفاق على «الداخلية» أدى إلى ترشيح القاضي بسام المولوي لتولّيها. أما العدل، فتوافق عون وميقاتي على أن يحملها القاضي هنري خوري، بعدما سقط ترشيح القاضية ريتا كرم، فيما عاد الرئيسان ليتفقا على اسم السفير السابق عبد الله بوحبيب ليتولى وزارة الخارجية.
وكانت المفاوضات قد شهدت خلافاً على اسمَي وزيرين مسيحيين جرى التفاهم عليهما بعدما عُرِضت على رئيس الجمهورية مجموعة أسماء، انتقى منها مجموعة أقلّ عدداً، ليتولّى ميقاتي اختيار اسمين منها.
وقالت المصادر إن الإيجابية التي يُحكى عنها ليست نتيجة مبالغات، إلا أن ذلك لا يعني أن مسار التأليف ليس قابلاً للعرقلة. كما أكدت مصادر في التيار الوطني الحر أن «تأليف الحكومة لا يجب أن يتجاوز نهاية الأسبوع، أو في أي وقت قبل ذلك إذا ما ثبت الرئيس ميقاتي على موقفه».
وعزت تأخر التأليف الى «التقلب المستمر، رفضاً وقبولاً» لدى ميقاتي. إذ «ما إن يتم الاتفاق على اسم مثلاً، حتى يعود الى رفضه قبل أن يتراجع عن الرفض ليعود الى القبول... وهكذا». وهذا ما حصل لدى اقتراح رئيس الجمهورية اسم القاضي هنري خوري لوزارة العدل، إذ رفضه الرئيس المكلف، فاقترح عون اسم القاضية ريتا كرم التي وافق عليها ميقاتي، قبل أن يغيّر الأخير موقفه ويستقبل خوري ثم يبلغ عون موافقته عليه. والأمر نفسه ينطبق على توزّع الوزارات وعودة الرئيس المكلف عما سبق أن وافق عليه.
وتساءلت المصادر عن سبب «تضخيم الكلام المفبرك» عن المطالبة بالثلث المعطل، و«ما إذا كان لتصوير تأليف الحكومة على أنه انتصار لطرف حقّق ما يريده على طرف لم ينل ما كان يطالب به؟»، لافتة إلى أن الرئيس المكلف «لمس منذ اليوم الأول أن لا مطالب لدى رئيس الجمهورية في ما يتعلق بالثلث».
الحكومة اليوم أو غداً… وآخر المهل نهاية الأسبوع…
بدورها، ذكرت صحيفة البناء أن المعلومات حول التقدم في مفاوضات تأليف الحكومة تضاربت وإعلان ولادتها هذا الأسبوع كما أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال لقائه الوفد الأميركي الذي يزور لبنان. لكن لم يعقد اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف كما لم يحدد موعداً لهذا اللقاء حتى الساعة.
مصادر مطلعة لفتت لـ»البناء» إلى أن المساعي مستمرة على أكثر من صعيد وأحرزت تقدماً ايجابياً في أكثر من عقدة والأجواء ايجابية وفي حال استمرت الأجواء الايجابية سنصل إلى مرحلة تأليف الحكومة خلال أيام»، وأوضحت المصادر أن المفاوضات تدور على توزيع بعض الحقائب والأسماء للتوصل إلى صيغة نهائية بشكل لا يملك الرئيس عون الثلث المعطل».
ووفق المطلعين على موقف عين التينة لـ»البناء» فإنهم لمسوا في كلام رئيس المجلس في خطابه الأخير وجود مساعٍ جدية وقوة دفع داخلية – خارجية كبيرة باتجاه تأليف حكومة خلال الأسبوع الجاري خالية من الثُلث المعطل، وإلا فإن الفرصة الأخيرة ستضيع ويسقط الهيكل على رؤوس الجميع ولن يستطيع العهد الاستفادة من فرصة أخرى كون ميقاتي سيكون آخر الرؤساء المكلفين فيما تكليف رئيس من خارج «الصف السني» دونه تعقيدات كثيرة.
وعلى رغم المناخ التفاؤلي والإيجابي إلا أن السجالات على خط بعبدا – نادي رؤساء الحكومة السابقين لم تتوقف، فقد ردت مصادر النادي على البيان المعمّم بلسان «مصادر مطلعة على أجواء بعبدا»، واعتبرت أن «الرئيس المكّلف، في حديثه التلفزيوني الأخير عن مسؤولية رئيس الحكومة أمام مجلس النواب انطلق من نص المادة 64 التي تقول رئيس مجلس الوزراء هو رئيس الحكومة يمثلها ويتكلم باسمها ويعتبر مسؤولاً عن تنفيذ السياسة العامة التي يضعها مجلس الوزراء، ويطرح سياسة الحكومة العامة أمام مجلس النواب.
ثانياً: أن موقف رؤساء الحكومات السابقين المعبّر عنه في البيان الأخير الذي أصدروه، بشأن مسؤولية رئيس الجمهورية في موضوع انفجار مرفأ بيروت، انطلق من كلام رئيس الجمهورية نفسه الذي قال فيه إنه تلقى قبل أسبوعين من تاريخ وقوع الانفجار تقريراً عن المواد المتفجرة المخزّنة في مرفأ بيروت، ولم يبادر إلى طرح الأمر من خارج جدول الأعمال في مجلس الوزراء، كما لم يدع بصفته رئيساً لمجلس الدفاع الأعلى، إلى عقد اجتماع للمجلس لدرس التقرير واتخاذ الإجراء المناسب بشأن هذه المواد، ولم يتابع الأمر مع من أشار إليهم بمتابعة أمر هذه الكميات الكبيرة والخطيرة من المواد القابلة للتفجير من أجل الحؤول دون وقوع المحظور. هذا علماً أن القاصي والداني يعرف أن فخامته، ومنذ فترة طويلة، يتدخل بالأمور الصغيرة والكبيرة- وبشكل يومي- ولكنه تغاضى عن هذه المسألة الخطيرة».
الحكومة هذا الأسبوع!
صحيفة اللواء أيضاً لفتت إلى أن منسوب التفاؤل بولادة الحكومة ارتفع في الساعات القليلة المقبلة، أو يوم السبت المقبل على أبعد تقدير، في ضوء ما يوصف «بحركة مثمرة» للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بين بعبدا و«البلاتينوم» (حيث يقيم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي).
وربطت أوساط نيابية بين التراجع الملحوظ لسعر صرف الدولار، وما يُحكى عن تقدّم حقيقي في موضوع تأليف الحكومة، مع الحرص على «الحذر الواجب» نظراً للتجارب السابقة.
وأفادت مصادر مطلعة على اجواء بعبدا لـ«اللواء» ان الحكومة تقطع أميالها الأخيرة ما لم تحصل مفأجاة غير سارة بعد الدخول في التفاصيل وليس هناك من أي مبرر لقيام أي تأخير في تأليف الحكومة. ودعت المصادر إلى عدم تعليق أهمية على موضوع الثلث. وأشارت إلى أن هذه الحكومة ستكون حكومة كل لبنان.
إلى ذلك أفادت مصادر سياسية أن ما تبقى من عراقيل تتصل بتوزيع وزارتين وإسقاط أسماء عليها مشيرة إلى أنه في المبدأ أضحت التركيبة شبه مكتملة على أن أي تبديل في الأسماء وتقدم حظوظ أسماء على أخرى قد تكون واردة في اللحظات الأخيرة شرط الإبقاء على التوزيع الطائفي.
وعلم أن المدير العام للأمن العام واصل مساعيه المتنقلة بين بعبدا والبلاتينوم حاملا طروحات على أن تتكثف اتصالاته في الساعات المقبلة من أجل بلورة النتيجة النهائية قبل اللقاء الحاسم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.
وعلمت «اللواء» أن ما لم يحسم بعد هو إلى من ستؤول إحدى الوزارتين الاقتصاد والشؤون الاجتماعية وسط تأكيد من الرئيس المكلف أنه يرغب في إحداها لأن اي وزارة أساسية لم تدرج من حصته إلا وزارة الصحة وهي في الأصل من حصة الحريري. وسألت ما إذا كان الرئيس ميقاتي يقبل أن تكون الوزارتان من حصة رئيس الجمهورية ويحصل على بديل لهما أو أنه يتمسك بالحصول على إحدى الوزارتين. ومن هنا النقاش ينحصر على هذه المسألة.
وأكدت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان الاتصالات الجارية لحلحلة العقد وتجاوز الخلافات حول التشكيلة الوزارية قطعت شوطا كبيرا واصبحت في مراحلها الاخيرة، ولم يتبق منها الا بعض التباينات الثانوية، ينتظر ان يتم تسويتها اليوم على ابعد تقدير.
وقالت ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، يحرص على تذليل وإنهاء كل التباينات والعقد قبل عقد اي لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون، لكي يكون لقاء التأليف واصدار مراسيم التشكيلة الوزارية المرتقبة، والا فانه، سيتريث قليلا، ريثما يتم تجاوز كل الخلافات، الا اذا كان بعضها يتطلب نقاشا مع عون شخصيا في المرحلة الاخيرة.
واذ اشارت المصادر الى ان من بين العقد التي ما تزال غير محلولة، عقدة وزارة الشؤون الاجتماعية وعقدة وزارة الاقتصاد، وتتسارع الاتصالات للاتفاق بخصوصهما، بسرعة، توقعت أن تعلن الحكومة الجديدة قريبا، اذا سارت الامور بسلاسة، ولم تطرأ خلافات الساعة الاخيرة، كما يحدث احيانا.
وليلاً، علم ان معظم العقد ذللت، وانه في حال توجه الرئيس المكلف إلى بعبدا اليوم، فهذا يعني صدور المراسيم هذا النهار أو غداً على أبعد تقدير، ما لم يطرأ أي تطوّر لم يكن بالحسبان.
ميقاتي يتريّث بالتأليف
صحيفة الديار رأت أن «الدخان الأبيض» ينتظر حركة اللواء إبراهيم الملتزم بالصمت كما يقول ولن يتحدث قبل انجاز مهمته ولن يرد على التسريبات او يعمم اجواء تفاؤلية او سلبية قبل أنجاز مهمته التي باشر فيها بتكليف من الرئيسين عون وميقاتي اللذان يثقان بقدراته في تدوير الزوايا واقتراح الحلول وفكفكة الألغام ونقل الاجواء والمباحثات بامانة لان حركة بعض الموفدين والمستشارين مع بداية التأليف لم تكن على قدر الآمال المعقودة وساهمت بتباعد المسافات وخلق العقد والعرقلة.
وقد كشفت مصادر متابعة للتاليف عن حرص عون وميقاتي على العمل بصمت أيضا وعدم تسريب اية معلومة قد تساهم بعرقلة التأليف ولذلك يحرص الرئيس ميقاتي على الاكتفاء بالرد على الصحافيين بالقول "ما راح احكي اللواء ابراهيم يتولى الاتصالات بشكل دائم" وهو ما زال يؤكد على الاستمرار بجهوده للتاليف وان اي كلمة عن الاعتذار لم تصدر عنه بل مجرد تسريبات اعلامية.
وبسحب الديار وهذا لا يعني ان المهلة مفتوحة لان ميقاتي بدأ يدرك أن عامل الوقت والتعثر ليسا لصالحه مطلقا على الصعيد الشعبي مع تصاعد الأزمات المعيشية وحالات الفلتان في طرابلس والشمال، ولذلك بادر إلى عقد لقاء لنواب طرابلس لبحث همومها التي لا تحصى، وستصيب ليس ميقاتي فقط بل كل من يتعاطى الشأن العام في المدينة.
وفي الحصيلة فإن العبرة تبقى في الخواتيم لكن مبادرة اللواء ابراهيم هي الخرطوشة الأخيرة لجهة الولادة ام بقاء حكومة دياب حتى نهاية العهد، علما ان ابراهيم التقى عون وميقاتي امس والاجواء جيدة و3 عقد تم حلها وبقيت عقدة واحدة تتعلق بوزارة الشؤون الاجتماعية.
على صعيد اخر، كشفت مصادر عليمة، ان التأخير ربما يكون مرده إلى انتظار ميقاتي تداعيات ملف وصول الباخرة الإيرانية واين سترسو واين ستفرع حمولتها وكيف سيتم التعامل الرسمي وكيف سيكون موقف الرئيس عون وكيف سيتعامل ميقاتي اذا اتخذت السعودية قرارا رافضا ؟ وكيف ستتعامل أميركا واسرائيل؟ وهل سيكون للملف تداعيات داخلية؟ وإذا ضربت إسرائيل الناقلة إلى أين سيذهب البلد؟ ولماذا على ميقاتي تحمل النتائج؟ وهناك إجماع بأن المرحلة دقيقة جدا ولا بد من التريث بالولادة حتى انقشاع المشهد كله؟
وأشارت معلومات ان ميقاتي تلقى معلومات ان الناقلة سترسو في َميناء بانياس السوري، وإذا حصل ذلك فإن اثقالا كبيرة تكون قد ازيلت عن اكتاف ستاخذ التأليف إلى مسار مغاير، كما تشير المعلومات ان الباخرة قد تصل أواخر الاسبوع الى قبالة الشواطئ السورية واللبنانية.
إقرأ المزيد في: لبنان
01/11/2024