لبنان
ذكرى 4 آب توظيف سياسي واعتداءات على المتظاهرين..مؤتمر دعم لبنان يدعو للإصلاحات..والعدو يستكمل اعتداءاته
ركزت الصحف اللبنانية على إحياء ذكرى انفجار مرفأ بيروت، حيث لم تسلَم الذكرى السنوية الأولى للتفجير من محاولات بعض الجهات استغلالها وتوظيفها في إطار سياسي، فضلاً عن أعمال الشغب والإشكالات، فيما أشارت من ناحية أخرى إلى الاعتداءات التي قامت بها طائرات العدو الإسرائيلي على لبنان.
"الأخبار": القوات تسطو على ذكرى انفجار المرفأ
وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار" إنه كما كانَ متوقعاً، لم تسلَم الذكرى السنوية الأولى لتفجير مرفأ بيروت من محاولات بعض الجهات استغلالها وتوظيفها في إطار سياسي ــــ فتنوي يستهدف حزب الله. وقد تصدّرت القوات اللبنانية مشهد «التشبيح» في عدد من المناطق، حيث حاولت افتعال الإشكالات عبر الاعتداء بالضرب على مجموعات مشاركة في الذكرى أو إطلاق شعارات تحريضية تحمّل الحزب وإيران مسؤولية الجريمة. وانضم إليها بعض القوى من فريق 14 آذار، بأسلوب يعيد إلى الذاكرة مرحلة ما بعد 2005
واضافت "لا تتوقّف «القوات اللبنانية» عن ممارسة الانتهازية السياسية. هي نفسها التي سارعت بعد اندلاع انتفاضة «17 تشرين» إلى الاستقالة من حكومة الرئيس سعد الحريري وركوب موجة الانتفاضة واستغلالها خدمة لأجندتها، عادت وتسلّلت أمس إلى المجموعات المشاركة في الذكرى السنوية الأولى لتفجير مرفأ بيروت. لم تغيّر القوات من عاداتها. يطغى طابِع الميليشيا والتشبيح على كل محاولات «التمدّن». حاولت مراراً أن تكتسي ثوبَ المعارِض في تقديم نفسها خارج الطبقة السياسية، وجهِد رئيسها سمير جعجع لإظهار نفسه بعيداً عن موبقاتها".
ولفتت الصحيفة إلى أنه مِن تلّته في معراب، أراد أن يُحرّك بيادق «القوات» في شوارع بيروت، كما لو أنه في عداد المُسعفين، المتضرّرين، الجرحى، ووكيل عن ضحايا سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم. هو الذي خبِر كيفية المتاجرة بالدم، ويعرِف كيفَ يقطف ثمار الانهيار والتدهور لصرفها في حسابات انتخابية. إن مِن خلال تصويب سياسي يستهدف «العهد» وحزب الله أو من خلال افتعال إشكالات يستعيد من خلالها مشهد القوات بالبزّة الزيتية، من أجل شدّ العصب المسيحي وإعادة إعلاء منطق الميليشيات. ما فعلته القوات أمس وسابقاً، كانَ لزوم الحسابات الداخلية الضيقة. لكنه في الوقت ذاته، يحمل وظيفة أخرى مرتبطة بسياقات إقليمية ودولية. يُريد جعجع دوماً تقديم أوراق اعتماده إلى رعاتِه الخارجيين، ولا سيما المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية.
ورأت أنه للنجاح في هذه المهمة والتقدّم على الآخرين، ليس له سوى إلباس حزب الله وإيران من خلفه جريمة المرفأ، من خلال خطف أي تحرك وتوظيفه في حرب المواجهة التي يقودها. وكانَ واضحاً أمس، اختراق محسوبين على القوات للمجموعات التي أتت من مناطق مختلفة وتجمعت بشكل مركزي قرب المرفأ. وقد تصدر مشهد الاعتداء على المشاركين في الذكرى، حيث تهجّم عدد من القواتيين على ناشطين بالقرب من تمثال المغترب بعدما طلب عدد من أهالي الضحايا رفع العلم اللبناني فقط. كما افتعلَ هؤلاء عدداً من الإشكالات في شوارع الجميزة ومار مخايل، وحاولوا قطع الطريق على ناشطين وبعض المجموعات، فيما حصل اشتباك بينهم وبينَ الحزب الشيوعي بالقرب من مخفر الجميزة، تدخلت على إثره القوى الأمنية وأطلقت النار في الهواء، وقد نجم عن هذا الحادث ما يزيد على عشرة جرحى. وقد سمِع في المحيط دويّ رشقات نارية. وجرى التداول بفيديوات قيل فيها إن مصدر الطلقات هو مكاتب للقوات في المنطقة، فيما أظهرت فيديوات أخرى جنوداً من الجيش يطلقون النار في الهواء لتفريق المتعاركين. وبينما استعادَ القواتيون شعاراتهم الميليشيوية والطائفية السابقة، انضمت إلى القوات مجموعات أخرى من بقايا 14 آذار، وحملت شعارات سياسية ضد حزب الله وإيران للتحريض ضدهما وإلصاق تهمة جريمة المرفأ بهما.
اشارت الصحيفة إلى أنه وقد لاقت الرياض أدواتها في لبنان، وشاركت في الذكرى من خلال تصريحات فتنوية تحريضية ضد الحزب، إذ قال وزير خارجيتها فيصل بن فرحان أمس في تصريح لوكالة «رويترز» إن «إصرار حزب الله على فرض هيمنته سبب رئيسيّ لمشاكل لبنان»، وحثّ «السياسيين اللبنانيين على مواجهة سلوك الحزب».
وقالت الصحيفة إنه منذ الصباح الباكر، كانت القوى الأمنية قد وضعت حواجز على مداخل بيروت من الكرنتينا الى ضبية والذوق، وأقامت حواجز تفتيش وصادرت أقنعة مخصصة لمواجهة الغاز المسيل للدموع». وبعض الظهر الى منتصف الليل تصاعدت وتيرة التحركات وحدّة المواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية في محيط مبنى النهار ومجلس النواب، حيث جرت محاولات لاقتحامه.
اعتداء جوّي إسرائيلي على الجنوب للمرّة الأولى منذ 2006
من ناحية أخرى، قالت "الأخبار" إنه في تطوّر خطير على المشهد الأمني في الجنوب، شنّت طائرات العدو الحربية غارتين فجر اليوم، على منطقة الدمشقية في خراج بلدة المحمودية (بين أقضية جزين ومرجعيون والنبطية). الغارتان استهدفتا منطقة غير مأهولة، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنها المنطقة التي أطلِقَت منها الصواريخ التي استهدفت محيط مستوطنة كريات شمونة، نهار أمس.
ولفتت إلى أنه الناطق باسم جيش العدو أعلن أن «طائرات مقاتلة هاجمت مناطق في لبنان أطلقت منها صواريخ ظهر أمس على كريات شمونة، والبنى التحتية للإرهاب»، مهدّداً بأن «تستمر هجمات الجيش وستزداد في مواجهة المحاولات الإرهابية ضد إسرائيل».
واشارت الصحيفة إلى أنه ورغم أن العدو وضع غارتَي فجر اليوم في سياق الرد على صواريخ نهار أمس، وأن معلقين مقربين من المؤسسة الأمنية في تل أبيب تعمّدوا القول إن الغارتين لم تستهدفا مواقع لحزب الله وإنهما «رسالة»، إلا أن الاعتداء يتجاوز خطوطاً حمراء أرستها قواعد الاشتباك في الجنوب منذ نهاية حرب تموز ــــ آب 2006. فللمرة الأولى، يستخدم العدو طائراته الحربية للإغارة على أراضٍ لبنانية، في عمق الجنوب، فيما كان سابقاً «يردّ» على أي إطلاق للصواريخ ــــ سواء باتجاه مزارع شبعا أو نحو شمال فلسطين ــــ بقصف مدفعي على مواقع «الحافة الأمامية».
ولفتت الصحيفة إلى أن المقاومة لم تقل كلمتها بعد. «الإعلام الحربي» اكتفى بنشر خبر عن الغارتين. المرة الأخيرة التي استخدم فيها العدو طائراته الحربية لقصف مواقع للمقاومة، كانت في شباط 2014، عندما أغارت طائرات حربية إسرائيلية على موقع لحزب الله عند الحدود اللبنانية ــــ السورية، شرقي بلدة جنتا. ورغم أن الغارة استهدفت حينذاك نقطة «ملتبسة» لجهة كونها تقع في أراضٍ لبنانية أو سورية، إلا أن حزب الله أصدر بياناً أكّد فيه أن الغارة كانت على الأراضي اللبنانية، وسرعان ما نفّذت المقاومة عملية في مزارع شبعا، عدّتها رداً على محاولة العدو خرق قواعد الاشتباك.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ عام 2006، ثبّتت المقاومة معادلة ردع للعدو، وأجبرته على الانكفاء عن تنفيذ أي اعتداء أو عدوان على الأراضي اللبنانية. ومن غير المتوقع أن تسمح له بتجاوز هذه المعادلة، بصرف النظر عن أسلوب إعادة تثبيت الردع، في حال شخّصت غارتي أمس في إطار سعي «إسرائيل» إلى الإخلال بميزان الردع الشديد الدقة.
وقالت إنه نهاراً، كان جيش العدو قد أطلق عدة دفعات من القذائف في مناطق مفتوحة بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة، في أعقاب سقوط صاروخَي كاتيوشا في منطقة مستوطنة كريات شمونة، بعد نحو أسبوعين على إطلاق صاروخين باتجاه الجليل الغربي. حاولت بذلك قيادة العدو أن تجمع بين توجيه رسالة تؤكد من خلالها أنها لن تقف مكتوفة الأيدي لدى تعرّض مستوطناتها للصواريخ في شمال فلسطين المحتلة، وبين الحرص الشديد على تجنّب أي انزلاق يدفع حزب الله للردّ، من خلال تجنّب المناطق المأهولة. وفي السياق نفسه أتت رسالة العدو عبر الناطق باسم جيش الاحتلال باللغة العربية، المقدم أفيخاي ادرعي، أنه «بصرف النظر عن هوية مطلقي الصواريخ، إلا أن العنوان واضح. الحكومة اللبنانية مسؤولة بشكل كامل عن أي نيران تُطلق من أراضيها. وهي لا تسيطر على نشاط المنظمات لكن إسرائيل لن تسمح بخرق سيادتها لأي سبب كان».
في المقابل، علَّق المعلق العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت يوسي يهوشع، على الدفعات المتتالية التي أطلقها جيش العدو في فترات متفاوتة، بالقول إنه «لا أهمية لهذا الرد كون القذائف سقطت في مناطق مفتوحة وأن الهدف منها إعلامي»، في إشارة منه إلى أن رئيس حكومة العدو، نفتالي بينت، يريد القول بأنه وجّه ضربات متعددة رداً على الصواريخ لكن من دون أي تأثير جدي على أرض الواقع. هذا وكانت صفارات الإنذار قد دوّت ظهر أمس، في مدينة كريات شمونة وبلدتَي كفار غلعادي وتل حي، القريبة من الحدود اللبنانية. وطلب جيش الاحتلال من السكان البقاء في أماكن آمنة.
"النهار": من حشود بيروت إلى مؤتمر الدعم… 4 آب مفصلي
من جهتها، قالت صحيفة "النهار" إنه كما تحوّل يوم 4 آب 2020، أي قبل سنة تماماً، إلى تاريخ دموي مفجع جراء أضخم ثالث انفجار تقليدي في العالم، فإنّ وقائع 4 آب 2021 بدت كآنها تسعى إلى تثبيت واقع أنّ ما بعد هذا اليوم لن يكون كما قبله. والحال أنّ إحياء الذكرى السنوية الأولى لانفجار #مرفأ بيروت اتسم بمجموعة مفارقات لافتة جعلته يوماً #لبنانياً مشهوداً داخلياً وخارجياً تداخلت وتزاحمت عبره التطورات سواء في الشارع، حيث عادت حماوة المواجهات الشرسة بين مجموعات من المتظاهرين قرب مجلس النواب خصوصاُ، أو في صورة التعبير الشعبي والتعاطف الوطني الواسع مع شهداء 4 آب وذويهم والذي ترجم بحشود فاقت التوقعات وناهزت عشرات الوف المواطنين الذين غطوا الساحات والشوارع بين وسط بيروت ومرفأ بيروت، وصولاً إلى مؤتمر الدعم الدولي الثالث للبنان الذي نظّمته فرنسا واتسم بكثافة الزعماء المشاركين فيه يتقدمهم الرئيسان الفرنسي #إيمانويل ماكرون والأميركي #جو بايدن والمواقف البارزة التي اعلنها المشاركون فيه ومقرراته.
واضافت أن كلّ هذا حوَّل يوم 4 آب هذه السنة علامة فارقة داخلياً وخارجياً لا يمكن القفز فوق دلالاته، سواء لجهة ما أظهرته كثافة الحشود المشاركة في يوم إحياء ذكرى تفجير المرفآ ام لجهة نجاح مؤتمر الدعم الدولي في جمع 375 مليون دولار مساعدات للبنان لمدة سنة، وهو الأمر الذي لم يكن متوقّعاً أن يبلغه المؤتمر في ظل الإدانة الدولية الواسعة التي تظهرت في المؤتمر للسلطة السياسية والطبقة السياسية في لبنان مع استمرار التأزم في تشكيل الحكومة. ولعلّ أكثر ما فضح واقع السلطة والسياسيين في لبنان أمام المجتمع الدولي أنّ ذكرى انفجار المرفأ استقطبت للبنان تعاطفاً قويّاً وواسعاً وانعقد من أجله في هذا اليوم بالذات مؤتمر دولي شاركت فيه نحو أربعون دولة ومنظمة الدولية. كما استبق البابا فرنسيس المؤتمر ووجه نداء مؤثّراً للبنان مؤكداً رغبته في زيارته، في حين كان المشهد السياسي الداخلي يجرجر ذيول الإخفاق والمبررات الساقطة وغير المقنعة للمضي في تعطيل تشكيل الحكومة العتيدة التي هي مطلب خارجي وداخلي جماعي.
ورأت ان عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، اكتسبت خلال ترؤسه القداس الاحتفالي على أرض المرفأ حيث وقع الانفجار وامام أهالي الضحايا دلالات بارزة وقوية، إذ أعلن أنّ "مطلبنا الحقيقة والعدالة، نحن هنا لنطالب بالحقيقة والعدالة"، مشدّداً على أنّ "الأرض ستبقى تضطرب في هذه البقعة إلى أن نعرف حقيقة ما جرى في مرفأ بيروت".
ولفتت إلى أنه في غضون ذلك، شهد محيط مجلس النواب اشتباكات لافتة وتوتّراً، بعدما عمد عدد من المحتجين إلى رشق المجلس بالحجارة. وقام عدد من الشبان بتسلق البوابة محاولين انتزاع الاسلاك الشائكة، مطالبين بـ"رفع الحصانة وبتحقيق العدالة". وحاولت مجموعة من الشبان التقدم بإتجاه بوابة شارع باب إدريس في مجلس النواب وهي مزودة بعصي وحجارة وقاطعة أسلاك شائكة، فيما القت القوى الأمنية القنابل المسيّلة للدموع باتجاه المتظاهرين في محيط المجلس لتفريقهم.
واشارت إلى أنه تصاعدت لاحقاً حدة المواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية قرب مبنى "النهار"، وازدادت أعداد المتظاهرين. وتصاعدت المواجهة لدى إحداث المتظاهرين ثغرة عند مدخل البرلمان الملاصق لفندق "لوغراي"، وأضرموا النيران عند البوابة، وسط تصاعد حدة المواجهات.
وقالت إنه وصلت مواجهة في الجميزة تبين أنّها بسبب استفزازات أطلقها عناصر من الحزب الشيوعي لدى مرورهم قرب مركز "القوات اللبنانية" في المنطقة من خلال اطلاقهم شتائم بحق رئيس حزب القوات سمير جعجع، الأمر الذي أدى مواجهات مع أنصار "القوات". وغرد النائب عماد واكيم عبر حسابه في "تويتر": "في الوقت الذي شكلت القوات رأس الحربة في المجلس النيابي للمطالبة برفع الحصانات، عمد بعض مدعي الثورة الى مهاجمة مركز القوات في الجميزة، وذلك في ذكرى 4 آب وخلال المطالبة بالعدالة وكشف الحقيقة! الغوغائية الهدامة".
ولفتت إلى أنه اتخذت المواجهات ليلاً بُعداً خطيراً مع اقتحام متظاهرين مبنى مؤسسة "كهرباء لبنان" وحصول مواجهة حادة مع القوى الأمنية.
وقالت الصحيفة إنه في غضون ذلك، أعلنت الرئاسة الفرنسية حصيلة مؤتمر الدعم الدولي الثالث أنّ المشاركين لبّوا دعوة الأمم المتحدة الإنسانية الإضافية بقيمة 357 مليون دولار للأشهر الـ12 المقبلة والعهد دعم مالي إجماله 370 مليون دولار تلبية للحاجات الأكثر إلحاحاً من غذاء وامن ومياه ومواد صحية والصحة والتربية. ورحب المشاركون بتكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة ودعوا الى قيام حكومة مهمتها انقاذ البلد. وتزامن ذلك مع إصدار وزارة الخارجية الأميركية بياناً ندّدت فيه بالهجمات الصاروخية التي شنتها مجموعات مسلحة تتمركز في لبنان على إسرائيل واعتبرت أنّ من يسمّون انفسهم بالقادة في لبنان يتحملون مسؤولية الفشل الذي تشهده إلبلادواعلنت اننا نملك وسائل عدة لمحاسبة المسؤولين عن معاناة اللبنانيين ومن بينها العقوبات.
"نداء الوطن": "شعب 4 آب" يُبلغ "سلطة النيترات": جريمة المرفأ لن تمرّ
أما صحيفة "نداء الوطن" فقد قالت إن السلطة الحاكمة غابت يوم 4 آب وحضر لبنان. غابت القصور الرئاسية عن المشهد وحضر الناس في الساحات في الذكرى السنوية الأولى لتفجير المرفأ. غابت خطابات البكاء على الأطلال وحضرت كلمات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لتحفر عميقاً في وجدان الشعب المقهور وإن لم تهز ضمائر المستمرين في قهره. من هناك قريباً من المكان الذي وقف فيه البابا يوحنا بولس الثاني في 11 ايار 1997 وصلى من أجل لبنان وطن الرسالة، ومن هناك حيث ارتقت نحو السماء أرواح كثيرة من ضحايا تفجير المرفأ في بيروت، من هناك أطلق بطريرك لبنان صرخة مدوية.
ولفتت إلى أنه أمس حضر "شعب 4 آب" في الساحات وفي الصلاة وفي العالم كله من خلال المشاركة الدولية في مؤتمر دعم لبنان الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. هذا المؤتمر الذي أشار إليه البابا فرنسيس في كلمته الخاصة بلبنان طالباً من المشاركين مساعدة لبنان لكي يقوم بمسيرة قيامة من خلال تصرفات ملموسة، ليس بالكلمات وحسب. مبدياً رغبته في زيارة لبنان.
واشارت إلى أنه في هذا المؤتمر التقى زعماء من العالم كله. من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وباريس والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومن دول أوروبية وعربية وكانت لافتة مشاركة وزير الخارجية السعودي الذي ذكّر بالمساعدات التي قدمتها المملكة سابقاً إلى لبنان محملاً "حزب الله" مسؤولية التردي الحاصل بسبب هيمنته على الوضع في لبنان، وداعياً السياسيين اللبنانيين لمواجهته، بعدما كانت المملكة غابت عن المؤتمر السابق الذي دعا إليه ماكرون أيضا.
وقالت إن كل ذلك يحصل بينما السلطة لا تزال تختلف حول الحصص والحقائب بانتظار اللقاء الذي سيجمع اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي. وفي المعلومات أنه مع ترقب الوسط السياسي لهذا الإجتماع، تتعاطى اوساط مواكبة لاتصالات تأليف الحكومة بكثير من الحذر مع إمكان تجاوب رئيس الجمهورية مع المخارج التي يسعى الرئيس المكلف الى ابتداعها في سياق الليونة التي يبديها في تذليل العقد، مشيرة الى تمسكه بإبقاء حقيبة الداخلية مع الطائفة السنية على ان يتفق على شخصية مقبولة لها، وعلى إمكان اختيار شخصية حقوقية وقانونية تحظى باحترام كفاءتها ولا غبار عليها لحقيبة العدل من إحدى الطوائف المسيحية، من عيار البروفسور فايز الحاج شاهين مثلاً. وتربط الأوساط المواكبة لاتصالات التأليف خيارات ميقاتي في هذا الصدد بما سبق أن أعلنه عن أهمية الإتيان بشخصيتين حياديتين ومحترمتين وتتمتعان بصفة الاختصاص، لهاتين الحقيبتين اللتين سيكون لهما الدور الأكبر في التحضير للانتخابات النيابية في ربيع 2020 والإشراف عليها.
واضافت لكن هذه التوقعات لا تعكسها تسريبات أخرى تعتبر أن العلاقة السيئة بين الرئيسين كانت بدأت قبل التكليف عندما تمت مفاتحة الرئيس ميقاتي بمطالب العهد في حال تكليفه ومن بينها المداورة في الحقائب والحصول على وزارة الداخلية وعلى رغم ذلك فقد اختار الرئيس ميقاتي أن يدخل حلبة الصراع على تشكيل الحكومة وربما يكون وصل إلى قناعة بأن من المستحيل الحكم مع الرئيس عون ولذلك يعتبر قريبون منه أنه لن يدخل السراي الحكومي وأنه لن يتمكن من تأليف الحكومة.
ولفتت إلى أن هذا التوقع السلبي انعكس أمس في حضور لبنان في مؤتمر باريس. فقد حضر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي مؤتمر باريس لدعم لبنان والشعب اللبناني، بصفة مراقب وبدعوة من الرئاسة الفرنسية. وذكرت "نداء الوطن" أن دوائر الرئاسة الفرنسية اقترحت على الرئيس ميقاتي ان يلقي كلمة خلال المؤتمر لكنه فضل أن تقتصر كلمة لبنان على الرئيس عون وان يكتفي هو بالحضور بلا مداخلة.
إقرأ المزيد في: لبنان
01/11/2024