لبنان
كمين خلدة.. مواقف رسمية وحزبية ودينية شاجبة: لا للفتنة
أكّدت المرجعيات الرسميّة والحزبيّة والدينيّة في لبنان على ضرورة درء الفتنة في موضوع الجريمة التي ارتكبها مسلحون اليوم بحق موكب التشييع للشهيد المظلوم علي شبلي في خلدة، وطالبت بتدخل الجيش اللبناني والقوى الأمنية لفرض الأمن وإيقاف القتلة.
بداية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي طلب من قيادة الجيش اتخاذ الاجراءات الفورية لإعادة الهدوء إلى منطقة خلدة، وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين وتأمين تنقّل المواطنين بأمان على الطريق الدولية.
واعتبر أنّ "الظروف الراهنة لا تسمح بأيّ إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في المهد، ولا بدّ من تعاون جميع الأطراف تحقيقًا لهذا الهدف".
بدوره، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، سلسلة اتصالات في سياق متابعة الحوادث الأمنية في خلدة، وشدّد على ضرورة تفويت الفرصة على مشاريع الفتنة والعبث بالاستقرار الأمني.
من جهته، تابع الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الأحداث الجارية في خلدة، وأجرى لهذه الغاية اتصالًا بقائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي أكد أنّ "الجيش سيعزز تواجده في المنطقة لضبط الوضع".
ودعا ميقاتي أبناء المنطقة إلى "الوعي وضبط النفس حقنًا للدماء وعدم الإنجرار إلى الفتنة والاقتتال الذي لا طائل منه".
واستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، بشدّة الجريمة، واعتبر أنّ "الاعتداء على موكب التشييع اجرام موصوف وعمل مشبوه يهدف إلى احداث فتنة ينبغي وأدها واجتثاث عناصرها، ولا سيما أنها تتماهى مع الاعتداءات الهمجية التي تستهدف ترويع الآمينين والسالكين للطريق الساحلي".
وطالب الشيخ الخطيب "الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالتحرك السريع لضبط الأمن وعدم السماح لعناصر الفتنة بالتسلل الى ساحتنا الداخلية والعبث بالاستقرار الوطني، مما يستدعي الحزم في ملاحقة المجرمين والمحرضين والمشاركين وانزال اقسى العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لمن تسوّل له نفسه قتل المواطنين وتعريض أمنهم للخطر."
إلى ذلك، أعرب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، نعيم حسن، عن أسفه "للأحداث الأليمة التي حصلت في خلدة".
وفي بيان صادر عنه، دعا "كل الجهات المعنية إلى ضبط النفس ومنع تفاقم الأمور، ومنع انفلاتها نحو الفوضى أو الفتنة لا سمح الله".
وأكد الشيخ نعيم حسن على "ضرورة أن تتولى القوى الأمنية والجيش زمام الامور وأن يتم توقيف جميع المتورطين وسوقهم إلى القضاء، حيث وحدها الدولة بمؤسساتها الشرعية هي الضمانة للأمن ولتحقيق العدالة".
من جهتها، حذرت حركة أمل من الفتنة، وقالت في بيان "إنها الفتنة فلنحذر منها جميعاً، إن قيادة حركة أمل تطالب الجيش والقوى الأمنية بالتدخل الحاسم لفرض الامن واعادة الاستقرار للحياة الطبيعية والعمل الجاد والسريع لإيقاف مفتعلي الحادث ومطلقي النار وتقديمهم الى المحاكمة".
الحزب السوري القومي الإجتماعي دان بشدّة "الكمين الغادر الذي قامت به مجموعة إرهابية مسلحّة باستهداف المشاركين في جنازة الشهيد المغدور علي شبلي في منطقة خلدة جنوب بيروت".
وأضاف في بيان "يضع الحزب السوري القومي الاجتماعي ما حصل في سياق أمر عمليات خارجي لافتعال أحداث أمنية خطيرة، هدفها جرّ قوى المقاومة إلى الفتنة والصدام المسلّح في الداخل اللبناني، تنفيذاً لمصلحة العدوّ الإسرائيلي الساعي إلى تزكية الفتنة والفوضى والتقسيم في البلاد".
رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أكد أنّه "لا بدّ من توقيف الذين أطلقوا النار اليوم قبل الغد وعقد صلح لأنّ طريق الجنوب هي طريق الجميع". وأضاف "أنا جاهز لإقامة "الصلحة" بالتعاون مع الرئيسين بري والحريري ومفتي الجمهورية ولست متخوفاً من فتنة".
بدوره، طالب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، طلال أرسلان، القوى الأمنية والعسكرية التدخل الفوري وقمع كل المخالفات التي تحصل أمام الناس، وأضاف "ما يحصل في خلدة ليس من قيمنا وشيمنا وعلى القوى الأمنية والعسكرية وضع حد لما يجري وعيب ما يحصل".
من جانبه، رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، قال إن "إطلاق النار على المشيعين جريمة موصوفة والمطلوب توقيف الذين قاموا بها". وأضاف "يجب أن يعلم الجميع أن الدولة والجيش هما الحل، ويجب التدخل بفعالية لإخماد الفتنة".
أما تيار "المستقبل"، وفي بيان صدر عنه تعليقًا على أحداث خلدة، قال "تتابع قيادة تيار المستقبل تطورات الوضع الأمني الخطير في خلدة، وتجري اتصالاتها مع الجهات المعنية والمختصة، لا سيما مع مرجعيات العشائر العربية للعمل على التهدئة وعدم الإنجرار وراء أي فتنة.
وأضاف البيان: "إن تيار المستقبل، اذ يعبر عن الأسف الشديد لسقوط "قتلى" وجرحى وفلتان زمام الأمور بالشكل الذي يحصل، يدعو وبتوجيه مباشر من الرئيس سعد الحريري، جميع اللبنانيين الى الوعي والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة النعرات، وعدم اللجوء إلى أي ردود فعل من شأنها تأزيم الأمور في أي منطقة، وتجنب نشر أي أخبار أو تعليقات غير مبررة على وسائل التواصل الاجتماعي".
وختم البيان: "إن كل مواطن مسؤول في هذه الساعات الحرجة، وكل مواطن معني بالمشاركة في اطفاء الحريق ودرء الفتنة، والتعاون مع الجيش اللبناني والقوى الامنية لوقف هذا التدهور".
وانتقد النائب اللواء جميل السيد تقاعس الأجهزة الامنية بعد جريمة اغتيال الشهيد علي شبلي بالأمس وكمين خلدة اليوم وفي تغريدة له قال اللواء السيد: "كان لدي اليوم واجب بإتجاه الدامور، أوّل ما توارد لذهني هو حالة الطريق بسبب إغتيال المرحوم علي شبلي،
مررت من هناك صباحاً وعدت ظهراً إلى بيروت، توقعت أن أرى تدابير أمنية على الطريق، لا دورية لا حاجز لا شيء، ثم حصل بعد الظهر ما حصل.. الأمن إستباق للشر، مش منترك الشر ليحصل ويقتل الناس".