لبنان
عون يستكمل مبادرته اليوم ويستقبل "اللقاء التشاوري"
في ظل استمرار العدو الصهيوني بالبحث عن الأنفاق المزعومة على الحدود وارتفاع نبرة رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو بتهديد لبنان، كانت الأضواء المحلية مسلطة على مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمعالجة الأزمة الحكومية، حيث التقى أمس وفدا من حزب الله للوقوف على آخر التطورات، كما يلتقي اليوم النواب السنة المستقلين الذين يمثلون أعضاء "اللقاء التشاوري".
"الأخبار": عون لـ«التشاوري»: سمّوا وزيراً من خارجكم
أعاد رئيس الجمهورية ميشال عون، تحريك الجمود في الأزمة الحكومية، لكن من دون نتائج عملية حتى الآن. بعد اجتماعه بوفد من حزب الله أمس، في لقاء «من القلب إلى القلب»، كما وصفته مصادر مطّلعة، يستقبل عون اليوم نواب اللقاء التشاوري ليطرح عليهم اختيار وزير يمثلهم من خارج النواب الستة، فيما أكّدت مصادر هؤلاء أنّ موقفهم لا يزال على حاله باختيار واحد منهم
حلّ أزمة الحكومة اللبنانية، المستفحلة منذ الانتخابات النيابية الأخيرة، بسيط، أو سهلٌ ممتنع، وهو الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية، وتحديداً على ضفة الرئيس سعد الحريري. فحين يصل الحريري إلى الخلاصة الواضحة التي أفضى إليها قانون الانتخاب النسبي، على علّاته، بأنه لم يعد الممثّل الحصري للسُّنة اللبنانيين، تُحل الأزمة. بعد ذلك الاعتراف، تسهل عليه كل الخطوات اللاحقة، ويصبح تقبّل وجود خصوم على الساحة، يمثّلون شريحة ليست قليلة من السُّنة اللبنانيين، أمراً عادياً. دون ذلك، ورغم الإيجابية الظاهرة من الحركة التي يقوم بها رئيس الجمهورية ميشال عون، إلّا أن النتيجة الوحيدة حتى الآن هي إعادة تحريك ملفّ التشكيل، بعد التوتّر الأخير، مع استمرار تمسّك الأطراف بمواقفها. فعدا عن إبلاغ عون الحريري رغبته في أن تتشكّل الحكومة سريعاً، لم يغيّر اللقاء بين الرجلين، أول من أمس، في مسار الأحداث. وحتى مساء أمس، كان الرئيس المكلّف لا يزال عند لاءاته: لا أستقبل نواب اللقاء التشاوري، لا أقبل أن أوزّر من حصتي، لا أقبل أن يوزّر رئيس الجمهورية أحداً من النّواب الستة من حصته!
وفيما يتوقّع أن يستكمل لقاء عون ــ الحريري باجتماع بين الأخير ووزير الخارجية جبران باسيل، على هامش المؤتمر الاقتصادي اللبناني في لندن، شكّلت زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل لعون، محطّة لقاء «من القلب إلى القلب» في سياق العلاقة بين الطرفين، كما قالت لـ«الأخبار» مصادر اطّلعت على مضمون الاجتماع.
عرض عون خلال اللقاء لتطورات الأحداث من وجهة نظره، في الداخل وعلى الحدود مع فلسطين المحتلّة، وكان اتفاق على مراقبة التطوّرات والاستفزازات الإسرائيلية، والعمل على تقدير الموقف للتصرّف والمواجهة.
وفي الملف الحكومي، أكّد رئيس الجمهورية أن حركته الأخيرة تأتي بعد تعطّل مبادرة باسيل، مشيراً إلى ضرورة تشكيل الحكومة في أقرب فرصة. ولفت إلى أن فكرة توجيهه رسالة إلى مجلس النواب كانت واحدة من أفكار هدفها الحثّ على التشكيل، وليست قراراً.
بدوره، وضع الوفد رئيس الجمهورية في قراءة حزب الله للتطوّرات، فأكد أنّ هناك أزمة في الشّكل أوّلاً، ولا سيّما مع امتناع رئيس الحكومة عن استقبال نواب اللقاء التشاوري الذين طالبوا أربع مرّات بلقائه، وكأنّ الرئيس المكلّف يصرّ على عدم الاعتراف بهم، رغم نتائج الانتخابات النيابية. أما في المضمون، فقال الوفد إن اعتراف الجميع بحقّ نواب اللقاء التشاوري بالمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية يحلّ 75% من الأزمة، ليبقى الربع الأخير مرتبطاً بالشقّ التقني للحلّ. وهنا، سارع رئيس الجمهورية إلى تأكيد ضرورة اجتماع
الحريري مع نواب اللقاء، وأن من حقّهم التمثّل في الحكومة، ولفت إلى أنه سيستقبل النواب الستة في بعبدا بعد ظهر اليوم.
"البناء": حزب الله: الحل يبدأ بتثبيت حق اللقاء التشاوري... وعون يستقبله اليوم
وفي ذات الاطار، اعتبرت "البناء" أن الإشارات الإيجابية لا تنتج التفاؤل في الشأن الحكومي، لأن الكثير من التفاؤل سابقاً لم يتوّج بولادة الحكومة، فالحذر يطغى على التعامل مع الإيجابيات التي أعقبت اللقاءات الرئاسية اول أمس، وترجمت أمس بلقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووفد قيادي من حزب الله ضمّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، وسيترجم اليوم بلقاء الرئيس عون بوفد من اللقاء التشاوري، الذي قالت مصادر متابعة إن حزب الله أكد أمام رئيس الجمهورية أن الحل يبدأ قبل التداول بأي صيغ ومخارج، بإبلاغ اللقاء التشاوري بالتوافق الرئاسي على حق اللقاء بالتمثيل الوزاري وفتح باب للتفاوض بينه وبين الرئيس المكلف حول شكل هذا التمثيل وطبيعته، وعندها يمكن للجميع التعاون في بلورة المخارج والحلول ومناقشة الصيغ والفرضيات.
أحيطت بالكتمان الأفكار التي طرحها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال لقاءاته التي بدأت أول أمس مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، وتواصلت أمس مع حزب الله. فرئيس الجمهورية وأمام تعثر الوضع الحكومي والعجز عن معالجته بالطريقة التقليدية بين الرئيس المكلف وبقية الأطراف، رأى من الواجب أخذ المبادرة للتوفيق بين الجميع لتشكيل الحكومة لأن الأخطار أكبر من قدرة أحد على تحملها، مؤكداً أن مبادرته يجب أن تنجح، وإلا سنكون أمام كارثة.
ولفتت مصادر معنية لـ»البناء» الى وجود نقاش حيوي يتم فيه تداول أفكار وطروحات لتأمين الخروج من المأزق، ملمّحة الى ارتياح الرئيس المكلف سعد الحريري الذي ظهر أول أمس عقب لقائه الرئيس عون، معتبرة أن مرونة الحريري قد تفتح كوة في جدار الأزمة المستفحلة.
وفي تصريح مقتضب يحمل الكثير من الدلالات أطلّ النائب محمد رعد عقب لقائه والمعاون السياسي للسيد حسن نصر الله الرئيس عون، ليؤكد أن «هناك افكاراً قابلة للدرس وأخرى مستبعَدة، وأن الجلسة كانت عصف أفكار بصوت عالٍ بيننا وفخامة الرئيس، وللبحث صلة».
وبحسب ما علمت «البناء» فإن اللقاء كان إيجابياً بين وفد الحزب والرئيس عون، وتخلله نقاش واضح وصريح، حيث أكد وفد حزب الله خلال اللقاء أنه سينقل ما جرى بحثه الى قيادة الحزب على أن يجري التواصل لاحقاً وأن الأبواب مفتوحة دائماً للتواصل بين حارة حريك وبعبدا. وشددت المصادر على ان وفد حزب الله كان واضحاً بضرورة الاستماع الى اللقاء التشاوري والى مطلبه المحق، مؤكداً في الوقت عينه أن حزب الله على موقفه من دعم اي قرار يأخذه اللقاء التشاوري إن لجهة تمثيل شخصية من النواب الستة او اختيار اللقاء التشاوري شخصية من خارجهم يتوافقون عليها.
"الجمهورية": حراك الحكومة قبل الأعياد... والنواب الستة في بعبدا اليوم
صحيفة "الجمهورية" قالت انه رَشح من أوساط سياسية عدة انّ المعنيين بالاستحقاق الحكومي يدفعون في اتجاه إنجازه لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، تأسيساً على المشاورات التي بدأها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في الوقت الذي شاع أنه يقود مبادرة تهدف الى تذليل العقد والتوافق على الحكومة العتيدة. لكنّ مطّلعين على أجواء المشاورات الجارية أكدوا انها لم تحقق أي نتائج ملموسة، وأنّ ما تشهده هو بمثابة عصف أفكار لم يسفر بعد عن أي قرار.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» انّ اللقاء الذي انعقد في بعبدا أمس الأول، بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وضعَ المداميك الاساسية لتسوية يتولّى رئيس الجمهورية تسويقها في مشاوراته مع مختلف الافرقاء، من شأنها، إذا نجحت، ان تُفضي تلقائياً الى ولادة حكومة ترضي الجميع.
وأكدت هذه المصادر انّ المواقف والافكار التي اقترحها بري فتحت الآفاق أمام التوَصّل الى هذه «التسوية الحكومية»، إذا جاز التعبير. إذ انّ بري اقترحَ على رئيس الجمعورية صَرف النظر عن توجيه رسالة الى مجلس النواب تتعلّق بمصير تكليف الرئيس سعد الحريري نتيجة التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة.
وحذّر بري من أنّ إثارة هذا الموضوع برسالة الى المجلس النيابي من شأنها إحداث فتنة مسيحية ـ سنية وسنية ـ شيعية تؤديان الى خراب البلد.
وأبلغ بري الى عون صراحة أنه لن يدعو الى جلسة نيابية لا تتوافر فيها عناصرها الميثاقية، فغياب أي مكوّن ميثاقي عن هذه الجلسة، وهو غياب يمكن الجزم بحصوله منذ الآن، سيؤدي حتماً الى عدم انعقاد الجلسة، بل الى عدم الدعوة إليها في الاساس.
وأكدت المصادر انّ بري أيّد اقتراح الوزير جبران باسيل تأليف حكومة من 32 وزيراً بدلاً من حكومة الـ30، بحيث يحتسب الوزير العلوي من حصة رئيس الجمهورية بدلاً من الوزير السنّي الذي كان سيتبادله مع الحريري في الحكومة الثلاثينية، على أن يُعطى هذا الوزير السني لـ«اللقاء التشاوري» فيما يحتسب وزير الاقليات من حصة الحريري، وعندها يصبح في إمكانه توزير النائب السابق باسم الشاب.
"اللواء": النواب السنة المستقلين مرتاحون لتحرك الرئيس عون
في الشأن الحكومي أيضا، رجحت مصادر متابعة للاتصالات لـ "اللواء" ان موقف الرئيس عون يدلّ على انه يسعى الى حل بتوزير شخصية مقربة منه ومن اللقاء التشاوري وتُرضي الرئيس المكلف في الوقت ذاته، لكن لم يُعرف ما اذا كان اللقاء التشاوري سيتنازل عن موقفه بتوزيراحد اعضائه ام يكتفي بتسجيل موقفه «انه خرق احادية «تيار المستقبل» في تمثيل الطائفة السنية عبر توزير شخصية مقربة منه وبموافقته».
وأشارت المصادر إلى انه جرى تحقيق تقدّم من خلال طرح أفكار ما أدى إلى تحريك الملف الحكومي الذي كان جامداً، منذ سقوط مساعي الوزير جبران باسيل، أو اصطدامها باقتراح حكومة الـ32 وزيراً، فيما ذكرت قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله : ان الرئيس عون عرض لوفد الحزب وجهة نظره والأفكار التي يطرحها وجرى في اللقاء طرح أفكار وخيارات عدة، والوفد سينقل ما جرى بحثه الى قيادة «حزب الله» لتقرير الموقف.
واشارت المعلومات المتوافرة الى ان وفد الحزب طرح كمنطلق للحل الاعتراف بحق النواب السنة المستقلين بتوزير واحد منهم او من يمثلهم، وقالت: ان الافكار المرفوضة التي حُكي عنهاهي حكومة من 24 وزيرا رفضها الرئيس عون وحكومة من 32 وزيرا رفضها الرئيس الحريري.
وعلى خط موازٍ، ابدت مصادر اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين ارتياحها لتحرك الرئيس عون، وقالت: ان اللقاء لن يستبق الامور مع ان موقفه معروف، ولكنه سيستمع الى ما سيطرحه رئيس الجمهورية، وستتم مناقشة مقترحات الرئيس وافكاره وسيطرح الوفد ما لديه، مشيرة الى ان الرئيس الحريري بعد لقائه الرئيس عون كان ايجابيا ما يدل على ان هناك محاولة حلحلة.