لبنان
أزمة الدواء والطبابة: لا انفراجات حتى الساعة
يزداد وضع القطاع الصحي تعقيدا مع تزاحم الأزمات الاقتصادية، فمع الارتفاع الجنوني لسعر صرف دولار السوق السوداء وأسعار المحروقات، ووصول متحور "كورونا" الهندي "دلتا" وارتفاع عدد الإصابات المسجلة، يؤكد المعنيون أن هذا القطاع لا يحتمل المواجهة ومصيره سيكون مجهولا.
عراجي: القطاع الطبي في وضع صعب
وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي "أننا في وضع صعب على مستوى القطاع الطبي، وحذرنا مسبقًا من انهيار الليرة لأننا نستورد 93% من المستزمات الطبية والأدوية وكلها محكومة بسعر الدولار".
وقال عراجي في حديث إذاعي "إننا أمام متحور "كورونا" الهندي، لا يحتمل القطاع الطبي المواجهة"، متمنيا على الناس الالتزام بالارشادات فقسم كبير من الجسم الطبي هاجر ولدينا نقص في الأدوية، ودعا إلى ضرورة أن لا يخالط الوافدون اهاليهم والتسريع في عملية التلقيح على مستوى لبنان ككل.
وشدد على ضرورة "وضع لائحة بأسماء الادوية الأساسية وتقديمها الى مصرف لبنان ليعطي الموافقات عليها، اذ انه كان يتم إغراق السوق السوق بـ5000 صنف من الدواء ومنظمة الصحة العالمية تقول ان الادوية الأساسية تبلغ 800 دواء".
وذكر عراجي "أننا ذاهبون الى مرحلة يكون الاستشفاء للأغنياء فقط لأن الفروقات التي تتقاضاها المستشفيات عالية جدًا، فالمؤسسات الضامنة غير قادرة على رفع التعرفات"، مشيرا إلى أن "المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي كان قد وعد بوضع تعرفة على أساس دولار 2500 او 3000 ولكن حتى لو رضيت المستشفيات بها ستبقى تتقاضى فروقات كبيرة".
وفي تغريدة له على "تويتر"، قال عراجي: "حزين على ما وصلت إليه الأمور بالبلد، فساد وهدر وانهيار لليرة اللبنانية، فقدان الدواء، كلفة استشفائية مرتفعة، سوق سوداء بالمحروقات، زملاء وابناء تركوا البلد، مصير مجهول، بلد تتقاذفه الصراعات بالداخل والخارج، طوائف ومذاهب واحزاب باجندات مختلفة"، معتبرا أن "الحل يكون بالمواطنة والمحاسبة وإلا السقوط المدوي".
خوري: متخوفون من عودة انتشار الفيروس في تشرين أول المقبل
وأعرب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية د. وليد خوري عن خشيته "من عودة انتشار فيروس "كورونا" في تشرين أول المقبل، لا سيما أن الجسم الطبي غير قادر على المتابعة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن".
وأمل خوري في حديث إذاعي أن يكون المواطنون واعين لناحية تجنب الاختلاط والتزام الوقاية.
أبيض: اللقاحات آمنة
هذا ونشر مدير عام مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي الدكتور فراس أبيض، مقطع فيديو عبر حسابه على "تويتر" يظهر مولّدات المستشفى وهي لا تعمل في ظل انقطاع التيار الكهربائي الأساسي.
وأرفق أبيض الفيديو بتعليق جاء فيه: "كيف يستعد مستشفى لانقطاع التيار الكهربائي لمدة 26 ساعة أو أكثر؟ من المسؤول عن أية خسائر في الأرواح ستنتج عن ذلك؟ لا يمكن للسلطات إدعاء الجهل بما يجري، فقد أرسلت رسائل إلى المعنيين، وتمّ إطلاق صرخة في الإعلام، فما الذي يمكن فعله أكثر؟ أليس من نهاية لهذا الظلام؟ خلص بقا، تعبنا".
وطمأن أبيض الى أن "اللقاحات آمنة، ويتم دعم الثلاجات التي يجري تخزينها فيها بواسطة مولدين منفصلين و UPS بطاقة عمل ٨ ساعات، مضيفا أنه "يجري مراقبة درجة الحرارة بشكل مستمر داخليًا وخارجيًا".
جبارة: الانفراج في أزمة الدواء لن يحصل إلا في حال جرى معالجة مسارَين
وفيما يتعلق بأزمة الدواء، أكد نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة أنّ "مصرف لبنان أعلن انه سيخصّص 400 مليون دولار لغاية أواخر العام الحالي لاستيراد الأدوية ومستلزمات اخرى، أي انّ حصة وزارة الصحة منها ستكون 50 مليون دولار شهريًا تشمل دعم الدواء والمستلزمات الطبية والصناعة الوطنية وحليب الاطفال، وبالتالي سيكون من الصعب جدًّا على الوزارة تحديد الاولويات، وتلبية حاجة السوق اللبناني من ناحية ادوية الامراض المزمنة والمستعصية والمستلزمات والحليب... بهذا المبلغ فقط".
وفي حديث صحافي، تحدث جبارة عن مستحقات مستوردي الادوية قائلا إنّ "وزير الصحة صرّح ان مصرف لبنان سيقوم بتسديد المستحقات لكن لم يتم الإعلان أو التوصّل الى آلية واضحة حول المبالغ التي سيتم دفعها او السرعة في التسديد لما قيمته 650 مليون دولار"، مشددًا على أنّ "عدم تسديد المستحقات سيؤدي الى عدم الاستفادة من مبلغ الـ50 مليون دولار المخصص شهريًا لدعم الادوية، لأنّ المستوردين لن يقوموا بالاستيراد مجددًا قبل تسديد مستحقاتهم لسبب بسيط انّ الشركات المورّدة الكبرى قد جمّدت حساباتهم وترفض تسليم أي طلبيات جديدة قبل دفع الاستحقاقات الماضية. وبالتالي، حتّى بعد تحديد الاولويات ورفع الدعم عن جزء من الادوية، فإنّ المستوردين لن يكونوا قادرين على الاستيراد قبل تسديد مستحقات الشركات في الخارج".
وذكر أنّ "الانفراج في أزمة الدواء لن يحصل في حال لم تتم معالجة المسارَين بالتوازي، اي المستحقات والدعم المستقبلي".
واعتبر جبارة أنّ "خفض فاتورة الاستيراد المرتبط بوزارة الصحة من 100 مليون شهريًا الى 50 مليونًا، سيؤدي الى رفع الدعم عن حوالى 20 في المئة من الادوية للامراض غير المستعصية والمزمنة".
وأشار إلى انّ "الأسبوع المقبل سيكون حاسما لناحية التأكّد من تسديد المستحقات، ولناحية تحديد لائحة اولويات الادوية التي ستبقى مدعومة، وتحديد الادوية غير المدعومة".
عضو تجمّع أصحاب الصيدليات: 80 % من الصيدليات التزمت بالإضراب
بدوره، أكد عضو تجمّع اصحاب الصيدليات علي صفا أنّ "قرابة 80 % من الصيدليات التزمت بالإضراب في بيروت والمدن الكبرى، مقابل 50 الى 60 % في المناطق والأطراف"، وربط عدم الالتزام الكلي بعدم تأييد نقابة الصيادلة للإضراب، وطلبها مهلة للتفاوض مع وزارة الصحة.
وقال صفا في حديث صحافي إنّ "المطلوب اليوم هو أن توقّع وزارة الصحة على لوائح الأدوية وفق الأولويات، فتبدأ الشركات تسليم الأدوية غير المدعومة الى الصيدليات وفق سعر الصرف في السوق السوداء، وتلك المدعومة وفق السعر الذي تحدّده الوزارة".
وزارة الصحة اللبنانيةعاصم عراجي