معركة أولي البأس

لبنان

دياب: نقطة الانطلاق نحو الإنقاذ هي تشكيل الحكومة
06/07/2021

دياب: نقطة الانطلاق نحو الإنقاذ هي تشكيل الحكومة

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أن "لبنان يعبر نفقا مظلما جدا وبلغت المعاناة حدود المأساة، فالأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون، على مختلف المستويات الحياتية والمعيشية والاجتماعية والصحية والخدماتية، تدفع الوضع في لبنان نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء، وبالتالي نصبح أمام واقع لبناني مخيف".

وقال دياب في كلمة له أمام السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية في السرايا الحكومية إن "هناك في شوارع لبنان طوابير السيارات تقف أمام محطات الوقود، وهناك من يفتش في الصيدليات عن حبة دواء وعن علبة حليب أطفال. أما في البيوت، فاللبنانيون يعيشون من دون الكهرباء التي يهدد انقطاعها شبه الدائم حياة المرضى في المستشفيات".

وذكر أن "الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة"، مشيرًا إلى أن "الخطر الذي يهدد اللبنانيين لن يقتصر عليهم.. عندما يحصل الارتطام الكبير، سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المدى القريب والبعيد، في البر والبحر، لن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان".

وتابع دياب أن "الاستقرار في لبنان هو نقطة ارتكاز الاستقرار في المنطقة، ومع وجود نحو مليون ونصف المليون نازح سوري ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، سيكون من الصعب التكهن بنتائج انهيار الاستقرار في لبنان"، لافتا إلى أن "هذه الوقائع تدفعنا للتأكيد أن العالم لا يستطيع أن يعاقب اللبنانيين أو أن يدير ظهره للبنان، لأن الاستمرار في هذه السياسة سيؤدي حتما إلى انعكاسات خطيرة".

دياب قال إننا "سمعنا الكثير من الدعوات المتكررة عن ربط مساعدة لبنان بإجراء إصلاحات"، مؤكدا أن "لبنان يحتاج إلى إصلاحات مالية وإدارية، وقد اتخذت الحكومة قبل استقالتها قرارات عديدة تتضمن إصلاحات جوهرية وأساسية، وهي جاهزة للتنفيذ". وأضاف "وضعنا خطة متكاملة للتعافي تتضمن إصلاحات مالية واقتصادية، وهي جاهزة للتطبيق بعد تحديثها، وتستطيع الحكومة المقبلة المباشرة بتنفيذها فور تشكيلها".

ورأى أن "صبرهم بدأ ينفذ مع تعاظم الأزمات والمعاناة، وأصبح ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطرا على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمنا باهظا يهدد حياته ومستقبله".

واعتبر دياب أن "الاستمرار بحصار ومعاقبة اللبنانيين، سيدفع حكما لتغيير في التوجهات التاريخية لهذا البلد، وسيكتسب هذا التغيير مشروعية وطنية تتجاوز أي بعد سياسي، لأن لقمة العيش وحبة الدواء ومقومات الحياة لا تعرف هوية جغرافية أو سياسية، ولا تقيم وزنا للمحاور الغربية والشرقية والشمالية، الأهم بالنسبة للبنانيين أن ينكسر هذا الطوق الذي بدأ يخنقهم ويقطع الاوكسيجين عن وطنهم".

ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال "العالم إلى إنقاذ لبنان"، مناشدا "الأشقاء والأصدقاء أن يقفوا إلى جانب اللبنانيين"، وقال: "لأن القاعدة الشرعية تقول "لا تزر وازرة وزر أخرى"، أدعو لعدم محاسبة الشعب اللبناني على ارتكابات الفاسدين".

وأضاف: "ما ذنب اللبنانيين ليدفعوا الثمن الصعب؟ هل المطلوب أن يموت اللبنانيون على أبواب المستشفيات في الطريق إلى محاسبة الفاسدين؟.. أنا أناشد عبركم الملوك والأمراء والرؤساء والقادة في الدول الشقيقة والصديقة، وأدعو الامم المتحدة وجميع الهيئات الدولية، والمجتمع الدولي والرأي العام في العالم الى المساعدة في انقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان".

دياب قال إن "لبنان على مسافة أيام قليلة من الانفجار الاجتماعي.. واللبنانيون يواجهون وحدهم هذا المصير المظلم"، مضيفا "لا تستطيع هذه الحكومة ولا أي حكومة أخرى أن تنقذ البلد من المأزق، من دون مساعدة الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الدولية".

وختم دياب قائلا إن "نقطة الانطلاق نحو طريق الإنقاذ هي تشكيل الحكومة، وبعد ذلك هناك طريق واحد نحو هذا الهدف، وهو طريق التفاوض مع صندوق النقد الدولي، مع تأمين مساعدة عاجلة للبنان كي يستطيع تخفيف آلام المرحلة الصعبة والخطيرة التي يمر بها".

حسان دياب

إقرأ المزيد في: لبنان