معركة أولي البأس

 

لبنان

الشيخ قاسم: تشكيل الحكومة مدخل أساسي لانهاء المأساة الاقتصادية
17/06/2021

الشيخ قاسم: تشكيل الحكومة مدخل أساسي لانهاء المأساة الاقتصادية

أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن "الشعب اللبناني يعيش معاناة مُرة وآلاما كثيرة بسبب الوضع الاقتصادي والسياسي والمالي والاجتماعي، وبسبب الفساد المستشري وما تراكم من الحكومات السابقة من الأداء للمسؤولين الذي لم يكن يراعي أبسط القواعد التي لها علاقة ببناء الوطن"، مضيفا أن "كل المعاناة التي يعيشها الناس يتحمل مسؤوليتها المسؤولون الذين يجب أن يبادروا ويسارعوا إلى حسن إدارة البلد وإلى تشكيل الحكومة".

واعتبر الشيخ قاسم في كلمة له خلال حفل تكليف أقامته مدارس الإمام المهدي (عج)، أنه "من دون وجود حكومة لا حلول في هذا البلد، فهي مدخل ضروري وطبيعي وأساسي وإلزامي لانطلاق عجلة الإصلاح"، مشيرا إلى أن "هذا الاصلاح هو مقدمة لإنهاء مأساة ومعاناة الناس، التي عبَّر عنها اليوم الاتحاد العمالي العام"، وأعلن عن "تأييده لهذا التحرك، ولكن لو تُرك للناس لاستطاعوا أن يعبِّروا التعبير الحقيقي لسمعنا الصراخات تنطلق من كل مكان".

وقال سماحته: "حرام أن يبقى البلد بهذه الصورة، إذًا ما هو الحل؟ الحل هو بتشكيل حكومة، ما الذي يشكل الحكومة؟ بحسب الدستور يصدر مرسوم تشكيل الحكومة بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف"، مؤكدا ضرورة أن "يتفقا لأن كل المقدمات حصلت، ولا بدَّ من حوار مباشر بينهما أو حوار غير مباشر للوصول إلى قواعد مشتركة والاتفاق على الأسماء لإصدار مرسوم الحكومة".

وأسف الشيخ قاسم لعدم وجود آلية في الدستور تتحدث عن كيفية التصرف عند عدم الاتفاق، وقال إننا "أصبحنا ضمن دائرة واحدة اسمها الاتفاق، وكي تتشكل الحكومة بالاتفاق لا بدَّ من قناعة الرئيسين، وهذا يعني أن كل واحد منهما له تصور وله قناعات شخصية لها علاقة بتقديره حول طبيعة الحكومة المناسبة".

وتابع الشيخ قاسم: "إذا اختلف الطرفان لا بد من وجود تنازلات وتعزيز القواسم المشتركة ومحاولة كل واحد منهما أن يستجيب لمطلب الآخر بما يتناسب مع حدود الاتفاق، وبغير هذه الطريقة لا يمكن أن تتشكل الحكومة، إذًا الاتفاق مطلوب".

ورأى أن "ما نسمعه من خلافات حول التشكيل لا علاقة له لا بموقع رئاسة الجمهورية ولا رئاسة الحكومة، ولا علاقة له بموقع الطائفة وصلاحيات الموقع، ولا علاقة له بمستقبل هذه الطائفة أو تلك الطائفة، كل الإشكالات قابلة للحل، ولكن تحتاج إلى بعض المرونة"، لافتا إلى أن "الوطن والناس يستحقون أن يكون هناك تنازل عن بعض الأمور التي لا تمس على الإطلاق لا بالصلاحيات ولا بالطائفة ولا بالمواقع"، داعيا إلى "الإسراع بتشكيل الحكومة وتقديم التنازلات المتبادلة وإلا عدم الاتفاق لا ندري إلى أين سيذهب البلد".

وقال الشيخ قاسم إن هناك من يتساءل "أين حزب الله من التأليف؟"، مؤكدا أن "الحزب في موقع الضغط والتشجيع والترغيب لحصول الاتفاق، أكثر من هذا ماذا يفعل؟ ليس لنا صلاحيات دستورية إلا أن نكون جزءًا من أجزاء الجمع والتوافق والتعاون، وبغير ذلك لا نملك لا صلاحيات ولا قدرة على أن ننجز أمرًا موجودا في الدستور كصلاحية للرئيسين".

وأضاف "إننا نشجع على التشكيل والتأليف والتنازلات، وسنواصل المشاركة في المبادرات الإيجابية، إذ شاركنا في مبادرة الرئيس بري، وسنشارك في الدعوة الإيجابية من أجل التلاقي وإلى كل ما يؤدي إلى الاتفاق والتفاهم"، مشددا على أنه "لا يجوز أبدًا أن نقطع الطريق أو أن نمنع التواصل والتلاقي بين الرئيسين لأن هذا هو الحل الحقيقي".

الشيخ قاسم تابع أن "البعض يعتبر أن حزب الله يستطيع أن يفعل ما يشاء، لا، نحن ملتزمون بالقانون وملتزمون بضوابط الدولة"، وقال: "إذا كنتم تروننا أقوياء نحن نستخدم قوتنا في محلها الصحيح، أقوياء على "إسرائيل"، وأقوياء للعمل من أجل مصلحة الناس، وأقوياء بالخدمة الاجتماعية عندما نستطيع، وأقوياء في تأليف القلوب بدل وضع الأسافين، وأقوياء في أن نشجع على إقامة الحكومة لأنها هي المدخل الطبيعي، ولكن نحن لا نملك لا قوة إلزام ولا نؤمن بأن يكون هناك فوضى وأعمال غير دستورية لأننا لا يمكن أن نصل إلى نتيجة بهذه الطريقة".

وختم الشيخ قاسم مشيرا إلى أن "هناك من يحمّلنا المسؤولية، تارة مسؤولية التفاهم مع "التيار الوطني الحر"، وأخرى لها علاقة ببناء الدولة، فليأتِ أي واحد منهم بدليل واحد على أننا قصّرنا في مكان من الأمكنة، ما علينا نقوم به، وعلى الآخرين أن يقوموا بما عليهم، ولا نكون جيدين إذا كنا على آراء الآخرين ويضعون علامات استفهام إذا كنا ضد آرائهم في بعض الأحيان"، مضيفا أننا "لنا رؤيتنا في مصلحة البلد ونعمل بكل ما أوتينا من قوة لهذه المصلحة، وسنكون دائمًا سندًا لتفاهم الرئيسين وندعوهما إلى الإسراع لأن البلد لم يعد يتحمل، ونحن معهما في التفاهم والاتفاق".

إقرأ المزيد في: لبنان