لبنان
بري يواصل حراكه الحكومي.. ونيسان آخر فرص السقوط المدوي
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على المبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري من أجل تأليف الحكومة ووضعها بين يدي القوى السياسيّة كافة، إذ تترقب الأوساط السياسية تبلور هذه المبادرة، فيما تنتظر عين التينة نضوج الظروف الملائمة واستكمال عناصر المبادرة للإعلان عنها.
وأشارت أوساط عين التينة أن الأجواء العامة تميل نحو الإيجابية تجاوباً مع الأفكار التي طرحها الرئيس بري، وأنها فتحت عدة قنوات عبر التواصل مع بيت الوسط وتعتزم التواصل مع رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر أيضًا.
"الأخبار": سلامة: الدعم شارف على النهاية
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي اعتبرت أنه بعد تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وجود جهود جادّة لتذليل العقبات من أمام تشكيل الحكومة، فإن الأيام المقبلة ستكون الأكثر حذراً ودقة. إما يمر القطوع الحكومي وينصرف الجميع لبدء ورشة إنقاذ البلد (أو على الأقل خفض سرعة الانهيار)، وإما يزداد الوضع سوءاً ويكون الجميع أمام مرحلة قاسية من الانتظار، الذي يسهم يومياً في زيادة الأزمات وترسيخها. وتأكيداً للمسار الانهياري، كان حاكم المصرف المركزي رياض سلامة حاسماً أمس في التأكيد أن المصرف لم يعد قادراً على الاستمرار في سياسة الدعم، داعياً الحكومة إلى التصرف والإسراع في عملية الترشيد قبل أن يضطر إلى التوقف عن الدعم. وفي الاجتماع الذي عقدته اللجنة الوزارية لترشيد الدعم، أوضح سلامة أن الاحتياطي القابل للاستعمال شارف على الانتهاء، ولن يستطيع الاستمرار في تأمين الدولارات المطلوبة لدعم استيراد السلع الأساسية لأكثر من شهرين كحد أقصى. وقد ترافق هذا الكلام مع معلومات تشير إلى أن قراراً قد اتخذ بضرورة حسم الحكومة المستقيلة لمسألة الدعم وترشيده، وعدم انتظار تأليف الحكومة، خاصة أن الآلية الحالية للدعم تحوّلت إلى آلية لدعم التجار والأغنياء على حساب المحتاجين إلى الدعم. ويُنظر إلى مسألة رفع الدعم أو «ترشيده» ككرة نار تتقاذفها الحكومتان، المستقيلة وتلك التي لم تولد بعد. فسلامة يقف إلى جانب الرئيس المكلف سعد الحريري، من أجل أن تنفجر قنبلة رفع الدعم في وجه الرئيس حسان دياب، لتأتي الحكومة المقبلة ويجري التعامل مع أي إجراءات تتخذها كخطة إنقاذ. أما دياب، فيرى أنه لن يتحمّل مسؤولية رفع الدعم نيابة عن الذين تسبّبوا في الانهيار، ويريد تأجيل بت الأمر إلى الحكومة المقبلة.
في المقابل، بدت المبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه وناقشها مع الرئيس سعد الحريري عندما زاره من يومين، قادرة على إحداث خرق في جدار الأزمة الحكومة المتصاعدة. ولذلك، تعكف عين التينة على تدوير زوايا مبادرتها لتتناسب مع شروط كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. الأخير، بعد تسريب تشكيلته، والهجوم الذي تعرضت له، تحديداً لناحية تولّي أكثر من وزير مسؤولية حقيبتين، لم يعد قادراً على التمسّك بحكومة الـ١٨ وزيراً أو الدفاع عنها. فقد ترسّخت فكرة أن حكومة كهذه لا تتناسب مع معيار الاختصاص. ولذلك، بدا الرئيس المكلّف منفتحاً للمرة الأولى على زيادة العدد، لكن مع إصراره على أمرين: عدم حصول أي فريق على الثلث المعطل والالتزام بمعيار الاختصاص.
وفيما دخل حزب الله على الخط، في مسعى لإنجاح مبادرة بري، حتى مساء أمس لم يكن أحد قد استطلع رأي الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، في مسألة تخلّيهما عن الثلث المعطّل. فقد أكدت دوائر القصر الجمهوري أنه لم يتم التواصل معها بشأن أي مبادرة جديدة، كما أن الرئيس المكلّف لم يطلب موعداً مع رئيس الجمهورية.
وفيما يتوقع أن يتواصل حزب الله مع عون وباسيل، أبدى عاملون على خط المبادرة تفاؤلهم بتأليف الحكومة في حال تم تخطّي عقبتي الثلث الضامن، بعدما تنازل الحريري عن حكومة الـ١٨ وزيراً، مؤكدين أن مسألة توزيع الحقائب لن تكون عقبة.
"النهار": إستعدادات دولية جادة لإجراءات رادعة للتعطيل
بدورها صحيفة "النهار" رأت أنه لم تكف إشارة يتيمة صدرت عن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمة له امس، وتحدث فيها عن “جهود جادة وجماعية ” لتذليل العقبات المتبقية امام تشكيل الحكومة الجديدة، لتثبيت أي معطى إيجابي محتمل لكسر معادلة تعطيل التشكيل، لان المطلوب من السيد في نزع شراكة التعطيل مع العهد، لا يبدو انه سيتحقق في المدى القريب. ذلك انه فيما عاد كثيرون يراهنون على تحرك حذر و”منزوع الصوت” لرئيس مجلس النواب نبيه بري العامل على استمزاج المواقف المختلفة والمتناقضة للافرقاء المعنيين بتأليف الحكومة سواء في ما يتصل بالرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، او في ما يتصل بالشركاء الآخرين، فان ازدياد منسوب الحذر لدى بري وتجنبه حتى الان طرح مبادرة متكاملة بدا بذاته مؤشرا الى امتلاكه معطيات دقيقة عن استمرار الصعوبات والعقبات التي تعترضه كما اعترضت وأسقطت سابقا كل الوساطات الداخلية، وجمدت مفاعيل المبادرة الفرنسية. ويتردد في هذا السياق ان بري “الذي لدغ من الجحر مرات” ان من خلال جهوده ووساطاته الخاصة، او من خلال مراقبته لمصير وساطات الاخرين، لن يكون في وارد “الطحشة ” بوساطة كاملة المواصفات وعلنا ما لم يتحصن مسبقا هذه المرة بضمانات واضحة وثابتة من المعنيين الأساسيين بالتأليف، ويأتي في مقدم ذلك تعهد العهد وتياره باسقاط مسألة الثلث المعطل إسقاطا اسمياً وفعلياً بما يتيح البحث في توسيع التركيبة على معادلة ثلاث ثمانات بلا أي ثلث معطل لاي فريق، علما ان ثمة معطيات تشير الى ان بري ليس هو الذي طرح تركيبة الـ 24 وزيرا وانما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وان بعبدا لم تجب بعد على هذا الطرح وكذلك الرئيس الحريري.
الموقف الدولي
ولكن ما يتعين تسليط الأضواء عليه في خلفية التحرك الهادئ الذي يجري منذ أيام والذي تكثف على نحو ملحوظ غداة الاتصالات التي اجراها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بالرؤساء عون وبري والحريري، وإصداره بيانه الأخير الذي اكتسب أهمية استثنائية، هي المعطيات التي توردها “النهار” عن ان المجموعة الدولية التي تهتم بلبنان تبدي خوفا شديدا يكاد يلامس الذعر على الوضع في لبنان، وهي تاليا بدأت تستعد لاتخاذ اجراءات وخطوات في شأن معرقلي تشكيل الحكومة في لبنان في ظل نقاشات جدية تجريها الدول المعنية حول طبيعة هذه الاجراءات، وما اذا كانت تستطيع ان تفرض عقوبات على السياسيين الذين يعيقون الاتفاق على حكومة جديدة. وتفيد معلومات موثوقة ان هذه المجموعة، ولا سيما منها فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة ودول عربية عدة، تفكر وتناقش ما يمكنها القيام به من اجل دفع الامور في لبنان نحو مكان افضل ما يفيد تالياً ان كل الخيارات موضوعة على الطاولة لان هذه الدول لم يعد في استطاعتها ان تقف مكتوفة وتتفرج على وضع تعتبره خطيرا جدا فيما هناك اداء يرقى الى اللامسؤولية في تدمير البلد علما ان هذه الدول لا يمكنها كذلك ان تكون مكان المسؤولين اللبنانيين الذين يتعين عليهم القيام بما عليهم القيام به. مع ذلك فان الخيارات المطروحة امام هذه الدول تبدو مربكة ازاء نقاط من بينها اي خطوات يجب اتخاذها، وهل ينبغي فرض عقوبات، ومن ستشمل؟ علما ان هؤلاء المسؤولين انتخبهم الشعب اللبناني او فئات منه. وتاليا ما هي فاعلية هذه الاجراءات او العقوبات؟ وهل ستخلق دينامية مختلفة او ان ردود الفعل عليها ستؤدي الى تشبث هؤلاء بمواقفهم وتعقيد الوضع اكثر مما هو عليه حتى الان؟
وفي سياق المواقف الديبلوماسية من الازمة، اعلن القائم بالاعمال البريطاني مارتن لنغدن بعد لقائه امس رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب “اننا اتفقنا على الحاجة الملحة اكثر من أي وقت مضى الى حكومة جديدة قادرة على الإصلاح لكنني شددت أيضا على ان التحديات الحرجة في الوقت الحالي تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل كل من هم في موقع المسؤولية “.
بري .. ونصرالله
في أي حال لم يسجل على الصعيد الداخلي امس سوى لقاء بري والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم العائد من باريس حيث تم عرض للاوضاع العامة والمستجدات الحكومية. وبينما الخلاف على حاله بين بعبدا وبيت الوسط حول وزير الطاشناق الذي يعتبره عون “مستقلا” في حين يحسبه الرئيس المكلف كجزء من “تكتل لبنان القوي”، لوحظ لقاء بري أيضا امس مع الامين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان.
في غضون ذلك اقتصر كلام السيد حسن نصرالله في كلمته امس عن الوضع الداخلي على إشارة مقتضبة الى الملف الحكومي فقال “لسنا في موقع اليأس فلا تيأسوا . الكل يجمع ان تشكيل الحكومة يضعنا على طريق الحل وخلال هذه الأيام هناك جهود جادة وجماعية للتعاون في محاولة لتذليل بقية العقبات امام تأليف الحكومة “. وأضاف “الكل يعلم ان البلد استنفد حاله ووقته وآن الأوان لوضع كل شيء جانبا والذهاب الى معالجة حقيقة الوضع”.
في غضون ذلك وفيما شهد وسط بيروت مساء امس مسيرة احتجاجية تطالب بالاستقالات الجماعية للرؤساء أعلن رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس أن “الاربعاء المقبل يوم اضراب عام وتحرك ومسيرات سيارة لقطاع النقل البري على كلّ الاراضي اللبنانية.
"البناء": حراك حكوميّ يقوده برّي: «شهر نيسان آخر الفرص ما قبل السقوط… والحل داخليّ»
أما صحيفة "البناء" لفتت الى أن مصادر متابعة للملف الحكوميّ أكدت أن شهر نيسان هو آخر فرص الإنقاذ، في ظل كل المعطيات التي تشير الى حجم التعقيدات التي سيحملها عبوره من دون حل حكوميّ، فسلفة الكهرباء تكون قد دخلت الشهر الثاني والأخير من فرص تفادي العتمة، وسعر الصرف سيطال سقف الـ 20 ألف ليرة بسهولة مع غياب الأفق السياسي لحلحلة، والشارع سيكون أمام مخاطر سيولة عالية تهدّد بالفوضى، والمؤشرات الأمنية المقلقة تقول بخطر خروج الأمور عن السيطرة مع تفاقم الفقر من جهة، ووجود مشاريع مخابراتيّة للعبث بالأمن وتأجيج المناخات الطائفية والمذهبية، وأخذ البلد نحو مخاطر الفتن الأهلية. وقالت المصادر إن التقارير التي رفعت لجميع المعنيين بالملف الحكومي داخلياً وخارجياً تتقاطع عند هذه النقطة، سارعوا لحلحة قبل نهاية شهر نيسان، وأن هذا التحذير حاضر بقوة في المقاربات الجديدة التي التقط إشاراتها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعبر عنها في خطابه التحذيري الذي شبّه فيه لبنان بسفينة تايتانيك آيلة للغرق، والمقاربات الجديدة داخلية وخارجية، عبرت عنها مواقف لبكركي والنائب السابق وليد جنبلاط، وحملتها حركة السفراء وفي طليعتهم السفيرة الأميركية، وما حمله المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم العائد من باريس. وتقول المصادر عطفاً على ما نشرته “البناء” أمس، عن صيغة متدرجة لولادة المبادرة خطوة خطوة، وعن مضمون المبادرة القائمة على صيغة حكومية من 24 وزيراً، أن التعاون بين الرئيس بري وقيادة حزب الله يتخذ هذه المرة شكلاً مباشراً حيث ينخرط الحزب في العمل لإنجاح المبادرة. وهذا ما يوفر للمبادرة التي تتقدم بحذر وتروٍّ، فرصة التأثير المتوازن على طرفي المعادلة الرئيسية المعنية بتشكيل الحكومة، رئيس الجمهورية من جهة، والرئيس المكلّف من جهة موازية، ووصفت المصادر تفاؤل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته أمس بوجود مساعٍ جادة لحل الأزمة الحكوميّة بالدعم المعنوي للمبادرة، التي قد تتظهّر عملية نضوجها من خلال زيارة رئيس مجلس النواب لرئيس الجمهورية.
السيد نصرالله كان قد قارب الملف الحكوميّ بالتأكيد على وجود فرص داخلية للحل، وهو ما سبق وقاله سابقاً وأكده الرئيس بري مراراً، وتحدّث نصرالله عن سياق دولي وإقليمي إيجابي يحكم العالم والمنطقة، ويستدعي الثقة بأن الأمور إلى الأفضل، مشيراً إلى الأفول الأميركي، وتصاعد عناصر نموّ وحضور محور المقاومة، مستعيداً المعطيات التي تشير الى سقوط صفقة القرن والارتباك “الإسرائيلي”، والى سقوط كل محاولات فرض حلول تتجاهل الوقائع الجديدة في المنطقة، من إيران الى اليمن، حيث لا حل من دون فك الحصار.
وفي سياق ذلك، تترقب الأوساط السياسية تبلور المبادرة التي يعتزم رئيس المجلس النيابي نبيه بري طرحها على بساط البحث ووضعها بين يدي القوى السياسيّة كافة. وتنتظر عين التينة نضوج الظروف الملائمة واستكمال عناصر المبادرة للإعلان عنها. وأشارت أوساط عين التينة لـ»ألبناء» إلى أن «لا تقدّم عملي حتى الساعة لكن الأجواء العامة تميل نحو الإيجابية تجاوباً مع الأفكار التي طرحها الرئيس بري». وشدّدت على أن «الاتصالات عادت لتتفعّل على أكثر من مستوى وعبر عدة قنوات ومحورها عين التينة التي تواصلت مع بيت الوسط وتعتزم التواصل مع رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر». ولفتت إلى أن «الرئيس بري قد يزور بعبدا أو يتواصل بطريقة ما مع رئيس الجمهورية ولا مانع من أي اتصال أو زيارة تسهل تأليف الحكومة، فالرئيس بري كلما يرى أن الأمور تستدعي اللقاء كان يبادر رغم الظروف الأمنية التي تحكم حركته وتنقلاته». وأضافت: «دائماً كان الرهان على الدور الإنقاذيّ للرئيس بري»، كاشفة أن «الفرنسيين أبلغوا الرئيس بري تأييدهم حركته ودوره في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان».
وأوضحت الأوساط أن «أفكار الرئيس بري ترتكز على حكومة اختصاصيين غير حزبيين ومن دون ثلث معطل لأي فريق على أن يتم الاتفاق على العدد وليس بالضرورة 18 وزيراً بما يسهل ويسرع التشكيل وحكماً آلية لاختيار الوزراء».
وعن موافقة رئيس الجمهورية ميشال عون عون التخلي عن الثلث المعطل وقبول الرئيس المكلف سعد الحريري التنازل عن صيغة الـ18 وزيراً والسير بصيغة الـ24 قالت الأوساط: «بالنهاية الطرفان محكومان بالتوافق والتسوية».
وعلمت «البناء» أن «الموقف الفرنسي الأخير كان واضحاً ومتشدّداً وحذّر بشكل حاسم من التعطيل المتعمد ما دفع بالقوى السياسية كافة الى تفعيل الجهد والاتصالات واللقاءات للبحث عن مخرج للأزمة الحكومية». كما علمت أن «رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ابلغ الجميع تأييده أي تسوية تُخرج البلد من المأزق الحكومي ومن الانهيار وهو يؤيد أفكار الرئيس بري وينصح الحريري السير بالموافقة على صيغة الـ42 وزيراً الأقرب لتحقيق تمثيل التوازنات السياسية والطائفية».
وسجلت حركة لافتة للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم العائد من باريس حيث تنقل بين المقار الرئاسية، وزار عين التينة والتقى الرئيس بري وعرضا الأوضاع العامة والمستجدات الأمنية والسياسية. في موازاة ذلك، عرض الرئيس بري التطورات السياسية أيضاً وشؤوناً تشريعيّة، مع الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان.