معركة أولي البأس

 

لبنان

حركة دبلوماسية نشطة يشهدها قصر بعبدا والحكومة لا تزال مكانك راوح
27/03/2021

حركة دبلوماسية نشطة يشهدها قصر بعبدا والحكومة لا تزال مكانك راوح


ركزت الصحف اللبنانية على الحركة الدبلوماسية التي يشهدها قصر بعبدا، من أجل الوصول إلى تسوية لتشكيل الحكومة، فيما الشرخ يكبر بين الرئيس ميشال عون والرئيس المُكلّف سعد الحريري.

"الأخبار": عون لسفيرتَي فرنسا والولايات المتحدة: لا حلّ مع الحريري

قالت صحيفة "الأخبار" إن سعد الحريري يُناور ويُقدّم مواقف متناقضة للقوى السياسية المحلية والدولية، لأنّه غير مُستعجل تأليف حكومة جديدة. وفي الوقت نفسه، لن يتخلّى عن السلطة. يعرف أنّ المناخ الغربي غير جاهز بعد لحسم الملفّ اللبناني، فيُحاذر حلّ العقد الحكومية. أما رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، فبات يجاهر بضرورة البحث عن رئيس حكومة آخر

واضافت كبر الشرخ بين الرئيس ميشال عون والرئيس المُكلّف سعد الحريري، بحيث لم يعد من المُمكن الانتهاء من ملفّ تأليف الحكومة بسهولة. تبعات هذا «الترف» من الخلاف السياسي بين «الحليفين» السابقين قاسية، كونها تحصل في ظلّ أخطر أزمة اجتماعية واقتصادية ومالية ونقدية يمرّ بها لبنان في تاريخه. على الرغم من ذلك، بدأت تنتشر في الساعات الماضية معلومات عن «حلحلةٍ» ما من جانب الحريري، وتحديداً في ما يتعلّق بعدد الوزراء في الحكومة. يُقال إنّ رئيس الحكومة المُكلّف يقبل بزيادة العدد عن 18 وزيراً. 

واشارت معلومات «الأخبار»إلى أنّ الحريري بحث الموضوع في الاجتماع الذي عُقد خلال الساعات الماضية بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه برّي، حيث قال الحريري إنه لم يعد متمسكاً بـ«حكومة من 18 وزيراً»، مع إصراره على رفض حصول أي فريق على الثلث المُعطّل. ولكن يبدو أنّ الحريري «يلعب على أكثر من حبل». فكلامه أمام مرجعيات سياسية محلية ودولية، ينقضه بنفسه أمام مسؤولين سياسيين آخرين. فحتى مساء أمس، كان الحريري لا يزال يُصعّد من مواقفه أمام زوّاره، مُشدّداً على تمسّكه بحكومة من 18 وزيراً، وبرفضه الثلث المُعطّل أو الاستجابة لأيّ من مطالب فريق رئاسة الجمهورية، ومن بينها تسمية وزير الداخلية. 
وقال الحريري إنّ «أقصى» ما يستطيع «تقديمه» هو التفاوض مع الرئيس ميشال عون حول اسم المُرشح إلى تولّي حقيبة الداخلية. يقود ذلك إلى المزيد من التعقيدات في تأليف الحكومة، وتعميق حالة اللاثقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المُكلّف، وخاصة أنّ الأخير سَمِع من سفيرَتي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا أنّ عون يعتقد بغياب أي فرصة للتوافق مع الحريري، والاتفاق معه على تأليف الحكومة، وبأنّ الحلّ يكمن في تسمية رئيس حكومة جديد.

ولفتت الصحيفة إلى أن التعقيدات الحكومية الداخلية ليست يتيمة، فمعطوفٌ عليها «اقتناعٌ» من الدبلوماسيين المؤثّرين بأنّ لا تغييرات في المشهد الحكومي في المدى المنظور. السعي الأوروبي، وتحديداً الفرنسي، والضغوط الممارسة على القوى السياسية لإنضاج التسوية، تصطدم بعدم الجهوزية الأميركية للبتّ به بعد. الملفّ اللبناني ليس أولوية على طاولة البيت الأبيض، الذي لم يُعيّن مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، خلفاً لديفيد شينكر. وتُضيف المصادر بأنّ التصريحات، ولا سيّما للسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، حول ضرورة تخلّي القوى السياسية عن شروطها والاتفاق على الحكومة، «لا تعدو كونها أكثر من مواقف عامة، لأنّ شيا لم تتسلّم بعد تعليمات إدارتها بما خصّ لبنان».

وقالت "الاخبار" إنه في المحصّلة، لم يظهر بعد الضوء في آخر النفق. إلا أنّ الأوضاع على المستويات كافة لا تحتمل الانتظار. يوجد حكومة تصريف أعمال، لكنّها ترفض أن تتحمّل مسؤولياتها حتى بما يُشرّعه لها القانون. يتذرّع رئيس الحكومة المُستقيلة حسّان دياب بأنّه لن يتخذ أي قرار لا يكون مُغطّى من مجلس النواب. فالرجل الذي يعتبر نفسه «خُدع» من قوى 8 آذار ورئاسة الجمهورية، ويُصرّح بشكل مُتكرّر بأنّ القوى التي دعمت تأليف حكومته كانت أوّل من تخلّى عنها، لم يعد «يثق» بالفريق الذي سمّاه، ويُطالب بـ«ضمانات» تحميه قبل الإقدام على أي خيار. كما أنّ دياب، الآتي من خارج نادي رؤساء الحكومات التقليديين، قرّر في آخر عهده أن يتمسك بحماية «البيت السنّي» له، دينياً (دار الفتوى) وسياسياً (بيت الوسط). يُحاذر اتخاذ أي قرار قد يُبعده عن «نادي رؤساء الحكومات السابقين». كما أنّه لا يُريد أن يُغضب الحريري. لذلك، يُدير دياب «الأذن الطرشاء» لوزراء يُطالبون بتفعيل عمل الحكومة المستقيلة، وقد دار نقاشٌ بينهم على إحدى مجموعات تطبيق «واتساب». وعلى الرغم من نفي نائبة رئيس الحكومة، وزيرة الدفاع زينة عكر، خبر عقد اجتماع إلكتروني لتفعيل حكومة تصريف الأعمال، أشارت مصادر بارزة إلى أنّ الأمر تمّ على شكل محادثات على اجتماع، وأنّ دياب يُجدّد رفضه تفعيل الحكومة، لتعرّضه «للضغط من بري والحريري»، وثانياً لأنه «لا يريد الاصطدام بطائفته التي رفضت على لسان دار الفتوى ونادي رؤساء الحكومات تفعيل الحكومة».

وأشارت المصادر إلى أن «الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر هم من يدفعون إلى ذلك»، علماً بأنهم ينفون الخبر، مؤكدين أنّ «التواصل دائم للتشاور في عدد من الملفات المهمة». وتُضيف المصادر إنّ دياب أرسل موفدين إلى عين التينة التي ردّت بأنّ ممارسة الحكومة لواجباتها ضمن نطاق تصريف الأعمال ليست بحاجة إلى جلسة نيابية لتوضيح ذلك، وبإمكان مجلس الوزراء مناقشة مشروع الموازنة. فاستعان دياب برئيس مجلس القضاء الأعلى السابق، القاضي غالب غانم، فكان جوابه أيضاً أنّ الدستور واضح ولا حاجة إلى جلسة تشريعية لتفسيره.

على صعيد آخر، قالت إن مصرف لبنان لا يزال «يتكتّم» على أيّ معلومات لها علاقة بمنصة الصرافة التي سيُطلقها. وبعدما كان البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية الأسبوع الماضي، يُشير إلى أنّ العمل بالمنصة سيبدأ الأسبوع المنصرم، أجّل «المركزي» التطبيق إلى 16 نيسان. وتُفيد معلومات «الأخبار» بأنّ القيمة المتوقعة لضخّها في المنصّة، من مصرف لبنان والمصارف، هي مليار دولار أميركي، مصدرها الاحتياطي الإلزامي للمصارف لدى مصرف لبنان. الاتفاق المبدئي السابق مع مصرف لبنان، كان يتضمّن إمكانية أن تُعيد المصارف مليار دولار من قرابة 3 مليارات ونصف مليار دولار التي أودعتها في حساباتها لدى مصارف المراسلة في الخارج. «مصرف لبنان سيسمح للمصارف بذلك، لكنّه لن يفرضه عليها»، تقول مصادر مُتابعة. 

وتوضح المصادر الصحيفة أنّ «المركزي» يوحي بأنّ تمويل منصة الصرافة من الاحتياطي «لن يمسّ بالاحتياطي الإلزامي لأنّ الرقم الإجمالي لـ«الإلزامي» تدنّى أصلاً إلى حدود الـ 15 مليار دولار أميركي، بعد انخفاض قيمة الودائع». وقد حُسم أنّ المستفيدين من المنصة هم التجّار والصناعيون، «على أن يُبحث في المرحلة الثانية إمكانية فتحها أمام الأفراد، شرط أن يكونوا من زبائن المصارف، وذلك بحجة مكافحة تبييض الأموال». تمويل المنصة، ألن يؤثّر على الدعم؟ تُجيب المصادر بأنّه في الأشهر الماضية كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يُخيّر النواب والسياسيين بين دعم استيراد المواد المدعومة وبين منع الليرة من الانهيار، «الآن أيضاً يقول إنّ علينا أن نختار بين دعم الاستيراد وبين التدخل في السوق لوقف انهيار الليرة».

"البناء": الحريري يضع عند الراعي ترتيب لقاء في بعبدا 

صحيفة "البناء" قالت من جهتها "تزامن حدثان إقليميان كبيران، رسما مشهداً جديداً في المنطقة، فالحليفان الكبيران لواشنطن في مأزق صعب وعميق، السعودية تواجه صلابة يمنيّة، مستندة الى دعم شعبي كبير أظهرته مسيرات حاشدة شهدتها المدن اليمنيّة خرج خلالها مئات الآلاف لإحياء يوم الصمود الوطني، بعد كلام عالي السقف لقائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، أكد خلاله العزم على الصمود عند الثوابت المتمثلة برفض أي عرض لوقف النار لا يتضمّن فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وبالتالي وقف الحصار وانسحاب القوات الأجنبية، وبين الحدثين كانت ست عشرة طائرة يمنيّة مسيرة وثمانية صواريخ بالستية تستهدف العمق السعوديّ وتشعل الحرائق في مواقع حيوية واستراتيجية، مجددة معادلة الردع، مثبتة اليد العليا لليمن في أمن الخليج. 

واضافت انه "بالتوازي كان كيان الاحتلال يكتشف مأزقه العميق بظهور نتائج الانتخابات الرابعة الهادفة لإنتاج أغلبية قادرة على تشكيل حكومة منسجمة، وجاءت النتائج مخيّبة لآمال الفريقين المتنافسين، بحيث صار الكيان بين خيارَيْ تكرار مشهد الحكومة الائتلافية السابقة، بالاستناد إلى تحالف الخصوم، لاستيلاد حكومة هشة برأسين لم تستطع الصمود، أو الذهاب إلى انتخابات خامسة، فقد نال فريق نتنياهو 52 مقعداً في الكنيست ونال خصومه 51 مقعداً، وانحياز كتلة نفتالي بينيت لأيّ منهما لا تكفي لتشكيل أغلبية 61 نائباً لتشكيل حكومة، ويبقى ضم إحدى المجموعتين الفلسطينيتين لكل فريق، حيث حلفاء نتنياهو الفلسطينيون يملكون 4 مقاعد، وحلفاء خصومه يملكون 7 مقاعد، وكل من حلفي نتنياهو والخصوم سيتصدّع إذا ضم شريكاً فلسطينياً، فيخرج أكثر من كتلة من كل من الحلفين، وتبقى المشكلة في امتلاك الأغلبيّة قائمة".

ولفتت إلى أنه في الشأن الداخلي تناقل ناشطون اجتمعوا الى السفيرة الأميركية قبل أيام عنها قولها إن الأولوية يجب أن تكون لتشكيل حكومة جديدة، وتسهيل ولادتها وتخفيض سقف التحركات المعارضة، مؤكدة انضمامها الى الساعين للتحرك للضغط لتسريع ولادة الحكومة، وأبلغت دوروتي شيا الناشطين أسباب هذا التبدل في موقفها، بالخشية من نتائج الانسداد الحكومي، حيث سيؤدي ذلك وفقاً لما نقله الناشطون عن شيا الى تأزم سياسيّ قد يجعل الدعوة للانتخابات المبكرة أمراً مطروحاً على الطاولة بالنسبة للقوى السياسية الرئيسية في المجلس النيابي، خصوصاً بعدما استردت هذه القوى الكثير مما خسرته خلال بدايات انتفاضة 17 تشرين 2019، بينما لا تبدو قوى المعارضة جاهزة لهذه الانتخابات ولا قادرة على تحقيق اختراق نيابي ذي قيمة اذا جرت الانتخابات على أساس القانون الحالي، ولذلك يجب التركيز على إجراء الانتخابات في موعدها وتجاهل الدعوات للانتخابات المبكرة، والخشية الثانية هي من أن يؤدي تفاقم الأزمة الحكوميّة الى فقدان المزيد من البضائع والسلع الحيويّة من الأسواق كما ظهر مع فقدان الأوكسجين، ومثلما ظهرت صهاريج الأوكسجين السوري منقذاً يُخشى أن يتكرر المشهد بصهاريج المازوت والبنزين الآتية من إيران، وما يعنيه كل ذلك من تطبيق شعار التوجّه شرقاً كأمر واقع يلقى الترحيب الشعبي في لحظة الانهيار، ولا يمكن لأحد الاعتراض عليه للاعتبارات الإنسانية، وكشف الناشطون عن دور تقوم به السفيرة لتعجيل تشكيل الحكومة لهذه الاعتبارات، وتأكيد إجراء الانتخابات في موعدها كما صرحت شيا بعد لقائها برئيس الجمهورية قبل يومين.

واشارت الصحيفة إلى أنه على الصعيد الحكوميّ أكدت مصادر متابعة للمسار الحكومي أن لا جديد يمكن التحدث عنه نحو حلحلة التعقيدات والخروج من التأزم الذي ظهر بعد فشل الاجتماع الأخير الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، لكن ما دار في اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري بالبطريرك بشارة الراعي كان محور متابعة من المهتمين برصد تطورات الملف الحكومي، خصوصاً مع تسرّب معلومات عن تحرّك سيقوم به الراعي على خط بيت الوسط – بعبدا، محوره ترتيب زيارة جديدة للحريري الى بعبدا بعد التوصل الى تحريك الملف الخلافي نحو الحلحلة، على قاعدة تثبيت التخلّي عن الثلث المعطل في حكومة الـ 18 وزيراً، مقابل تثبيت وزارة الداخلية ضمن حصة رئيس الجمهورية.

وتابعت انه فيما هدأت الجبهات السياسية وركن الجميع إلى أن الحكومة عصيّة على الولادة في الوقت الراهن بسبب التعقيدات الداخلية والضغوط الخارجية على الرئيس المكلف سعد الحريري بانتظار مساعٍ ومبادرات جديدة، عاد الملف الصحي إلى الواجهة مع ارتفاع أعداد الإصابات بوباء كورونا، ما استدعى استنفاراً رسمياً لاحتواء انتشار العدوى عبر سلسلة اجتماعات وقرارات تضمنت تمديد التعبئة العامة والعودة إلى إقفال البلد خلال عطلتي عيد الفصح وعيد الفطر المقبلين.

ولفتت إلى أن المجلس الأعلى للدفاع الذي التأم أمس، بدعوة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قرّر تمديد التعبئة العامة لمدّة ستة أشهر، والإقفال التام لكل القطاعات خلال فترة الأعياد لمدّة ثلاثة أيام. وكان رئيس الجمهورية أكّد في بداية اجتماع المجلس الأعلى للدفاع على «ضرورة تمديد التعبئة العامة نظراً لازدياد نسبة الإصابات وأعداد الوفيات»، داعياً «الى تحديد الوضعية الحالية للإصابات والوفيات واللقاحات لمواجهة الموجة الثالثة المتوقعة لوباء كورونا». وأعلن عون عن «تخصيص 50% من الاعتماد الاستثنائي لرئيس الجمهورية من موازنة العام 2021 أي 50 مليار ليرة لتُصرف للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت، على أن يتم توزيعها وفقاً للأصول وبالتنسيق مع قيادة الجيش ومحافظ بيروت». من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب في مستهل الاجتماع «انتشار «كورونا» يتزايد وهناك نسبة عالية من المواطنين لا يلتزمون بالإجراءات، بينما يبدو أننا على مشارف الموجة الثالثة ليس فقط في لبنان وإنما في العالم، وقد تكون أخطر من سابقاتها وأتبنّى تمديد التعبئة العامة ستة أشهر جديدة تمتد لغاية نهاية أيلول».

واشارت الى انه تمّ تكليف وزير الصحة العامة استكمال التواصل مع الشركات المصنعة للقاحات لتأمين اللقاحات للمواطنين، مع السماح للقطاع الخاص لتأمين اللقاحات عبر مبادرات جماعية أو قطاعية تحت إشراف وضوابط وزارة الصحة. وتم الطلب إلى الأجهزة العسكريّة والأمنيّة كافة التشدد ردعياً، في قمع المخالفات بما يؤدي الى عدم تفشي الفيروس وانتشاره والتنسيق والتعاون مع المجتمع الأهلي والسلطات المحلية لتحقيق ذلك. كما تم تكليف «وزير المالية العامة بالتنسيق مع وزير الصحة العامة ومصرف لبنان، متابعة تأمين السيولة اللازمة بالعملة الصعبة للشركات التي تستورد المستلزمات والمعدات الطبية، وتكليف وزير الصحة العامة استكمال الاتصالات والإجراءات اللازمة لتفادي انقطاع مادة الأوكسجين، وفقاً للحاجات المطلوبة والملحة.

ولفتت الى انه بعد الظهر عقدت اللجنة الوزارية لمتابعة وباء الكورونا اجتماعاً برئاسة دياب ووافقت على رفع إنهاء المجلس الأعلى للدفاع مع بعض التعديلات.

وأشارت مصادر وزارية مشاركة في الاجتماعات لـ»البناء» إلى أن «قرار تمديد التعبئة العامة وإقفال البلد خصوصاً خلال عطل الأعياد، هو ضروري لتفادي الكارثة التي حصلت في عطلتي الميلاد ورأس السنة حيث ارتفعت أعداد الإصابات بكل جنوني ولا زلنا نعاني من آثاره حتى اليوم»، ودعت المصادر المواطنين الى الالتزام بالإجراءات الوقائية حتى تحقيق تقدّم في عملية التلقيح ورفع نسبة التمنيع المجتمعي».

وأعلنت غرفة العمليّات الوطنيّة لإدارة الكوارث، في بيان القرارات التالية:

1 – يُلغى تدبير حظر الخروج والولوج المعمول به حاليًّا.

2 – يُمدّد توقيت العمل لجميع القطاعات التجاريّة، محال البيع بالتجزئة، المطاعم والمقاهي المحدّد بالتعاميم السابقة، لغاية الساعة 21:00، مع التقيّد بالإجراءات الوقائيّة كافّة والشروط المعمّمة سابقًا.

3 – يتمّ التشديد على الالتزام بارتداء الكمامة، التباعد الاجتماعي، واتباع البروتوكولات والإجراءات والتدابير الوقائيّة المتعلّقة بفيروس «كورونا».

4 – يبقى حظر إقامة التجمّعات للمناسبات الاجتماعيّة والدينيّة قائمًا (أعراس، تقبّل تعازي،…).

5 – تبقى الحانات والملاهي الليلية مقفلة حتّى إشعار آخر.

6 – الإبقاء على دور السينما، المسارح وقاعات التسلية للأولاد مقفلة حتّى إشعار آخر.

7 – الإبقاء على الأسواق الشعبية مقفلة (باستثناء تلك المخصّصة لبيع الأغذية والمأكولات)، والتشدّد في ضبط وإغلاق المخالِفة منها.

وبعد الجدل السياسيّ الذي رافقَ زيارة الوزير حمد حسن إلى سورية والادعاءات المضلّلة. تفاعل ملف الأوكسيجين قضائيّاً. إذ قرّر الوزير حسن اللجوء إلى القضاء. وذكرت "البناء" أن وزير الصحة أحالَ الملف أمس إلى مدعي عام التمّييز القاضي غسان عويدات لإجراء المُقتضى القانوني واستجواب نقيب المستشفيات الخاصة المهندس سليمان هارون وقناة «أم تي في» حول المعلومات المضلّلة والتقارير المُفبركة والادعاءات الباطلة التي ساقوها وأساءت إلى هيبة الدولة ومصداقيّة وزارة الصحة التي تؤثر على ضمان تأمين كميات الأوكسجين في الحالات الاستثنائيّة كالتي حصلت منذ يومين، مما قد يؤدي إلى كارثة صحية وزهق أرواح المرضى، وبالتالي تحميل الطرفين المذكورين مسؤوليّة أي تداعيات على هذا الصعيد.

وأشارت معلومات "البناء" الى أن «أكثر من مستشفى في البقاع عانى خلال اليومين الماضيين من نقص في الأوكسيجين كمستشفى دار الأمل الجامعي الذي استعان بأسطوانات من الأوكسيجين لإسعاف بعض المرضى.

وحضر الملف على طاولة اجتماع المجلس الأعلى للدفاع. وبحسب معلومات «البناء» فقد بادر الوزير حسن إلى المهندس هارون بعتابٍ قاسٍ على مسمع رئيس الجمهورية والمسؤولين الحاضرين. إذ سأل الوزير حسن هارون: «كيف أن نقيب لا يعلم أن هناك معملاً واحداً لصنع الأوكسيجين لا معملين، كما ادعى وأنه لا يملك معلومات عن قدرته الإنتاجيّة؟». وأضاف حسن: «هل كان المطلوب من وزير الصحة أن ينتظر لأن ينقطع الأوكسيجين لتحل المصيبة كي يتحرّك أم يجب أن يبادر مسبقاً لتأمينه كما فعلنا؟». وحمّل حسن المهندس هارون شخصياً مسؤولية أي تداعيات سلبية جراء المعلومات المضلّلة التي أُثيرت خلال اليومين الماضيين.

كما علمت "البناء" أنه حتى الآن تسلم لبنان شحنتين من الأوكسجين السوري وفق التفاهم المبرم بين وزيري الصحة اللبناني والسوري.

وخلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، كشف الرئيس دياب أن «هناك ملفاً جديداً يشكل خطراً أيضاً، وهو ما تحدث عنه التقرير الذي أعدته شركة COMBILIFT ويشير إلى مواد كيميائية خطرة موجودة في مستودع في منشآت النفط في الزهراني، وتبين بعد الكشف عليها من قبل خبراء في الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية أن هذه المواد هي مواد نووية عالية النقاوة، ويشكل وجودها خطراً، بحسب التقرير الذي وردني من الأمن العام”.

وقال دياب: “هذا الموضوع تجب مناقشته الآن، ويجب أن يكون هناك إجراء سريع جداً للتعامل معه بأقصى درجات الاستنفار”.

وفي المقررات، تمّ تكليف وزير الطاقة والمياه اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات المعنية، لا سيما الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية لتخزين المواد الشديدة الخطورة، بعد سحبها من منشآت النفط او أي أمكنة أخرى. وتكليف الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية استكمال الاتصالات لإيجاد حل نهائي لنفايات الطاقة المشعة المخزنة في مقر الهيئة، مع الأخذ في الاعتبار القرارات التي صدرت عن المجلس الأعلى للدفاع في هذا السياق، بتاريخ 21/1/2021.

وقالت الصحيفة إنه في غضون ذلك، بقي الجمود مسيطراً على الملف الحكومي ولم تُسجل أية لقاءات علنية بين المعنيين بالتأليف. إلا أن المعلومات تتحدث عن حراك أوروبي يجري بعيداً عن الأضواء على صعيد تأليف الحكومة، بالتوازي مع مساعٍ داخلية لا ترقى الى مبادرة.

وكشفت مصادر إعلامية معلومات عن أن “الرئيس المكلف سعد الحريري زار عين التينة قبل لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري مطولاً، واتفقا على العمل لتشكيل الحكومة وإطلاق الرئيس بري مبادرته الجديدة”. ووفق المصادر فإن “مبادرة بري الجديدة تنطلق من عنوانين هما التأكيد على رئاسة الحريري للحكومة، ومراعاة متطلبات مختلف الفرقاء السياسيين ضمن ثابتة الاختصاص ولا ثلث معطلاً فيها”. وأبدى الحريري لبري بحسب المصادر “استعداده لمناقشة اسم يتم الاتفاق عليه مع رئيس الجمهورية ميشال عون حول حقيبة الداخلية ومناقشة أية أفكار أخرى، مع التمسك برفضه الثلث الضامن لأي طرف”.

وفيما لم تنفِ أوساط عين التينة هذه المعلومات، أكدت لـ”البناء” أن “مساعي الرئيس بري متواصلة ولم تتوقف مع مختلف المعنيين بتأليف الحكومة للتوصل الى ارضية معينة للانطلاق نحو حكومة توافقية”، وشددت على أن “موقف الرئيس بري ومقاربته الحكومية لم يتغيرا ولم يتزحزح أي حكومة لا ثلث معطل فيها لأحد ووفق المبادرة الفرنسية”.

"النهار": منازلة بين المحاولات الإنقاذية والتحريض الإيراني

أما صحيفة "النهار" فقالت إن أغلب الظن ان كثيرين عاودتهم نفحة تفاؤلية امام مشهد تحرك ديبلوماسي استثنائي ناشط استهدف نقل خليط من المطالب والضغوط والتحذيرات الغربية، بل الدولية عموما، حيال تداعيات تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، كما تفاءلوا أيضا بصورة فريدة يحل فيها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وحده من بين المسؤولين والزعماء في بكركي يوم عيد بشارة العذراء الذي أقرته حكومة الحريري اول عيد مشترك للمسيحيين والمسلمين، وفي الذكرى العاشرة لتبوء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي سدة البطريركية المارونية. ولكن رياح المعطيات القائمة غداة التطورين بدت كأنها لا تزال تعاكس سفن المتفائلين اذ لم تظهر بعد أي ملامح تبعث على امكان توقع حلحلة، ولو نسبية، في الموقف المتعنت للعهد واهدافه التي باتت لا تقتصر على الثلث المعطل والتدخل في صلب صلاحيات الرئيس المكلف، بل ان الهدف المكشوف الأساسي له هو المضي في التعطيل والتمترس لدفع الحريري الى الاعتذار.

ولفتت إلى أنه فيما بدأ الحديث امس عن وساطة متجددة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، يؤمل الا تلتحق سريعا بسابقتها او بمصير سواها من الوساطات، تتندر الكواليس السياسية بواقعة مثبتة ومؤكدة مفادها ان رئيس الجمهورية ميشال عون سارع بعد اللقاء الأخير بينه وبين الحريري وعقب مغادرة الاخير قصر بعبدا الى سؤال المحيطين به: هل اعلن اعتذاره ام لا ؟ بما يعكس بوضوح ان التخلص من الحريري هو السقف الحقيقي والثابت لأهدافه واهداف رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. هذا البعد لم يغب ابداً عن المجريات الأخذة بالتأزم الشديد على كل الصعد والتي اذا كانت لعبت دوراً محورياً محركاً لتحرك السفراء، فانها حضرت بقوة حتى في اجتماع مجلس الدفاع الأعلى حيث بدا بمكان ما، كأن حكومة تصريف الاعمال تستعجل الحكم اطلاق سراحها من الأسر القسري ! اذ ان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب وفي مطالعة سياسية مسهبة عزا اشتداد المأساة الحالية الى "الواقع السياسي الاستثنائي الذي ما زال يحول دون تشكيل حكومة جديدة تتصدى لهذه الظروف من خلال استئناف ورشة الإصلاحات وبالتالي التفاوض مع صندوق النقد الدولي على قاعدة هذه الإصلاحات وانطلاقا من خطة الحكومة المستقيلة".

وشدد على انه "من دون ذلك سنستمر بالدوران في حلقة مفرغة، ويعني أيضا أن كل الاجراءات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع هذه الظروف الاستثنائية، هي بمثابة مسكنات للوجع، لكنها لا تعالج أسباب هذا الوجع". ولم تكن الطبيعة المتداخلة للقرارات التي اتخذها المجلس وأحالها على "مجلس الوزراء" الا صورة عن التداعيات المخيفة للمضي في منع تشكيل حكومة جديدة والتخبط في دوامة قرارات ظرفية ومجتزأة.
 
.. إيران على الخط 

وقالت الصحيفة لعل الأسوأ من تجاهل العهد الانزلاقات الخطيرة نحو انهيارات صحية ومالية واقتصادية واجتماعية تفقد معها السلطة كل بقايا القدرة على السيطرة على الكارثة، ان يكشف العامل الإيراني المتحكم  بالجانب الاخر من قرار تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة نفسه بنفسه الامر الذي يتسبب بمزيد من تعرية واقع العهد وحليفه حزب الله  في دوامة مواجهة التداعيات الخطيرة للتعطيل. اذ اتهم امس المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمیرعبد اللهیان، أميركا وفرنسا ‏والسعودية باتباع سياسة "عدم وجود حكومة قوية" في لبنان. وقال: "تنتهج الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ‏سياسة عدم وجود حكومة قوية والإنقسام وإضعاف المقاومة، وهي الوجه الثاني من تطبيع ‏العلاقات مع الكيان الصهيوني وإضعاف لبنان".‏ وأضاف "لا شك في أن مثلث المقاومة والجيش والحكومة اللبنانية هو الرابح الرئيسي. تدعم ‏إيران بقوة أمن لبنان واستقراره واقتصاده الديناميكي".‏ 
 
الاستنفار 

واشارت إلى أنه جاء ذلك غداة الاستنفار الديبلوماسي الذي توزعه سفراء الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا في بيروت والذي عكس وفق المطلعين اتجاهين أساسيين: الأول إيجابي يتمثل في احتمال ان يكون وراء هذا التحرك تنسيقا بين الدول المعنية لتصعيد الضغوط الخارجية بقوة على المسؤولين اللبنانيين وخصوصا العهد، وإفهامه ان المجتمع الدولي معني باستعجال تشكيل الحكومة الجديدة، وانه بعد انفجار العلاقة بين الرئيسين عون والحريري لن يبقى متفرجا على الانسداد من منطلق قرار بعدم ترك الشعب اللبناني يعاني منعزلا تداعيات الانهيارات الكبيرة والخطيرة التي تضرب لبنان. واما الجانب الثاني فهو سلبي اذ يكشف هذا الاستنفار تصاعد القلق الجدي لدى الدول الكبيرة المعنية حيال انزلاق لبنان بقوة وفي فترة وشيكة نحو اهتزازات خطيرة جراء الانسداد السياسي المترافق مع تضخم الازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية وتعاظم المخاوف من اضطرابات امنية.
 
ولفتت إلى أنه اتخذ الاستنفار الديبلوماسي طابعه الاستثنائي بداية من خلال الزيارتين اللتين قامت بهما السفيرة الأميركية دوروثي شيا لقصر بعبدا وبيت الوسط وتلاوتها من بعبدا بيانا معداً مسبقاً وقالت فيه "أود أن أقول لأي شخص يضع شروطا لتأليف هذه الحكومة التي هي حاجة ماسة لشعبكم، إذا كانت تلك الشروط قد أدت إلى عرقلة تشكيل الحكومة، أود أن أسأل: الآن بعد مرور ثمانية أشهر تقريبا من دون حكومة بسلطات كاملة، ألم يحن الوقت للتخلي عن تلك الشروط والبدء بالتسوية؟ إنه لمن المهم التركيز على تأليف الحكومة، وليس عرقلتها".
 
وفي الوقت نفسه كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يلتقي السفيرة الفرنسية آن غريو، بناء على طلبها، حيث تم عرض التفاصيل المتعلقة بالملف الحكومي والمعوقات التي تحول دون انجاز تشكيل الحكومة. وبدورها اعلنت السفارة البريطانية أن القائم بالاعمال البريطاني في لبنان مارتن لنغدن تحدث مع رئيس "التيار الوطني الحر" حول "القلق العميق على لبنان". وقال لنغدن: "يرقص القادة السياسيون على حافة الهاوية، وعلى جميع الأطراف تحمل المسؤولية والتحرك". وأكد أن "البديل الوحيد لذلك هو كارثة لا يستطيع أصدقاء لبنان منعها، هذا هو الخيار".
 
الراعي والحريري ..وبري 

وقالت الصحيفة إن الرئيس الحريري بدا امس شديد الأرتياح لزيارته مساء الخميس لبكركي بما عكس ضمنا التوافق وأجواء التفهم المتبادل التي سادت اللقاء بينه وبين البطريرك الراعي، علما ان الحريري لا يزال متمسكا بمعايير تشكيلته الحكومية ورفضه الثابت حصول أي فريق على الثلث المعطل. وثمة معطيات تحدثت عن امكان ان يستأنف البطريرك مساعيه في صدد الازمة الحكومية . 
 
كما أفادت معلومات اخرى أن الحريري زار عين التينة قبل لقاء البطريرك الراعي الراعي، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري مطولاً، واتفقا على العمل لتشكيل الحكومة وإطلاق الرئيس بري مبادرته الجديدة.
 
ووفق هذه المعلومات فإن مبادرة بري الجديدة تنطلق من عنوانين هما تأكيد رئاسة الحريري للحكومة، ومراعاة متطلبات مختلف الفرقاء السياسيين ضمن ثابتة الاختصاص ولا ثلث معطل فيها.
 
ووصف الوزير السابق سجعان قزي الذي حضر والوزير السابق غطاس خوري لقاء الحريري والراعي بانه "كان إيجابيا". واوضح بانه "لدى الحريري ارادة وتصميم ورغبة عقلية ووجدانية للتعاون مع الرئيس ميشال عون، ولا سبب لدى البطريرك الراعي لعدم تصديقه لأنه لا يكذب". ولفت قزي الى ان البطريرك الراعي "يرفض الثلث المعطل في هذه الحكومة، ويبدو وبعكس المعلن هناك من يريده".
 

إقرأ المزيد في: لبنان