لبنان
هيئة التعليم العالي في التعبئة التربوية تنظم ندوة حول مخاطر التطبيع مع كيان العدو
أقامت هيئة التعليم العالي في التعبئة التربوية التابعة لحزب الله ندوة حول مخاطر التطبيع مع الكيان الصهيوني بأشكاله الأكاديمية والسياسية والاقتصادية، وذلك بمشاركة أساتذة متخصصين من العاملين في ميدان التطبيع وجمع من أساتذة الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة.
وقد تحدث رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور عبد الحليم فضل الله عن الأبعاد الاقتصادية للتطبيع، موضحًا أن "موجة التطبيع الجديدة أتت لتكون بديلة عن مشاريع التكامل الاقتصادي العربي أو المتوسطي".
وقال "في هذا السياق لدينا 3 اتجاهات: 1- التطبيع الاقتصادي في سياق المفاوضات المتعددة الاطراف، 2- مشاريع التطبيع المرتبطة بالسلام الثنائي كمشاريع دمج الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الإسرائيلي، 3- المشاريع الاقتصادية الاقليمية المشتركة"، مشيرا إلى أن "التطبيع سيقوض النموذج الاقتصادي اللبناني، والذي تَقوضَ بالفعل".
وقدم د. فضل الله "خيارات ثلاثة للمواجهة، أولها: التوجه نحو أوروبا ودمج الاقتصاد اللبناني بالأوروبي"، معتبرا أن "هذا غير ممكن لأن تجربة الشراكة المتوسطية فشلت فشلاً ذريعاً"، واضاف: "ثانيها الاندماج في التطبيع، وهذا مرفوض لأسباب سياسية وعقائدية وإنسانية، وثالثها الاندماج بالمشرق والتوجه نحو الشرق".
وتحدث الباحث السياسي الدكتور تيسير الخطيب عن "الأبعاد السياسية للتطبيع" قائلا إن "ما نشهده الآن ليس تطبيعا وإنما تحالف قديم اعلن مؤخراً لا سيما مع مملكة آل سعود".
وأضاف أن "التطبيع اليوم يستهدف كي الوعي والاختراق الثقافي والنفسي للشعوب العربية وتحويل هذا الكيان إلى ما يشبه الطبيعي وإلغاء حالة العداء الموجودة تجاهه"، مشيرا إلى أن "بعض العرب يعتقد أن الطريق إلى أميركا يمر بتل أبيب وأن العلاقة مع تل أبيب تضمن الحد الأدنى من العلاقة مع اميركا، لكن التطبيع واقعا يضعف الدول المطبعة التي لا تملك رؤية إستراتيجية مستقبلية وتتصور أن الكيان الصهيوني يصل لدرجة أن يكون رأس الحربة في مواجة الجمهورية الإسلامية في إيران بدلا عنها".
ولفت د. الخطيب إلى أن "القطاعات الشعبية في البلدان المطبعة قد أصبحت أقرب إلى فكرة الانخراط ضد العدو الصهيوني، وكلما يزداد هذا التناقض فإنه يذهب في صالح القضية الفلسطينية"، محذرا من أن "أخطر أنواع التطبيع هو التطبيع الفلسطيني لأن كل التطبيع العربي اتكأ على التطبيع الفلسطيني، ولأن التطبيع الفلسطيني يجري على أرض فلسطين ورغم كل ما يحدث، فإن القوى المطبعة تتراجع سياسيا وانتخابيا".
ولمواجهة التطبيع، اقترح د. الخطيب عقد مؤتمر يشارك فيه مفكرون وسياسيون ومختصون في علم النفس وعلم الاجتماع لوضع برنامج مواجهة لتصليب ومواجهة المعسكر الرافض للكيان الصهيوني.
كما تحدث عضو الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين د. عبد الملك سكرية، وقال إن "أخطر أشكال التطبيع هو التطبيع الثقافي لأنه يستهدف منظومة الوعي التربوية، كما أن التطبيع الإعلامي والثقافي يهدف الى اقتلاع مصادر العداء وزرع مفاهيم تقبل بإسرائيل كدولة طبيعية من دول المنطقة"، مضيفا أنه "بعد كل معاهدة "سلام" كان العدو الصهيوني يصر على أن يكون هناك ملحق عن التطبيع الثقافي في سياق عملية اقتلاع مصطلحات وزرع مصطلحات بديلة مكانها".
وذكر أن "أبرز آليات التطبيع الثقافي تستند الى3 مسائل: 1- حوار الأديان، 2- تطوير الخطاب الديني من وجهة نظرهم و3- تعديل المناهج التعليمية"، مشيرا إلى "تجربة المقاطعة الأكاديمية والتي شكلت خرقا عظيما جداً في مناطق اللوبي الصهيوني بأوروبا وأميركا وكندا، حيث خاف العدو وأعلن الحرب ورصد ثروات طائلة لمحاربة المقاطعة الاكاديمية بزعم أنها معاداة للسامية".
ولفت د. سكرية إلى أن "الأكاديمي في الكيان الصهيوني سبق وخدم في الجيش الصهيوني، وهو عسكري احتياط عند الحاجة، والجامعات الإسرائيلية كلها في خدمة الأمن والمؤسسة العسكرية للكيان الصهيوني"، معتبرا أن "الأكاديميين عندنا يجب أن لا يكونوا حياديين أو متفرجين، بل عليهم ان يكونوا منخرطين في المواجهة بالدراسات والمقالات والاطلالات الإعلامية، فالأكاديمي هو طليعة المجتمع وهو طليعي بمعركة الوعي".
وقال إن "في لبنان مشكلة كبيرة جدًا هي أن التلميذ يتخرج من الثانوية العامة ولا يعرف شيئا عن الخطر الصهيوني على لبنان، لا بل نجد أن بعض المدارس الخاصة تسوق للتطبيع عن طريق اعتماد كتب تكون فيها خريطة "إسرائيل" واضحة أو تصنف حزب الله منظمة إرهابية".