لبنان
تحرك داخلي لإحداث فجوة في ملف الحكومة.. وواشنطن تواصل هجومها على حزب الله
ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم ممن بيروت على فشل الخارج في فكّ كل العقد الداخلية من أجل تشكيل الحكومة بفعل تمسّك المعنيين بسقوف مطالبهم، في وقت شنّت المتحدثة الإقليمية بإسم وزارة الخارجية الأميركية هجومًا حادًا على حزب الله واصفة إياه بالمنظمة الإرهابية.
وفي ظل هذه المراوحة إستأنف الحريري تحركه الخارجي فكانت الدوحة محطته الجديدة على أن تتبعها محطات أوروبية من بينها بريطانيا وألمانيا.
"الأخبار": صخب خارجي بلا نتائج... والحكومة «صفر تقدّم»
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أن صخب الحراك الخارجي تجاه لبنان لا يزال يطغى على الأجواء السياسية، مع أن الأزمة الحكومية، وحتى السياسية، تبدو مرشحّة للاستمرار فترة طويلة، بعدَ فشل الخارج في فكّ كل العقد الداخلية بفعل تمسّك المعنيين بسقوف مطالبهم، وإفشال كل محاولة لإحداث ثغرة فيها. ذلِك أن كل المساعي والمشاورات التي تمّت على خطوط مختلفة في الأسابيع الأخيرة، للوصول الى حدّ أدنى من التوافق بينَ طرفيْ الصراع، ماتت في مهدها. آخر تلك المساعي، بحسب ما كشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار»، مجهود قامَ به المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على طريق بعبدا - وادي أبو جميل، حملَ اقتراحاً بمقايضة وزارة الداخلية بالحصة التي يُطالب بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أي أن تكون وزارة الداخلية من ضمن الحقائب التي يحصل عليها عون، وهو من يُسمّي وزيرها، على أن يكتفي بـ5 وزراء، إضافة إلى وزير لحزب الطاشناق. لكنه اقتراح لم يجِد حتى استعداداً لدى أيّ من الطرفين للنقاش، فسقط من البداية، وهو ما أبلغه إبراهيم لرئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء أخير جرى بينهما، بحسب المعلومات.
وهذه الوساطات يوازيها الحراك الخارجي الذي استأنفه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، إذ غادَر بيروت أمس الى الدوحة حيث التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وأجرى معه مباحثات، في مأدبة عشاء أقامها على شرفه، تناولت مجمل الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وفيما يحاول البعض تصوير الزيارة بأنها ذات دلالة سياسية بارزة لكونها تزامنت مع عودة نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني من طهران بعد لقائه نظيره الايراني محمد جواد ظريف، حيث ناقشا معاً العلاقات المشتركة ونتائج قمة «العلا» الأخيرة لدول مجلس التعاون الخليجي، غير أن الحقيقة التي باتَ يعرفها الجميع هي أن «الجولات التي يقوم بها الحريري لا انعكاس جدّياً لها على الساحة الداخلية». فالحريري الذي تقول المعلومات إنه «ربما يزور دولاً عربية أخرى من بينها الكويت، يحاول ترميم علاقاته العربية، والتسلح بهذه الورقة في معركته ضد عون والوزير جبران باسيل. لكن كل هذه الجولات لن تقدّم ولن تؤخر، بينما لا تزال الأبواب السعودية موصدة في وجهه».
وفي سياق آخر، أكدت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، جيرالدين غريفيث، أن بلادها لن تغيّر في سياساتها تجاه حزب الله، واصفة الحزب بالمنظمة الإرهابية. ولفتت غريفيث، في حديث تلفزيوني، إلى أن «ما يهمنا هو أن تكون أي حكومة جديدة قوية وقادرة على تلبية احتياجات الشعب اللبناني، ومستعدة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة». وشددت على أن «قرار مشاركة حزب الله في الحكومة يعود للشعب، ونحن كنا رأينا في العام 2019 احتجاجاً من الشعب ضد الفساد». كما أفادت بأن «أميركا تتشارك مع فرنسا في هدف تقوية لبنان ومساعدته في مواجهة التحديات الاقتصادية أو تلك المرتبطة بكورونا، رغم أننا نختلف مع فرنسا في وجهات النظر أحياناً، إلا أننا نتشارك الهدف نفسه ونواصل تشاركاتنا القائمة في أوروبا لمساعدة لبنان».
"النهار": دوران في الأزمة وتأكيد الشراكة الأميركية الفرنسية
بدورها صحيفة "النهار" إعتبرت أن الانحسار الملحوظ لم يبدل في السجالات الحادة بين “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” أمس شيئًا من المشهد السياسي المأزوم باعتبار ان أي موقف او تطور جديد من شأنه ان يعيد إلهاب المعركة الإعلامية بينهما ما دامت ازمة تعطيل تشكيل الحكومة تتجه نحو مزيد من الانسداد والتصعيد. ولم يكن ادل على المراوحة المرشحة لاثارة مزيد من التعقيدات من مرور الموقف الأخير للامين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله من الازمة الحكومية من دون ان يترك تأثيرا ولا أصداء علنية للمعنيين به بما أوحى ان الازمة تدور على حالها، علما ان نصرالله كان ابدى “تفهما” لموقف الحريري الرافض للثلث المعطل ولموقفه من تعيين وزير الداخلية من جهة، وأبدى في المقابل تأييدا لموقف رئيس الجمهورية ميشال عون من توسيع تركيبة الحكومة.
وفي ظل هذه المراوحة استأنف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحركه الخارجي فكانت الدوحة محطته الجديدة على ان تتبعها محطات أوروبية من بينها بريطانيا وألمانيا. ووصل الحريري مساء امس إلى العاصمة القطرية الدوحة والتقى على الفور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم ال ثاني، وأجرى معه مباحثات الى مأدبة عشاء اقامها على شرفه، تناولت مجمل الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأفاد المكتب الإعلامي للحريري انه جرى خلال الاجتماع عرض علاقات التعاون الثنائي لا سيما في الشؤون الاقتصادية بالإضافة الى المواضيع ذات الاهتمام المشترك، واكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري استمرار دعم دولة قطر للأشقاء في لبنان من اجل التنمية والازدهار.
في موازاة ذلك سجل موقف للسفير السعودي وليد بخاري. فبعيد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، حيث تم البحث في الأوضاع العام، أمل أن “يجتاز لبنان ازمته بأسرع وقت، وان تستقر أموره وشؤونه، مؤكدا بحسب المكتب الإعلامي لدار الفتوى، أن “السعودية لن تتخلى عن الشعب اللبناني الشقيق وستبقى داعمة له ولمؤسساته”.
جنبلاط في عين التينة
اما على الصعيد الداخلي، فقد زار مساء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عين التينة يرافقه الوزير السابق غازي العريضي، والتقيا رئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور النائب علي حسن خليل. وتم عرض الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة وآخر المستجدات السياسية على مختلف الصعد لا سيما الوضع الحكومي.
ملف المرفأ
الى ذلك سجل تطور لافت على صعيد التحقيق القضائي في ملف تفجير مرفأ بيروت تمثل في اعلان الوزير السابق يوسف فنيانوس امتناعه عن المثول اليوم امام قاضي التحقيق العدلي في هذه القضية القاضي فادي صوان وكتب فنيانوس عبر “تويتر”: “تلقيت اتصالاً هاتفيًا الساعة 7,21 مساءً ) امس (من المباحث الجنائية المركزية لحضوري غداً ) صباحاً للاستماع اليّ كمدعى عليه أمام القاضي صوان، وبما ان التبليغ أتى مخالفاً لأصول المحاكمات الجزائية اعتذر عن عدم حضور جلسة الغد”. وترددت مساء معلومات عن اصدار القاضي صوان مذكرة توقيف في حق فنيانوس وتبين انها معلومات خاطئة علما انه من غير المستبعد ان يتخذ صوان اجراء ما اليوم في ضوء عدم حضور فنيانوس امامه.
"البناء": حكومة 22 قيد التداول.. جنبلاط في عين التينة… والحريريّ في قطر… وباريس تشجّع
أما صحيفة "البناء" لفتت الى حسم كلام الناطقة الإقليميّة بلسان الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيت التكهنات حول وجود فيتو أميركيّ على مشاركة حزب الله في الحكومة القادمة، بقولها إن ما يهم واشنطن هو حكومة قادرة وفاعلة لمواجهة الأزمة، وإن الشأن الحكومي شأن لبناني رغم تمسك واشنطن بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابيّة، بينما تفاعل الوسط السياسي مع دعوة السيد نصرالله لحكومة من 20 أو 22 وزيراً، مقابل تفهم تمسك الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري بوزارة الداخلية، فظهرت صيغة الـ 22 متقدّمة لما تمنحه من فرص لتدوير زوايا الأزمة الحكومية الراهنة، سواء لجهة تضمنها ثلاثة وزراء دروز بما يتيح تمثيلاً يقبله الفريقان الدرزيان من جهة، او لجهة ما يوفره من فرصة للفك والتركيب في التشكيلة التي تعثرت ولادتها، وهي تتضمن إعادة توزيع للحقائب على الطوائف، وللتوازنات بينها ما يضمن تمثيلاً مرضياً في قضية الثلث المعطل بما يخرج الجميع بصيغة رابح رابح من جهة مقابلة، خصوصاً أن العدد اللازم لتوافر الثلث المعطل في صيغة الـ 20 هو ذاته في صيغة الـ18، أي سبعة وزراء، بينما يصبح ثمانية مع صيغة الـ 22، ويمكن توفيره وعدم توفيره في آن واحد بالصيغة التقليدية للوزير الملك، وقالت مصادر متابعة للملف الحكومي إن البحث بدأ جدياً بالصيغة، التي تعتقد المصادر أنها حضرت على طاولة لقاء النائب السابق وليد جنبلاط في عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما قال النائب في كتلة اللقاء الديمقراطي بلال عبدالله إنه اذا كان هناك توجه لتغيير العدد من 18 فلنذهب الى الـ 22، كما تعتقد المصادر ان الصيغة ستحضر في زيارة الرئيس الحريري لقطر، بعدما كان سمع في باريس انفتاحاً على حلحلة تتمثل بالتخلي عن عدد الـ 18 وزيراً.
بقيت مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس الأول، في واجهة المشهد الداخلي لا سيما في الملف الحكوميّ، حيث عكس صعوبة الاتفاق على صيغة الـ18 وزيراً لا سيما بعد بيان خلدة الذي طالب رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي والسيد نصرالله بإعادة النظر بتمثيل الطائفة الدرزية إلى وزيرين. فيما أعاد كلام السيد نصرالله طرح الـ20 وزيراً إلى بساط البحث.
وفيما سجلت جبهة بعبدا – بيت الوسط تهدئة إعلامية، غادر الرئيس المكلف سعد الحريري مساء أمس إلى العاصمة القطرية الدوحة والتقى على الفور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني وأجرى معه مباحثات الى مأدبة عشاء أقامها على شرفه، تناولت مجمل الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
ونقل المكتب الإعلامي للحريري، عن «وكالة الأنباء القطرية»، أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرية والحريري استعرضا علاقات التعاون الثنائي بخاصة في الشؤون الاقتصادية إضافة إلى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأكد آل ثاني «استمرار دعم دولة قطر للأشقاء في لبنان من أجل التنمية والازدهار».
أما في الداخل فبرزت زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري بحضور الوزير السابق غازي العريضي والمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل حيث جرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وآخر المستجدات السياسية لا سيما الوضع الحكومي وغادر جنبلاط من دون الإدلاء بأي تصريح.
وأشارت مصادر مطلعة على أجواء اللقاء لـ»البناء» إلى أن «البحث تناول الملف الحكومي والعوائق التي تحول دون تأليف الحكومة وكافة الطروحات والاقتراحات المطروحة من بينها مبادرة الرئيس بري التي تدعو إلى تأليف حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب، لكن ليسوا ضدهم وأن لا يملك أي طرف الثلث المعطل.
وعلى وقع التعقيد الحكومي، تفاقمت الأزمات الحياتية والاقتصادية بالجملة.
في حين عاود الدولار ارتفاعه ملامساً الـ9000 ليرة، سجل جدول أسعار المحروقات لهذا الأسبوع ارتفاعاً جديداً، لا سيما سعر صفيحة البنزين.