لبنان
الشيخ قاسم: علاقتنا مع إيران ليست علاقة مصلحة
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أننا "نفتخر بالعلاقة مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية لأنها ليست علاقة مصلحة"، مشيرًا إلى أن "من حق إيران تخصيب اليورانيوم ودعم المقاومة في المنطقة ومنها حزب الله".
وفي ندوة افتراضية نظّمتها المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان بالذكرى الـ42 لانتصار الثورة الإسلامية، قال الشيخ قاسم إن "من حق إيران التخصيب ودعم المقاومين في المنطقة وحزب الله يفتخر بهذه العلاقة التي تقوي الحزب للدفاع عن الاستقلال وتحرير الأرض"، مضيفا أنها "علاقة لم تطلب فيها ايران شيئاً منا".
وتابع: "نحن الذين أخذنا واستفدنا وحررنا ارضنا واستعدنا كرامتنا وهذا واحد من أشكال النموذج الذي تقدمه إيران، والذي نأمل أن ينجح نجاحا حقيقيا في الخطوة الثانية ليكون النموذج الثابت على مستوى العالم ".
وتحدث الشيخ قاسم عن "المقاربات الفكرية لبرنامج الخطوة الثانية التي أعلنها الإمام الخامنئي في الذكرى الأربعين لانتصار الثورة وإقامة الجمهورية الإسلامية"، معتبرا أن "هذه المقاربات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أننا أمام محطة تاريخية هامة".
وعرض سماحته "المقاربات من زاويتين بالشكل والمضمون، أما بالشكل: إعلان الانتهاء من الخطوة الأولى بعد مرور أربعين سنة يحمل ثلاثة عناوين، وهذه العناوين الثلاثة تتمحور حول الانتهاء من تأسيس وتثبيت مشروع الجمهورية على أساس الإسلام، وهي التالية :
العنوان الأول: تخطّت إيران صعوبة إنشاء النموذج الجديد، أي تطبيق الإسلام المحمدي الأصيل بقيادة الولي الفقيه، خاصة أن الإمام علي الخامنئي ذكر في مقدمة كلامه، أنه لن تتأتى التركيبة بين الجمهورية الإسلامية وأدوات تشكلها وتطورها إلا بالهداية الإلهية، وبفضل القلب النير والفكر العظيم لقائد الثورة الإمام روح الله الخميني (قدس"، الذي قال نحن قادرون، ما يعني ان صعوبة النموذج الجديد أمام نموذجين شرقي وغربي كان يحتاج الى مرحلة، وقد تخطّتها الجمهورية الإسلامية.
العنوان الثاني: النجاح في تثبيت وحماية المشروع على الرغم من الحرب المفروضة والاعتداءات الأمنية، كالاغتيالات والتفجيرات، والحرب الناعمة، والتحريض الداخلي بأدوات ملتبسة ومعادية، والعقوبات. وبما انه تم تخطي كل هذه العقوبات بقيت الجمهورية الإسلامية ثابته دستورها ونظامها، وهذا يعتبر انجاز مهم.
العنوان الثالث: التعامل بواقعية مع الثغرات التي أعاقت كمال التطبيق، إذ لا يُتوقع أن يكون التطبيق كاملا مئة بالمئة، هناك ثغرات إنسانية طبيعية في أي مشروع، المهم أن يكون المشروع كاملا، إما بالتطبيق توجد ثغرات، مع ذلك تم تخطي هذه المرحلة الأولى.
وأضاف الشيخ قاسم أن "المرحلة الثانية تألفت من سبع نقاط، يمكننا تقسيمها إلى إلى ثلاث محطات:
المحطة الأولى: مواكبة التطور المعاصر عن طريق العلم والبحث العلمي، وقد ركّز الإمام الخامنئيكثيرا على أهمية البحث العلمي، وقال إننا "ما نزال متأخرين جدا عن قمم العلم في العالم، ويجب ان نصل الى القمم"، وهو بذلك يرسم الخط الطبيعي لقدرة إيران على النمو والتطور، وهو لا يريد مجرد العلم، وإنما العلم الذي يوصل الى القمم.
تجربة إيران خلال الأربعين عاما كانت واضحة اهتمت علميا بنواحي مختلفة، سواء كان العلم السياسي أو العلم التصنيعي أو العلم الحربي، وكل العلوم التي تقدمت فيها إيران في النانو وفي العلم الذري وكل العلوم يجب ان يستمر ليصل الى القمم.
المحطة الثانية: هي تُبنى على رسم أسس بناء الجمهورية الإسلامية والدولة الإسلامية، والأسس لها قواعد عدة منها:
1-الاقتصاد المقاوم: لا وجود لدولة قادرة إلا اذا بنت اقتصادها؛ الرؤية عند الإمام الخامنئي هي ان يكون الاقتصاد مقاوما، إذ يقول إن "من الجوانب المهمة في هذه الحلول، التدفق الداخلي في داخل البلاد، وصيرورته اقتصادا إنتاجيا وعلمي المحور، وأخذه الطابع الشعبي وعدم تصدي الحكومة له"، ما يعني ان يكون غير مقيد بالإدارة الحكومية، وإنما الحكومة تضع له القواعد والضوابط، لكن هناك حركة شعبية وإنتاج مجتمعي، وهذا هو الذي يعطي القوة الحقيقية.
2- العدالة ومكافحة الفساد: هذه نقطة جوهرية، إذ يقول الإمام الخامنئي إن هذين الأمرين متلازمين، والفساد الاقتصادي والأخلاقي والسياسي، كتلة مرضية في البلدان والأنظمة، لانه اذا لم يكن هناك عدالة بالنظام، وبالإدارة، وبالقضاء، وبالمتابعة، اذا لم يكن هناك مكافحة للفساد، لا يمكن للناس ان يشعروا باطمئنان او استقرار نفسي و اجتماعي داخل هذه الدولة.
العدالة مطلب أساس ضمن قواعد إنصاف الناس، وتشمل المواكبة بين المدينة والقرية، الغني والفقير، الناس بمختلف مستوياتهم وأعراقهم في داخل الجمهورية الإسلامية، وكذلك وضع اليد على الفساد والمفسدين، وهنا كما يقول الإمام الخامنئي: "تقع العدالة في قائمة الأهداف الأولى لبعثة سائر الأنبياء"، ولها في الجمهورية الإسلامية المنزلة والمكانة ذاتها، وهذه نقطة مهمة. كما يقول الإمام إن "الغفلة عن الشرائح المحتاجة الى الدعم غير مقبول على الإطلاق"، ما يعني أن العدالة تتحقق بالالتفات الى الفئات الشعبية المختلفة.
3-القاعدة الثالثة : الاستقلال والحرية، لأنه من البديهي ان الاستقلال، يعني سياسة البلد، وحريتها وعدم تبعية الآخرين، وحريتها في ان تمارس ما تقتنع به.
4-القاعدة الرابعة: العزّة الوطنية والعلاقات الخارجية، بمعنى ان يكون هناك ضوابط في العزّة والحكمة والمصلحة في العلاقات الدولية، كي لايؤثر اي خيار حتى لو تطلّب الأمر جهادا وقتالا وتضحية.
المحطة الثالثة: هي مرتبطة بخصوصية الجمهورية الإسلامية، ونرى أن هذه الخصوصية تتثمل بالمعنوية والأخلاق، وهذه ميزة عظيمة للجمهورية الإسلامية، إذ لا يمككنا بلا بناء أخلاقي إعطاء هذا النموذج المتميز، وللأسف ان أنظمة العالم ليس فيها اهتمام بالبناء الأخلاقي والمعنوي.
كما ان نمط الحياة الإسلامي، يمكن اعتباره خصوصية لهده الجمهورية، إذ لا يوجد عندنا نمط غربي، النمط الإسلامي يؤثر على اللباس، طريقة التفكير، طريقة الطعام، طريقة التعامل الإنساني المجتمعي، موضوع الأسرة، بناء الأسرة، هذا كله اسمه نمط حياة خاص بالإسلام.
المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية
بدوره، أكد المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية في بيروت الدكتور عباس خامه يار أن "أحد الأهداف الرفيعة للجمهورية الإسلامية في مجال السياسة الخارجية، هو التخلص من التبعية للقوى العظمى خاصة أنه خلال الفترة التي سبقت انتصار الثورة الإسلامية كانت إيران تابعة لأميركا والقوى الغربية"، مضيفا أن "المحللين الغربيين يعتبرون أن أحد أسباب اندلاع الثورة في إيران هو تبعية الحكومة المطلقة للقوى الأجنبية إلى جانب الاستبداد".
وتابع خامه يار في كلمة له خلال الندوة أن "استقلالنا في مجال السياسة الخارجية مهم جداً"، موضحا أن "المقصود من الاستقلال هنا الاستقلال في كافة الجوانب، أي استقلال سياسي وعسكري واقتصادي يقوم على الاعتماد على الذات والطاقة الذاتية".