لبنان
دياب يدفع نحو تحريك الملف الحكومي وكورونا تحصد المزيد من الأرواح
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الى الرؤساء الثلاث، وسطَ تقديرات متباينة لأسبابها وما قد ينتُج منها، خصوصاً لجهة أزمة تأليف الحكومة في وقت لا تزال الأجواء تشير إلى أن القوى السياسية تتعامل مع هذه الأزمة ببرودة تامّة في ظلّ الانهيار وأن الاتصالات المتوافرة ليست على قدر المطلوب.
"الأخبار": تأليف الحكومة يُدار ببرودة تامّة
بداية مع صحيفة "الأخبار"التي لفتت الى أن المُفكّرة السياسية سجّلت يومَ أمس حركة ناشِطة تولّاها رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وسطَ تقديرات متباينة لأسبابها وما قد ينتُج منها، وخصوصاً لجهة أزمة تأليف الحكومة. وقد تمّ التعامل مع هذه الحركة، انطلاقاً من مقاربة غير واقعية، وهي، الاعتقاد بأن ثمّة جهوداً يقودها دياب للدفع في اتجاه حلحلة ما، والعمل على خط بعبدا ــــ بيت الوسط، بالشراكة مع عين التينة. غيرَ أن التدقيق بطفرة الزيارات التي قام بها دياب، إذ التقى الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري في يومٍ واحد، يكشِف بأن حركته بلا بركة، نظراً إلى أن اللقاء مع الحريري في وادي أبو جميل يرتبط باعتبارات الطائفة السنية، لكن دياب، ولعدم إعطائه طابعاً طائفياً، أرفقه باللقاءين الآخرين.
وبعدما عكست لقاءاته حرارة في الملف الحكومي، علمت «الأخبار» أن هناك عاملين دفعا دياب إلى الاجتماع بالرؤساء. فأكثر من مصدرمطّلع أكد لـ«الأخبار» أن دياب «تعرّض لضغوط من داخل طائفته بعد تسريب الفيديو الذي اتّهم فيه عون الحريري بالكذب، بحضور دياب، وذلك لأجل التضامن مع رئيس الحكومة المكلف»، وخاصة أن الحريري لم يتأخّر في الوقوف إلى جانبه بعد الادّعاء عليه في ملفّ تفجير المرفأ من قبل المحقّق العدلي في جريمة المرفأ القاضي فادي صوان. ثمّة من نصحَ دياب بعدم خسارة الغطاء السنّي الذي تأمّن له على خلفيّة الادعاء، وهو ما سيضمَن له خروجاً لائقاً من الحكومة التي دخلها عارياً من مظلّته الطائفية.
وتقول بعض المعلومات إن حركة دياب أتت أيضاً بدفع من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي نصحَ رئيس الحكومة بالقيام بجولة، وهو من رتّب للقائه بالحريري، بينما أتت اللقاءات الأخرى في إطار الإيحاء بوجود مساعٍ للتأليف، لأن مثل هذه اللقاءات، ولو كانت شكلية، من شأنها أن تفتح «باب ورا باب» علّ ذلك يؤدّي إلى تذليل بعض العقبات. وقد تجلّى ذلك في التصريحات التي تبعت اللقاءات، إذ قال الحريري «بحثنا في ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، وأبديت كلّ انفتاح للتشكيل وموقفي واضح». فيما «اعتقد» دياب بعد اجتماعه بعون أنه «سيكون هناك لقاء قريب إن شاء الله بين الرئيس عون والرئيس الحريري في الوقت المناسب والوصول إلى الحل المناسب لولادة الحكومة في أسرع وقت ممكن»، ولفت من عين التينة إلى أن «الرئيس بري أبدى استعداده للمساعدة بمثل ما يقوم به دائماً في لعب الأدوار لحل العُقد القليلة المتبقية لتشكيل الحكومة».
المؤكد أن الرئيس حسان دياب لم يحمِل معه إلى الرؤساء أي مبادرة ولم يخرُج من الزيارات بأيّ حل، باستثناء تأكيدات على الانفتاح. وإلى أن يتحقق اللقاء الذي تحدّث عنه بينَ الحريري وعون، لا تزال الأجواء تشير إلى أن القوى السياسية تتعامل مع أزمة التأليف ببرودة تامّة في ظلّ الانهيار، وأن الاتصالات المتوافرة ليست على قدر المطلوب. فيما لا يزال اللواء إبراهيم يعمل بمبادرة فردية، وقد التقى الحريري بعد عودة الأخير من الإمارات، وتناول اللقاء موضوع تأليف الحكومة، وأكد فيه الحريري أيضاً على الانفتاح.
"النهار": الوساطات تتساقط… والاقفال يمدّد 10 أيام
بدورها، صحيفة "النهار" بدأت بالتساؤل فيما إذا كان حظ وساطة إضافية غير محسوبة لرئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب افضل من وساطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي او من المبادرة الفرنسية اللتين قبعتا منتظرتين في النهاية توقيت الساعة الإقليمية الذي فرض إيقاعه على لبنان تحالف معطلي تشكيل الحكومة الجديدة ؟ ولماذا سيعطى الرئيس دياب ما لم يعط سواه، وهو المستعجل مع حكومته المستقيلة التخفف من مواجهة تبعات ومسؤوليات اعتى واخطر الظروف التي يمر بها لبنان تحت وطأة جائحة كورونا أولا، ومن ثم تداعيات الكوارث والانهيارات التي تعاقبت طوال سنة كاملة من عمر هذه الحكومة؟
الواقع ان هذه التساؤلات المحفوفة بالشكوك بدت بديهية عقب قيام الرئيس دياب بتحرك مفاجئ محاولاً كسر الجمود في عملية تشكيل الحكومة الجديدة وتحريك قنوات التواصل بين بيت الوسط وقصر بعبدا مرورا بعين التينة في حين تشير كل المعطيات والوقائع الى استمرار تحكم قرار التعطيل بهذا الاستحقاق. ولكن حركة دياب، ولو وسط التشكيك الواسع في احتمالات نجاحها، لاقت أصداء إيجابية لجهة ان الرجل شاء احياء ذكرى مرور سنة كاملة امس على تأليف حكومته بمبادرة لحض المعنيين على تشكيل الحكومة الجديدة بما يشكل ضغطا معنويا وسياسيا إضافيا لانهاء مرحلة تصريف الاعمال التي لا تقوى اطلاقا على مواجهة مزيد من التداعيات الدراماتيكية للازمات في ظل استفحال كارثة الانتشار الوبائي. ومع ذلك تفيد المعطيات المتوافرة ان المأزق الحكومي لا يزال على حاله وان اللقاءات الديبلوماسية التي عقدها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في الساعات الأخيرة مع عدد من السفراء ابرزهم سفراء فرنسا وروسيا ومصر، واشارة الحريري الى انه سيقوم بمزيد من الزيارات الى الخارج، تعكس مضي الرئيس المكلف في ملء مرحلة انتظار حلحلة موقف العهد بتعبئة ديبلوماسية لدعم لبنان في المجالات الأكثر الحاحا بدءا بما أكده الحريري امس للمرة الأولى من انه يسعى بقوة الى توفير اللقاحات ضد كورونا. اما الازمة الحكومية فستكون من اليوم في خانة الرصد لجهة ما اذا كان تسلم الرئيس الأميركي جو بايدن مهماته سيبدأ بإشاعة انعكاسات مختلفة على ازمات المنطقة ولا سيما منها لبنان الذي تستخدم ايران نفوذها فيه في صراعها مع الولايات المتحدة.
بين بيت الوسط وبعبدا
وكان الرئيس دياب زار فجأة بعد ظهر امس بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف. وأوضح دياب بعد اللقاء ان “لبنان بأمسّ الحاجة لوفاق سياسي بين مختلف الجهات ” وإذ لفت الى مرور 12 شهراً على تشكيل حكومته اكد ان “هناك توافقا مع الرئيس الحريري على أنّ الأولوية هي لتشكيل الحكومة ومعالجة كلّ الآثار على لبنان وان الرئيس الحريري أبدى انفتاحاً للتشاور مع مختلف الجهات وأحاول القيام بدور إيجابي لإعادة إطلاق عجلة التشكيل”. اما الحريري فقال “بحثنا في ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت وأبديت كلّ انفتاح للتشكيل وموقفي واضح”. ودعا اللبنانيين “الى ان نحافظ على أهلنا وأحبائنا في ظلّ انتشار كورونا والالتزام بالإجراءات وتترتّب على المواطن مسؤوليّة على صعيد مواجهة انتشار كورونا والدّولة مسؤولة أيضاً واعلن انه سيكثف رحلاته “وسأعمل جاهداً لجلب اللقاح الى لبنان في أسرع وقت ممكن”.
ومن بيت الوسط، انتقل دياب الى عين التينة حيث اكد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري “أبدى كل استعداد للمساعدة وحلّ العقد القليلة المتبقية لتشكيل الحكومة واللقاء كان جيداً ومميزاً وستكون هناك متابعة”. واضاف “الأيادي البيضاء كثيرة ونحاول تدوير الزوايا في ما تبقى من عقبات”. ثم التقى دياب الرئيس ميشال عون في بعبدا وقال ” لمست كل استعداد من فخامته لإعادة تفعيل عملية تأليف الحكومة كما لمست ذلك لدى الرئيس سعد الحريري ودولة الرئيس بري واعتقد انه سيكون هناك لقاء قريب ان شاء الله بين الرئيس عون والرئيس الحريري في الوقت الذي يجدانه مناسبًا لمتابعة هذا الموضوع والوصول الى الحل المناسب لولادة الحكومة بأسرع وقت”. واردف “بحسب ما لمست من الجميع ان النقاط الايجابية أكبر من بعض العقد التي لا تزال بحاجة لتدوير زوايا سياسية إنما النية لدى الجميع لمتابعة التشكيل في أسرع وقت ممكن”.
في المقابل اعلن “تكتل لبنان القوي” انه “يأمل في أن يكون قد حان الوقت وإكتملت الظروف لتشكيل الحكومة التي طال انتظارها، وجدد الدعوة الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للخروج من حال المرواحة والتواصل مع رئيس الجمهورية ليشكلا معاً الحكومة الاصلاحية الموعودة وفقاً لثوابت الميثاق وقواعد الدستور”.
وفي السياق الحكومي، لفتت تغريدة للمنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش الذي عين مبعوثا للأمم المتحدة الى ليبيا سأل فيها “هل ستحرك الإدارة الجديدة في واشنطن الأطراف أخيراً لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري؟ ” وقال إن “الحكومة الجديدة لا تعني تلقائياً نهاية الأزمة، لكن لا توجد حكومة تساهم فقط في تعميق الانهيار ومعاناة الشعب”.
كورونا تستفحل
وسط هذه الأجواء، لم تتبدد الوقائع القاتمة المحيطة باستفحال تداعيات جائحة كورونا وانتشارها مع الارتفاعات المطردة والمقلقة في اعداد المصابين وحالات الوفاة واستشراء المشاكل الهائلة في القطاع الاستشفائي. وفيما قرار الاقفال التام ساري المفعول وسط التزام واسع ملحوظ بمعظم الإجراءات، دعا رئيس الجمهورية المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع استثنائي ظهر غد الخميس في قصر بعبدا. وافادت المعلومات ان المجلس سيناقش توصية خلية كورونا بتمديد الاقفال التام وسط اتجاه الى التمديد الى الأول من شباط المقبل. وسجل التقرير اليومي لوزارة الصحة امس ارتفاعا مقلقا للغاية في عدد حالات الوفيات اذ بلغ 61 وهو الأعلى في يوم واحد منذ وصول الجائحة الى لبنان فيما بلغ عدد الإصابات 4359 إصابة.
ووجه الرئيس الحريري أمس نداء ناشد فيه اللبنانيين الالتزام الصارم باجراءات الحماية وشدد على ان “هناك بالتأكيد مسؤولية على الدولة وواجبها في توفير متطلبات العيش، خصوصا للفقراء وذوي الدخل المحدود والمياومين الذين يطاردون لقمة العيش ويعجزون عن تأمين قوتهم كفاف يومهم. وهناك بالتالي مسؤولية اخلاقية تقع على المقتدرين في كل الطوائف والمناطق والاحزاب والقطاعات الاقتصادية، للتضامن والتعاون على مساعدة المحتاجين ورفع جائحة العوز والجوع عن المواطنين. لكن المسؤولية الكبرى تقع على اللبنانيين والمقيمين مجتمعين، بدءا من بيوتنا وبيئاتنا واحزابنا ومساجدنا وكنائسنا ، مسؤولية الالتزام الصارم لموجبات الوقاية والسلامة والانضباط”.
الجمهورية: الحريري لإعتذار عن "الفيديو".. وعون لإعــتذار عن التكليف
كتبت صحيفة "الجمهورية" تقول: طَغت حركة رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب على ما عداها من ملفات صحية، على رغم أهميتها، ومالية، على رغم خطورتها. وأعادت الاهتمام بالملف الحكومي للمرة الأولى منذ اللقاء الأخير عشية عيد الميلاد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.
وجاءت حركة دياب من دون سابق إنذار، فيما كانت الأنظار مركزة على حركة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي بدأ لقاءات مكوكية بين المقار الرسمية بغية تقريب المسافات الحكومية، ومركزة أيضاً في اتجاه وساطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي أوفد أمس مطران بيروت السابق بولس مطر الى "بيت الوسط" للقاء الحريري في سياق المسعى الحكومي نفسه.
وما لفت في المواقف التي أطلقها دياب حول العقد الحكومية تقاطعه مع كلام البطريرك الراعي من أنّ العقد المتبقية قليلة ولا يجب ان تحول دون ولادة الحكومة العتيدة، وقد نجح بمبادرته الشخصية في أن أعاد وضع ملف التأليف في صدارة الأولويات والاهتمامات. ولكن، ماذا بعد جولته التي شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جانب عون والحريري؟ وهل أن تقاطع وساطات الراعي ودياب وإبراهيم يمكن ان يشكل قوة ضغط لفتح طريق التأليف الحكومي؟ وهل سيبادر رئيس الجمهورية إلى دعوة الرئيس المكلف إلى التشاور، أم ان الحريري سيتجاوز الإساءة التي تضمنها الفيديو المسرّب وسيبادر الى الاتصال بعون من تلقاء نفسه؟
على انّ تداخل الوساطات وتكاملها يعطي انطباعاً، ونشدد على انه مجرد انطباع، انّ الولادة الحكومية قد دنت واقتربت، خصوصاً في ظل إجماع الوساطات على محلية العقد والقدرة على تجاوزها، لا سيما أيضا ان هذا التحرك حصل عشية الاستحقاق الأميركي المتمثّل بدخول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض اليوم. هذا الاستحقاق الذي سيأسر العالم بمتابعته نتيجة الضجيج الذي خلّفته ولاية الرئيس السلف دونالد ترامب منذ انتخابه وحتى الأيام الأخيرة من انتهاء ولايته، وتحديداً مشهد اقتحام الكونغرس الذي سيدخل التاريخ في واشنطن.
على ما قال دياب في ختام جولته الرئاسية، أمس، يفترض أنّه "سيكون هناك لقاء قريب بين عون والحريري في الوقت الذي يجدانه مناسباً للوصول الى الحلّ المناسب لولادة الحكومة سريعاً". لكنّ المعطيات التي توافرت لـ"الجمهورية"، من مصادر مواكبة للاتصالات، دلت الى "انّ الحريري ينتظر من عون ان يتصل به معتذراً عن وصفه بالكاذب بحسب الفيديو المسرّب عن لقائه الاخير مع دياب يوم اعلان الاقفال العام النافذ. وفي المقابل، فإنّ عون لن يتصل بالحريري معتذراً بل يريد له ان يعتذر عن التأليف ونقطة على السطر"، على حد قول المصادر نفسها التي تحدثت عن وجود "كوة صغيرة في الحائط المسدود ربما يخترقها تغيير، لأنّ كل شيء معقول حصوله في السياسة".
لكنّ جمود التأليف خرقه حراك سياسي للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم عاملاً على تبريد الاجواء بين بعبدا و"بيت الوسط"، لتأمين عقد لقاء قريب بين عون والحريري يكسر حالة الانتظار الخطير الذي ترزح تحته البلاد، وذلك في موازاة مبادرة البطريرك الراعي التي لا تزال قائمة، بحسب مصادر قريبة منه، حيث انه يعمل من جهة على تذليل العقبات يومياً، ومن جهة ثانية على تأمين الاجواء الملائمة بين المكونات الروحية لخلق جَوّ ضاغط ومؤثر في اتجاه التأليف، وهو لهذه الغاية يوفِد المطران بولس مطر للقاء المعنيين، وقد التقى الحريري في "بيت الوسط " أمس، فيما يجري كلّ من موفد البطريرك الوزير السابق سجعان قزي، ومستشار الحريري الوزير السابق غطاس خوري الاتصالات اللازمة. لكن، وبحسب معلومات لـ"الجمهورية" من مصادر مواكبة، فإن لا اجوبة ايجابية بعد.
على أنّ عودة الحريري من الخارج لم تُعِد الحرارة الى خطوط التأليف، بل على العكس كرّست قطيعة شخصية بين طرفيه أضيفت الى الجمود القاتل، ورفعت منسوب التشكيك في إمكانية احداث خرق وشيك. وعلمت "الجمهورية" أنّ مبادرة دياب في اتجاه عون وبري والحريري أمس انتهت قبل ان تبدأ. وقالت مصادر مواكبة لـ"الجمهورية" انّ دياب بادر اليها لسببين:
السبب الاول شخصي، حيث اراد دياب ان يبادر الى مبادلة الحريري "المنيح" الذي قدّمه له عند ادّعاء القاضي فادي صوان عليه في قضية انفجار مرفأ بيروت حيث زاره في السرايا الحكومية داعماً ومتضامناً. وثم قال له بعض المحيطين به انه "ارتكب هفوة" عندما لم يعلّق على وصف رئيس الجمهورية الحريري امامه بالكاذب، ولذلك اراد استلحاق الموقف بزيارته في "بيت الوسط".
اما السبب الثاني فهو سياسي، اذ انّ دياب شدد امام عون وبري والحريري على ضرورة التعجيل في تأليف الحكومة، لأنه لن يوسّع صلاحيات تصريف الاعمال بنحوٍ يخالف مفهوم تصريف الاعمال والدستور، خصوصاً ان حكومته لن تستطيع التصدي للاوضاع الآخذة في التدهور اكثر فأكثر مع تطورات كورونا والانهيار المالي وربما الامني.
وسألت المصادر "اذا كان دياب، بنيّته الحسنة، يريد المصالحة بين عون والحريري فلماذا تُعطى له هذه المصالحة بينما خيوط اللعبة اصبحت اكبر بكثير واطرافها الخارجية اعمق من الداخل؟