لبنان
تشدد في إجراءات الإقفال التام للسيطرة على الوباء ومجلس النواب يناقش موضوع استيراد اللقاح
يناقش المجلس النيابي في جلسته اليوم موضوع استيراد اللقاح من الخارج، حيث من المتوقع أن يقر صيغة العقد التي وافقت عليها لجنة الصحة النيابية أي توقيع الدولة على تحمل المسؤولية عن أي نتائج سلبية قد يخلفها اللقاح على صحة المواطنين، يأتي ذلك في ظل الانتشار الوبائي في لبنان، وبدء الاقفال التام الذي بدأ مع إجراءات متشددة، فيما الحركة السياسية لتشكيل حكومة جديدة غائبة كلياً.
"الأخبار": «كورونا» البريطانية تجتاح لبنان؟
وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار" إنه مطلع كانون الأول الماضي، وقبل الإعلان عن النسخة البريطانية المتحوّرة من فيروس كورونا إعلامياً. لاحظ اختصاصيّو العلوم الجزيئية (متخرّجو الجامعة اللبنانية) في مختبرات كل من مستشفى بهمن ومستشفى الرسول الأعظم، «أمراً غريباً» بيّنته في نتائج هذه الفحوصات الـ pcr. إذ إن جيناً واحداً من أصل 3 تابعة للفيروس يجري تتبّعها لتأكيد الإصابة بالفيروس، «اختفى» من نتائج تلك الفحوصات لدى أحد المصابين.
ولفتت الصحيفة إلى أنه إثر ذلك، تواصل هؤلاء مع الباحثين في الجامعة اللبنانية، الدكتور فادي عبد الساتر (علوم بيولوجية) والدكتور قاسم حمزة (علوم جرثومية)، اللذين أوصيا المختبرين بتتبع الحالات المشابهة. وبالفعل، بدأت حالات مشابهة بالظهور وصل عددها إلى 50 إصابة من النسخة المتحوّرة من «كوفيد-19» في كانون الأول الفائت، قبل أن يشهد الأسبوع الأول من الشهر الجاري تصاعداً جنونياً في هذه الحالات.
واشارت الصحيفة إلى أنه بعد الإعلان في بريطانيا عن نسخة متحوّرة من فيروس كورونا، في 20 كانون الأول الماضي، ربط الباحثان النتائج التي بين أيديهما بالطفرة البريطانية. لكن، حتى الساعة، لا يمكن البتّ ما إذا كان هذا التحوّر المكتشف في لبنان هو نفسه النسخة البريطانية أم نسخة مختلفة؟ إذ إن معدات تحديد تسلسل شيفرة الفيروس بشكل متكامل (sequencing) غير متوفرة في لبنان سوى لدى مستشفيين جامعيين وجامعة، ولا قدرة استيعابية لدى هذه المختبرات المتوافرة على تحديد تسلسل الفيروس لعدد كبير من المصابين، فضلاً عن الكلفة الباهظة للـ sequencing خارجياً.
الإصابات نحو مزيد من الارتفاع ومستشفيات الجنوب «فوّلت»
وتحت عنوان أخر، قالت الصحيفة إن التشدد في تطبيق إجراءات الإقفال وحظر التجول الذي شهدته بيروت والمناطق، أمس، في اليوم الأول من الإقفال التام، أثبتا أن هناك قدرة على ضبط الوضع متى توفّرت الإرادة الجدية. أمس، قال رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزف مسلّم إن نسبة الالتزام بالإقفال العام بلغت 94%، فيما عكست كثرة الحواجز نية الحزم الذي كان مطلوباً في الإقفالات الماضية، والذي كان يمكن أن يُجنّب البلاد التي باتت تحتل عالمياً المرتبة 45 عالمياً هذا الخطر. الإقفال تزامن مع إعلان وزارة الصحة تسجيل أكثر من خمسة آلاف إصابة (5196 حالة، بينها 12 وافدة) ووفاة 41 شخصاً، وهو الرقم الأعلى للوفيات، ما رفع إجمالي الضحايا إلى 1781. فيما الخشية كبيرة من تضاعف هذه الأعداد بفعل الفوضى التي رافقت أيام التهافت على تخزين المواد الغذائية التي سبقت مرحلة الدخول في الإقفال التام، ما يعني حُكماً ضرورة استمرار التشدد، وعدم اقتصار تفعيل الرقابة على الالتزام في الأيام الأولى للحجر كما كان يحصل سابقاً، «وحتى تمديد فترة الإقفال التام إذا ما احتاج الأمر»، وفق مصادر اللجنة الوزارية المخصصة لمكافحة وباء كورونا، مُشيرةً إلى أن أرقام الأيام المُقبلة ستحكم آلية إدارة مرحلة ما بعد 25 من الشهر الجاري.
واضافت الصحيفة أنه بالتزامن، أعلنت مستشفيات الجنوب انتهاء قدرتها على استقبال المصابين بالفيروس. فقد افاد مستشفى راغب حرب في تول ــــ النبطية بأن قدرته الاستيعابية لاستقبال مصابي «كورونا» بلغت ذروتها ولم يعد قادراً على استقبال المزيد. الأمر نفسه ينطبق على مستشفى النبطية الحكومي الذي أعلن مديره حسن وزني أن «قسم الكورونا امتلأ، ونبحث عن حلول افتتاح أقسام جديدة لتلبية أعداد المصابين التي تتزايد يومياً». وفي صور، عقدت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات القضاء اجتماعاً طارئاً، لمواجهة تزايد المصابين. طبيب القضاء، وسام غزال، أشار إلى أن هناك 3 آلاف حالة نشطة في المنطقة. فيما لا يتوافر في مستشفياتها سوى عشرة أجهزة تنفس لخدمة 400 ألف نسمة! علماً بأن مستشفيات صور وقضائها بلغت قدرتها الاستيعابية القصوى منذ أسبوع، ما اضطرّ أجهزة الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني إلى نقل المصابين إلى مستشفيات بيروت.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في وقت تُشدد فيه السلطات على الالتزام بالحجر المنزلي وحظر التجول وعدم خرق إجراءات الإقفال، يجري تهميش حق آلاف الأُسر المحتاجة بالحصول على مُساعدات مالية تقيها خطر الجوع والحاجة في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة جداً. إذ لم يُباشر الجيش، الجهة التنفيذية الوحيدة المخوّلة توزيع حصة الـ 400 ألف ليرة للفئات الأكثر حاجة والتي ينضوي تحتها نحو 280 ألف أسرة، بعملية التوزيع حتى الآن.
التصريح عن الثروة حتى نهاية شباط
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "الأخبار" صحيح أن الغاية من عقد الجلسة التشريعية بشكل طارئ هو إقرار قانون يتيح للبنان استيراد اللقاحات الخاصة بكورونا، لكن مجرد انعقاد الجلسة شكّل فرصة لمعالجة الأزمة التي يمكن أن تنشأ من جراء انتهاء مهلة التصريح عن الذمة المالية، التي يفرضها قانون الإثراء غير المشروع.
واشارت الصحيفة إلى أنه بحسب المادة الثالثة من القانون ١٨٩ الذي أقرّ في ٢٦ تشرين الأول الماضي، فإن كلّ من تشملهم أحكام القانون، أي «كل شخص يؤدّي وظيفة عامة أو خدمة عامة، سواء كان معيّناً أم منتخباً، بما في ذلك أيّ منصب من مناصب السلطات الدستورية أو التشريعية أو القضائية أو التنفيذية أو الإدارية أو العسكرية أو المالية»، ملزم بالتصريح عن الثروة خلال مهلة ثلاثة أشهر من نشر القانون في الجريدة الرسمية.
ولفتت إلى أن هذه المهلة تنتهي عملياً في ٢١ الشهر الجاري، أي خلال فترة الإغلاق. القانون يلزم المعنيين بوقف راتب كل من لم يقدّم التصريح خلال المهلة المنصوص عليها. لكن المشكلة أن الإغلاق لأكثر من مرة لم يكن وحده ما حال دون تقديم التصريح من قبل موظفين، فانتشار وباء كورونا أسهم أيضاً في عدم تقديم كثر للتصريح. وعلى افتراض أن موظفاً قد أصيب هو أحد أفراد عائلته بالفيروس، وكان قد ترك أمر التصريح حتى الأيام الأخيرة، فقد أسهم الإقفال في منعه من ذلك. وهو ما يعني، بحسب القانون، وجوب وقف راتبه. لذلك، بالتشاور بين رئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء، إضافة إلى الكتل النيابية الرئيسية، تقرر أن يعرض تعديل القانون ١٨٩ على الهيئة العامة، بحيث يتم تمديد مهلة التصريح حتى نهاية شباط. وأعلن نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، بعد لقائه الرئيس نبيه بري، أنه «سيصار في جلسة مجلس النواب الى التصديق على اقتراح قانون بتمديد المهلة وإعطاء الفرصة للمعنيين والمكلفين بالتصريح عن الذمة المالية ضمن المهلة القانونية المنصوص عليها».
"البناء": المسار الحكوميّ مصاب بلا غرفة عناية... ونجاح الإقفال وفشل الاستثناءات
من جهتها، قالت صحيفة "الأخبار" إن حسم البدء بالمسار القضائيّ بحق الرئيس الأميركيّ المنتهية ولايته دونالد ترامب، والذي قد ينتهي بحرمان ترامب من حق الترشح مجدداً للرئاسة، ضمن تفاهم مرجّح بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، تزامن مع صدور مذكرة إلقاء قبض عن مجلس القضاء الأعلى في العراق بحق ترامب في قضية اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، وتحويلها الى التنفيذ ما يعني صدور بطاقة حمراء بحق ترامب عن الأنتربول إذا انتهت الإجراءات الأميركية إلى حرمانه من حصانة الرؤساء، وبذلك يصير ترامب ممنوعاً من السفر عملياً ومعرضاً للملاحقة عبر العالم".
واضافت انه تزامن أيضاً الكشف عن المسار القضائيّ للسفينة «ترايدر» التي كانت تحمل أسلحة ومتفجرات منها كمية من نترات الأمونيوم، نحو لبنان وأوقفتها سلطات اليونان قبل سنوات، وما أظهره المسار القضائي اللبنانيّ من علاقة للسفينة ترايدر بالجماعات الإرهابية المسلحة في سورية، بصورة تلقي الضوء على وظيفة السفينة روسوس التي حملت كمية النترات التي فجّرت مرفأ بيروت، خصوصاً أن التشابه في الشركات الوهميّة والجهات المشترية وصاحبة السفينة، يجعل النموذج قابلاً لتفسير التكرار، بعدما أوحى تحقيق الـ أف بي اي الأميركية بأن الكمية التي تفجّرت كانت اقل بكثير من الكمية المخزنة في العنبر رقم 12، ما يفسّر برأي مصار أمنيّة محاولات الإيحاء بأن المواد مستوردة لحساب الدولة السورية، كما قال النائب السابق وليد جنبلاط. وروّجت بعض التقارير الإعلاميّة، لصرف النظر عن الوجهة الحقيقية المرتبطة تقليدياً باستعمالات الجماعات الإرهابية للنترات وفقاً للتقارير الأميركيّة الدوريّة عن هذه الجماعات وأساليب عملها. وقالت المصادر إن كانت الدولة السوريّة بحاجة للنترات فهي قادرة على استيرادها مباشرة وإلى موانئها، فلماذا تتكبّد عناء هذا الالتفاف، والعبور غير الشرعيّ، والدخول في هذه المطبات؟"
وتابعت "تزامن ثالث برز أمس، بين تأزم صحة المسار الحكوميّ وغياب أي غرفة عناية فائقة قادرة على استقبال وعلاج الحالة المتفاقمة، ما يجعل حال الموت السريريّ ممتدة وطويلة، كما تقول مصادر مواكبة للحال الحكوميّة".
ولفتت إلى أنه "في مواجهة كورونا، سجل لبنان نجاحاً في حال الإقفال، في العاصمة والمناطق، سواء على مستوى المؤسسات التجارية أو الشركات، بينما كان الفشل قاسياً في مجال السيطرة على الاستثناءات والأذونات الخاصة بالتجوّل، وما أظهرته من زحمة سير على مداخل العاصمة"، وهو ما قالت المصادر الأمنية إنه حظي بمراجعة العديد من التدابير والإجراءات، متوقعة تحسناً جدياً يفترض ان يظهر من اليوم.
واشارت الصحيفة إلى انه لا يزال الملف الصحيّ في مقدّمة الاهتمامات إن لجهة تقييم اليوم الأول من قرار الإقفال العام والشامل وإن لجهة الارتفاع المخيف بعدد الإصابات في وباء كورونا والذي بلغ أمس 5 آلاف إصابة مع تسجيل حالات وفاة فاقت الأربعين. فيما يعيش اللبنانيون سباقاً مع الوقت بين الصمود في المعركة مع الوباء وبين وصول اللقاح من الخارج والذي ينعقد المجلس النيابي على نيته اليوم لإقرار العقد الموقع مع الشركة مصنّعة اللقاح.
وقالت مصادر صحية لـ"البناء" إن ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير مردّه الى نسبة الاختلاط الذي حصل في أسبوعي عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة، حيث خرق المواطنون كل الإجراءات الوقائيّة الصحيّة وكأن الوضع طبيعيّ. وما حصل أن العدوى انتشرت بشكل تلقائي وتدريجي وسببت مزيداً من الإصابات ستظهر يومياً وجاءت حالات الاكتظاظ والاختلاط في المحال التجارية والأسواق قبيل الإقفال التام وحظر التجوّل ليزيد الوضع سوءاً.
لكن المصادر تسلط الضوء على سبب آخر لارتفاع الإصابات وهو انتشار السلالة الجديدة من الوباء التي ظهرت في بريطانيا ودول أخرى. وترجّح المصادر أن تكون هذه السلالة الجديدة وصلت الى لبنان مع دخول أعداد كبيرة من المغتربين والسياح الى لبنان عبر مطار بيروت ومن دون التقيّد بالإجراءات المطلوبة. وفي هذا الصدد علمت «البناء» من مصادر في المطار أنّه وخلال فترة الأعياد شهد المطار تراخياً في الإجراءات الأمنية والوقائية فضلاً عن التراخي من المواطنين في المطاعم والمقاهي ودور السينما وغيرها من أماكن التجمع والاختلاط.
وأعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 5196 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد الإجمالي للحالات المثبتة إلى 237132. وسُجلت 41 حالة وفاة جديدة، رفعت الإجمالي إلى 1781.
وقالت "البناء" انه فيما غصت المختبرات بالمواطنين لإجراء الفحوص للتأكد من إصابتهم، غصت المستشفيات أيضاً بجموع المصابين ذات الحالات الحرجة. ما فاق قدرة المستشفيات الاستيعابية لا سيما بعد قرار وزارة الصحة إجبار كل المستشفيات على استقبال مرضى كورونا والتوقف عن استقبال الحالات العادية.
وقرّر مستشفى سان جورج – الحدث تحويل الكافيتيريا إلى مكان مخصص لاستقبال المرضى، وذلك بعد أن امتلأت كل الاسرة في المستشفى وتزايد عدد المرضى المصابين بكورونا. وأوضح المستشفى أنه يتم القيام بالتعديلات المناسبة ليتناسب المكان مع خدمة المصابين بالفيروس، مؤكداً أن العمل مستمر ليصبح أهلاً لاستقبال المرضى.
من جهته، أعلن مدير مستشفى الحريري فراس الابيض أنه في الـ24 ساعة الماضية، أصيب أربعة مرضى «كورونا» بسكتة قلبية ودخلوا غرفة الطوارئ في مستشفى الحريري، وقال إن أحدهم يبلغ من العمر 19 عامًا. وشدّد على أن «هذا أمر جادّ ويجب ألا يفشل الإغلاق».
إلا أن إصابة وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن الذي كان يقود المعركة مع الوباء ستؤثر بشكل نسبي على أداء الوزارة.
وأكد مستشار الوزير حسن الإعلامي رضا الموسوي، أن حالة الوزير وابنه مستقرة ولا مضاعفات تُذكر «وماشي حالهم».
ولفتت الصحيفة إلى أن المجلس النيابي يناقش في جلسته اليوم موضوع استيراد اللقاح من الخارج، حيث من المتوقع أن يقر صيغة العقد التي وافقت عليها لجنة الصحة النيابية أي توقيع الدولة على تحمل المسؤولية عن أي نتائج سلبية قد يخلفها اللقاح على صحة المواطنين.
وفيما حذر أطباء من خطر الانعكاسات السلبية للقاح، أفادت وكالة الأدوية النرويجية أن المتخصصين في النرويج يحققون في أسباب وفاة 23 شخصًا بعد تلقيحهم ضد فيروس كورونا.
ولفتت "البناء" إلى أنه لم يُعرَف إذا كان القانون سيشير الى حق الدولة اللبنانية باستيراد أي نوع من اللقاحات في العالم ام سيحصر فقط في اللقاح الأميركي فايزر.
وأوضحت "البناء" أن نسبة الالتزام بقرار الإقفال وحظر التجول في يومه الأول سجلت 94% بحسب ما أكد العقيد جوزيف مسلم الذي لفت الى أن «زحمة السير التي انتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي نتجت عن حواجز كانت تقيمها قوى الأمن الداخلي». وأضاف في حديث تلفزيوني «أطلقنا المنصة لتسهيل عمل المواطنين وهي تعمل بشكل تلقائي وعلى الحاصلين على الاذونات إبراز المستندات التي أعطيناهم الإذن على أساسها».
من جهتها، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن الفيديو الذي تم تداوله عن ازدحام في سوق خضار في برج البراجنة قرب الجبانة ليس صحيحاً. وأوضحت القوى الأمنية أن السوق خالٍ تماماً من المواطنين.
كما نفى رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور أن هذه المشاهد تعود لأيام قبل الإقفال، مؤكداً أن نسبة التزام عالية جداً.
وبعد الشائعات التي طالت رئيس مجلس النواب نبيه بري عن دخوله المستشفى بسبب تدهور حالته الصحيّة نتيجة مضاعفات فيروس كورونا، نشرت قناة الـ"ان بي ان" صورة لبري من خلال نشاطه أمس في عين التينة. وبدا رئيس المجلس النيابي في الصورة بصحة جيّدة.
على صعيد آخر، قالت الصحيفة أن الملف الحكومي لم يسجل أي جديد في ظل استمرار الخلاف والقطيعة بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والمكلف سعد الحريري، فيما تساءلت أوساط سياسية لـ"البناء" عن جدوى السفر المتكرر للحريري الى دول عربية فيما الأجدى به البقاء في لبنان وتحمل مسؤولياته الدستورية والسياسية والعمل في الليل والنهار على إخراج الحكومة من دائرة العرقلة والتعقيد واجتراح الاقتراحات البديلة على رئيس الجمهورية لا التمسك باقتراح وحيد ورمي الكرة في ملعب رئيس الجمهورية وترك البلاد والسفر بجولة سياحية الى الخارج.
وأكد نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش لـ"البناء" أنه «وبعد وصول العلاقة بين الموقعين الدستوريين إلى مرحلة مفصلية، لا بد من العودة إلى المجلس النيابي كحكم لا سيما أن المجلس هو من انتخب رئيس الجمهورية وكلّف الحريري تأليف الحكومة». مضيفاً: «في حال تراجعت الكتل النيابية عن تسمية الحريري فسيتجه الأخير إلى الاعتذار لياقة وأدبياً عن إكمال مشواره الحكومي. لكن لا يحق للمجلس سحب التكليف دستورياً. لكن من دون ذلك، فالحريري لن يعتذر»، يقول علوش.
وأوضح علوش بأن حجم التباعد بين عون والحريري بات أكبر من وساطة حزب الله أو أي طرف آخر. ونفى علوش أن يكون هدف جولة الحريري العربية هو حشد قوى عربية للدفع لتأليف الحكومة. مضيفاً أن «الحكومة تتألف في لبنان». لكن الحريري بحسب علوش «يعمل لإعادة بناء علاقات جديدة في المنطقة ودور إقليمي للتوفيق بين القيادات العربية».
بحسب مطلعين على المشهد السياسي، يبدو أن المواقف الأخيرة لرئيس التيار النائب جبران باسيل معطوفة على «الفيديو» المسرَّب لرئيس الجمهورية، تُخفي قراراً من العهد لإحراج الرئيس المكلف لدفعه للاعتذار فإخراجه عن المشهد الحكومي والبحث عن بديل له. وما شجع عون وباسيل على هذا القرار بحسب المصادر هي التطورات الأخيرة التي حصلت في الولايات المتحدة الأميركية واقتراب نهاية ولاية ترامب الذي فرضت إدارته العقوبات على باسيل. لذلك الأخير لم يعد يخشى العقوبات ما عزّز موقعه وحركيته وموقعه التفاوضي مع الحريري. لذلك اتخذت المعركة مع المستقبل أبعاداً جديدة أكثر إيلاماً.
في المقابل، أكدت أوساط مطلعة في التيار الوطني الحر لـ"البناء" أن «الفيديو ليس مسرَّباً عن قصد. فالرئيس عون لا يعتمد هذا الأسلوب. وإن كان مقصوداً فلن نسرّبه لقناة تتهجم على الرئيس ليلاً نهاراً. لكن ما قاله عون هو الحقيقة ولن يتراجع عنه أو يعتذر. فعون لم يُطلِق صفة الكذب على الحريري بشكلٍ مطلق. بل كان يجيب على كلام الحريري بأن عون سلمه أسماء للوزراء المسحيين. والحقيقة أن الحريري سلم عون أسماء لوزراء مسيحيين وليس العكس.
وأكدت المصادر بأن العلاقة مقطوعة كلياً على محوري بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة وبيت الوسط من جهة ثانية.
وكشفت مصادر "البناء" أن «عون قال كلاماً أكثر قسوة في القسم الثاني من الدردشة مع دياب والذي لم ينشر. إذ قال عون فيه إن «الحريري لا يريد تأليف الحكومة لأنه يرفض السير بملف مكافحة الفساد لا سيما التدقيق الجنائي ولذلك هو لا يريد تحمل المسؤولية ويرمي الكرة في ملعب الرئاسة الأولى».
وأوضحت مصادر التيار إلى أن التأخير في ولادة الحكومة له أسباب عدة منها الثقة المفقودة بين عون والحريري، ورفض الحريري السير بمكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وإدارات الدولة فضلاً عن الضغط الأميركي السعودي على الحريري وتريثه لتمرير المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة الأميركية.
وبحسب معلومات "البناء" فإن الرئيس عون بصدد التحضير لخطوات دستورية إذا ما استمر الوضع على حاله وتجاهل الحريري مسؤولياته في تأليف الحكومة، ومن هذه الخطوات مخاطبة المجلس النيابي لتحميله مسؤولية خياره بتكليف الحريري. إلا أن مصادر التيار لفتت لـ"البناء" إلى أن الرئيس عون لديه أوراق عدة، لكنه سيلعبها بالوقت المناسب ولن يفصح عنها، لكنه في الوقت نفسه ليس الجهة الدستورية التي تقرّر بقاء الحريري من عدمه، بل المجلس النيابي وبالتالي على الكتل النيابية تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد. لكن المصادر أوضحت بأن كافة الخيارات مطروحة أمام عون إذا ما بقي الرئيس المكلف على أدائه القائم.
"النهار": "سكتة سياسية" في عز المواجهة مع الوباء
أما صحيفة "النهار" فقالت إن لبنان بدأ امس ما يمكن اعتباره المحاولة الأخيرة الأكبر والأخطر لمنع تكريس واقعه كأحد البلدان النماذج الأعلى كارثية في العالم في مواجهة جائحة كورونا بعدما تجاوزت نسب الإصابات وحالات الوفاة فيه في الأسابيع الأخيرة المستويات العالمية الاسوأ اطلاقا. واذا كانت حالة الطوارئ الصحية التي بدأ تنفيذها امس مع تدابير منع التجول والاقفال العام تحتاج الى أيام عدة للحكم على مستوى الجدية في التزام إجراءاتها سواء من جانب المناطق والمواطنين او من جانب الدولة بمؤسساتها وأجهزتها وقواها العسكرية والأمنية المعنية بتنفيذ الإجراءات والسهر على التزامها بحزم، فان التقديرات الاستباقية المستندة الى المراحل السابقة لا تبدو متفائلة ابدا في اجتراح اختراق حقيقي من شانه خفض مستويات الكارثة الوبائية التي كان من ظواهر تفاقمها ان أدخلت رؤساء الطوائف الى المعترك بقوة لتوجيه نداءات ذات خلفيات دينية الى المواطنين لالتزام إجراءات الحماية وعدم التسبب بالعدوى للآخرين.
وقالت لكن "الفاجعة" الحقيقية لا تقتصر فقط على الاعداد القياسية المحلقة يوميا للاصابات والوفيات او على ما كشفه مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي الدكتور فراس ابيض من ان أربعة مرضى بكورونا أصيبوا في الساعات الأربع والعشرين السابقة بسكتات قلبية من بينهم شاب يبلغ من العمر 19 سنة، بل في السكتة السياسية القاتلة التي ألمت بدولة بدت كأنها اختفت فعلا طبقا للمخاوف المتكررة التي سبق لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان أبداها قبل ان تنحسر الوساطة الفرنسية بدورها تحت وطأة مخطط إفشالها المنهجي الذي تولاه فريق تعطيل تأليف الحكومة الجديدة.
ورأت "النهار" أن الواقع السياسي المواكب لانطلاق المواجهة اللبنانية الفاصلة مع الوباء المتسع والمنتشر في كل انحاء لبنان لم يكن مرة بمثل هذه الصورة الدراماتيكية والسوداوية حتى في حقبات الحروب. وطبع الشلل الكامل حركة المقار الرئاسية والسياسية باستثناء بعض اللقاءات في عين التينة ربما للرد على موجة الشائعات الكاذبة عن صحة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيرأس بعد ظهر اليوم جلسة مجلس النواب في قصر الاونيسكو لاقرار قانون الاستخدام الطارئ للقاحات.
وقالت الصحيفة اما في بعبدا فلم يسجل أي نشاط فيما الرئيس سعد الحريري موجود في الإمارات وسط ترجيحات لقيامه بجولة قد تقوده الى مصر وفرنسا. وعكس هذا الشلل، مع غياب أي مشاورات ووساطات متصلة بالازمة الحكومية، مناخات بالغة السلبية بدأت الكواليس السياسية تتداولها حيال احتمال ان تكون الازمة الحكومية تحولت قسرا وبفعل متعمد من فريق تعطيل تاليف الحكومة الى ازمة نظام من خلال الانقلاب المتدرج على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة. وابدت مصادر سياسية بارزة ومعنية بمجريات الازمة لـ"النهار" مخاوف كبيرة من التداعيات التي أفضى اليها الهجوم السياسي والشخصي الحاد بحيث باتت الازمة بلا أي ضوابط وانتفت كل الوساطات وأسقطت الواحدة تلو الأخرى ووضعت البلاد امام ازمة مفتوحة تماما لا افق زمنيا وسياسيا لا داخليا ولا خارجيا من شأنه ان يضع حدا لها بما ينذر بتحلل بقايا القدرة الرسمية الفعلية على مواجهة اخطار الانهيارات والأزمات التي يغرق لبنان في مصائبها. ولفتت المصادر في هذا السياق الى ان احتواء التصعيد من الافرقاء السياسيين لم يعد يشكل ضمانا كافيا للحد من التداعيات الخطيرة للازمة السياسية بعدما بات اجهاض تشكيل الحكومة الجديدة التي تعتبر باب الإنقاذ الوحيد للبنان من مصير كالح، يحتم خروج جميع القوى من مخابئ النأي عن صراع افتعله العهد وفريقه السياسي ووضع البلاد في ظله امام امر واقع مخيف.
التزام ...ولكن !
واضافت الصحيفة تقول "اذاً دخلت البلاد امس مرحلة الاقفال التام والشامل لمحاولة حصر تفشي وباء كورونا ومد الجسم الطبي والاستشفائي ببعض الوقت والاوكسيجين ليلتقط انفاسه ويتمكن من الصمود. وفي اليوم الاول من الاقفال الذي يستمر 10 أيام سجلت نسبة كبيرة ومشجعة جدا للالتزام بالإقفال في معظم المناطق اللبنانية بما فيها في المخيمات الفلسطينية وقدر مدير شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العقيد جوزف مسلم نسبة التزام الاقفال بـ 94 في المئة ، علما ان زحمة سير صباحية سجلت على الطرق بفعل انتشار حواجز القوى الأمنية . اما اذونات الخروج من المنزل لغير المستثنين من الاقفال، فطبعها تخبّط كبير يوجب اصلاحه وحلّه لتأمين التقيد بهذه الآلية في الأيام المقبلة. ولكن المفارقة البالغة السلبية تمثلت في ان اليوم الأول من الاقفال سجل في نهايته أسوأ الاعداد الصادمة للاصابات مع رقم قياسي جديد للاصابات بلغ 5196 إصابة وأعلى رقم يومي للوفيات سجل منذ وصول الجائحة الى لبنان بلغ 41 حالة. وسجلت وزارة الصحة في هذا السياق ارتفاع نسبة الفحوصات الإيجابية للاصابات بكورونا لكل مئة فحص الى 17.6 في المئة. وبات معلوما ان هذه الأرقام والاعداد والنسب التي تتقدم أسوأ النسب العالمية تعزى الى كثافة الإصابات واتساعها على نطاق واسع في كل لبنان كما الى الواقع الاستشفائي الخطير الذي تعانيه المستشفيات جراء حالات الاكتظاظ امام أقسام الطوارئ وفي الأجنحة وغرف العنايات الفائقة".
وتابعت أنه في حين يأتي الاقفال في ظل تفاقم الازمة المعيشية والاجتماعية اعلن وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي مشرفية ان إقرار مجلس أمناء البنك الدولي القرض المخصص لدعم شبكة الأمان الاجتماعي بقيمة 246 مليون دولار "سيمكننا من زيادة عدد المستفيدين من برنامج الاسر الاكثر فقراً إلى ما يقارب 200 ألف عائلة" وشدد على ان "مساعدة الأسر الفقيرة واجب وطني وحقٌّ مكرّس للمواطن على دولته". كما أعلنت الهيئة العليا للاغاثة، في بيان، أنه "استنادا إلى قرار وزارة المال دفع مساعدة مالية بقيمة 75 مليار ليرة لبنانية كسلفة خزينة للهيئة العليا للإغاثة، وتنفيذا للخطة الاجتماعية الهادفة إلى مساعدة الأسر التي ترزح تحت أوضاع معيشية حادة بسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة كورونا قامت الهيئة بتحويل كامل المبلغ إلى حساب خزينة الجيش، واعتمادا إلى آلية تم وضعها من قيادة الجيش والادارات المعنية في الدولة، واستنادا إلى جداول إسمية يعدها الجيش والادارات المختصة وفق مبدأ الأولوية والحاجة".
قانون اللقاحات
ولفتت الصحيفة إلى أنه في المقابل، تتجه الانظار الى مجلس النواب الذي يلتئم بعد ظهر اليوم في الاونيسكو لاقرار قانون يتيح للبنان استيراد لقاحات كورونا وعلى رأسها لقاحات شركة فايزر، وسط مطالبات بفتح باب الاستيراد للقطاع الخاص ومن اكثر من شركة. وعشية الجلسة لفت نقيب الأطباء شرف أبو شرف الى ان لجنة الصحة النيابية كانت قد ناقشت هذا المشروع ووضعت فيه الأطر القانونية والطبية لحماية المواطنين، خصوصا ان الدول الغربية بدأت بإعطاء اللقاحات ضد وباء كورونا منذ شهرين، والمضاعفات السلبية من حرارة بسيطة أو وجع في العضل، قليلة جدا.
وقال في بيان "ان نقابة الأطباء تطالب السادة النواب بربط مشروع قانون اللقاحات بمعايير المواصفات والجودة المتوفرة في بلد المنشأ، وبربطها بالشروط نفسها التي تطبقها الدول الأوروبية، حفاظًا على صحة وحقوق المواطن والدولة" .
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024