معركة أولي البأس

لبنان

07/01/2021

"الوفاء للمقاومة": لإعادة تحريك عجلة التأليف للحكومة ومواصلة التّشاور توصلًا إلى صيغة تعزز الإستقرار والثقة

لفتت كتلة "الوفاء للمقاومة" إلى أنّه "من واجبنا كلبنانيين أن نشكر ونحيي ونعبر عن وفائنا للفريق قاسم سليماني الذي يمثل رمزًا نضاليًا وإنسانيًا شريفًا تستحق مواقفه وتضحياته إلى جانب اللبنانيين وضد أعدائهم الإرهابيين سواء الصهاينة أو التكفيريين".

وعقب اجتماعها الدوري، أشارت الكتلة إلى أنّ "الأيام والسنوات المقبلة ستكشف حجم وعظمة ما قدّمته إيران، وما بذله أحد أبطالها وقادتها النموذجيين دفاعًا عن إنساننا ووطننا ضد قوى الظلم والعدوان والإحتلال والهيمنة".

وكان استهل الإجتماع، بحسب بيان الكتلة، "بوقفة إجلال ومهابة استدعتها الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد سيد شهداء محور المقاومة اللّواء قاسم سليماني رضوان الله تعالى عليه، قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية بإيران.. واستشهاد نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق الأخ القائد الشهيد أبو مهدي المهندس ورفاقهما رضوان الله عليهم جميعًا".

وأضاف البيان :"وإذا كان حضور هذه الذّكرى في إيران، كما العراق، يستدعي اهتمامًا خاصًا وعلى أكثر من صعيد، فإنّ لبنان كما سوريا وفلسطين واليمن لهم نصيب وافر من الإهتمام بهذه المناسبة لأنّها تتصل بالدّور المفصلي الفاعل الذي قام به اللّواء سليماني من أجل تمكين أبنائهم المقاومين من مواجهة العدوانية الإرهابية الصهيونية ودحر الهجمة التكفيرية المدعومة من الثلاثي الأمريكي و"الإسرائيلي" والسعودي والتي هدفت إلى إجهاض روح المقاومة الناهضة التي تتصدّى مشروع الإحتلال والإبادة والتكفير والتطبيع وسلب ثروات المنطقة بالفشل والخذلان. ولعلّ خيبة بعضهم في هذا الرّهان هي ما يفسر التّحسس الموصوف المفتعل إزاء الإهتمام بالذكرى في لبنان وغيره".

وتابع البيان "إنّ رسالة إحياء الذكرى هذا العام والتي أريد لها أن تصل لثلاثي الإرهاب الدولي المنظم هي أنّ المقاومة ماضية في نهجها وفي تحالفاتها دفاعًا عن الشعوب والدول المناهضة للعدوان العالمي على منطقتنا.. وإنّ سياسة القتل الإجرامية التي استهدفت اللّواء قاسم سليماني والقائد أبي مهدي المهندس ورفاقهما سترتد على أصحابها وبالًا وعارًا شديدًا، وستكتسي سياسة الجمهورية الإسلاميّة في إيران المناصرة لحقوق الشعوب، بمزيد من الرمزية الجاذبة والإستقطاب بفعل صدقيتها المتنامية".

وأعلنت الكتلة، أنّه "في هذه الذكرى السنوية، تجد نفسها معنية بالإعراب عن اعتزازها بوقفة الشعب العراقي الجسور ضد رعاة العدوان التكفيري، وعن إكبارها للشعب الإيراني العظيم ولقيادته الحكيمة والشجاعة ولمسؤوليه مؤكّدة جليل تقديرها ومحبتها وتعاطفها مع رسالة إيران التحرّرية والإنسانية، ومع الرموز والنّماذج الذين يمثلون ثقافتها ولونها الحضاري الزاهي والمفعم بالإيجابية والحرص على الروح والعزة والكرامة الإنسانية".

وتابع بيان الكتلة: "وعلى ضفة الإعلام المقاوم، ارتحل بالأمس إلى عالم الخلود، فارس النشرات الإخبارية حبيب الجهاد والمقاومين الأخ علي المسمار بعد معاناة طويلة مع مرض عضال، تاركًا لمجتمع المقاومة صوته المؤذِّن بالإنتصارات والمبشر بولادة فجرٍ جديد تتحقّق فيه الآمال وتزهو به الحياة الكريمة".

وتوقّفت الكتلة عند المشهد البائس والهزيل لما يسمى بالديمقراطية الأميركية والنموذج السياسي الأمريكي الذي تبدّى بالمواجهات الصاخبة والنارية بين القوى الأمنية ومناصري الرئيس ترامب والتي أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى في سياق تداول مقيت للسلطة لا يمت إلى شعارات الديموقراطية والحرية المزعومة بصلة.

وأضافت إنّ "وصول الأمر إلى حد سفك الدماء نتيجة اختلافات حول احتساب الأصوات يكشف عن انقسام عميق وخطير في بنية المجتمع الأميركي وارتداد الروح العنصرية والعدوانية الموغلة فيه إلى الدّاخل".

وحول الإقفال التام والمؤقّت الذي تقرّر اعتماده مؤخرًا، بسبب التّفشي العام لوباء الكورونا، قالت الكتلة "ينبغي ألا يكون محل تجربة أو اختبار أو تسامح.. خصوصًا أنّه لا يحصل للمرة الأولى.. وعلى المواطنين مجددًا تقع مسؤولية الإلتزام الصارم بالكمامة والتّعقيم والتّباعد إضافةً للإجراءات المتّصلة بالإقفال المعلن عنه".

وأضافت "إنّ التزام المواطنين هو الأساس في نجاح أي إجراء أو خطّة، إلّا أنّ ذلك لا يعفي المعنيين من مسؤولياتهم التي ينبغي أن يتحملوها بجدارة".

وجدّدت كتلة "الوفاء للمقاومة" "دعوتها للإلتزام التّام والحازم بالإجراءات ومستلزماتها، وأكّدت على التّشدد ما أمكن في منح الإستثناءات لأنّ توسعتها قد تهدد النتائج المتوخاة من الإقفال.

وفي سياق متابعتها للوضع النقدي والمالي في البلاد، والنقاشات الجارية على أكثر من مستوى بخصوص موضوع رفع الدّعم عن بعض السلع الإستهلاكية، جدّدت الكتلة موقفها الداعي إلى ترشيد الدعم من دون رفعه بالمطلق، مؤكدة على دعم السلع الغذائية الأساسية والمستلزمات الطبية وأدوية الجنريك البديلة وإبقاء الدعم للمازوت والغاز المنزلي وتحديد آلية مناسبة لدعم سعر مادة البنزين والعمل على ضرورة ايصال هذه السلع إلى المواطنين على الأراضي اللبنانية كافة دون أي كيدية او استنسابية.

وفي سياق متابعتها لتداعيات الأزمة الاقتصادية وتردي الوضع الأمني في لبنان عمومًا والبقاع خصوصًا، جدّدت الكتلة "دعوتها إلى الأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها الأمنية وتثبيت دعائم الإستقرار".

هذا، وحثّت الكتلة دولة الرئيس المكلّف على إعادة تحريك عجلة التأليف للحكومة ومواصلة التشاور للتوصل إلى الصيغة التي يمكن أن تعزز الإستقرار والثّقة بحسن إدارة شؤون ومصالح البلاد والقدرة على النهوض بالأعباء المترتّبة على ذلك".

إقرأ المزيد في: لبنان