لبنان
جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة الاسبوع المقبل .. هل تمنح "الثقة"؟
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين. واهتمت الصحف بإحراق المواطن جورج زريق نفسه في فناء مدرسة أبنائه بعد عجزه عن سداد موجبات تعليمهم.
مبارزة عربية - إيرانية تواكب جلسات الثقة
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "اذا كانت جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين ستنتهي حكما بمنح الحكومة ثقة كبيرة وربما قياسية نظراً الى حجم تمثيل الكتل النيابية فيها وتضاؤل حجم أي معارضة نيابية محتملة الى حدود قياسية أيضاً، فان الحدث الداخلي لن يتوقف عند جلسات الثقة المعروفة النتائج سلفا بل يتجاوزها الى ما يمكن ان يشكل مبارزة ديبلوماسية اقليمية ستشهدها بيروت عشية هذه الجلسات".
واضافت "تتمثل ملامح هذا الحدث الديبلوماسي في تزامن ثلاث زيارات لبيروت يقوم بها مطلع الاسبوع المقبل ثلاثة زوار بارزين تحت عنوان التهنئة بتشكيل الحكومة الجديدة وهم الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وكذلك المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا".
وتابعت "اذا كانت زيارتا أبو الغيط وظريف معروفتين ومحددتي المواعيد سلفاً، فان المعطيات عن زيارة العلولا برزت في الساعات الاخيرة واكتسبت دلالات بارزة، خصوصاً انها تحمل التعامل السعودي الاول مع الحكومة الجديدة ضمن زيارة العلولا المخصصة لنقل تهانئ القيادة السعودية الى المسؤولين اللبنانيين وما يمكن ان يتخلل الزيارة من رسائل مهمة. والواضح في هذا السياق انه لا يمكن تجاهل ابعاد زيارتي أبو الغيط والعلولا من حيث تزامنهما مع زيارة وزير الخارجية الايراني بما يمكن ادراجه في اطار احتواء التوظيف الايراني للحدث الحكومي واظهار طهران نفسها عرابة تأليف الحكومة من خلال نفوذ حليفها "حزب الله". وهو أمر يكتسب دلالات مهمة لجهة عدم تسليم الجانب العربي لايران بلعبة توظيف نفوذها ديبلوماسياً ودعائياً والمسارعة على الاقل الى تحركات وزيارات يراد لها ان تظهر التوازن المطلوب للحؤول دون استئثار ايران وحلفائها بالساحة الديبلوماسية والدعائية عقب ولادة الحكومة الجديدة".
إلى الشارع... الثلاثاء: «لا ثقة»
بدورها، ذكرت صحيفة "الاخبار" أنه "استكمالاً للتحركات الشعبية المتواصلة التي بدأت في الشارع رفضاً للسياسات الاقتصادية والاجتماعية، وآخرها كان تظاهرة 20 كانون الثاني، عقدت القوى السياسية والنقابية والمدنية والطلابية المنظمة لها اجتماعاً في مقر الحزب الشيوعي اللبناني، قوّمت فيه إيجاباً المشاركة الواسعة بكل تلك الأنشطة، في بيروت والمناطق، وأكدت مواصلة التحركات التي بدأتها في الشارع وتفعيلها لتغيير السياسات التي أفقرت اللبنانيين ورتّبت عليهم ديوناً هائلة تتزايد خدمتها عاماً بعد عام".
وتابعت "أكد المجتمعون في بيان أنه «بعد تشكيل الحكومة، لا شيء تغيّر على صعيد استمرار السياسات نفسها، لا بل إن القرارات غير الشعبية التي جاهر بها القيّمون على قرار الحكومة قد أصبحت في صلب البيان الوزاري من خلال تبنّيهم مقررات مؤتمر سيدر، حيث ستعمد الحكومة إلى تنفيذها، وهو ما نرفضه بالكامل كونها تستهدف تحميل ذوي الدخل المحدود والمتوسط وفقراء لبنان تبعات الأزمة الاقتصادية والمالية، وتفرض عليهم المزيد من الرسوم والضرائب غير المباشرة والظالمة، ما يستوجب الاستمرار في رفضها والتحرك السريع في مواجهتها قبل وخلال وبعد إقرار البيان الوزاري»".
واضافت "دعا البيان «المواطنين كافة إلى إطلاق التحركات المناطقية، وعقد اللقاءات والندوات والحملات الإعلامية والسعي لتشكيل أطر شعبية في الأقضية والمحافظات وعلى المستوى المركزي، والى إطلاق حراكات طلابية ونقابية ونسائية ومدنية ومهنية وبيئية تتكامل جميعها لتشكل روافد بناء الحراك الشعبي وتوسيعه، وتحقيق أهدافه في بناء دولة مدنية ديموقراطية قادرة على تحقيق مطالب المتضررين، وإلى تنظيم طاولة مستديرة يشارك فيها اختصاصيون وخبراء في المجال الاقتصادي والاجتماعي والمالي لشرح خطورة ما يتضمنه البيان الوزاري من إجراءات تهدد حقوق الأغلبية الساحقة من اللبنانيين في حياتهم المعيشية والإنسانية، ولطرح المقترحات البديلة لهذه السياسات». وحدّد البيان يوم الثلاثاء 12 شباط الجاري الساعة الخامسة بعد الظهر، موعداً للمشاركة في الاعتصام في ساحة رياض الصلح تحت شعار: «لا ثقة» لهذه الحكومة، تحضيراً للمشاركة الشعبية في التظاهرة المركزية في بيروت نهار الأحد في 17 شباط الجاري.
جورج زريق يحرق نفسه بسبب عجزه عن تعليم أولاده... فهل يفتح ملف دولة الرعاية؟
من جهتها، اشارت صحيفة "البناء" الى انه "هزّ المجتمع والرأي العام والإعلام نبأ إحراق المواطن جورج زريق نفسه في فناء مدرسة أبنائه بعد عجزه عن سداد موجبات تعليمهم، وتعدّدت ردود الفعل على الخبر الصادم، الذي طرح السؤال المحوري مع استعداد الحكومة الجديدة لنيل الثقة، هل تنوي القوى السياسية التي تقود الحكومة رد الاعتبار لمفهوم دولة الرعاية الذي سقط تدريجياً حتى صارت الدولة تاجراً مع مواطنيها بعدما حوّلتهم زبائن، بينما تسود في كل القطاعات التي يمكن أن تجلب تمويلاً للدولة نظرية «الدولة تاجر فاشل». فالدولة تاجر والمواطن زبون في التعليم والصحة، بينما الخصخصة على قدم وساق حيث يمكن للدولة أن تجد مصادر دخلاً لقيامها بواجبات الرعاية لمواطنيها الخاضعين لابتزاز حاجات الحياة الأساسية، المتروكين لمواجهة أقدارهم".
واضافت "فيما تشخص الأنظار اليوم الى قداس مار مارون في كنيسة مار مارون – الجميزة والذي يترأسه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي سيتخلله إطلاق مواقف سياسية، فإن الأنظار تشخص أيضاً الى الزيارات العربية والإقليمية الى لبنان مطلع الأسبوع المقبل، والتي تأتي تهنئة بتأليف الحكومة التي ستنال الثقة الأسبوع المقبل خلال الجلسة التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء".
وتابعت "يزور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبنان يوم غد كأول وزير خارجية يزور لبنان بعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وسوف يعقد يوم الاثنين اجتماعات عدة مع المسؤولين اللبنانيين".