لبنان
الحريري يودّع السّنة بفشلة في تأليف الحكومة
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على مسألة فشل الرئيس سعد الحريري بتأليف الحكومة بعد أكثر من شهرين بتكليفه لفرضه شروط تعجيزية على رئيس الجمهورية أهمها فرض الأسماء عليه وفي ذلك مرواغة متعمدة منه. كما أن المشهد السياسي يبدو أنه ليس مقبلًا على أي تحريك او اختراق في ظل ازدياد الشكوك في خطط المعطلين الداخلية والإقليمية لتوظيف مرحلة الفراغ الانتقالية الحالية في خدمة أهدافهم.
ومع أن رئيس لجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية في مجلس النواب الفرنسي النائب لوبيك كيرفيران لمح امس خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون الى تحرك فرنسي جديد حين اكد التزام فرنسا الوقوف الى جانب لبنان في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، لافتًا الى ضرورة تأليف حكومة جديدة كشرط أساسي لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة والحصول على المساعدات الدولية، .
"الأخبار": دياب يسأل عن نيترات الأمونيوم: أين الـ2000 طن؟
بداية مع صحيفة "الأخبار"، التي اعتبرت أنه لم تكُن أجواء الأيام الماضية كافية للجزم بإمكانية حدوث خرق ما في موضوع الحكومة قبل رأس السنة. التأليف رُحّل إلى السنة الجديدة، لا نقاش في ذلِك. فالقوى السياسية أخذت عطلة الأعياد باكراً، وجمّدت حركتها واتصالاتها، رُغم أن الوضع المعيشي ـ الاقتصادي جعل أكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر. ذلك لم يدفع بالمنظومة الحاكمة إلى التعامل مع الفترة الراهنة، باعتبارها استثنائية، فهي قد تخلّت عن كل حسّ بالمسؤولية، لكنها لم تُغيّر عاداتها في افتعال تصريحات سياسية تستجلب تصريحات مضادّة، تتقاذف فيها الأطراف تهم التعطيل والفساد والهدر والخيارات الخاطئة. وهو آخر ما يحتاج المواطن اللبناني إلى أن يسمعه، فيما يستعدّ لتوديع سنة تُعدّ من أصعب السنوات، واستقبال أخرى مفتوحة على كل الاحتمالات السيئة.
وقد افتتح رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التصريح لأكثر من وسيلة إعلامية، تناول خلاله ملفات عدّة: من الدعم الى انفجار المرفأ. ورأى دياب أن اتهامه بالإهمال في حادث انفجار مرفأ بيروت «غير طبيعي». وأعرب في مقابلة مع موقع «بي بي سي» عن أمله ألا يصبح كبش فداء في حادث الانفجار الهائل، قائلاً «أتمنى ألا أكون كبش محرقة».
ورداً على سؤال بشأن اتهامه بتقويض القضاء وعدم احترام سلطة القانون، قال إنه ليس متمرداً على القضاء وإنه أول من استقبل قاضي التحقيق عندما بدأ بتحقيقاته .لكنه رأى «الادعاء أمراً آخر وخاضعاً لأحكام الدستور»، مضيفاً «إذا أراد قاضي التحقيق الادّعاء عليّ، فعليه أن يسلك المسار الدستوري».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دياب قوله إن «تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي قدّر كمية نيترات الأمونيوم التي انفجرت داخل المرفأ بـ 500 طن»، متسائلاً «أين ذهبت 2200 طن المتبقية»؟
ورأى دياب أنّ إغلاق المطار بسبب انتشار فيروس كورونا مسألة غير ضرورية في هذه المرحلة، موضحاً أنّ «الاتجاه إلى الإقفال العام يتقرر الأسبوع المقبل بعد تقييم اللجنة التقنية إذا كان هناك حاجة إليه».
ونبّه دياب إلى «أنّنا تأخّرنا كثيراً بالحل»، غير أنّه أشار إلى أنّه «لن يدعو الى جلسات لمجلس الوزراء لأن هذا مخالف للدستور»، معرباً عن رفضه لإلغاء دعم السلع الحيوية، وهو ما يجب أن يتوجّه فقط إلى المحتاجين. وكشف دياب أنّ حاكم مصرف لبنان لم يعطه الأرقام الحقيقية بهذا الشأن، معرباً عن اعتقاده بإمكانية الصمود 6 أشهر.
على جبهات أخرى، اشتعلت حرب كلامية بين تيار المستقبل من جهة، والحزب الاشتراكي من جهة أخرى، كما بين «القوات» و«المردة». فتعليقاً على كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حول أخطاء الرئيس سعد الحريري بفرض أسماء على رئيس الجمهورية واعتباره أحد المعطّلين للتشكيل، قال نائب رئيس «تيار المستقبل» مصطفى علوش «لا أدري أين تذهب مروحة جنبلاط، إذ يتحدّث حيناً يميناً، ثمّ يعود ليتحدّث شمالاً. فليقل لنا ما قصده بذلك، وليخفّف غلبته شوي». وسرعان ما جاء الردّ على لسان عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبد الله في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الذي قال «لن نساجلك في هذه الظروف، لأن فشلك واضح في تقمّص دور منظّر التيار».
بينما ردّ النائب طوني فرنجية على الكلام الأخير لرئيس حزب القوات سمير جعجع عبر تويتر وقال: «قد يكون من الحكمة أن يتحفّظ من وقَّع على اتفاقية معراب عن لغة الانتقاد وأن يُراجع أخطاءه، فلسنا نحن من أعلنّا وفي ذكرى شهدائنا أن «الحل هو بوصول عون الى سدة الرئاسة. صحيح اللي استحوا كورنوا». وكان جعجع قد قال في حديث إلى قناة «أم تي في» إنّ «استقالة الرئيس عون وحدها لا تفيد بشيء الآن. المفيد هو الذهاب إلى جوهر المشكلة، وتغيير الأكثريّة النيابيّة من خلال انتخابات نيابيّة مبكرة»، مركّزاً على أنّ «الأكثريّة الحاليّة لن تدع الحكومة العتيدة تعمل كما يجب». ورأى أنّ «رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لم يتمكّن من التشكيل لأنّه يريد حكومة اختصاصيّين، لكن يبدو ألّا حلّ فالأكثريّة تفكّر بأمور مختلفة».
"النهار": عند نهايات السنة الأسوأ: لبنان الضحية القياسية
بدورها صحيفة "النهار" رأت أن لبنان بدأ من اليوم رحلة وداع لسنة غير مأسوف على رحيلها اطلاقا كونها وإن أذاقت العالم كله “عدالة” مشؤومة تاريخية من خلال تعميم جائحة كورونا، فانها “خصصت” لبنان بمزيد من الكوارث والأثقال والتداعيات والأزمات التي كادت تقضي عليه كبلد قابل للنهوض ثانية. واذا كان اللبنانيون لم يعودوا يقيمون وزنا منذ اكثر من سنة لكل المزاعم التي يطلقها المسؤولون والسياسيون في تبرير المسارات الانهيارية التي أطبقت عليهم، وحولت الأكثرية الساحقة منهم فقراء ومحتاجين ومعوزين او مهاجرين ويائسين مجددا من صناعة مستقبلهم على ارض الوطن، فان الأسوأ ان يبدو البلد بلا أي غطاء مسؤول حقيقي من دولة تتمتع بالحد الأدنى من تحمل مسؤولياتها حيال مشاعر الضياع والشك والخوف والانطباعات الموغلة في القتامة التي تطبق على انفاس اللبنانيين في هذه الظروف. عشية نهايات السنة 2020 التي تأفل بعد 48 ساعة قد يصنف لبنان كأحد البلدان الأكثر تضررا في العالم كضحية بكل معالم الانسحاق تحت وطأة الانهيارات والأزمات التي لم تعرف سبيلا الى مهادنة اللبنانيين لا في السياقات الانهيارية الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي بدأ تفجرها مع نهايات السنة السابقة ولا في مسار الكارثة الوبائية لانتشار فيروس كورونا والتي افتقد لبنان الكثير من القدرات الاستشفائية والطبية والصحية لمواجهتها بسبب الشح المالي المطرد. واما ما يحضر بقوة الآن على المسرح اللبناني، مع اليومين الاخيرين من السنة 2020 وقبل التهيؤ لاستقبال السنة 2021 ، فهو المناخ الصادم الذي غلف البلاد داخليا وخارجيا مع شلل غير مسبوق في الجهود السياسية لحل ازمة تعطيل تأليف الحكومة الجديدة مع معرفة جميع المعنيين الرسميين والسياسيين والقادة والزعماء بفداحة الواقع الذي يصدره هذا الفشل السياسي والوطني الى العالم المتفرج على لبنان بنظرات الاحتقار الى سياسييه والإشفاق على شعبه. والحال ان العالم لم يعرف طبقة سياسية تعرضت لإهانات دولية قياسية متعددة الاتجاه بل لتقريع وتأنيب وحملات مركزة من الاتهامات بالفساد والقصور والعجز بمثل ما شهدته هذه السنة اللبنانية المشارفة على رحيلها وخصوصا بعد زالزال انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي الذي هز العالم بأسره على رغم انهماكه بتداعيات الجائحة الوبائية. كان من المأمول به ان ينجح آخر مسعى متقدم لاحداث خرق في جدار التعطيل المتعمد لتشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسيين اجمع عليها القادة السياسيون اللبنانيون في لقاءين مفصليين جمعاهما بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الصنوبر عبر زيارتيه المتعاقبتين للبنان في اب وأيلول الماضيين. ولكن فريق العطيل سارع الى احباط مسعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ونغص عليه وعلى اللبنانيين وعد الولادة الحكومية عشية عيد الميلاد ومن ثم ذهبت البلاد في غيبوبة سياسية حتى الان وبعد رأس السنة وربما الى لاافق مفتوح على شتى الخطط التي يراد من خلالها اغراق لبنان مجددا في تداعيات لعبة الأمم وتركه لأسوأ ازماته.
منذ توقف المحركات السياسية الداخلية قبل أسبوع تمامًا واللبنانيون لا يملكون أي معطيات دقيقة عن مآل الازمات التي تطبق على يومياتهم في وقت انزلقت فيه البلاد الى متاهة الدول الأشد تعرضا للانتشار الوبائي في ظل الارتفاعات المحلقة لأعداد الإصابات والوفيات بكورونا وعودة الاحتمال شبه الحتمي بعد راس السنة لإقفال البلاد للمرة الثالثة في اقل من سنة. ولا يبدو المشهد السياسي مقبلا على أي تحريك او اختراق في ظل ازدياد الشكوك في خطط المعطلين الداخلية والإقليمية لتوظيف مرحلة الفراغ الانتقالية الحالية في خدمة أهدافهم.
مع ذلك لوحظ انه في الأيام الأخيرة انتعشت بعض الامال مجددا في امكان تحريك متجدد للجهود الفرنسية خصوصا اذا صحت بعض المعطيات عن اتصالات مباشرة ستجرى بين المسؤولين الفرنسيين ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لدى قيامه بزيارة خاصة لباريس في الأيام القليلة المقبلة، كما لا يستبعد ان تحرك باريس قنوات الاتصالات مع مسؤولين آخرين في بيروت. والواقع ان رئيس لجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية في مجلس النواب الفرنسي النائب لوبيك كيرفيران لمح امس خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون الى تحرك فرنسي جديد حين اكد التزام فرنسا الوقوف الى جانب لبنان في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها. وإذ لفت الى ضرورة تأليف حكومة جديدة كشرط أساسي لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة والحصول على المساعدات الدولية، اعلن ان المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة وان الرئيس ماكرون ملتزم تعهداته تجاه لبنان وان لديه الإرادة والرغبة في زيارة لبنان على ان يتم تحديد موعد جديد للزيارة وفقا للظروف.
المرفأ ودياب
وعلى خلفية تفاقم التداعيات القضائية والسياسية لقضية انفجار مرفأ بيروت بعد اكثر من عشرة أيام على توقف المحقق العدلي في هذه القضية القاضي فادي صوان عن استكمال تحقيقاته بسبب الطلب الذي قدمه النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر لنقل الملف من يده الى قاض آخر بداعي الارتياب المشروع، طرأ تطوران بارزان عشية نهاية السنة في هذا الملف الذي كان من أسوأ احداث السنة اللبنانية . التطور الأول قضائي وتمثل في معلومات أفادت ان محكمة التمييز الجزائية طلبت من القاضي صوان عبر النيابة العامة التمييزية ملف التحقيقات لكن صوان امتنع عن تزويدها الملف مبررا ذلك بان محكمة التمييز لم توقف السير بالتحقيقات. اما التطور الاخر فسياسي وتمثل في خروج رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب مجددا عن صمته معلنا انه اذا كان هناك ادعاء وملف لدى المحقق العدلي في شأنه فعليه إرساله الى مجلس النواب. وأسهب دياب في كشف معطيات تسلط الضوء على إخفاء وجود أطنان من مادة نيترات الامونيوم مبررا عدم زيارته لمرفأ بيروت قبل الانفجار بانه تبلغ تقارير متناقضة. كما انه ركز على نقطة مركزية هي ان المجلس الأعلى للدفاع عقد عشرين جلسة هذه السنة “ولم يخبرنا احد من الأمنيين” عن المادة الموجودة في المرفأ.
اما في ما يتعلق بتفاقم ازمة الانتشار الوبائي، فاعلن دياب ان القرار في شأن الاقفال العام للبلد سيتخذ الاثنين المقبل “وفي حال لمسنا عدم الالتزام وارتفعت الإصابات سنذهب الى اقفال البلد حتما”. وجاء ذلك فيما سجلت وزارة الصحة امس عددا صادما جديدا للإصابات بلغ 2298 إصابة و21 حالة وفاة .
"الجمهورية": الحكومة أسيرة العقد الخارجية والداخلية.. والحلّ ينتظر تضحيات وتسهيلات متبادلة
أما صحيفة " الجمهورية " كتبت تقول: تحوّلت الحكومة إلى قصة "إبريق الزيت" تُروى يومياً بطريقة مختلفة عن الأخرى، لكنّ المضمون أو النتيجة هي نفسها: لا حكومة. فهناك من يَعزو عدم التأليف إلى أسباب خارجية تتعلق بالنزاع الأميركي-الإيراني ورفض طهران الإفراج عن الورقة الحكومية قبل ان تنتزع أثماناً أميركية، وما يرجِّح هذا الاعتقاد لدى هذا البعض هو عدم تصديقهم أنّ العقدة محلية وغير قابلة للحل على رغم فداحة الأزمة المالية، إذ هل يعقل، في اعتقادهم، ألّا يضحّي المسؤولون بمصالحهم في سبيل الناس الجائعين والفقراء والمتروكين لأقدارهم ومصيرهم؟ وفي المقابل، هناك من يعتبر أنّ العقدة الحكومية محلية بامتياز، وترتبط باختلاف النظرة الى الحكومة العتيدة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، إذ فيما يعتبرها رئيس الجمهورية حكومة العهد الأخيرة ولن يفرِّط بحضوره داخلها، يسعى الرئيس المكلّف إلى تَجنُّب تصويرها كالحكومة المستقيلة لكي يتمكن من تسويقها خليجياً وأميركياً، فضلاً عن انه يريد التحرر من موازين القوى داخلها بغية إدارتها بسلاسة تحقيقاً للإصلاحات المشودة. وبين من يقول انّ العقدة خارجية، وبين من يعتبرها داخلية، يواصل لبنان انزلاقه من السيئ إلى الأسوأ، ويقفل العام 2020 من دون حكومة. لكنّ الوضع في السنة المقبلة لن يكون أفضل حالاً من العام الحالي، لأنّ الأزمات نفسها سترحل من سنة إلى أخرى من دون وجود أي أفق للحلّ. أما الكلام عن انّ الأمل الوحيد يكمن في دخول الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض، فوصفته أوساط ديبلوماسية بـ"المَزحة"، لأنّ لبنان لن يكون على قائمة أولويات واشنطن في الأشهر الأولى للإدارة الجديدة. وبالتالي، على المسؤولين أن يحزموا أمرهم بعيداً عن الاتكالية والكسل السياسي، والدفع في اتجاه لبننة الاستحقاق الحكومي بدلاً من تدويله من دون طائل. ويرى المراقبون انّ السنة المنصرمة قد تكون من أسوأ السنوات التي مرّت على لبنان بسبب الأزمات التي لا يَد له فيها، كالأزمة الصحية المتعلقة بكورونا، والأزمات التي للمسؤولين اليَد الطولى في إيصال لبنان إلى ما وصلَ إليه من كوارث ومآس، لكنّ الهمّ الأساسي لدى الناس يبقى في طريقة التصدي للأزمة المالية من دون حكومة قادرة على تحقيق الإصلاحات التي تفتح باب الإصلاحات.
مع مطلع السنة الجديدة ستبقى الأنظار مشدودة إلى عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج، ومعاودته مساعيه مع رئيس الجمهورية. كذلك ستبقى مشدودة في اتجاهين: بكركي وقصر الإليزيه. فعلى رغم الكلام العالي النبرة للبطريرك بشارة الراعي، إلّا أنه أكد عدم تخّليه عن وساطته التي سيُعاود تفعيلها في الوقت المناسب، كما انّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تعافى من كورونا، سيُعاود جَدولة مواعيد زيارته للبنان في السنة الجديدة، وتجديد الدفع في اتجاه توليد الحكومة.
الحريري الى باريس
وفيما غابت النشاطات الخاصة بتأليف الحكومة، لم تلحظ المراكز الرسمية اهتماماً بهذا الملف وكأنه بات على الرف، تزامناً مع تأكيد دوائر القصر الجمهوري عدم حصول أي جديد. وكذلك الجمود الذي لَفّ نشاط "بيت الوسط" في ظل غياب الحريري، الذي قيل انه بات في الرياض بعد زيارته الامارات العربية المتحدة ليومين، وذلك قبل ان ينتقل اليوم الى باريس حيث سيمضي ليلة رأس السنة الى جانب عائلته.
الموقف الفرنسي
في هذه الاثناء، برز أمس موقف فرنسي عَبّر عنه رئيس لجنة الصداقة النيابية اللبنانية - الفرنسية في مجلس النواب الفرنسي النائب لوييك كيرفران، يتلخّص في أنّ "المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة، وأنّ فرنسا لا تترك لبنان في هذه الظروف"، مشيراً الى أنّ "الرئيس الفرنسي ملتزم تعهداته تجاه لبنان". وقال: "هذا ما رأيناه من خلال الزيارتين المتتاليتين اللتين قام بهما الى هذا البلد، وكذلك من خلال مؤتمر الدعم الدولي الذي دعا إليه رؤساء الدول بِهَدف تقديم الدعم له، وقد حصل لبنان من خلاله على 280 مليون دولار كمساعدات إنسانية". وأكد أنّ ماكرون "لديه إرادة ورغبة في زيارة لبنان، على أن يُحدّد موعد جديد للزيارة وفقاً للظروف". ولفت الى "ضرورة تأليف حكومة جديدة كشرط أساس لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة والحصول على المساعدات الدولية، خصوصاً من خلال مؤتمر "سيدر".
موقف "حزب الله"
كذلك برز موقف لـ"حزب الله" عَبّر عنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، في حديث تلفزيوني، فقال: "إنّ الجميع يريدنا ان نضغط على حليفنا "العوني" ليتخلّى عن شروطه، لكنّ المسألة تتطلب تنازلات من الجميع." وأكد أنه "لم يتمكّن أحد حتى اللحظة من تأكيد ما قيل عن انّ الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري مُربَك لأنّ هناك فيتو أميركياً على عدم مشاركة "حزب الله"، حتى باختصاصيين، في الحكومة".
وردّ فياض على سؤال عن مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن الحليف، قائلاً: "فلنُطلق المواقف بواقعية ومسؤولية، والحريري يدرك انّ "حزب الله" مَرن بتشكيل الحكومة، وما يتّصل بنا جَرت معالجته بهدوء". ورأى أنّ "التحليلات التي تربط تشكيل الحكومة باستلام جو بايدن الرئاسة الأميركية غير مقنعة"، مركّزا على أنّ "العقبات داخلية، والحلول يجب أن تكون داخلية". وتوجّه إلى مَن يراهن على تشكيل الحكومة بعد تسلّم بايدن، قائلاً: "ما لم تعالج العقبات الداخلية فالحكومة لن تولد قريباً، حتى لو استلم بايدن الحكم".