معركة أولي البأس

لبنان

تأجيل زيارة ماكرون يبدد الأمل بمساعي التأليف الحكومي وصوان يجمّد تحقيقاته عشرة أيام 
18/12/2020

تأجيل زيارة ماكرون يبدد الأمل بمساعي التأليف الحكومي وصوان يجمّد تحقيقاته عشرة أيام 

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على إلغاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت، حيث تبخّرت الآمال بمساعٍ للوساطة لتأليف الحكومة، ومن ناحية أخرى تطرقت الصحف إلى تأجيل التحقيقات بمرفأ بيروت لمدة 10 أيام بعدما تقدم الوزيران السابقان علي حسن خليل وغازي زعيتر بدعوى لتنحية القاضي صوان تحت عنوان قانوني يعرف بالارتياب المشروع.

"الأخبار": كورونا ماكرون يطيح آخر آمال تأليف الحكومة

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار" إنه "اخترق تطوّران بارزان، خارجي وداخلي، المشهد اللبناني الذي كان اهتمامه مُنصبّاً في الأيام الأخيرة على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت، وخطوة المحقق العدلي القاضي فادي صوان في ملف انفجار المرفأ لجهة الادعاء على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وعدد من الوزراء. ففيما أُجبِر صوان على تعليق التحقيقات لمدة عشرة أيام بسبب تقدّم الوزيرين المُدّعى عليهما علي حسن خليل وغازي زعيتر بطلب كف يد القاضي عن الملف وتعيين محقق آخر، باغت خبر إصابة الرئيس الفرنسي بفيروس «كورونا» ملف الحكومة الذي كان يُصارِع في دائرة التعقيدات. طارت الزيارة الثالثة لماكرون كما ملف تأليف الحكومة إلى أجل غير مسمّى".

واضافت الصحيفة أنه "لم يُسرّ الخبر الآتي من الغرب قلب القوى السياسية التي كانت تعوّل على الزيارة لإحداث خرق ولو بسيط في ملف الحكومة. وقد رسم هذا الطارئ شكوكاً إضافية حيال إمكان الإفراج عنها، الأمر الذي يزيد من وقع المخاوف على مصير البلاد ربطاً باستحقاقات المنطقة. ولأنه بات من الصعب فصل مصير لبنان عن المواجهة المتعاظمة إقليمياً ودولياً، تبدّدت رياح التفاؤل. هذا الواقع تبلور أكثر في الساعات الماضية، وخاصة مع تأكيد المطّلعين على خطّ تأليف الحكومة أن «الاتصالات بين القوى السياسية تقريباً مقطوعة»، لم يخرقها سوى زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري أول من أمس لبكركي حيث التقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي". وفي هذا الإطار، أكدت مصادر بارزة أن «الحريري شرح للراعي مسار التأليف وكل المداولات التي حصلت بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وما جرى لجهة توزيع المقاعد وطرح الأسماء، نافياً كل المعلومات التي تتحدث عن إصراره على التدخل في الحقائب التي هي من حصّة المسيحيين أو فرض بعض الأسماء المسيحية على عون». وقد علمت «الأخبار» من مصادر قريبة من الرئيس الحريري أن «الراعي عرض على الحريري القيام بوساطة بينه وبين رئيس الجمهورية لتذليل العقد وتقريب وجهات النظر»، وأن «الراعي قد يزور بعبدا في الساعات المقبلة».
مصادر أخرى، مطلعة على أجواء اللقاء، قالت إن الراعي «بدأ بعض الاتصالات»، لكنها استبعدت أن تفضي وساطته الى نتيجة في حال بقي الحريري مصراً على مواقفه، مشيرة الى أن الرئيس المكلّف «كان حريصاً على طمأنة البطريرك الى أنه لم يسمّ كل الوزراء المسيحيين». واستغربت تأكيدات الحريري للراعي بأن «أسماء الوزراء المسيحيين التي تضمنتها لائحته انتقاها من لائحة سلّمه إياها رئيس الجمهورية. وهو كان أبلغ ذلك الى الفرنسيين والى حزب الله، وهذا غير صحيح تماماً». ولفتت الى أن «أسماء مثل جو صدّي وشارلي الحاج وفايز الحاج شاهين وسليم إده وسعادة الشامي ولين طحيني وغيرهم تعلن عن نفسها. إذ أن هؤلاء ليسوا من المحسوبين أساساً على الرئيس الذي كان بالفعل قد طرح أسماء أخرى على الحريري». وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن الحريري «أكد للبطريرك أيضاً أنه هو من سمّى الوزراء الشيعة، علماً أن هذا الامر اذا كان ينطبق على حزب الله، فإنه لا ينطبق بالتأكيد على الرئيس نبيه بري».

في الموازاة، علّقت الأوساط على تأجيل الرئيس الفرنسي زيارته، قائلة إن «هذه الزيارة سبقها الكثير من النقاش وشابها بعض الارتباك، وخصوصاً أن جدول أعمالها لم يكُن مكتملاً». ففيما كان مؤكداً أن «ماكرون لن يلتقي أحداً من الطبقة السياسية سوى رئيس الجمهورية»، أشارت المصادر إلى أن «الجو في قصر الإليزيه كان مقسوماً، وأن هناك بعض الآراء تناولت مدى إمكانية عقد لقاء جامع مع ممثلي الأحزاب حول طاولة حوار كما حصل في الزيارة الأولى، وأن النقاش توسّع لناحية إمكانية حصول اجتماع مع الرئيس دياب أو لا، لأن ذلِك سيفرض لقاءً أيضاً مع الحريري، لكن كل ذلك تأجل بسبب ما حصل».

ولفتت "الأخبار" إلى أنه من جهة أخرى، وصل إلى لبنان مساعد الأمين العام للجامعة العربية، السفير حسام زكي، في إطار زيارة رسمية، عبّر خلالها عن وقوف الجامعة إلى جانب لبنان واللبنانيين. ورأى زكي بعد لقائه الرئيس عون، أن «الشعب اللبناني يعاني، وواقع تحت ضغوط كثيرة»، مشيراً إلى أن «هدف زيارته للبنان هو الاطلاع على الوضع والاستماع إلى تقييم المسؤولين اللبنانيين لواقع الحال». وشدد على أن «هناك مسؤوليات تقع على عاتق المسؤولين في لبنان، يتعين عليهم حلها»، مؤكداً أن «الجامعة العربية طرف مساعد، ونحن جاهزون للمساعدة إذا طُلب منا ذلك».

وقد أبلغ عون زكي أن لبنان «يتطلع إلى وقفة عربية واحدة حيال الصعوبات التي يعانيها، اقتصادياً واجتماعياً، بعد سلسلة الأحداث التي وقعت خلال الأعوام الماضية، ولا سيما منها تدفق النازحين السوريين»، مشيراً إلى أن «الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة ولا سيما منها الخسائر الاقتصادية التي تكبدها لبنان نتيجة ذلك منذ عام 2011 وحتى العام الماضي فاقت 54 مليار دولار، وفقاً لتقارير صندوق النقد الدولي». وجدد عون التأكيد أن «الحكومة المقبلة ستعنى بإجراء الإصلاحات الضرورية، بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان والمؤسسات والإدارات العامة كافة، في خطوة أساسية لمكافحة الفساد ومنع تكرار الأخطاء التي وقعت في البلاد لسنوات خلت». وأشار إلى أن «تأليف الحكومة الجديدة يواجه بعض الصعوبات، التي يمكن تذليلها، إذا ما اعتمدت معايير واحدة في التأليف، كي تتمكن الحكومة من مواجهة التحديات الكبرى التي تنتظرها نتيجة الأوضاع في البلاد، وتؤمن التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية».

"البناء": صوان يجمّد تحقيقاته عشرة أيام... ومجلس النواب قد يبحث الملف الإثنين

من جهتها، صحيفة "البناء" قالت "أصيب اللبنانيون بنزول ماء بارد على رؤوسهم عندما سمعوا نبأ إصابة الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون بفيروس كورونا، وإلغاء زيارته المقرّرة يوم الثلاثاء المقبل الى لبنان، ومع الإلغاء تبخّرت الآمال بمساعٍ للوساطة بقيت قائمة رغم الإعلان الفرنسي عن اختزال الزيارة بالتوجّه الى الجنوب لمشاركة القوات الفرنسية العاملة في “اليونيفيل” أعياد الميلاد".

وأشارت الصحيفة إلى أن الضياع السياسيّ مشفوعاً بالانسداد في المسارات الحكومية يسيطر على المشهد، كما قال الوزير السابق سليمان فرنجية في حوار تلفزيوني، تناول خلاله مخاطر الفوضى التي تنتظر لبنان بغياب مشروع جدّي للتغيير ومشروع واقعيّ للتوافق، واضعاً الفوضى ضمن مشروع يستهدف لبنان على عتبة التفاوض على التسويات الذي ستدخله المنطقة، ويشكل لبنان إحدى ساحات الصراع الرئيسية فيها، حيث الذين يحملون راية “الثورة” بعجزهم عن إنتاج مشروع تغيير جدي وقيادة واضحة سيتحول اصحاب النيات الطيبة منهم الى مجرد وقود للفوضى، محذراً دعاة الفدرالية، خصوصاً بين المسيحيين، ومثلهم المستعجلون على التطبيع، من خطورة المغامرة بالمسيحيين مرة أخرى الى معارك وهمية يخرجون منها خاسرين، كما كانت نتائج المغامرات السابقة، داعياً للعقلانية وتغليب لغة الحوار لأن التصعيد الكلامي يصنع الكراهية ويضع البلد على عتبة الحرب الأهلية. وقد تساءل فرنجية عما إذا كانت الانتخابات النيابية ستتم في موعدها، أم سيتم التمديد للمجلس النيابي، وعما إذا كان رفض التمديد عندها ولو تحت عناوين براقة سيكون المدخل للفراغ النيابي وبالتالي الفراغ الرئاسي، مفسراً التجاذب على الوضع الحكومي من هذه الزاوية، لأنه إذا وقع الفراغ فستتحوّل هذه الحكومة التي يُراد تشكيلها اليوم إلى مَن يملأ الفراغ ويدير البلاد.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في المسار القضائيّ علّق المحقق العدلي فادي صوان تحقيقاته واستدعاءاته لمدة عشرة أيام هي المهلة التي يضعها القانون لرد القاضي المطعون بولايته على أي قضية لإبداء ردّه على الطعن، بعدما تقدم الوزيران السابقان علي حسن خليل وغازي زعيتر بدعوى لتنحية القاضي صوان تحت عنوان قانوني يعرف بالارتياب المشروع، وبعد مطالعة صوان رداً على دعوى زعيتر وخليل، ستبتّ محكمة التمييز بالدعوى، وهذا سيعني تجميد المسار القضائيّ الذي وضع له صوان روزنامة استدعاءات أصيبت بالجمود، لحين البتّ بدعوى تنحيته، ما يفتح الباب لاحتمال المزيد من التصعيد بين المحقق العدلي المدعوم من مجلس القضاء الأعلى من جهة ومجلس النواب من جهة مقابلة، بينما تعتقد مصادر حقوقية بوجود فرصة خلال هذه الفسحة لتقدم مساعي تسوية قضائية نيابية تنتهي بصدور تفسير متفق عليه للمادة 70 من الدستور عن المجلس النيابي الذي سيعقد جلسة تشريعية يوم الاثنين، يتوقع أن تشهد بدايتها نقاشاً للمسار القضائي من ضمن الأوراق الواردة.

إرجاء زيارة ماكرون إلى لبنان

وقالت الصحيفة إنه بعدما علّق اللبنانيون بعضاً من الأمل على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى بيروت والتي كانت مقرّرة الأسبوع المقبل، علّقت إصابة ماكرون بوباء الكورونا الزيارة وعلّقت معها الملفات الداخلية الحساسة، ودخلت البلاد منذ اليوم في جمود عام يتزامن مع عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وبالتالي أُرجِئت الملفات إلى العام المقبل.

واشارت إلى أنه خطف بيان الرئاسة الفرنسية الأضواء المحلية من تداعيات قرار قاضي التحقيق العدلي بتفجير مرفأ بيروت. إذ أعلنت الرئاسة الفرنسية إصابة ماكرون بكورونا، وأشارت إلى أنه سيعزل نفسه لـ7 أيام. ونقلت رويترز عن مسؤول في الإليزيه أن ماكرون ألغى كل رحلاته الى الخارج بما في ذلك زيارته المقررة للبنان.

واضافت أما الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الذي استبق زيارة ماكرون بحركة زيارات ومشاورات ووساطات للإيحاء للضيف الفرنسي بأنه يقوم بواجبه ويبذل المساعي على خط التأليف، كتب بضع كلمات عبر «تويتر» لمواساة الرئيس الفرنسي مجدّداً تمسكه بالمبادرة الفرنسية وقال: «أصدق التمنيات لصديق لبنان الرئيس ايمانويل ماكرون بالشفاء والعافية ومبادرتك أمانة لن نتخلّى عنها مهما تكاثرت التحديات».

سقوط خطة بومبيو

وقالت الصحيفة "لكن لا يبدو أن الفرنسيين سيتمكنون من خلق معجزة سياسية في ما تبقى من العام الحالي في ظل تجميد المبادرة الفرنسية بتعليق زيارة ماكرون، وثانياً في ظل تصلب الأميركيين المستمر حتى آخر أيام وجود الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض".

وأكدت مصادر في فريق المقاومة لـ"البناء" أن «خطة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للبنان فشلت ولن تؤدي أهدافها فيما تبقى من عمر الإدارة الأميركية الحالية، خلافاً لكل الأجواء التهويلية التي تعمم على الساحة الداخلية». وحذرت المصادر من «حملة إعلامية تهويلية تندرج في اطار الحرب النفسية والضغط الى الحدود القصوى لفرض وقائع وظروف سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية لانتزاع مكاسب من لبنان في الربع الساعة الأخير لمصلحة أميركا و»اسرائيل» ومشروع التطبيع»، ولفتت الى أن «المقاومة أثبتت قدرة كبيرة على استيعاب الضغوط الخارجية والداخلية لحرصها على السلم الأهلي والاستقرار في لبنان، لذلك تعمل على الحد من الأزمة قدر المستطاع لتمرير المرحلة الصعبة بأقل الخسائر».

وتوقفت المصادر عند «تعمّد جهات سياسية مالية مصرفية معروفة بتسريبات عن سقوط لبنان في العتمة الكهربائية واختفاء الودائع في المصارف والجوع وفقدان المواد الغذائية والمحروقات ورفع الدعم»، علماً أن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، طمأن الى أنّه «لن تكون هناك «عتمة» في لبنان»، كاشفًا أنّ «هناك 4 حلول على الأقل لموضوع الفيول، يتمّ بحثها حاليًّا». وعلمت «البناء» أن من ضمن هذه الخيارات «استيراد المحروقات والفيول من العراق مع تسهيلات بالدفع على أن تظهر نتائج المفاوضات مع العراق مطلع العام المقبل»، كما علمت «البناء» أنه «تبين دفع لبنان ثمن كميات من الفيول تكفي لعام كامل». كما قدمت وزارة الاقتصاد والتجارة تصورها لاستبدال برنامج الدعم بالعملات الأجنبية الحالية، ببرنامج تعويضات نقدية بتغطية واسعة للمواطنين اللبنانيين، الذي سبق أن تحدث عنه وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمه.

واستمعت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس، الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي حضر الى مكتبها، حول ملفي الهدر الحاصل في استعمال الدولار المدعوم والقروض السكنيّة المدعومة من مصرف لبنان.

مساعٍ على خط بعبدا – بيت الوسط

وفي سياق ذلك ذكرت "البناء" أن «حزب الله يبذل مساعي على خط بعبدا – بيت الوسط»، وهذا ما أكدته مصادر قناة «المنار» التي تحدثت عن مسعى يقوم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب الله على خط الرئيس ميشال عون – الرئيس الحريري – باسيل وآخر يقوم به المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط بعبدا – عين التينة – بيت الوسط لمعالجة العقد أمام تشكيل الحكومة. لكن مصادر "البناء" أوضحت بأن المساعي الجارية على نطاق واسع ليست للحل على صعيد تأليف الحكومة بقدر ما تهدف إلى التهدئة وتمهيد وتحضير الأرضية والظروف السياسية المناسبة لتلقف اي حل مقبل في مطلع العام المقبل». وفي التفاصيل بحسب معلومات "البناء" أن الرئيس الحريري توسط البطريرك الماروني مار بشارة الراعي خلال زيارته له أمس الأول، فاتصل الراعي برئيس الجمهورية وتمّ تحديد موعد خلال الساعات المقبلة لزيارة يقوم بها الراعي الى بعبدا في محاولة منه للتوفيق بين الرئيسين، وبدوره طلب عون من اللواء إبراهيم الدخول على خط الوساطة، على أن يزور إبراهيم الرئيسين بري والحريري خلال الساعات المقبلة.

واستبعدت أوساط متابعة للشأن الحكومي أن "تحقق هذه المساعي اختراقاً ما في جدار الأزمة خلال الايام الفاصلة عن نهاية العام، مرجحة حصول تقدم ما في نهاية شهر كانون الأول أو مطلع شباط المقبل". 

ورأى مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي خلال جولة قام بها على المسؤولين، الى أن «هدف زيارته الى لبنان هو الاطلاع على الوضع والاستماع إلى تقييم ككل». وقال بعد لقاء عون في بعبدا: «نحن جاهزون للمساعدة إذا طلب منا ذلك».

في المقابل أكد عون أن «لبنان يتطلع الى وقفة عربية واحدة حيال الصعوبات التي يعاني منها». وأشار إلى أن اعتماد معايير واحدة يمكن أن يذلل صعوبات التشكيل، والحكومة العتيدة ستعنى بإجراء الإصلاحات الضرورية بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي».

تعليق التحقيقات

وقالت الصحيفة إن ملف انفجار مرفأ بيروت سجل تعديلاً في مساره لمرحلة مؤقتة، فقد علق القاضي صوان التحقيقات في الملف لمدة عشرة أيام، وهي المهلة القانونية التي على المحقق العدلي أن يقدم خلالها جوابه على طلب كف اليد عن الملف المقدّم من الوزيرين السابقين غازي زعيتر وعلي حسن خليل «للارتياب المشروع وتعيين محقق آخر».

واضافت انه تجدر الإشارة إلى أن أطراف الدعوى كافة من النيابة العامة التمييزية الى المحقق العدلي ونقابة المحامين، بوكالتها عن المدعين المتضررين من جراء الانفجار لديها مهلة عشرة أيام للإجابة، علماً أن فور تقديم المحقق العدلي جوابه، ستباشر النيابة العامة مطالعتها تمهيداً لإبداء الرأي.

وتابعت كما صرف صوان النظر عن استجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي كان مقرراً اليوم، وذلك الى أن تبتّ محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جمال الحجار، بالمذكرة التي تقدم بها خليل وزعيتر اللذان قررت هيئة مكتب مجلس النواب عدم إبلاغهما دعوة صوان للمثول أمامه.

واشارت إلى أنه لم يحضر وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس أمس ولا وكيله القانوني الى دائرة المحقق العدلي ولم يرسل أي عذر. فيما حضر المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا مع وكيله القانوني، إلا أنه لم يتم الاستماع إليه ولم تحصل أي مواجهة بينه وبين الرائد جوزف النداف.

وأوضحت المديرية العامة لأمن الدولة أن اللواء صليبا قد حضر إلى قصر عدل بيروت في الوقت المحدد. وكرّرت تمنيها عدم نشر أو تداول أية أخبار من دون التأكد من صحتها والذي من شأنه تضليل التحقيق.

وتوقعت مصادر مطلعة على الملف أن يتجمّد الملف القضائي على أن يشهد تطورات متسارعة مطلع العام المقبل، لكنها لفتت لـ"البناء" الى أن قرار صوان يشوبه الكثير من الثغرات القانونية وأهمها الانتقائية في الادعاء والاستدعاء ما أفقد التحقيق الثقة والمصداقية اللازمة من قبل المدعي عليهم والمواطنين بشكل عام وأصاب أهالي شهداء المرفأ بالضياع.

فرنجية

ورأى رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية أنه «لا أحد كان يقدّر أن نيترات الأمونيوم ستؤدي إلى هذا الانفجار، وإذا كان قاضي التحقيق فادي صوان يريد محاكمة السياسيين، عليه أن يأتي بكل من تعاقبوا على السلطة منذ 2013 لليوم، لا أن يرسل إلى مجلس النواب أسماء 3 رؤساء حكومة و5 وزراء، بعدها يسمّي 3 وزراء ورئيس حكومة».

ولفت فرنجية، خلال مقابلة تلفزيونيّة على قناة ام تي في، إلى أن «ضميرنا وضمير الوزير فنيانوس مرتاح وهو سيمثل أمام القضاء، وبأي تحقيق في الدولة اللبنانية سيذهب للخضوع للعدالة»، موضحاً أنه «لكن لنصل للعدالة يجب أن نرى من الذي أدخل الباخرة التي حملت الأمونيوم، ومَن الذي وضع البضائع في العنبر، والسؤال الأهم: مَن الذي وضع الأسهم النارية مع الأمونيوم، والمواد المشتعلة مَن أشعلها!».

سجال التيار – «الجديد»

واشارت الصحيفة إلى أنه تفاعل السجال بين رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر من جهة وقناة الجديد من جهة ثانية، إذ أعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان أن محطة «الجديد» تواصل «اختلاق الروايات الكاذبة وزج اسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بها». وشددت على أن «رئيس الجمهورية لم يتدخل يوماً في التحقيق الخاص بجريمة مرفأ بيروت لا من قريب ولا من بعيد. وآن الأوان لمحطة «الجديد» ان تتوقف عن بث مثل هذه الادعاءات التي لم تعد تنطلي على أحد والتي من شأنها أن تؤثر سلباً على مجريات التحقيق».

من جهتها، سألت اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر: «لمصلحة من يجري تنفيذ حملة إعلامية استفزازية ضد رئيس الجمهورية وضد فريق سياسي يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين؟ وما هي الدوافع الحقيقية وراء هذه الحملة المشبوهة؟ وأين الرسالة الإعلامية التي تسعى محطة الجديد الى إيصالها بمحتوى كلام مماثل لا يصدر عادة عن منبر إعلامي محترم؟».

الكشف على المستوعبات في المرفأ

وقالت "البناء" إنه في غضون ذلك، أعلنت وزارة المال في بيان، أن «الجيش بدأ بالتعاون مع الجمارك اللبنانية بالكشف على حوالى 700 مستوعب متروك في المرفأ منذ العام 2005. وفي 16/12/2020، تمّ البحث في موضوع التنسيق بين الجيش والجمارك باتصال هاتفي بين وزني وقائد الجيش جوزيف عون للكشف على المستوعبات المتروكة ومعالجتها فوراً. وعُقد اجتماع بين وزني ورئيس المجلس الأعلى للجمارك أسعد الطفيلي ومدير عام الجمارك بالتكليف ريمون خوري ومدير عام مرفأ بيروت بالتكليف باسم القيسي، وتم البحث في موضوع التعاون الكامل وتنسيق الخطوات السريعة مع الجيش لمعالجة موضوع المستوعبات والتأكد من سلامتها».

"النهار": كلّ المسارات معلّقة مع الغاء زيارة ماكرون
 
أما صحيفة "النهار" فقالت إنه لم يكن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصحي الدراماتيكي الذي يغرق فيه لبنان على مشارف عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة اللذين يخشى ان يفاقما ازمة الانتشار الوبائي الى مستويات خارجة عن السيطرة تماما، سوى هبوط نبأ الغاء زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان التي كانت مقررة الثلثاء والأربعاء المقبلين بسبب إصابة ماكرون بأعراض فيروس كورونا. والواقع ان الرهانات على زيارة ماكرون، التي كانت ستغدو الثالثة للبنان هذه السنة لو حصلت، لكي تحمل مفاجأة سارة او"عيدية" ميلادية تتمثل باختراق على يده في مسار تأليف الحكومة الجديدة بعدما بات شبه ميؤوس منه بالقنوات والاتصالات والمشاورات الداخلية، هذه الرهانات كانت ضعيفة ولم ترق الى مستوى توقعات جادة ومؤكدة. 
واشارت إلى أنه مع ذلك فان الأيام التي أعقبت انحسار عاصفة السجالات التي اندلعت بين قصر بعبدا وبيت الوسط بسبب المقال الذي نشرته "النهار" للوزير السابق سليم جريصاتي أحيت الامال الجدية في ان يتمكن ماكرون من احداث ثغرة في جدار الانسداد وذلك بعدما لعب فريقه المختص بالازمة اللبنانية دورا ملموسا في التهدئة تمهيدا للقيام بمحاولة متقدمة خلال زيارة ماكرون لبيروت، ولذا ابقي برنامج الزيارة خاضعا للتعديلات حتى اللحظة الأخيرة. ولفتت إلى أنه طارت الزيارة بالأمس ولكن المعنيين الجادين يقولون ان المبادرة الفرنسية لم تطر وان كانت أيضا بدورها عالقة ومعلقة حتى تعافي ماكرون على الأقل بما يرتب على الحكم والقوى السياسية زيادة خيالية في المسؤوليات عن تأخير الولادة الحكومية وسط حال مخيفة من الانسدادات. وسارع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى التغريد مساء امس قائلا "اصدق التمنيات لصديق لبنان الرئيس ايمانويل ماكرون بالشفاء والعافية. مبادرتك أمانة لن نتخلى عنها مهما تكاثرت التحديات".

واضافت الصحيفة أنه اذا كان الامل في زيارة ماكرون قد عاد معلقا لئلا نقول بات اضعف من أي وقت سابق، فان الأسوأ حتما هو ذاك التزامن "القدري" بين الغاء الزيارة وتعليق كل المسارات الداخلية المفصلية والمصيرية، ولا سيما منها المسار العالق والمعطل لتأليف الحكومة، ومن ثم المسار العالق الجديد والطارئ للتحقيق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت ولو لمهلة زمنية محددة، ولكن هذا التطور أضاف معطيات مأزومة وسلبية على الاحتقانات التي اثارها الكباش السياسي القضائي عقب الادعاءات التي شملت رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس. واشارت إلى أنه أثارت هذه السلسلة المتشابكة من التعقيدات مزيدا من المخاوف على الاستحقاق الحكومي خصوصا ان تداعيات المواجهة بين بعض الافرقاء السياسيين والمحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان أدت في جانب أخر منها الى اذكاء خلافات وتباينات جديدة بين بعض القوى السياسية التي كانت تلتزم هدنة في ما بينها على خلفية الاستعداد للانخراط في الحكومة الجديدة، وهو الامر الذي سيزيد بطبيعة الحال تراكم عوامل التعقيد في المسار الحكومي. وبرأ الوزير السابق سليمان فرنجيه "حزب الله" فقال ان لا علاقة له بنيترات الامونيوم في المرفأ كما يظهر في الاعلام.

نصرالله وباسيل
وفي غضون ذلك افادت محطة "الميادين" امس ان لقاء افتراضيا عقد بين الأمين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل وانه تم التوافق خلاله وفق مطلعين على ثلاث نقاط رئيسية هي: "أولا التسليم المسبق بعدم المس بما سبق الاتفاق عليه في ما يخص حماية لبنان ودفاع المقاومة عن أراضيه وفعل كل ما يلزم لتكريس توازن الرعب القائم وهذا البند غير مطروح للنقاش. ثانيا الانطلاق من الاجتماع الأول من ورقة تفاهم 6 شباط لتحديد ما أنجز وما لم ينجز وما يفترض العمل لإنجازه وما تجاوزه الزمن مع حرص هائل من الجانبين على مقاربة جميع النقاط بهدوء شديد. ثالثا تشكيل لجنة من الطرفين تناقش الأفكار كما حصل خلال الشهور التي سبقت اعلان مار مخايل ستضم ستة أشخاص عرف منهم النواب الان عون وسيزار ابي خليل من جهة التيار وحسن فضل الله من جهة "حزب الله".

تجميد التحقيق

وتطرقت "النهار" إلى مسار تحقيقات مرفأت بيروت، فقالت "اما التطور السياسي - القضائي البارز الذي سجل في الساعات الأخيرة فتمثل في تعليق المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت، جلسات التحقيق التي يعقدها في اطار مهمته بعدما تبلغ من محكمة التمييز الجزائية طلب نقل الدعوى منه الى قاض آخر بناء على مراجعة قدمها الوزيران السابقان النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر بداعي "الارتياب المشروع " بالقاضي صوان. وتبعا لذلك لم يستجوب صوان امس المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ولم يحدد مواعيد لجلسات جديدة كما صرف النظر عن استجواب رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي كان حدد موعدا له اليوم الى حين بت محكمة التمييز الجزائية طلب نقل الدعوى منه". 

واضافت انه وستكون امام المحقق العدلي مهلة عشرة أيام للجواب على طلب النائبين خليل وزعيتر تنحيته عن هذا الملف علما ان قانون المحاكمات الجزائية يتيح للقاضي المعني بالطلب الاستمرار في النظر في الدعوى في حال لم يصدر قرار مخالف عن محكمة التمييز الجزائية. واعتبر رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه في حديث الى محطة ام تي في مساء ان "الأجهزة الأمنية هي المسؤولة الأولى والأخيرة في موضوع انفجار المرفأ وان القاضي صوان يبحث عن النجومية واذا أرادوا محاسبة المسؤولين السياسيين فليستدعوا كل رؤساء الحكومات ووزراء العدل والأشغال والمال وقال ان الوزير السابق يوسف فنيانوس ضميره مرتاح ولم يبلغني مرة عن وجود نيترات الأمونيوم ونحمل المسؤولية الى رئيس الجمهورية لانه رجل عسكري ويعرف خطورة هذه المادة فلماذا لم يوعز الى وزير الاشغال بضرورة ازالتها من المرفأ؟"

الجامعة العربية

وقالت "النهار" إنه وسط الخواء السياسي الداخلي والخارجي الذي عاد يطبع المسار الحكومي سجل امس دخول عربي على خط الازمة من خلال ايفاد الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط مساعده حسام زكي الى بيروت في مهمة استطلاعية وإبداء الرغبة في المساعدة. واذا كان هذا العنوان العلني الرسمي لمهمة زكي في بيروت فان المعلومات المتوافرة عن المحادثات التي اجراها مع المسؤولين أفادت انه نقل انطباعات شديدة السلبية حول النظرة الخارجية العربية والغربية الى الواقع اللبناني وان الجامعة العربية شاءت لفت نظر المسؤولين الى ان لبنان قد يواجه مزيدا من الاخطار والتداعيات ما لم تسارع القيادات اللبنانية الى تجاوز اللعبة السياسية الداخلية والصراع على المكسب لتشكيل حكومة تحظى بصدقية لدى المجتمع الدولي بما يحقق اهداف المبادرة الفرنسية في لبنان التي تحظى بدعم المجتمع الدولي . وقام زكي بجولة على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ثم زار مساء الرئيس حسان دياب.

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل