معركة أولي البأس

 

لبنان

الحكومة تنتظر لقاء الحريري عون اليوم .. و
09/12/2020

الحكومة تنتظر لقاء الحريري عون اليوم .. و"ترشيد الدعم" ينتظر ‏القرار

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على اجتماعات الحكومة المستقلية المخصّصة للبحث عن "آلية جديدة" لدعم أسعار الدواء والمحروقات والقمح ، او بعنى آخر "ترشيد الدعم". فيما ينتظر الجميع الأمل في حلحلة المسار المتعثر لتأليف الحكومة بعد الاجتماع الذي سيعقد اليوم في الرابعة والنصف بعد الظهر في قصر بعبدا بين الرئيسين ‏عون والحريري، وسط مناخ مشدود لا يزال يحكم المشاورات بين الإثنين لجهة التباين الواسع بينهما في شان حجم الحكومة.

"الأخبار": إلغاء الدعم: نحو الفوضى الشاملة؟

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي لفتت الى أن الاجتماعات المخصّصة للبحث عن «آلية جديدة» لدعم أسعار الدواء والمحروقات والقمح تستمرّ، وكلمة السر حالياً هي «ترشيد الدعم»، والمقصود بها إزالته جزئياً أو كلياً. في هذه الاجتماعات التي تُعقد في السرايا الحكومية، لا يوجد رقم دقيق للوفر الذي سيُحقق في حال إلغاء الدعم. يتمّ تقديره بما بين مليار ومليار ونصف مليار دولار أميركي. المشكلة من وجهة نظر مسؤولين شاركوا في الاجتماعات أنّها لا تضم كلّ الجهات المعنية، ولا يعمل فريق تقني مُتخصص على وضع خطة واضحة، فتبقى النقاشات في الإطار العام، وكلّ الموضوع لا يُقارب جوهر المشكلة.

من الأفكار التي طُرحت، إلغاء الدعم كلياً، وتخصيص دعم نقدي بنحو 500 ألف ليرة شهرياً لكل واحدة من العائلات اللبنانية الأكثر فقراً، على أن تتولى الجهات المانحة دولياً دعم أسر اللاجئين الفلسطينيين والسوريين. هنا أيضاً، لا أرقام جدية. التقدير الأولي يتحدّث عن 400 ألف عائلة لبنانية. وردّ بعض الحاضرين بأن «كلفة الدعم النقدي ستكون كبيرة على الدولة التي ستكون مضطرة إلى الطلب من مصرف لبنان طبع المزيد من العملة، ما يعني زيادة التضخم». عدد العائلات الأكثر فقراً لا يزال مجهولاً، بعد التغيّرات التي حدثت العام الماضي على قيمة المداخيل، نتيجة انهيار سعر الليرة مقابل الدولار، والأزمة الاقتصادية والمالية، وجائحة كورونا. وزارة الشؤون الاجتماعية انتهت من وضع دفتر شروط لإطلاق مناقصة لإعادة تقييم الأسر المُستفيدة من برامج المساعدات، ودرس الطلبات الجديدة المُقدمة، تمهيداً لتشكيل قاعدة بيانات للأسر التي تنتمي إلى طبقة «الفقر المدقع»، والمقدّر عددها بنحو 170 ألف أسرة. رفع الدعم عن المشتقات النفطية بُحث أمس أيضاً. كلفة استيرادها تبلغ نحو 3 مليارات دولار.

المشكلة أن سعر المحروقات ينعكس على كل نواحي الاقتصاد. ولذلك، لم تخرج النقاشات بشأن ترشيد الدعم على النفط، أمس، عن الإطار العام. أقصى ما تم التوصل إليه تمديد فترة «دراسة كيفية تخفيض الدعم». تلك الدراسة، على أهميتها، لا يمكن أن تتم قبل الثلاثاء المقبل: موعد الجواب العراقي المنتظر بشأن تزويده لبنان بالنفط الخام. أما بشأن الدواء، فقد خرج الاجتماع الوزاري بتوصية مشابهة لتوصية التدقيق الجنائي في مجلس النواب. فهنا أيضاً، يريد حاكم المصرف المركزي التحكم بنفسه بلائحة الدعم رافضاً تقديم أرقام حقيقية الى سائليه لبناء الخطة على هذا الأساس. في غضون ذلك، قدمت وزارة الصحة دراسة حول ترشيد الدعم، محددة لائحة بالأدوية التي يجب التوقف عن دعمها مقابل الإبقاء على دعم الأساسيات، بما يحقق وفراً بنحو 350 مليون دولار. لكن الدراسة مرّت عرضاً على ثوابت حماية الأمن الدوائي، وتحقيق اكتفاء ذاتي عبر دعم الصناعة الوطنية وإنشاء المختبر المركزي. خلاصة الاجتماعات حتى يوم أمس أن الدعم في مهب الريح، وأن لا أحد يملك تصوّراً واضحاً لكيفية إدارة الأزمة، بما يؤمّن «هبوطاً آمناً»، وبالتالي، خطر «الفوضى الشاملة» يلوح في الأفق.

 

"النهار" : شرخ جديد في التأليف… يتسع إلى عين التينة

كتبت صحيفة " النهار " تقول : اذا كانت الشكليات تملأ فراغ الساحة السياسية في انتظار الفرج الموعود في تشكيل حكومة طال ‏انتظارها وباتت البيانات الدولية على تنوعها واختلاف مصادرها تردد لازمة استعجالها اسوة بأدبيات ‏الازمات التي اعتاد اللبنانيون سماعها حتى الملل، فان حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس ‏حسان دياب كانت امس نجما غير منازع على نجوميته. ملأت اجتماعات السرايا الماراتونية طوال ‏النهار وحتى المساء المتقدم، شكلا على الأقل وفي انتظار استكشاف المضمون من القرارات، ما ‏كان ينبغي لحكومة كاملة الصلاحيات ان تتولاه لجهة بت وتقرير مسألة حيوية معيشيا وحياتيا ‏واجتماعيا واقتصاديا، وهي مسالة دعم المواد الحياتية، رفعا او ترشيدا، بما لا يفجر الواقع ‏الاجتماعي ويشعل الشارع ولا يسرع الاجهاز السريع على المتبقي من الاحتياط الإلزامي بالعملات ‏الأجنبية في مصرف لبنان. شغل يوم الدعم باجتماعاته الماراتونية في السرايا بلوغا الى توصياته ‏بترشيد الدعم المشهد الداخلي بامتياز، فيما ازدادت خلف الكواليس الشكوك في امكان ان يخرج ‏رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم من قصر بعبدا ببشرى انجاز التفاهم الصعب، وربما ‏المستحيل، مع شريكه في التاليف رئيس الجمهورية ميشال عون‎.‎

ذلك ان أي معطيات جديدة وجدية لم تبرز حيال الجزم في ان المسار المتعثر لتأليف الحكومة ‏سيتبدل بعد الاجتماع الذي سيعقد في الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا بين الرئيسين ‏عون والحريري، والذي كان الرئيس المكلف لمح الاثنين الى امله في ان يتم خلاله بت "أمور ‏أساسية" من دون ان يفصح عن طبيعة هذه الأمور. ولكن المعلومات المسربة عن اللقاء الأخير وعن ‏الأجواء التي سبقت لقاء اليوم، اشارت الى ان مناخا مشدودا لا يزال يحكم المشاورات بين عون ‏والحريري لجهة التباين الواسع بينهما في شان حجم الحكومة بين 18 وزيرا كما يصر على ذلك ‏الحريري وعشرين وزيرا او اكثر كما يصر على ذلك عون. كما ان الاجتماع الأخير وان كان لم يشهد ‏نقاشا مستفيضا بدليل اقتصار مدة اللقاء على نحو 25 دقيقة فقط، فانه شهد تجدد التباين الحاد ‏حول عدد الوزراء المسيحيين الذين يطالب بهم الرئيس وفريقه أي "التيار الوطني الحر" بما يكفل ‏للفريق الرئاسي التحكم بثلث معطل لا يمكن الحريري التسليم به تحت أي مبرر. فسواء كانت ‏التركيبة من 18 وزيرا او اكثر يبدو واضحا وفق هذه المعطيات ان موضوع الثلث المعطل الرئاسي أي ‏الذي يشمل حصة الرئيس وتياره غدت اللغم الأخطر الذي يهدد الاختبار الجديد والمحاولة الأحدث ‏لإحداث خرق موعود في جدار الانسداد السياسي‎.‎
‎ ‎
هجوم مفاجئ‎
وفيما كان لوحظ في هذا السياق ان الثنائي الشيعي التزم "النأي بالنفس" عن أي محاولة لعب دور ‏بحجة عدم التدخل بين الرئيسين، برز مساء امس تطور مفاجئ تمثل بهجوم ناري حاد شنته محطة ‏‏"ان بي ان" الوثيقة الصلة برئيس مجلس النواب نبيه بري على الرئيس عون مباشرة على خلفية ‏كلامه امس امام مجلس القضاء الأعلى فسألت: من يا فخامة الرئيس عطل التشكيلات القضائية ‏ولمصلحة من ؟ من يريد ان يصيب الجسم القضائي بالشلل… العجب كل العجب ممن يتحدث بلغة ‏الحريص فيما هو نفسه من سطر مضبطة إعدام القضاء". وذهبت المحطة ابعد في الشأن الحكومي ‏متهمة رئيس الجمهورية "بالتمييع والمماطلة لتحقيق مكاسب ضيقة وكأن الناس ما زالت تستطيع ‏ان تتحمل المزيد من المغامرات‎".‎

وأشارت معلومات امس الى ان الحريري عرض في اللقاء الأخير مع عون تشكيلة موزعة على الطوائف ‏على ان يزوده اليوم أسماء الوزراء الموزعين على الحقائب ولو ان التوافق بينهما على هذا التوزيع لم ‏يتحقق بعد خلافا لما ذكر عن بعض الحقائب الأساسية كالداخلية والطاقة والاتصالات. وتضيف هذه ‏المعلومات ان ثمة شكوكا في ان يقبل رئيس الجمهورية أي تشكيلة لن تلحظ الثلث المعطل له ‏ولـ"التيار الوطني الحر" من خلال أكثرية الوزراء المسيحيين كما الحقائب التي سيتمسك بها. ولذا ‏ليس ثمة انطباعات إيجابية حيال أي اختراق إيجابي وشيك علما ان تحريك الحريري للمشاورات مع ‏عون فضلا عن اعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اعتزامه زيارة لبنان هذا الشهر، لا يزالان ‏يشكلان عاملي رهان لدى جهات سياسية مطلعة على ان اختراقا سيكون ممكنا قبل نهاية السنة‎.‎
‎ ‎
ورشة السرايا‎
اما في ما يتصل بملف الدعم الذي شغل المشهد الداخلي لليوم الثاني تواليا فشهدت السرايا ‏الحكومية سلسلة اجتماعات متواصلة طوال النهار امتدادا حتى الليل في ورشة شاركت فيها كل ‏الوزارات والقطاعات المعنية بالدعم على السلع والمواد الاستهلاكية الأساسية . وجاء انعقاد هذه ‏الورشة بعدما رفض رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب تكرارا عقد جلسة لمجلس الوزراء ‏الحكومة المستقيلة تحت حجة الظروف الاستثنائية خشية تحميله والحكومة المستقيلة وزر مخالفة ‏الدستور وتبعاتها. وأوضح دياب في الاجتماعات المتلاحقة التي رأسها ان نية حكومة تصريف الاعمال ‏لم تكن رفع الدعم بل كانت منذ البداية ترشيد الدعم، وشدد على ان الأمور الحياتية الأساسية ‏للمواطن اللبناني كالدواء والطحين هي خط احمر. واختتمت الورشة باجتماع حضره الوزراء وحاكم ‏مصرف لبنان رياض سلامة صدرت على اثره "رؤية المجتمعين" متضمنة جملة نقاط منها: عدم المس ‏بسعر رغيف الخبز، دعم الأدوية الأساسية وادوية الأمراض المزمنة، الإبقاء على دعم المواد الغذائية ‏الأساسية، دراسة آلية تخفيض الفاتورة النفطية، تسريع دراسة بطاقة الدعم التمويلي، على ان يتم ‏وضع صيغة متكاملة خلال أسبوع‎.‎
‎ ‎
الخلاصات الأوروبية‎
وسط هذه الأجواء تلقت المبادرة الفرنسية مزيدا من الدفع الأوروبي من خلال الخلاصات التي ‏أصدرها امس مجلس الاتحاد الأوروبي في شأن لبنان. وإذ ابدى الاتحاد "قلقه المتزايد من الازمة ‏المالية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخطيرة التي استمرت في التفاقم"، دعا "القيادة ‏السياسية في لبنان الى الاصغاء الى الناس وهم يعبرون بوضوح عن طموحاتهم ومخاوفهم وان تنفذ ‏الإصلاحات من دون مزيد من التأخير". كما شدد في خلاصاته على ضرورة استئناف المحادثات ‏الفاعلة مع صندوق النقد الدولي في اقرب وقت وتنفيذ أولويات مثل اعتماد قانون كابيتال كونترول ‏واجراء التدقيق الجنائي في مصرف لبنان. ودعا القوى السياسية اللبنانية الى "دعم التشكيل العاجل ‏لحكومة مهمة تتمتع بالصدقية وخاضعة للمساءلة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة‎

 

"الجمهورية": لقاء الحريري عون: تأليف أو بداية ‏مخاض... و"الدعم المرشد" ينتظر ‏القرار

ردوها، صحيفة " الجمهورية "رأت أن هناك موضوعين يتصدران الأولوية في الاهتمامات: الحكومة والدعم. ‏الموضوع الأول تم تحريكه ويكثر الحديث عن اختراق محتمل قد تتظهّر ‏معالمه اليوم في اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ‏والرئيس المكلف سعد الحريري. والموضوع الثاني تتجاذبه 3 وجهات ‏نظر: الأولى ضد رفع الدعم في المطلق، الأمر غير الممكن وفق ‏الأرقام المالية. والثانية مع الرفع النسبي للدعم. والثالثة مع رفع ‏الدعم عن المواد والسلع لا الأشخاص، بمعنى ان يشمل الدعم فئة ‏محددة وأن لا يكون مُشرّعاً كما اليوم على التهريب.‏
والأسئلة الأساس التي تمحور حولها النقاش في الساعات الأخيرة، هي ‏الآتية: ما الأسباب الكامنة وراء تحريك الجمود الحكومي؟ وما ‏المعطيات التي استجدّت على هذا المستوى؟ وهل هذا التحريك ‏يمكن ان يصل إلى خواتيمه السعيدة بتأليف الحكومة العتيدة؟

تحدثت أوساط مطلعة لـ"الجمهورية" عن وجود فرصة حقيقية، ولكن ‏غير نهائية، لولادة الحكومة لأنّ الشياطين تكمن في التفاصيل، ولكن ‏هناك فرصة متأتية من 3 أسباب أساسية:‏

ـ السبب الأول، يتعلق بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يريد أن ‏تبصر الحكومة النور قبل زيارته الثالثة للبنان أواخر الشهر الحالي، حيث ‏أنه يريد ان يضع قدماً في لبنان قبل تَسلُّم الرئيس الأميركي الجديد ‏جو بايدن مهماته رسمياً، من أجل ان يشكّل ذلك انطلاقة ثابتة مواكبة ‏للمرحلة الأميركية الجديدة.‏

ـ السبب الثاني يتعلّق بالرئيس المكلف الذي لا يريد ان يشكل تأليف ‏الحكومة حصاراً على لبنان بدلاً من فَك الحصار عنه، ويَتّكِئ بذلك ‏على ماكرون الذي تقول المعلومات انه سيأخذ على عاتقه تجنيب ‏الحكومة الجديدة العقوبات، وسيضع كل ثقله لفتح الأبواب الدولية ‏أمامها في حال أحسنت تقديم الإصلاحات المطلوبة.‏

ـ السبب الثالث، يتعلق بالحريري والأكثرية النيابية ووصول الطرفين ‏إلى اقتناع مشترك بأنّ الحكومة لن تؤلَّف على حساب العهد أو ‏الثنائي الشيعي وفقاً لميزان القوى القائم، فيما اقتناع الأكثرية في ‏المقابل انّ الحريري هو رجل المرحلة دولياً من أجل فَرملة الانهيار، ‏وبالتالي هذا التقاطع بين الطرفين يمكن ان يولِّد حكومة.‏

لكنّ الأوساط نفسها قالت انه "لا يمكن ان نقول فول قبل ان يصير ‏بالمكيول، إلّا انّ الطبخة الحكومية استوَت، وهناك فرصة جدية للخروج ‏بحكومة بقوة دفع مزدوجة خارجية وداخلية، ولا يبدو هذه المرة انّ ‏أحداً يريد ان يفوِّت هذه الفرصة، لأنّ تفويتها يعني ترحيل التأليف ‏على ما بعد دخول بايدن إلى البيت الأبيض".‏
‏ ‏
الأنظار الى بعبدا
وفي اي حال تتجه الانظار الى اللقاء بين عون والحريري المقرر الرابعة ‏والنصف بعد ظهر اليوم في القصر الجمهوري، والذي يأتي بعد 48 ‏ساعة على لقاء "كسر الجليد" بينهما الإثنين الفائت، وينتظر ان تتم ‏خلاله متابعة البحث في التشكيلة الحكومية المنتظرة في ضوء ‏الملاحظات التي كان قد أبداها رئيس الجمهورية حول الصيغة التي ‏اقترحها الحريري بعد انقطاع اللقاءات بينهما لـ3 اسابيع.‏
‏ ‏
صمت الحريري
وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ توزيعة الحقائب الجديدة ‏التي طرحها الحريري لا تلحظ سوى استعادة وزارة الداخلية من حصة ‏عون وإبقاء حقيبة وزارة الطاقة ضمن هذه الحصة، ولكنها لم تغيّر في ‏الحقائب الاخرى كما كان جرى توزيعها على مختلف الطوائف ‏والمذاهب.‏
وقَلّلت مراجع مراقبة من اهمية إشارة الحريري الى اعادة النظر في ‏توزيعة الحقائب "لأنها طالما بقيت ضمن هاتين الحقيبتين، فإنها لن ‏تؤثر كثيراً على إسقاط الأسماء عليها".‏
‏ ‏
مُلك الحريري
وقالت المصادر نفسها لـ"الجمهورية" انّ المتوقع من لقاء بعبدا اليوم ‏لجهة الأسماء التي تحتويها التشكيلة الوزارية بقيَ حتى ساعة متأخرة ‏من ليل امس مُلك الحريري وحده. فهو، بحسب اوساطه، لم يفصح ‏عنها سوى لفريق مستشاريه الذي يشاركه الاتصالات خلف الكواليس.‏
‏ ‏
بعبدا تنتظر
ولفتت مصادر قصر بعبدا الى انّ عون لم يتبلّغ أي جديد منذ لقاء ‏الإثنين، وانه ينتظر ما سيطرحه الحريري اليوم من صيغة يمكن ان ‏تؤسّس لدخول جدي في التأليف للمرة الاولى منذ التكليف، وانّ هذا ‏الامر منوط بالبحث الجدي في الملاحظات التي ابداها رئيس ‏الجمهورية.‏
ورفضت المصادر تأكيد او نفي ما نشر من صيَغ وزارية، ومنها تشكيلة ‏وفق معادلة "13×5"، وأخرى وفق معادلة "13×6" للإشارة الى حصة ‏رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ‏لجهة سَعيهما للحصول على "الثلت المعطّل"، الامر الذي لا يتحقق ‏اذا لم تتكوّن حصتهما من 7 وزراء.‏
‏ ‏
الفرنسيون على الخط
وفي هذا الاطار تحدثت مصادر ديبلوماسية وسياسية لـ"الجمهورية" ‏عن نشاط ملحوظ للديبلوماسيين الفرنسيين من أعضاء فريق الأزمة ‏على خط الاتصالات بين عون والحريري وبعض المراجع المؤثرة، بغية ‏التوصّل الى صيغة حكومية قابلة للتظهير في الساعات المقبلة، الامر ‏الذي يعطي لقاء بعبدا اليوم الأهمية قياساً على تَقدّم هذه المساعي ‏التي تشدد على تأليف حكومة حيادية قدر الامكان وخالية من ‏الحزبيين.‏
وعن "الثلث المعطّل" اختلفت المصادر في حديثها الى "الجمهورية" ‏بين القول انّ الفرنسيين اقتنعوا بطرح الحريري لجهة رفضه وجود ‏‏"ثلث معطّل" لأيّ طرف في الحكومة على أساس معادلة بسيطة ‏تقول انّ "الحكومة الحيادية" لا يمكن ان يكون فيها "ثلث وزاري ‏معطّل" لأيّ طرف كان، وهو ما يعلّق الحريري عليه أهمية قصوى، ‏فيما عون لم يحسم موقفه من هذه النقطة بعد، مُصِرّاً على اعتماد ‏معايير موحدة تؤدي في النتيجة الى الهدف عينه، وان لم يتحدث ‏مباشرة عن هذا الثلث.‏

هجوم على عون

واستبعدت اوساط مواكبة للملف الحكومي ان يتمكن الاجتماع اليوم ‏بين عون والحريري من انجاز التفاهم على التشكيلة الحكومية التي لا ‏تزال موضع تجاذب بين الرجلين، فيما كان لافتاً انّ محطة "ان. بي. ‏ان"، الناطقة باسم حركة "امل"، شَنّت في نشرتها الإخبارية امس ‏هجوماً حاداً على عون، ما يؤّشر الى امتعاض رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري من رئيس الجمهورية.‏
واشارت الاوساط الى "انّ اللبنانيين عالقين بين حكومة تصريف أعمال ‏غير قادرة على اتخاذ قرارات حيوية، وحكومة افتراضية لا تزال ولادتها ‏متعثرة، الأمر الذي ينعكس مزيداً من التدهور في الوضعين ‏الاقتصادي والاجتماعي". وبينما يستعد الرئيس الفرنسي لزيارة لبنان ‏مجدداً في 21 كانون الأول الحالي، علم انّ المفرزة السبّاقة وصلت ‏إلى بيروت لإتمام ترتيبات الزيارة التي يفترض ان تشكّل عاملَ ضغط ‏للتعجيل في تشكيل الحكومة، اذا اراد المسؤولون تَجنّب "بَهدلة" ‏جديدة من ماكرون".‏

إقرأ المزيد في: لبنان