لبنان
دياب: لبنان اليوم أحوج ما يكون للمساعدات الدولية لتعزيز شبكته في الأمان الاجتماعي
أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، إلى أن "لبنان واجه العديد من التحديات في معرض الاستعداد لمواجهة الجائحة المستجدة. وقد تفشى فيروس كورونا المستجد في وقت صعب كان فيه البلد يتخبط في أزمات اجتماعية واقتصادية ومالية متزامنة ووجودية وغير مسبوقة، ما أدى إلى تفاقم ظروفه السيئة أساسًا"، وأضاف "علاوة على ذلك، فإن البلد يعاني كثافة سكانية عالية، حيث يبلغ عدد سكانه 6.9 ملايين نسمة - 87.2% منهم يعيشون في مناطق حضرية - بما في ذلك مليونا نازح ولاجئ و 500000 عامل مهاجر، وكلهم ضمن الـ 10452 كم2 بكثافة سكانية تبلغ 667 نسمة لكل كم 2".
وفي كلمة له بمناسبة انعقاد الدورة الاستثنائية الحادية والثلاثين للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل التصدي لجائحة كوفيد-19، أكد دياب أن "الأثر الاجتماعي والاقتصادي الذي خلفته جائحة كوفيد-19 ، والناتج عن إغلاق البلاد مرات عدة، هائل في بلد يواجه الانهيار الاقتصادي الأسوأ في تاريخه منذ استقلاله، بحيث بلغ معدل الفقر العام 60% في عام 2020 ، ومعدل الفقر المدقع (الفقر الغذائي) 23%، ونسبة القوة العاملة في القطاع غير النظامي 60%. وتمثل جائحة كوفيد-19 أزمة ضمن أزمة بالنسبة إلى اللبناني الذي يجد نفسه مضطرا إلى اتخاذ الخيار الصعب ما بين الموت بسبب فيروس كورونا أو الموت من الفقر. وقد وضعت الحكومة حزمة اقتصادية متواضعة في محاولة منها للتعويض عن تأثير هذه الصدمة الجديدة على السكان. غير أن هذه الحزمة لا تمثل سوى 1% من الناتج المحلي الإجمالي وتبقى أقل بكثير مما تنفقه البلدان الأخرى للتخفيف من تأثير الجائحة على البيئة الاجتماعية والاقتصادية فيها".
واعتبر دياب أن لبنان "أحوج ما يكون إلى المساعدات الدولية لتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي. وهذه المؤشرات المثيرة للقلق ما هي إلا دليل على خطورة الوضع الذي تفاقم أكثر مع فاجعة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 الذي نتج منه فقدان ما يقارب الـ300000 شخص من سكان المدينة منازلهم، والذي أودى بحياة 204 أشخاص كما أدى إلى إصابة أكثر من 6500 شخص. كما أن عشرات المدارس والمستشفيات ومرافق الرعاية الصحية دمرت بشكل جزئي أو كلي، في حين أن المستشفيات والمراكز الطبية التي بقيت عاملة أضحت مغمورة بالمرضى الذين يلتمسون العلاج من الإصابات التي لحقت بهم جراء الانفجار والإصابة بفيروس كورونا المستجد".
وأضاف: "في الواقع، نظرا لارتفاع حالات الإصابة بالفيروس، تعاني العديد من المستشفيات نقصا في أسرة العناية المركزة وفي المستلزمات والمعدات الطبية الحيوية. كما أن العاملين في المجال الطبي مرهقون، لا سيما في ظل المستوى غير المعتاد الذي بلغته هجرة الأطباء والممرضين والممرضات، فضلا عن تعرضهم للعدوى".
كما أعلن أن "لبنان يواجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، محدودية كبيرة في الدعم الدولي الذي يحصل عليه. ففي حين حظيت دول أخرى باعتمادات طارئة من صندوق النقد الدولي للاستجابة لفيروس كوفيد-19، لم يتمكن لبنان من الحصول على مثل هذه الاعتمادات لكونه في حالة تأجيل لسداد الديون. كما تأخر وصول التمويل الخارجي الذي تمثل بمبالغ محدودة للغاية. أضف إلى ذلك أن جائحة كوفيد-19 قد حرفت جهودنا الرامية إلى تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 عن مسارها".