لبنان
تطلعات لتخفيض حدة انتشار الوباء مع سريان قرار الاقفال..ومحركات تأليف الحكومة لا تزال مُطفأة
يتطلع اللبنانيون باهتمام إلى الإقفال الذي يبدأ اليوم، وتعقد عليه الآمال لتحقيق تقدم في مواجهة تفشي وباء كورونا. أما على المستوى السياسي ففي حين لا تزال محركات تأليف الحكومة مُطفأة يغادر اليوم المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل بيروت بعدما أنهى جولاته على السياسيين.
"الأخبار": اتصال بين الحريري وباسيل... والضغوط الأميركيّة مُستمرة
وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار" "اتصال هاتفي بين سعد الحريري وجبران باسيل، بحضور الموفد الفرنسي باتريك دوريل، «يكسر الجليد» بين الاثنين، من دون أن يؤثّر على مجرى تأليف الحكومة. فالمحركات لا تزال مُطفأة، لعدم رغبة أي فريق في التنازل للآخر. فرنسا تُحمّل المسؤولية لباسيل، وواشنطن تُريد فرض المزيد من العقوبات عليه، فينتج من ذلك المزيد من الضغوط والتهديد بتفجير الساحة اللبنانية".
واضاف الصحيفة أنه إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تُعبّر عن مواقفها تجاه لبنان بفظاظة كبيرة، فإنّ فرنسا لا يفوتها شيء من ذلك أيضاً، حتى ولو حاولت إكساب تعدّيها على سيادة البلد لبوساً «لَبِقاً»، وادّعت تصرّفها من موقع «الحريصة» على خلاص لبنان. فبعد زيارتين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حدّد خلالهما «أوامره» للمرحلة المقبلة، وصل أول من أمس موفده ليَنهر ويُوبّخ ويحثّ... ويختار أسماء الوزراء في حكومة سعد الحريري.
ولفتت إلى أنه "على مدى يومين، التقى مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى، باتريك دوريل، القيادات السياسية الرئيسية. بدأ جولته يوم الخميس، واستكملها أمس بلقاء كلّ من: رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الرئيس السابق أمين الجميّل، رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. تقريباً، الأفكار نفسها كرّرها دوريل في معظم لقاءاته: تأكيده ضرورة تأليف حكومة، وذكره وجود عراقيل كبيرة وأنّه يجب تقديم تنازلات. فـ«العقاب» لعدم تأليف حكومة سريعاً سيكون «نفض اليد» الفرنسية، وإلغاء مؤتمر الدعم المُخصّص للبنان، ومنع دخول الأموال (القروض). يعتبر الموفد الفرنسي أنّ كلّ القوى السياسية مسؤولة عن تقديم تنازلات ومسؤولة عن تسهيل التأليف، ولكنّ التركيز كان بشكل خاص على دور جبران باسيل، والإيحاء كما لو أنّه «العقبة الكُبرى» أمام الحلّ. بدا واضحاً لدى بعض من التقوه أنّ «واحداً من أهداف الزيارة هو الاستناد إلى العقوبات الأميركية، لممارسة المزيد من الضغوط على الرئيس ميشال عون وباسيل، لانتزاع تنازلات حكومية منهما».
وتابعت الصحيفة "لكنّ دوريل سَمع «نصيحةً» من حزب الله خلال لقائه معه، بأن يقوم بمسعى مع رئيس الحكومة المُكلّف، سعد الحريري، حتى يجتمع أو يتواصل الأخير مع باسيل. فلا يُمكن أن يُحمّل رئيس التيار الوطني الحرّ وحيداً مسؤولية العرقلة، في حين أنّ الحريري يتعامل مع الملفّ الحكومي بمنطق «النكايات الشخصية»، ويُريد التنسيق مع الجميع إلا مع باسيل، مُستتراً خلف التنسيق مع رئيس الجمهورية. وبالفعل، قام دوريل بـ«وساطة» بين الحليفين السابقين، تجلّت بمُكالمة هاتفية مُختصرة بين الحريري وباسيل، أثناء اللقاء الذي جمع الموفد الفرنسي مع وفد «التيار». اتصال أجراه دوريل بالحريري، قبل أن يحوّل الهاتف إلى باسيل، هدفه «كسر الجليد»، على ما تصفه المصادر السياسية المُطلعة، مُضيفةً إنّ الفرنسيين «يُريدون تواصلاً بين الحريري ــــ باسيل يُشكّل خرقاً إيجابياً في المشهد». هل هذا يعني إيجابية في تأليف الحكومة؟ «كلّا» تُجيب المصادر، مُضيفةً إنّه «ابتداءً من الليلة (أمس)، سيتدخّل دوريل بالتفاصيل أكثر، لجهة الحقائب والتوزيعات».
وتقول المصادر إنّ التركيز الفرنسي هو على «حقائب الطاقة والاتصالات والمالية، لكي تكون بيد وزراء غير حزبيين ولا يُنفذون أجندات خاصة، وقد حدّد الفرنسيون الأسماء التي يرتاحون لها». المشكلة هنا لا تقتصر عليهم، بل تتعداهم إلى من يفتح لهم الباب مُرحّباً وطالباً لمشورتهم. الإعلام الفرنسي واكب سياسة الضغوط السياسية لإدارته. فقد نشر موقع «فرانس أنفو» أمس مقالةً، نقل فيها عن «مُقربين» من الإليزيه أنّ ماكرون «أعطى قادة لبنان إنذارين لتأليف حكومة، من دون جدوى. انتهت المهلة ولا يزال الفاسدون وغير الكفوئين في مراكزهم». وتجلّت الفوقية والنفَس التقسيمي للبلد أكثر في حديث «أحد المقربين» من وزير الخارجية، جان إيف لودريان: «تفاقم الوضع منذ انفجار المرفأ، هاجر الأغنياء والمسيحيون، وفي غضون أشهر قليلة لن يبقى سوى الفقراء والإسلاميين». هل يُمكن ماكرون أن يُمارس ضغوطاً أكثر؟ سألت «فرانس أنفو»، ليأتيها جواب أحد المسؤولين بأنّ «المفتاح لدى واشنطن».
ولفتت الصحيفة إلى أن المزيد من الضغوط... والعقوبات. هذا هو اختصار الموقف الأميركي ــــ الأوروبي تجاه لبنان، ولو شابَهُ «تمايزٌ» من الجانب الفرنسي في طريقة التعبير عنه. الولايات المتحدة الأميركية تضع حزب الله على لائحة أعداء «الصفّ الأول»، فقد توسّع وتعاظمت قوّته العسكرية الرادعة لـ«إسرائيل»، إلى حدّ بات كَسره «واجباً» بالنسبة إليها وليس مُجرّد «خيار». بدأت محاولات تفكيك الدائرة المُحيطة به، عبر فرض العقوبات، فكان أهمّها تلك التي صنّفت النائب جبران باسيل على «اللائحة السوداء». العقوبات على الوزير السابق أتت وفق «قانون ماغنتسكي»، ولكنّ المعلومات تُشير إلى أنّها لن تكون الأخيرة، وتبحث واشنطن في المُضيّ أكثر في سياستها العدوانية وتفرض عقوبات جديدة على باسيل، تتّصل بشكل أوضح بعلاقته مع كلّ من حزب الله وسوريا. الإشارة إلى ذلك برزت في كلام السفيرة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، التي جاهرت بأنّ إدارتها «ما زلنا نستعمل سياسة الضغط على حزب الله. باسيل بعلاقته مع حزب الله يغطي سلاحه، فيما الأخير يغطي فساده». واشنطن تفرض العقوبات، وباريس تنظر إلى رئيس التيار الوطني الحرّ كما لو أنّه «المُعرقل» الأول، وتنتظر من حزب الله أن «يُساعدها» على إقناع حليفه بالتنازل. في النتيجة، «لا حلّ سوى في أن يقتنع الحريري بأنّه ليس بهذه الطريقة تُؤلّف الحكومة، والمطلوب هو التواصل مع الجميع»، على ما تقول مصادر في 8 آذار.
وقالت "الأخبار" "حتى الساعة، لا حلّ في الأفق، طالما أنّ الحريري سيبقى أسير خطوط حُمر رسمها لنفسه بناءً على أجواء رُعاته الإقليميين والدوليين. كلام السفيرة الأميركية كان واضحاً أمس: «لم ندعم الحكومة الأخيرة لأنّ الذي ألّفها هو حزب الله، سنرى ماذا سيكون شكل الحكومة المقبلة لتحديد موقفنا، وسوف نصرّ على مواقفنا لأنّه إذا لم نفعل، فسيعودون إلى فسادهم ولا أحد سوف يساعدهم بتاتاً. لن يكون هناك أي شيء مجاني بعد اليوم». هدّدت شيا بأنّه «لم نفعل بعد كما دول الخليج والابتعاد عن لبنان وعدم دعمه... كان شرطنا للمساعدة في مواجهة فيروس كورونا الابتعاد عن وزارة الصحة لقرب وزير الصحة من حزب الله، والتعامل مع مؤسسات صديقة وموثوق منها كالجامعة الأميركية والجيش اللبناني». بعيداً عن أنّه يُفترض بأي «دولة» أن تُسائل قيادة الجيش حول كلام الموظفة الأميركية، ولكنّه أكبر دليل على زيف ادعاءاتها بأنّ إدارتها «تُساعد الشعب اللبناني». الولايات المتحدة الأميركية، بذريعة معركتها مع حزب الله، لا تجد مانعاً في إحراق الأرض اللبنانية وسكانها.
"البناء": دوريل يدخل بوساطة الأسماء بين عون والحريري
من جهتها صحيفة "البناء" قالت "تتبلور شيئاً فشيئاً صورة المشهد الانتخابي الأميركي لصالح التسليم الجمهوريّ بفوز المنافس الديمقراطي جو بايدن على الرئيس دونالد ترامب، بعدما حسمت المراجعات التي طالت إعادة فرز الأصوات في عدد من صناديق الاقتراع في الولايات المتنازع عليها، أن النتيجة التي انتهت بفوز بايدن غير قابلة للتغيير، وجاءت نتائج ولاية جورجيا التي تتمثل في المجمع الانتخابي بـ16 صوتا لصالح بايدن لتجعله فائزاً بـ 306 مقاعد، بينما حسمت كارولينا الشمالية التي تتمثل بـ 15 مقعداً لصالح ترامب ليصير مجموع 232 مندوباً، والمفارقة أن هذه النتيجة هي التي حازها معكوسة الرئيس ترامب بوجه المرشحة الديمقراطيّة هيلاري كلينتون عام 2016".
ولفتت إلى أن "القلق الأميركي والدولي من تمسك ترامب بالبقاء في البيت الأبيض تراجع لصالح قلق من نوع آخر هو ما سيفعله ترامب خلال المدة الفاصلة عن تسليم السلطة، في ظل تزايد إجراءات يتخذها لإدخال تعديلات على إدارته لا تتناسب مع قرب الرحيل، بينما تتّسع عالمياً وأميركياً حالة التعامل مع بايدن كرئيس مقبل، فيما يخفّف البعض من أهمية إجراءات ترامب الانتقامية من معاونيه ويضعونها في دائرة تصفية الحسابات مع الذين يحملهم مسؤولية فشله الانتخابي".
من ناحية اخرى، قالت "في لبنان، الاهتمام بالإقفال الذي يبدأ اليوم واضح شعبياً ورسمياً، وآمال بأن يكون القلق من خروج تفشي الوباء عن السيطرة حافزاً لتحويل الإقفال الى فرصة لتحقيق تقدم في مواجهة التفشي. فعلى الصعيد الشعبي شكل توجّه غالبية أبناء المحافظات من بيروت الى الأرياف تعبيراً عن نية الالتزام بموجبات الإقفال، وحكومياً جاءت كلمة لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب تعزيزاً للاهتمام الرسمي وتحفيزاً للاهتمام الشعبي. بينما قال وزير الصحة حمد حسن إن خطط الوزارة لزيادة أسرّة العناية الفائقة بـ 54 سريراً خلال أسبوعي الإقفال، وإضافة عدد من المستشفيات الخاصة والمستشفيات الميدانية الى شبكة المواجهة مع تفشي وباء كورونا".
واضافت "على المستوى السياسي يغادر اليوم المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل بيروت بعدما أنهى جولاته على السياسيين، وكان أبرزها مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعدما التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري إضافة للنائب السابق وليد جنبلاط. وقالت مصادر مواكبة للمسار الحكومي إن دوريل انتقل اليوم من مجرد التحذير من ضياع الفرصة، وتذكيره بمخاطر ضياع فرصة انعقاد مؤتمر الدعم الدولي الذي يتحرك لعقده الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، الى الدخول في التفاصيل والأسماء وبدء مسعى للوساطة حول الخلاف الذي يبدو محصوراً باسمين بين رؤية كل من رئيسي الجمهورية والحكومة، يشكل حلها مفتاحاً لباقي العقد. وهو ما توقعت المصادر ان يتابعه دوريل من باريس، وان يكون الأسبوع الفاصل عن عيد الاستقلال أسبوعاً لمساعي الوساطة الفرنسية لاستيلاد الحكومة قبل عيد الاستقلال".
لقاء دوريل – باسيل
واشارت إلى أنه في إطار جولته على القيادات السياسية والحزبية، استكمل الموفد الفرنسي باتريك دوريل جولته. فالتقى في الرابية أمس، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على مدى ساعتين ونصف الساعة.
وأفادت مصادر مطلعة على أجواء اللقاء أن «باسيل أعاد ترتيب الأفكار وأجرى مطالعة لتبيان مدى مصلحته بإنجاح المبادرة بدءاً من لقاء الصنوبر، وأظهر له بالمسار كل عملية تسهيل قدّمها التيار المتمثلة بالقول إنه يقبل بكل ما يتفق عليه الحريري مع رئيس الجمهورية، وهذا اعتبرناه نحن قمة التسهيل، وكان جواب الموفد الفرنسي بالموافقة على كلام باسيل». واعتبرت المصادر أن خلاصة موقف باسيل أنه عندما تكون هناك ثقة بين الفرقاء ومعاملة بالمثل مع كل الناس أي المعيار الواحد، لن يعود هناك أي سبب لتأخير الحكومة.
وقال باسيل لدوريل: إسأل الحريري «بيقلك ما في شي بالشخصي بيني وبينه، وما في إلا كل مودة وأنا ما بشخصن المشاكل». وأكد باسيل أننا «أكثر المعنيين بإنجاح المبادرة الفرنسية ونحن المعنيين مباشرة وليس من المعقول الا ان نكون إيجابيين». واقتصر اللقاء بين دوريل وباسيل على الملف الحكومي وأبدى الفرنسيون اهتمامهم لإنجاح مبادرتهم.
وبعد اللقاء لفت باسيل في تصريح تلفزيوني الى أن «دوريل لمس من خلال لقائنا أننا ليس لدينا اي شرط ومطلبنا الوحيد حول الحكومة أن يكون هناك معيار واحد وعدالة تطبق مع الجميع وحتى اللحظة نحن منفتحون «وبعدنا ما حددنا موقفنا إذا منشارك او ما منشارك».
لقاء متوقع بين عون والحريري
ولفتت الصحيفة إلى أنه لم يُسجل ملف تشكيل الحكومة أي تطور بانتظار حصيلة المشاورات التي أجراها الموفد الفرنسي خلال جلسته ومدى انعكاسها الايجابي على عملية التأليف، وسط معلومات لفتت لـ "البناء" الى أن رئيس الجمهورية ميشال عون سيجري عملية تقييم للمشاورات والاقتراحات التي طرحت وللرسائل التي نقلها دوريل من الرئيس الفرنسي الى المسؤولين اللبنانيين تمهيداً للدفع باتجاه تأليف الحكومة على أن يفعل الأمر نفسه الرئيس المكلف لملاقاة عون وباسيل في وسط الطريق. ومن المتوقع بحسب المصادر أن يحصل لقاء بين عون والحريري خلال عطلة نهاية الأسبوع للبحث في الوضع الحكومي، إلا أن أوساطاً مطلعة على موقف الحريري لفتت لـ"البناء" الى أن المشاورات على خط بعبدا – بيت الوسط متوقفة بانتظار قوة الدفع الفرنسية التي ستحملها زيارة دوريل». فيما يشير أكثر من مصدر سياسي لـ»البناء» الى أن الحكومة بحكم المؤجّلة وزيارة الموفد الفرنسي خير دليل على أن المفاوضات الحكومية وصلت الى طريق مسدود».
ضغوط خارجيّة تؤخر الحكومة
وفيما لفتت أوساط فريق المقاومة لـ"البناء" الى أن «العقد أمام تأليف الحكومة خارجية أكثر من داخلية وهي تتعلّق بمدى استقلالية الرئيس المكلف عن العوامل والضغوط الخارجية والأميركية السعودية تحديداً»، وتساءلت: لماذا قرّرت الإدارة الأميركية فرض عقوبات على رئيس أكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي في خضم عملية تأليف الحكومة؟ أليس الهدف عرقلة التأليف والإيحاء للحريري وقف اندفاعته ومحركات التأليف؟ وما سر التزامن بين العقوبات وزيارة الموفد الفرنسي الى بيروت؟». وإذ لفتت إلى أن حزب الله قدم ما يستطيع من تسهيلات لتأليف الحكومة ولن يرضخ للإملاءات والشروط الأميركية بمنع تمثيله في الحكومة، أكدت الأوساط بأن لا حكومة في لبنان تغيّر المعادلة الداخلية وتقصي أطرافاً سياسية وازنة في البلد عن التشكيلة الحكومية».
عبدالله: يريدون «زكزكة جنبلاط»
من جهته أكد عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله لـ"البناء" أن لا عقدة درزيّة كما يُشاع بل العقدة سياسية تتعلق بالواقع الإقليمي والدولي وداخلية تتعلق بالحصة المسيحية»، ولفت الى أننا مع أي حكومة تنقذ لبنان من الانهيار الاقتصادي والصحي وقادرة على التفاوض مع صندوق النقد الدولي وإنجاز الإصلاحات المطلوبة».
وعن موقف رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط من تمثيل النائب طلال أرسلان بحقيبة وزارية إسوة بالاشتراكي، أوضح عبدالله أن «هذا الأمر سيعقد تأليف الحكومة ويدفع كل الكتل صغيرة أم كبيرة الى المطالبة بالتمثيل»، متسائلاً هذه الدعوات هدفها «زكزكة جنبلاط» فيما العقدة في مكان آخر. وكشف عبدالله أن «الرئيس المكلف لم يتواصل معنا منذ اللقاء الأخير معه في المجلس النيابي وقلنا له إن هدفنا تأليف حكومة منتجة رشيقة ومن أصحاب الكفاءات ولم يعرض علينا اي حقيبة ولم يطلب منا اقتراح أسماء حتى الساعة».
باسيل: العقوبات لن تؤثر عليّ
وفي أول مقابلة له بعد قرار العقوبات عليه، أكد باسيل في حوار تلفزيوني أن العقوبات الأميركية التي فرضت عليه جاءت بعد العديد من المطالبات الاميركية بفك التفاهم مع حزب الله.
وقال: «كنت سابقاً أسمع عن العقوبات الأميركية واليوم اصبحت أنا على لائحة العقوبات، وعلى الصعيد الشخصي لم تؤثر عليَّ كثيراً من خلال البطاقة المصرفية التي لم استعملها منذ شباط الفائت». وأضاف: “مشكلتنا مع «اسرائيل» أنها هي لا تريد السلام وليس نحن وتستخدم قوتها لسلب الحقوق، لن اصافح “اسرائيلياً” الا حين يحصل كل عربي على حقه ومشكلتنا ليست ايديولوجية مع “اليهود” انما نحارب من اجل حقوقنا”، لافتاً إلى أننا “لا نسعى الى زيادة المشاكل مع «اسرائيل» وفي حال أرادت ارجاع مزارع شبعا بالتأكيد لن نقول كلا لا نريد». وتابع باسيل: “قمنا بالتفاهم مع حزب الله من أجل لبنان وحماية لبنان”، مشيراً إلى أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية تدفعنا نحو التوجه شرقاً في حين اننا نحتاج ان يكون لبنان جسر عبور بين الشرق والغرب كما نسعى لإقامة علاقات جيدة مع اميركا».
وأوضح باسيل أن مؤتمر عودة النازحين خطوة مهمة بضمانة روسية وسورية وتواجد لبنان في هذا المؤتمر من خلال الوزير مشرفية بمسألة النازحين السوريين دليل الى مدى جدية لبنان في السعي لإعادة النازحين الى بلادهم.
السفيرة الأميركية
وقالت "البناء" يبدو أن فصول الاشتباك السياسي والإعلامي بين باسيل والسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا لم ينتهِ، إذ ردّت شيا على باسيل معتبرة أن «الولايات المتحدة الاميركية ما زالت تستعمل سياسة الضغط على حزب الله»، وأشارت إلى أن باسيل «بعلاقته مع حزب الله يغطي سلاحه فيما الأخير يغطي فساده».
واشارت الصحيفة إلى أنه كان لافتاً زيارة شيا الى دارة خلدة حيث التقت رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، واستعرضا المستجدات السياسية المحليّة والإقليمية.
وافادت المعلومات أن هدف الزيارة تعارفية واكدت السفيرة الاميركية وجوب الاستعجال في تشكيل الحكومة من دون الدخول في تفاصيل التشكيل فالمهم ليس شكل الحكومة بل أن تتمكن من تنفيذ الاصلاحات وتوقف الفساد وتعيد وضع لبنان على السكة الصحيحة».
قرار الاقفال حيّز التنفيذ
ودخل قرار المجلس الأعلى للدفاع بالإقفال الكامل في البلاد حيز التنفيذ فجر اليوم.
وأعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في بيان أن قوى الأمن الداخلي «ستباشر عبر «جميع الوسائل المتاحة من خلال اقامة حواجز ثابتة ومتنقلة وتسيير دورياتها على جميع الأراضي اللبنانية، بتطبيق هذا القرار لجهة تقيد المواطنين الالتزام بوضع كمّامة واقية أثناء التنقّل، والتقيد بتعليمات الانتقال بالمركبات الآلية، عدم التزام المؤسسات بالقدرة الاستيعابية المسموح بها والتدابير الوقائيّة لمكافحة فيروس كورونا وغيرها، وتنظيم محاضر ضبط بحقّ المخالفين».
وفيما شككت مصادر مراقبة بإمكانية القوى الأمنية على تطبيق القرار على كافة الاراضي اللبنانية وفي مختلف الاوقات، لفتت مصادر رسمية لـ"البناء" الى أن تعليمات وزارة الداخلية للقوى الامنية التشدد بتطبيق القانون والإجراءات الواردة في قرار الدفاع الأعلى وقمع المخالفات والمخالفين بوسائل متعددة من تسطير محاضر الضبط الى اقفال المحال بالشمع الاحمر والاحالة الى القضاء المختص.
إلا أن شكوكاً رسمت حول جدوى القرار على المستوى الصحي، وأوضح رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الجامعة الأميركية الدكتور عبد الرحمن البزري في حديث لـ"البناء" إلى أن قرار الإقفال يشكل متنفساً للقطاع الصحي الذي واجه العديد من الصعوبات طيلة الأشهر الماضية وصل الى حد الانهيار لا سيما في المستشفيات التي عجزت عن استقبال كل مرضى كورونا خاصة بعد كارثة تفجير مرفأ بيروت وآلاف الضحايا والجرحى الذين توزعوا على المستشفيات».
ودعا البزري المعنيين في الحكومة والقطاع الصحي للاستفادة من مرحلة الإقفال لإعادة تنظيم انفسهم في مختلف المجالات والاستعداد لجولة جديدة من الحرب مع الوباء الذي قد يطول أمده ما يفرض علينا التعايش والتأقلم معه».
وغداة سريان قرار الإقفال، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1904 إصابات جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العدد التراكمي الإجمالي للحالات المثبتة منذ بداية انتشار الفيروس في شباط الفائت إلى 102607 إصابة. وسجل لبنان 21 وفاة ليرتفع العدد التراكمي للوفيات إلى 796.
وأطلقت القطاعات التجارية والعمالية صرخة رفضاً لقرار الإقفال نظراً للتداعيات الكارثية التي تلحق بها، وحذّر الأمين العام للهيئات الاقتصاديّة نقولا شمّاس من تداعيات كارثية على القطاع التجاري مطالباً الدولة باستثناء هذا القطاع الأكثر التزاماً بإجراءات الوقاية والشروط الصحية، وأوضح لـ"البناء" الى أننا سنلتزم بقرار الإقفال لكن سنتخذ خطوات تصعيدية بدءاً من الثلاثاء المقبل لإنقاذ القطاع من الإفلاس. محذراً من ان العديد من المؤسسات ستقفل أبوابها نهائياً وستصرف موظفيها.
"النهار": فرنسا تذكر المسؤولين بالتزاماتهم وتخشى الانهيارات
أما صحيفة "النهار" فقالت إن بيروت بدت باضطرابها مساء امس كانها تعكس الاضطراب المتعدد الاتجاه الذي يتحكم بالواقع الداخلي سواء في ما يتصل بتداعيات الانتشار الوبائي الواسع والخطير الذي املى اللجوء مجددا الى الاقفال العام الذي يبدأ اليوم لأسبوعين عله يخفض المنحنيات والعدادات التي تسجل أرقاما قياسية في الإصابات، او في ما يتصل بالواقع السياسي والشديد التأزم الذي يبدو من المشكوك ان تحدث مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل اختراقا جادا في جداره. ففي حين كانت بيروت تختنق بزحمة طوابير المغادرين الى مناطقهم عشية بدء سريان الاقفال العام اليوم، كانت الازمة السياسية لا تقل اختناقا عن مشهد الخط الساحلي على اوتوتستراد بيروت جونية شمالا او الخط الساحلي على أوتوستراد بيروت خلدة جنوبا.
وذكرت “النهار” ان الحصيلة التي انتهت اليها مهمة الموفد دوريل تتلخص بانه اصر على تذكير المسؤولين والقيادات السياسية بالتزاماتهم حيال المبادرة الفرنسية فسمع من الجميع إعادة تأكيد تمسكهم بهذه الالتزامات كما بالمبادرة. وأبلغهم دوريل ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتابع عن كثب كل ما يجري في لبنان وان التحليلات التي تتحدث عن انحدار اكثر في الوضع كما عن ازدياد الانسداد السياسي تقلق ماكرون الذي يصر على تأليف حكومة سريعا لوضع المسار الإصلاحي قيد التنفيذ.
ووفق معلومات “النهار” شدد الموفد الفرنسي امام جميع من التقاهم على المسؤولية التي يتحملونها في تسهيل تأليف الحكومة مؤكدا لهم ان ماكرون يقف الى جانب لبنان والشعب اللبناني وأوفده الى بيروت لنقل هذا الالتزام مجددا كما للتأكيد ان فرنسا تعمل مع الأمم المتحدة لعقد مؤتمر لدعم لبنان ويجب تطوير مضمون هذا المؤتمر وجعله للدعم الاقتصادي اكثر منه للإنساني من خلال استعجال تأليف الحكومة سريعا. ولفت الموفد الفرنسي الى ان زيارته ليست إنذارا بالعقوبات كما قيل، وان العقوبات يمكن ان تطاول السياسيين اذا غرق البلد في انهيار اكبر. وعلم ان الموفد الفرنسي تعامل مع المقارنة بين حكومة مستقلين وحكومة مدعومة من السياسيين بتفضيله حكومة كفوئين ذات صدقية ويجب ان تنال دعم رئيسي الجمهورية والبرلمان والكتل النيابية.
وقالت "لكن المعطيات المتصلة بمأزق تأليف الحكومة بدت عاصية تماما عن التأثر إيجابا حتى الان بمهمة الموفد الفرنسي. وأشارت المعلومات المتوافرة في هذا السياق الى ان الأيام الأخيرة التي أعقبت اصدار العقوبات الأميركية على النائب جبران باسيل وواكبت زيارة الموفد الفرنسي تعتبر واقعيا فترة الشلل المطلق في الجهود المبذولة لتحريك مسار التاليف، علما ان التشاؤم في امكان حلحلة التعقيدات ازداد في ظل التلميحات والاشتراطات التي صدرت أخيرا عن بعبدا والتي تكشف نيات واضحة في التشدد وعدم تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين".
اللقاءات
ولفتت الصحيفة إلى أنه "في اليوم الثاني لزيارته لبيروت شملت لقاءات الموفد الفرنسي باتريك دوريل الزعامات الحزبية المسيحية فالتقى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لفترة ساعتين ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. وأوضح له الجميل “ان موضوع الحكومة لا يزال يراوح في النهج السابق نفسه وهو المحاصصة والشروط “ مشددا على ان “لا انقاذ للبنان في ظل وجود هذه المنظومة المتحكمة بالبلد وان معركتنا مستمرة بالضغط على السلطة لتطبيق الإصلاحات وصولا الى التغيير الشامل الذي نرجوه”. اما أوساط “المردة” فأشارت الى ان اللقاء مع الموفد كان مناسبة لتجديد تأكيد المردة ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية واذا أرادوا حكومة اقطاب فلتكن. وأشارت أيضا الى ان دوريل اعتبر ان مبادرة الرئيس ماكرون هي خشبة الخلاص الأخيرة للبنان ويجب عدم تفويتها .
وقالت إنه في اللقاء مع جعجع اوضح الموفد الفرنسي انه شدد امام المرجعيات السياسية خلال لقائها في جولته على وجوب تشكيل الحكومة العتيدة في اسرع وقت ممكن باعتبار اننا أصبحنا في وقت حرج وهذه الفرصة الأخيرة للبنان فان تم الاستمرار في المماطلة في التاليف سيضيع لبنان الفرصة وعندها لا مؤتمر دوليا لدعم لبنان ولا مؤتمر سيدر. كما علم ان جعجع سلم الى دوريل رسالة الى الرئيس الفرنسي ماكرون لكي يسلمها بدوره الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لكي ترسل المنظمة الدولية لجنة تقصي حقائق حول انفجار مرفأ بيروت احقاقا للعدالة في هذا المجال.
السفيرة الأميركية
وتطرقت الصحيفة لتصريحات السفير الأميركية، وقالت إنه في المقابل برزت مجموعة مواقف جديدة للسفيرة الأميركية دوروثي شيا اتسمت بتشدد كبير حيال موضوع “حزب الله” والفساد. واتهمت مجددا النائب جبران باسيل بانه “بعلاقته بحزب الله يغطي على سلاحه فيما الأخير يغطي على فساده”. وقالت ان بلادها لم تفعل بعد كما دول الخليج بالابتعاد عن لبنان وعدم دعمه. هذا ما لم نقم به بعد. ما زلنا نستعمل سياسة الضغط على “حزب الله”. كان شرطنا لمساعدة لبنان في مواجهة كورونا الابتعاد عن وزارة الصحة لقرب وزير الصحة من حزب الله والتعامل مع مؤسسات صديقة وموثوق بها كالجامعة الأميركية والجيش اللبناني”. ولفتت الى ان بلادها “لم تدعم الحكومة الأخيرة لان الذي شكلها هو “حزب الله” وسوف نرى ماذا سيكون شكل الحكومة المقبلة لنحدد موقفنا”. وقالت “سوف نصر على مواقفنا واذا لم نفعل فسيعودون الى فسادهم ولا احد سوف يساعدهم بتاتا الا اذا رأينا تقدما خطوة بعد خطوة ولن يكون هناك أي شيء مجاني بعد اليوم “.
كما برز موقف لافت لممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت يان كوبيتش في مناسبة ذكرى مرور مئة يوم على انفجار مرفأ بيروت اذ غرد قائلا “ مئة يوم على الكارثة الوطنية التي تمثلت في انفجار مرفأ بيروت .مئة يوم من التحقيقات بمشاركة خبرات دولية مهمة ورغم ذلك لا وضوح ولا محاسبة ولا عدالة “.
إقفال …شبه كامل
من ناحية اخرى، قالت "النهار" إن الوزارات المعنية والأجهزة الأمنية انصرفت للاستعداد لتنفيذ قرار الاقفال بدءا من اليوم علما ان الاستثناءات الكثيرة التي شملها قرار الاقفال تجعل الخطوة مشوبة بكثير من الشكوك في نجاحها في لجم اعداد الإصابات بكورونا. ووجه رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب كلمة الى اللبنانيين حضهم فيها على التزام تدابير الاقفال والحماية الذاتية فهذا الوباء ليس اقوى ما مر علينا ولكن كل الإجراءات التي تأخذها الدولة لا تنفع اذا لم يلتزم اللبنانيون وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي “. وقال “انا واثق اننا اذا التزمنا سنعود من أوائل الدول التي تنتصر على كورونا كما كنا في الموجة الأولى”.
واكد وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي لـ"النهار" ان “عديد القوى الامنية لا يكفي مئة بالمئة لتطبيق قرار الاقفال، الا انه علينا ان نعمل “بالموجود” وفي العادة لا يمكن ان يتجاوز التطبيق الـ 80 الى 90 بالمئة “ مؤكدا انه “سيتم تسيطر محاضر ضبط بالمخالفين وسيتم تحويل من لا يدفع الى المحكمة ولا رأفة هذه المرة”.